اليمن في مواجهة كيان العدو .. استراتيجية الردع والتحرير
تاريخ النشر: 9th, June 2025 GMT
يمانيون || كتابات:
في سياق معركة الوعي والسيادة، تخوض اليمن اليوم واحدة من أعظم المعارك في تاريخ الأمة، مواجهةً الكيان الصهيوني في ميدان لم يتوقع يوماً أن يتعرض فيه للهزيمة (البحر، والجو، والاقتصاد) فمنذ انخراط صنعاء في هذه المعركة المقدسة، تبنت استراتيجية ضغط متصاعدة ضد العدو الإسرائيلي، لا تقتصر على العمل العسكري فقط، بل تمتد إلى مجالات التأثير الاقتصادي والسياسي، مُسجِّلة بذلك سابقة عربية غير معهودة.
البحر الأحمر، الذي لطالما اعتبرته إسرائيل ممراً آمناً لتجارتها وأمنها، تحوَّل بفعل العمليات اليمنية إلى فخٍ مفتوح يهدد سفن العدو وشركاته. فالهجمات الدقيقة على السفن المرتبطة بإسرائيل أجبرت كبريات شركات الشحن العالمية على تعليق عملياتها؛ هذا الانسحاب لم يكن وليد التهويل الإعلامي، بل نتيجة مباشرة لقوة الضربات اليمنية ودقتها، ما أدى إلى شلل في ميناء إيلات وانهيار في حركة السفن المرتبطة بالاقتصاد الإسرائيلي.
في أعقاب تصاعد العمليات اليمنية، خاصة بعد استهداف مطار اللد المسمى إسرائيليًا “بن غوريون” بصواريخ باليستية وفرط صوتية من اليمن، أعلنت العديد من شركات الطيران العالمية تعليق رحلاتها من وإلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل كيان إسرائيل. هذا القرار جاء نتيجة للمخاوف الأمنية المتزايدة وتأثير الهجمات على حركة الملاحة الجوية.
أبرز شركات الطيران التي علّقت رحلاتها:
مجموعة لوفتهانزا (تشمل الخطوط الجوية الألمانية، السويسرية، النمساوية، وخطوط بروكسل).
الخطوط الجوية الفرنسية (Air France).
الخطوط الجوية البريطانية (British Airways).
دلتا إيرلاينز (Delta Airlines).
يونايتد إيرلاينز (United Airlines).
إير إنديا (Air India).
إيتا إيروايز (ITA Airways).
رايان إير (Ryanair).
ويز إير (Wizz Air).
إير يوروبا (Air Europa).
إيجين إيرلاينز (Aegean Airlines).
إير بالتيك (Air Baltic).
إير فرانس-كيه إل إم (Air France-KLM).
فيرجن أتلانتيك (Virgin Atlantic).
الخطوط الجوية التركية (Turkish Airlines) وبيجاسوس (Pegasus).
هذا التعليق الجماعي يعكس تصاعد المخاوف الأمنية لدى شركات النقل الجوي العالمية، وسط تصاعد التوترات في المنطقة.
• تأثيرات كارثية على الداخل الصهيوني
العمليات اليمنية تدفع بملايين المستوطنين إلى الملاجئ بشكل شبه يومي، وتحدث خللاً كبيراً في منظومة الردع الإسرائيلية. فالخسائر الاقتصادية الناتجة عن تعطّل الموانئ والمطارات، إضافة إلى حالة الذعر الداخلي، أثبتت هشاشة الجبهة الداخلية للكيان. هذا الانكشاف جاء نتيجة عمل منظم وممنهج من صنعاء، يؤكد أن اليمن لم يعد رقماً هامشياً في معادلة الصراع، بل بات رأس حربة في مشروع التحرير.
هذه الاستراتيجية ليست مجرد رد فعل، بل مشروع وطني وإقليمي يعيد رسم معادلة المواجهة مع العدو الإسرائيلي. فالتحرك اليمني كسر حالة الصمت العربي، وأعاد تفعيل البوصلة نحو فلسطين، بعد عقود من التواطؤ أو الحياد.
ختاماً..ما تقوم به اليمن اليوم ليس فقط خدمة لفلسطين، بل إسهام في تحرير الوعي العربي من أوهام التفوق الصهيوني. فبإمكانيات متواضعة وإرادة صلبة، استطاعت صنعاء أن تُربك كياناً يمتلك أحدث منظومات التجسس والتسليح. هذه الحرب ليست تقليدية، بل معركة كرامة، واليمن يخوضها بثبات، نيابة عن أمة بأكملها.
ومن هنا، فإن كل صاروخ ينطلق من الأراضي اليمنية ليس مجرد سلاح، بل رسالة بأن الشعوب حين تقرر، فإن المستحيل ينهار.
بقلم/مبارك حزام العسالي*
اليمن في مواجهة كيان العدوالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الخطوط الجویة
إقرأ أيضاً:
أزمة داخلية تهدد كيان الاحتلال.. باراك يدعو للعصيان المدني
دعا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق إيهود باراك إلى عصيان مدني واسع وإضراب عام، معتبراً أن الكيان الإسرائيلي ينهار من الداخل ويفقد مكانته الدولية، في ظل استمرار الحرب على غزة وتدهور الوضع الداخلي.
وفي مقال نشرته صحيفة هآرتس اليوم الجمعة، قال باراك إن "إسرائيل التي عرفناها والرؤية الصهيونية تنهاران"، مضيفاً أن الاحتلال يتحول إلى "دولة منبوذة في العالم"، بينما فقدت غالبية الإسرائيليين الثقة في الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بجرائم حرب في غزة.
وأشار باراك إلى أن "الجيش الإسرائيلي حقق إنجازات في لبنان وإيران وسوريا، لكنه عالق حالياً في حرب استنزاف بقطاع غزة"، محذّراً من أن "الدماء تسيل، وعائلات جنود الاحتياط تنهار، والمخطوفون تُركوا لمصيرهم مقابل بقاء الحكومة في السلطة".
ورأى باراك أن السبيل الوحيد لإنقاذ الكيان الإسرائيلي هو "خروج مليون شخص إلى الشوارع وتعطيل الدولة بالكامل، حتى ترضخ الحكومة لإرادة الشعب وتتنحى"، مؤكداً أن "الوقت قد حان للخروج والاحتجاج على مدار الأسبوع، لا في عطلات نهاية الأسبوع فقط".
وتأتي تصريحات باراك وقت يواجه فيه الاحتلال الإسرائيلي عزلة متزايدة دولياً، وسط تواصل حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، بينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة خانقة تفتك بالسكان، في ظل تجاهل الاحتلال لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن