بدأت أمس الأحد، جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة، في القاهرة، بمشاركة مصر والسودان وإثيوبيا، وذلك بعد تجميدها لعدة أشهر، من جانب أديس أبابا، فيما تأتي جولة المفاوضات الجديدة، بعد اتفاق الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في 13 يوليو الماضي، على استئناف مفاوضات سد النهضة، وذلك خلال زيارة آبي أحمد لمصر، على هامش قمة دول الجوار السوداني.

واتفق الرئيس السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، على استئناف مفاوضات سد النهضة مرة أخرى، ووضع إطار زمني للانتهاء من التفاوض، خلال 4 أشهر، وهو ما اعتبره المحللون انفراجة في ملف سد النهضة، بعد تعليق مفاوضات حين أعاد مجلس الأمن الملف للإتحاد الإفريقي، باعتباره قضية داخلية بالاتحاد.

بدء الملء الرابع لسد النهضة

خلال هذه الفترة عمدت إثيوبيا على الشروع في بدء الملء الرابع لبحيرة سد النهضة، ووصل منسوب البحيرة، إلى 15 مليار متر مكعب إضافة إلى 17 مليار متر مكعب، كان قد تم تخزينها خلال الـ3 سنوات الماضية، ليصبح إجمالي المخزون في البحيرة حوالي 32 مليار متر مكعب، على أن يستمر التخزين الرابع إلى الأول من سبتمبر.

رئيس وفد إثيوبيا يعلق على استئناف مفاوضات سد النهضة شاهد .. أول لقطات من استئناف مفاوضات سد النهضة

وفيما يتعلق بجولة المفاوضات الجديدة، فكان وزير الموارد المائية والري، الدكتور هاني سويلم، أكد في تصريحات سابقة، أن الحقوق المائية لمصر، خط أحمر، وأن مصر لا تتفاوض على حقوقها المائية، وإنما تتفاوض على طريقة ملء وتشغيل سد النهضة، معربا عن تفاؤله بالمفاوضات ولكن بحذر، وهو ما سنراه خلال الـ4 أشهر المقبلة، كما أن مصر لديها فريق تفاوضي على أعلى مستوى به كوادر قانونية وسياسية وفنية، والعمل جارٍ حاليا للإعداد لـ مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا خلال سقف زمني محدد، حيث لا يمكن أن يكون التفاوض ممتدا مثلما كان في السابق.

أهداف مصر من مفاوضات سد النهضة

في هذا الصدد، قال الدكتور حامد فارس، خبير العلاقات الدولية، إن مفاوضات سد النهضة الجديدة، انطلقت بعد تعسر كبير، خاصة أن إثيوبيا قد بدأت في الملء الرابع، في ظل حدوث انفراجة نوعية بعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى القاهرة، ومشاركته في مؤتمر دول الجوار السوادني، وتم الاتفاق والتنسيق حينها مع الجانب المصري والإثيوبي على استئناف المفاوضات الوصول إلى حلول شاملة، ونهائية لأزمة سد النهضة، خلال 4 أشهر، قد مر منهم حوالي 45 يوما.

تغيرات بالمفاوضات بسبب بريكس

وأضاف فارس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن مصر تسعى وتستهدف خلال هذه المفاوضات إلى إيجاد اتفاق قانوني ملزم، وأن مصر ليس لديها اعتراض على سد النهضة، وإنما تشدد على ضرورة ألا يضر السد بمصر، وضرورة الوصول إلى حل لهذه القضية الشائكة، مشيرا إلى أن انضمام مصر و إثيوبيا معا إلى مجموعة البريكس، هو متغير جديد في سير المفاوضات، ويحتم على الدولتين التعاون بشكل كبير سياسيا واقتصاديا.

وعن توقعاته علام ستكون نهاية المفاوضات، فقد توقع خبير العلاقات الدولية، أن تشهد مفاوضات سد النهضة الحالية، انفراجة، حال صدقت النوايا وكانت هناك إرادة سياسية إثيوبية، للوصول إلى تفاهمات حقيقية، تكون هذه التفاهمات منفذة لاتفاق المبادئ الذي تم توقيعه، عام 2015، والذي يلزم مصر والسودان وإثيوبيا، وخاصة إثيوبيا بألا يتم اتخاذ أي إجراءات أحادية الجانب، تضر بالأطراف الأخرى المصرية والسودانية.

أهداف مصر في الملء الرابع

وفيما يتعلق بالملء الرابع للسد، كان وزير الموارد المائية والري، الدكتور هاني سويلم، أكد أنه لابد في الملء الرابع، ضمان عدم حدوث ضرر ملموس خلال العام المائي 2023 - 2024، خاصة وأن ملء سد النهضة مياه تخصم من الكمية القادمة عبر النيل إلى السودان ومصر، مشددا على أن حقوق مصر المائية خط أحمر لجميع المفاوضين، وأن التفاوض ليس عليها، أو الحصص المائية وهو ما يحدث مثل بدء التفاوض وما سيحدث مستقبلًا، حيث إن التفاوض على كيفية ملء وتشغيل سد النهضة بما يخدم إثيوبيا ويحافظ على مصالح مصر والسودان.

أسامة السعيد: مفاوضات سد النهضة هذه المرة مهمة لأنها مرتبطة بإطار زمني كواليس عودة مفاوضات سد النهضة بعد توقفها ثلاث سنوات.. تفاصيل

وعن أهداف مصر من التفاوض، أكد سويلم، أن عملية الملء، يجب أن تتم في مرحلة الفيضانات المرتفعة، مشيرا إلى أن تعثر إثيوبيا في خطوات الإنشاء لم يحقق الكميات المستهدفة في عملية الملء، بجانب ارتفاع الفيضانات في السنوات السابقة والإجراءات التي اتخذتها الدولة، أيضا كانت أسباب تجاوز آثار ملء السد خلال السنوات الماضية.

موضحا أنه لا أحد يضمن مرور الملء الرابع والخامس لسد النهضة بسلام كما حدث في السابق، ولابد من التفرقة بين القدرة على الملء وبين المنفذ بالفعل، وقدرة إثيوبيا على الملء الرابع قد تزيد عن 24 مليار إلى 26 مليار متر مكعب من المياه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سد النهضة مفاوضات سد النهضة بريكس مصر اثيوبيا الملء الرابع استئناف مفاوضات سد النهضة ملیار متر مکعب الملء الرابع على استئناف آبی أحمد أن مصر

إقرأ أيضاً:

عباس شراقي: إثيوبيا خالفت إعلان المبادئ.. وسد النهضة أصبح مشروعا غير شرعي

أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن تصريحات وزير الموارد المائية والري، الدكتور هاني سويلم، خلال لقائه سفراء البعثات الإفريقية، كانت بمثابة رسالة واضحة عن حجم الجهد المصري في ملف سد النهضة، وكشفت التزام مصر الكامل بالمسار التفاوضي على مدى 14 عامًا.

شريف عامر: إثيوبيا تتعامل بطريقة شراء الوقت والمناورة بملف سد النهضةقبل 20 يوليو.. خبير يحذر إثيوبيا من خطــ ر قادم على سد النهضةزيادة طفيفة في المخزون.. وخبير يكشف موعد الفتح الإجباري لبوابات سد النهضةمصر وقّعت اتفاق واشنطن.. وإثيوبيا غابت في اللحظة الأخيرة

أوضح شراقي، في مداخلة هاتفية ببرنامج "خط أحمر" على قناة "الحدث اليوم"، أن مصر خاضت مفاوضات مباشرة وطويلة مع إثيوبيا والسودان، وانتهت بمفاوضات رعتها الولايات المتحدة عام 2019، وتوصلت لصيغة نهائية لاتفاق قانوني ملزم، غير أن إثيوبيا انسحبت في اللحظة الأخيرة، فيما وقّعت مصر بالأحرف الأولى، ما يعكس حسن نيتها واستعدادها للتسوية.

مجلس الأمن أعاد الملف إلى الاتحاد الإفريقي بعد فشل إثيوبيا في الالتزام

وأضاف شراقي أن مصر لجأت إلى مجلس الأمن الدولي عامي 2020 و2021، بعد انسداد أفق التفاوض، لكن المجلس أعاد الملف للاتحاد الإفريقي، حيث استؤنفت المفاوضات دون نتائج ملموسة، بسبب ما وصفه بـ"النهج الإثيوبي القائم على المراوغة والانفراد بالقرار".

خروج صريح عن إعلان المبادئ.. والسد أصبح غير قانوني

شدد شراقي على أن إثيوبيا خالفت اتفاق إعلان المبادئ الموقّع في مارس 2015، والذي نصّ على التعاون في التخزين والإدارة، مؤكدًا أن أديس أبابا أكملت جميع مراحل التخزين دون أي تنسيق، وهو ما يُفقد المشروع شرعيته القانونية، ويُعد انتهاكًا صريحًا لحقوق مصر المائية.

60 مليار متر مكعب تخزين.. والضرر على مصر مباشر وكبير

أشار الخبير المصري إلى أن التخزين الإثيوبي حتى الآن بلغ نحو 60 مليار متر مكعب، أي ما يعادل تقريبًا كامل حصة مصر السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر)، موضحًا أن هذه الكميات كانت ستتجه بطبيعتها إلى المصب، وأن احتجازها يُشكل ضررًا جسيمًا لا يمكن إنكاره.

مصر تواجه الأزمة بمشاريع مائية غير مسبوقة

أكد شراقي أن الدولة المصرية اتخذت إجراءات ضخمة لمواجهة أزمة سد النهضة، من بينها إنشاء محطات المعالجة العملاقة مثل "بحر البقر" و"المحسمة" و"الحمام"، إلى جانب تحديث نظم الري، وتقليص زراعة الأرز، والتحول إلى محاصيل أقل استهلاكًا للمياه، مشيرًا إلى أن تكلفة هذه الإجراءات تجاوزت 500 مليار جنيه.

اختتم شراقي تصريحه بالتأكيد على أن أي مشروع مائي يُقام دون تنسيق مع دول المصب ويمس حقوقها التاريخية يُعد غير شرعي، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والضغط من أجل التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يحمي أمن واستقرار شعوب المنطقة.

طباعة شارك وزير الموارد المائية والري سد النهضة إثيوبيا والسودان

مقالات مشابهة

  • عباس شراقي: إثيوبيا خالفت إعلان المبادئ.. وسد النهضة أصبح مشروعا غير شرعي
  • إثيوبيا تدعو مصر والسودان لافتتاح سد النهضة في سبتمبر المقبل
  • أول تعليق رسمي من مصر بعد دعوة إثيوبيا لها لحضور افتتاح سد النهضة
  • هل انتهت إثيوبيا من بناء سد النهضة؟.. خبير يكشف التفاصيل
  • حصة مصر ستصل كاملة.. أستاذ جيولوجيا يكشف تفاصيل حول سد إثيوبيا
  • إثيوبيا تعلن اكتمال بناء سد النهضة.. ورسالة لمصر والسودان
  • إثيوبيا تعلن افتتاح سد النهضة في سبتمبر.. والقاهرة ترد
  • «وزير الري»: إثيوبيا تحاولة فرض الهيمنة المائية بدلا من الشراكة والتعاون.. و مصر لن تسمح بهذا
  • إثيوبيا تعلن اكتمال بناء سد النهضة وتستعد لتدشينه
  • رئيس وزراء إثيوبيا يعلن إنجاز العمل في سد النهضة «دون تأثير سلبي على مصر والسودان»