لجريدة عمان:
2025-10-16@13:33:24 GMT

رحلة الفراشة نحو فخاخ الضوء

تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT

تحيلنا الشاعرة أمل الجبوري فـي عنوان كتابها الجديد (قتل سيبويه فأحياني.. رحلتي نحو الضوء)، الذي صدر فـي لندن 2025م، إلى حادثة شهيرة فـي تراثنا العربي جرت بين عالمين فـي النحو، هما: سيبويه والكسائي، وما جرى بينهما من خلاف فـي (المسألة الزنبورية)، وتستخدم الجبوري كلمة (القتل) من باب المجاز، فالقتل الذي تعنيه هو «الهزيمة المعنوية التي تعرّض لها سيبويه على يد خصمه الكسائي، شيخ مدرسة النحو فـي الكوفة وبغداد، فـي مناظرة تفوّق فـيها على سيبويه الذي هُزم أمام الملأ تلك الهزيمة النحوية، التي تسببت فـي اعتزاله فـي بيته حتى الوفاة، فمجازًا أدت إلى قتله أمام الخليفة هارون الرشيد أو وزيره يحيى البرمكي»،

كما أوضحت الشاعرة أمل الجبوري فـي مقدمة كتابها، مشيرة لأحداث جرت لها غيّرت مسارات حياتها، لتبدأ أشواطًا جديدة، فالكتاب هو أقرب ما يكون إلى مراجعة ذاتية، سلّطت من خلاله الأضواء على سيرتها الأدبية، وقد بدأت فكرته حينما وصلتها رسالة من امرأة شابة كانت بين الحضور فـي مؤتمر أُقيم فـي جامعة كمبريدج 2024، وشاركت به، وروت خلاله حكايتها مع المراجعات الفكرية التي قادتها إلى ما هي عليه اليوم، وتحدثت عن انتقالها من رفض التراث إلى إعادة اكتشافه بعين القلب والعقل،

فجاء الكتاب ليقدّم إجابات عن التساؤلات التي تضمّنتها رسالة الفتاة، عبر بحوث ومقالات بدأتها بمقدمة عنوانها (رحلة فـي سؤال الهوية)، وتوالت بعدها العناوين: تأملات حول سردية التحرر، والهوية المسلمة فـي الحياة اليومية: تجارب شخصية وجماعية، والتعامل مع الخوف، الأدب، والمنفى، والحجاب، الرمزية والقيم الشخصية، قتل سيبويه فأحياني، واختتمت الكتاب بنص نثري طويل حمل عنوان (طوبى للعربية وللغرباء).

وانطلقت بكتابها من حدث جرى فـي مطلع حياتها الثقافـية، كان له الأثر الكبير فـي إعادة تشكيل تفكيرها، وغيّر نظرتها للعالم، فحين شاركت فـي مهرجان أُقيم للشعراء الشباب عام 1984م، هو مهرجان الأمة الشعري، انزعج إخوتها، معتبرين هذه المشاركات «حرية تجاوزت حدودها لفتاة بعمرها»، فنقلت الخبر إليها صديقة لها وقالت: «إخوانك أحرقوا كتبك وهم فـي طريقهم لقتلك»، وكانت تتناول الغداء مع الشاعر نزار قباني والشاعرة سعاد الصباح، فأغمي عليها وسقطت فـي بهو الفندق، وقام بنجدتها الشاعران: جواد الحطاب ووسام هاشم، وحين أفاقت، وجدت أنها فقدت صوتها، وأصيبت بالخرس، وسط دهشة قباني، الذي نقل الخبر للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، حين استقبل الشعراء العرب المشاركين بالمهرجان،

وخصّه بلقاء بمفرده، فقال له قباني: «حينما تزوجت بلقيس ابنة بغداد فـي الستينيات، كان المجتمع العراقي منفتحًا اجتماعيًا بشكل كبير، على ما يبدو بالمقارنة اليوم (1984م)، فهل يُعقل أن يحاول شبان عراقيون قتل أختهم الصغرى، وجريمتها هي الشعر؟»، فانزعج الرئيس واستدعى الشاعرة لمعرفة ظروف القضية، وتقديم العون لها لاستعادة صوتها، وحين اطلع على كافة التفاصيل، من خلال مرافقتها (أم بشار) مديرة المهرجان، قال لها مطمئنًا: «صوتك سيعود قريبًا»، ثم كتب لمدير مستشفى ابن البيطار، وكان من المشافـي المتطورة فـي الشرق الأوسط: «تُعرض الشاعرة أمل ظاهر حسن على الأطباء الأجانب، ويجب إعادة صوتها خلال 72 ساعة فقط».

وبعد إجراء الفحوصات، قال الطبيب الإيرلندي: «الخرس الذي أصيبت به هو خرس نفسي»، ونصح بتوفـير بيئة آمنة لاستعادة صوتها الطبيعي، فسأل المدير د. حسام البغدادي: «كم ساعة بتقديرك تستطيع أن تتحدث الشاعرة؟»، فأجابه: «لا أعرف بالضبط، ربما خلال أيام أو أسبوعين»، وهو جواب وضعه فـي حيرة، فالأمر الرئاسي واضح وصريح، ويستوجب العلاج خلال (72) ساعة فقط، لذا لم يجد بدًّا من تعريضها للصدمات الكهربائية،

وبعد أن تعرّضت لسبع عشرة صدمة كهربائية، بدأت تستعيد صوتها، وكان من المقرّر لها أن تستكمل علاجها فـي باريس، وقبل سفرها بيوم، تسببت وشاية من أحد الشعراء بإحالتها إلى التحقيق، وقال لها مرافق الرئيس عبد حمود: «لسانك الذي أعدناه لك سنقطعه إذا ما تجرّأت، ليس فقط على الكلام ضد سمعة الرئيس، وإنما إذا ذكرت اسمه على لسانك»، ومُنعت من السفر، وبدلًا من أن تكسرها تلك المشكلة، أحدثت نقلة فـي حياتها، بل أعادت تشكيلها، وعنها تقول: «هذه الحادثة كانت ولا تزال نقطة تحوّل عميقة فـي وجودي كله، فالشعر كان الأمين على أوجاعي، وكان أعظم وصفة فـي التمرين على الصبر».

وإلى جانب الكتابة الشعرية، انصرفت لدراسة الأدب الإنجليزي، وفـي عام 1997، غادرت بغداد إلى ألمانيا لتفتح صفحة جديدة فـي حياتها، لتصدر 14 كتابًا بين الشعر، والترجمة، وتصبح باحثة متخصصة بحقوق الإنسان، والأديان المقارنة، والفلسفة، وهي حاليًا تعمل باحثة فـي جامعة لندن، بمعهد الدراسات الشرقية الإفريقية والشرق أوسطية، وتشارك فـي مؤتمرات عالمية، وأستاذًا زائرًا فـي جامعات مرموقة، منها جامعة أكسفورد، وجامعة كمبريدج، وجامعات عديدة فـي أمريكا، لكنها لم تنقطع عن جذورها وثقافتها، التي ظلّت تشكل لها مرجعية فـي رحلتها نحو ضوء المعرفة والجمال والقصيدة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الخارجية الأمريكية تتغنى بترامب: "رئيس السلام الذي أنهى 8 حروب خلال 8 أشهر"

أبرزت وزارة الخارجية الأمريكية، عبر تدوينة لها عبر منصة "إكس"، ما وصفته بنجاحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إنهاء النزاعات، واصفةً إياه بـ"رئيس السلام"، بوصفه أنهى 8 حروب خلال 8 أشهر فقط.

 

وتضمن منشور الوزارة صورة لترامب وهو يلوح بيده أثناء نزوله من الطائرة، مع قائمة تضمنت أسماء الدول أو الأطراف التي قالت إنه ساهم في إنهاء النزاعات بينها.

 

 

وتشمل القائمة كل من: كمبوديا وتايلاند، كوسوفو وصربيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، باكستان والهند، إسرائيل وإيران، مصر وإثيوبيا، أرمينيا وأذربيجان، بالإضافة إلى إسرائيل وحماس.

 

ترامب: سأقرر ما أراه صائبًا لمستقبل الفلسطينيين


قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، إنه سيقرر ما يراه صائبًا لمستقبل الفلسطينيين وقطاع غزة المحاصر والمدمّر.

وأضاف ترامب: "كثيرون يؤيدون حلّ الدولة الواحدة، وبعضهم يفضّل حل الدولتين، سنرى".

وأضاف الرئيس الأمريكي: "لم أعلّق على ذلك بعد، سأقرّر ما أراه صائبا، لكن بالتنسيق مع دول أخرى".

 

الاتحاد الأوروبي يعتزم إعادة التفاوض على الاتفاق التجاري مع واشنطن بعد انتهاء ولاية ترامب


ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، نقلاً عن دبلوماسيين أوروبيين، أن المفوضية الأوروبية تستعد لإعادة التفاوض بشأن الاتفاقية التجارية الموقعة مع الولايات المتحدة، وذلك عقب انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضحت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي يعتزم مراجعة الاتفاق الذي يعتبره غير متوازن مع واشنطن، مشيرة إلى أن وزراء التجارة الأوروبيين سيناقشون هذا الملف، يوم الثلاثاء في الدنمارك، مع مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش.

وأضافت أن عدداً من الدول الأعضاء كانت قد وافقت على الاتفاق السابق على مضض، لكنها تطالب الآن بإدراج بند يحدد تاريخ انتهاء صلاحية الاتفاقية، بحيث تنتهي تلقائياً دون تجديدها.

ووفقاً للمصادر نفسها، فإن المفوضية الأوروبية تبدي استعداداً لمناقشة هذا المقترح، في إطار السعي إلى صياغة ترتيبات تجارية أكثر توازناً مع الولايات المتحدة.

 

ترامب يزور ماليزيا ويحضر توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا


قال وزير الخارجية الماليزي محمد حسن إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيزور ماليزيا في 26 أكتوبر للمشاركة في قمة دول "آسيان".

 

ونقل موقع "ستار" عن حسن قوله إن القمة التي ستعقد في العاصمة كوالالمبور بين 26 و28 أكتوبر،  ستشهد توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا.

ووفقا للموقع، قال الوزير إن ترامب سيزور ماليزيا في 26 أكتوبر و"يتطلع بشغف" إلى توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا.

وأشار إلى أن الاتفاقية تتضمن إزالة جميع الألغام والمدفعية الثقيلة من الحدود بين البلدين، مؤكداً أن ماليزيا والولايات المتحدة ستدعمان عملية التوصل إلى هذا الاتفاق.

وأوضح قائلا: "نأمل خلال القمة أن نرى توقيع إعلان يُعرف باسم اتفاقية كوالالمبور بين هذين الجارين لضمان السلام ووقف إطلاق النار طويل الأمد".

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • أطفال منتدى الشرقية في رحلة للخيول.. يوم من البهجة والتعلم
  • «الأوراق المالية» تسلّط الضوء على مستقبل الخدمات التنظيمية في «جيتكس 2025»
  • مهرجان الدوحة السينمائي يسلّط الضوء على الأصوات العربية المؤثرة خلال دورته المقبلة
  • الطيرانات السويسري والتشيكي والسلوفاكي تدشن الموسم السياحي الشتوي بظفار لعام 2025
  • الخارجية الأمريكية تتغنى بترامب: "رئيس السلام الذي أنهى 8 حروب خلال 8 أشهر"
  • محمد صلاح يستمتع بإجازة قصيرة في الغردقة بعد تأهل المنتخب للمونديال
  • طبيب الأهلي يكشف مصابي الفريق قبل رحلة بوروندي
  • رحلة العقل والروح.. المفكر الذي تحدى الظنون واكتشف الإسلام (2 من 3)
  • ذكرى رحيل فتى الشاشة الأول.. رحلة محمود ياسين في عالم الفن
  • نص اتفاق غزة الذي وقع عليه ترامب وقادة العالم في شرم الشيخ