في وقت تتصاعد فيه التوترات الأمنية حول العالم، ويُعاد النظر في سياسات الهجرة والسفر في الولايات المتحدة، جاء موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم شمول المصريين في قرار حظر السفر بمثابة رسالة واضحة ان مصر ما زالت دولة موثوقة في نظر واشنطن، رغم وقوع حادث فردي مثير للجدل من مواطن مصري على الأراضي الأمريكية.


قرار ترامب يُظهر تمييزًا بين الدولة ككيان مسؤول وبين تصرفات فردية لا تعبر عن شعب بأكمله، وهو ما يعكس احترامًا للعلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن.

تصريحات ترامب ..ثقة في الدولة المصرية

خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أوضح ترامب أنه لم يشمل مصر في قائمة الدول المحظورة "لأنها دولة نتعامل معها عن قرب، والأمور لديهم تحت السيطرة"، في إشارة إلى التعاون الأمني الوثيق بين البلدين، وتنسيق الأجهزة المعنية في ملفات مكافحة الإرهاب.

ورغم أن قرار الحظر شمل 12 دولة بشكل كامل و7 دول أخرى بشكل جزئي، بقيت مصر خارج القائمة، وهو أمر ذو دلالة عميقة في هذا التوقيت، خاصة مع الحساسية المتزايدة في ملف الأمن والهجرة.

حادث كولورادو.. مصري متهم في هجوم عنيف

بالتوازي مع هذا القرار، هزت الأوساط الأمريكية أنباء هجوم نفذه المواطن المصري محمد صبري سليمان، الذي ألقى زجاجات مولوتوف على مشاركين في مسيرة مؤيدة للإسرائيليين في مدينة بولدر بولاية كولورادو.
سليمان، الذي يواجه تهمًا فدرالية بارتكاب جرائم كراهية ومحاولة القتل، أثار جدلًا واسعًا، خصوصًا بعد إعلان البيت الأبيض نية ترحيل عائلته فورًا، وهم زوجته وأطفاله الخمسة.

لكن سرعان ما تدخل القضاء، وأصدر القاضي الفيدرالي جوردون غالاغر قرارًا بوقف إجراءات ترحيل الأسرة، في خطوة تعكس حرص المؤسسة القضائية الأمريكية على الفصل بين المتهم وأفراد عائلته الذين لم توجه لهم أي تهم.

البيت الأبيض ووزيرة الأمن.. لهجة حادة وتحقيقات مستمرة

البيت الأبيض، عبر منصة "إكس"، وصف سليمان بـ"المقيم غير الشرعي"، وأكد أن زوجته وأطفاله محتجزون لدى سلطات الهجرة استعدادًا لترحيلهم.
من جهتها، صرّحت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم بأن التحقيقات جارية لمعرفة مدى علم العائلة أو دعمها للهجوم، مما يعني أن القضية ما زالت قيد البحث، مع احتمالية أن تتغير المواقف الرسمية لاحقًا بناءً على نتائج التحقيقات.

لماذا لم تؤثر الحادثة على موقف واشنطن من مصر؟

رغم خطورة ما قام به سليمان، فإن واشنطن، ممثلة في تصريحات ترامب، حرصت على التأكيد أن ما حدث لا يمس الدولة المصرية أو شعبها، بل هو تصرف فردي يندرج ضمن فئة الاستثناءات.
هذا الموقف يعزز صورة مصر دوليًا، ويؤكد قدرتها في الحفاظ على الأمن الداخلي والتعاون الخارجي، وهو ما يُعد مكسبًا دبلوماسيًا في ظل عالم سريع التغيير.

رسالة إيجابية وسط الضجيج

في ظل أزمات متعددة تمر بها المنطقة والعالم، اختارت واشنطن أن تضع ثقتها في مصر، وتفصل بين السياسة والمواقف الفردية.
ورغم أن المواطن المصري محمد صبري سليمان يقبع الآن في مواجهة قضايا جنائية كبرى، فإن قرار ترامب بعدم شمول مصر في قائمة الحظر ليس مجرد قرار سياسي، بل رسالة سياسية تعكس عمق التعاون القائم بين البلدين، وتُبرز قدرة القاهرة على الحفاظ على استقرارها الداخلي وإدارة علاقاتها الدولية بعقلانية.

طباعة شارك ترامب الولايات المتحدة القاهرة واشنطن مصر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب الولايات المتحدة القاهرة واشنطن مصر

إقرأ أيضاً:

التصنيع الأمريكي تحت الضغط.. تكاليف الرسوم قد تطيح بالوظائف

#سواليف

يستعد #الرئيس_الأمريكي #دونالد_ترامب لفرض #زيادات_جديدة على #الرسوم_الجمركية، وقد بدأت تداعيات هذه السياسات تظهر بقوة.

ومن بين القطاعات المتضررة قطاع التصنيع المحلي، الذي يعتمد بشكل كبير على سلاسل الإمداد العالمية. وأشار تحليل لمركز “واشنطن للنمو العادل” إلى أن تكاليف الإنتاج في المصانع قد ترتفع بنسبة تتراوح بين 2% و4.5%.

ونقل تقرير نشرته وكالة “آسوشيتد برس” عن الباحث كريس بانغرت-درونز، معدّ الدراسة، إن هذه الزيادات رغم صغرها النسبي قد تكون كافية لإحداث ضغط كبير على مصانع ذات هوامش ربح ضئيلة، مما قد يؤدي إلى تجميد الأجور أو حتى تسريح العمال وإغلاق المصانع في حال أصبحت التكاليف غير قابلة للتحمّل.

مقالات ذات صلة CFI تحقق حجم تداول قياسي يبلغ 1.51 تريليون دولار في الربع الثاني من العام 2025 2025/07/29

وترامب، من جانبه، يواصل الترويج للرسوم باعتبارها وسيلة لتعزيز التوظيف الصناعي وتقليص العجز التجاري، مشيرًا إلى أنها ستوفر دخلًا يُستخدم لسد العجز في الميزانية. وقد أعلن عن أطر تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان والفلبين وإندونيسيا، تتضمن فرض رسوم تتراوح بين 15% و50% على واردات عدة.

لكن الدراسة الحديثة تسلط الضوء على التكاليف الاقتصادية والسياسية المحتملة لهذه السياسات، خاصة في ولايات حاسمة مثل ميشيغان وويسكونسن، حيث تمثل الوظائف في قطاعات الصناعة والبناء والتعدين والطاقة أكثر من 20% من سوق العمل.

وبينما يؤكد البيت الأبيض أن هذه الاتفاقيات ستفتح أسواقًا جديدة للشركات الأمريكية، إلا أن قطاع الذكاء الاصطناعي – الذي يراهن عليه ترامب كمستقبل للاقتصاد – يعتمد على واردات كثيرة، حيث أن أكثر من 20% من مدخلات صناعة الإلكترونيات تأتي من الخارج، ما يعني أن الرسوم قد ترفع بشكل كبير كلفة تطوير هذا القطاع.

وفي استطلاع أجراه الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، أشار غالبية الشركات إلى أنها ستمرر نحو نصف التكاليف الناتجة عن الرسوم الجمركية إلى المستهلكين عبر رفع الأسعار. كما أظهرت بيانات وزارة العمل فقدان 14,000 وظيفة صناعية منذ إعلان الرسوم في أبريل/نيسان، مما يزيد الضغط على إدارة ترامب لإثبات قدرتها على تحفيز نمو حقيقي.

ولا يقتصر تأثير الرسوم على الشركات المستوردة. ففي ميشيغان، يعاني مصنع “Jordan Manufacturing” من ارتفاع أسعار لفائف الصلب بنسبة تصل إلى 10%، رغم أنه لا يستورد من الخارج. فبفضل القيود المفروضة على المنافسة الأجنبية، رفعت المصانع الأمريكية أسعارها أيضًا.

أما “Montana Knife Co”، المتخصصة في صناعة السكاكين، فتواجه رسومًا بنسبة 15% على معدات ألمانية لا بديل أمريكي لها، فضلًا عن رسوم مستقبلية بنسبة 50% على الفولاذ السويدي بعد إفلاس المورد الأمريكي السابق.

ورغم طمأنة البيت الأبيض بأن التضخم تحت السيطرة، تشير تقديرات “Budget Lab” في جامعة ييل إلى أن الأسر الأمريكية قد تخسر نحو 2400 دولار سنويًا بسبب تأثيرات الرسوم. ويبدو أن الاقتصاد الأمريكي يسير على حافة التوازن، وسط تصاعد المخاوف من أن الرسوم قد تضر أكثر مما تنفع.

مقالات مشابهة

  • مسؤول بـ البيت الأبيض: ترامب يرى أن الاعتراف بدولة فلسطينية مكافأة لحماس
  • مشروع قانون حظر تداول الأسهم على المسؤولين يلاحق البيت الأبيض
  • التصنيع الأمريكي تحت الضغط.. تكاليف الرسوم قد تطيح بالوظائف
  • ابتداءً من أغسطس المقبل.. الرئيس الأمريكي يفرض رسومًا جمركية على الواردات الهندية بنسبة 25%
  • ضبط قضايا قيمتها 5 ملايين جنيه في ضربة جديدة ضد مافيا العملات الأجنبية
  • واشنطن تدعو إلى تعديل عقوبات مجلس الأمن المفروضة ضد سوريا
  • السيسي يناشد الرئيس الأمريكي ترامب لوقف الحرب في غزة
  • وزير الدفاع التركي يلتقي السفير الأمريكي
  • ضربة جديدة ضد «مافيا العملات الأجنبية».. ضبط قضايا قيمتها 5 ملايين جنيه
  • دي مينور يقتحم قائمة «توب 10» للاعبي التنس