الدكتورة مريم بن ناصر المسند: قطر تعتبر الصحة أساسا للسلام والأمن الإنساني
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
شاركت الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي في قطر، في الاجتماع السنوي الثاني لمبادرة الدوحة بشأن السياسة الصحية في الجنوب العالمي 2025، الذي عقد في الدوحة.
وأوضحت سعادتها، في كلمة، أن هذا الاجتماع ليس فقط لمراجعة ما تحقق، بل لمواصلة مسيرة إنسانية بدأت برؤية تؤمن أن الصحة ليست امتيازا، بل حق لكل إنسان أينما كان، لافتة إلى أن هذه المبادرة تحمل أهمية خاصة لدولة قطر، لأنها تجسد رؤيتها للتعاون والابتكار والمسؤولية الجماعية في تعزيز الصحة العالمية.
وذكرت الوزيرة أن دولة قطر دعمت إطلاق هذه المبادرة، انطلاقا من إيمانها الراسخ بأن بلدان الجنوب العالمي لا يجب أن تبقى متلقية للسياسات، بل شريكة في صياغتها، فاعلة في ابتكار حلولها، وصاحبة صوت مسموع في الحوار العالمي حول مستقبل الصحة.
وبينت سعادتها أن التفاوت في فرص الحصول على الرعاية الصحية لا يزال من أبرز التحديات في عالمنا اليوم، خاصة بالنسبة للنساء والفتيات والفئات الأكثر هشاشة، مشيرة إلى أنه في كثير من البلدان، لا تزال العيادات بعيدة، والأدوية نادرة، والمرافق محدودة، والعاملون الصحيون يواجهون أعباء تفوق طاقتهم، وفي الغالب توجه الجهود نحو العلاج بعد وقوع المرض، بدلا من الوقاية والكشف المبكر.
وأوضحت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي، أن بناء أنظمة صحية فعالة يبدأ من الوقاية، والتعليم، والبيئة، ومن الإنسان نفسه، لافتة إلى أن الصحة ليست مجرد خدمة تقدم، بل كرامة تصان، وهي حق أساسي من حقوق الإنسان، وركيزة لا غنى عنها لتحقيق التنمية المستدامة.
الأولوية للصحةوأضافت "نحن في قطر نؤمن بأن أي أزمة صحية محلية لا تبقى محلية، بل تمتد آثارها إلى الجميع. لذلك، فإن إعطاء الأولوية للصحة ومعالجة العوامل الاجتماعية والبيئية التي تؤثر فيها، هو السبيل لبناء مجتمعات أكثر مرونة وازدهارا وعدلا".وقالت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي، إن الاجتماع الأول للمبادرة، طرح بصراحة التحديات التي تواجه تنفيذ السياسات الصحية، من ضعف القدرات المؤسسية ونقص الكوادر، إلى محدودية التمويل والبنية التحتية في المناطق الريفية والنائية، مشيرة إلى أن توصيات تقرير 2024 أكدت أهمية الاستثمار المستدام في بناء القدرات، وتعزيز التنسيق، وتطوير البيانات الموثوقة لصنع قرارات قائمة على الأدلة.
إعلانوأضافت "لقد استرشدت قطر بهذه التوصيات خلال العام الماضي، سواء في سياساتها الوطنية أو في جهودها الدولية، لتبرهن أن الرؤية المدروسة قادرة على التحول إلى أثر ملموس عندما تتكامل الإرادة بالعمل".
وتطرقت سعادتها إلى الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024 – 2030 التي دشنها الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، لتكون خريطة طريق طموحة نحو نظام صحي متكامل يضع الإنسان في قلب أولوياته، مشيرة إلى أن الاستراتيجية تركز على الوقاية قبل العلاج، وتكامل الخدمات بين القطاعين العام والخاص، ووصول عادل وشامل لكل فئات المجتمع، من الأطفال وكبار السن إلى الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتابعت الوزيرة "الابتكار والبحث والتطوير يشكلان محور هذه الاستراتيجية، لأنها لا تكتفي بتقديم الخدمات، بل تسعى إلى بناء كوادر وطنية مؤهلة قادرة على قيادة مستقبل الصحة في قطر".
وقالت سعادتها إن قطر كانت ولا تزال، في طليعة الدول التي تعتبر الصحة أساسا للسلام والأمن الإنساني، موضحة أنه خلال العقد الماضي، قدم صندوق قطر للتنمية أكثر من مليار دولار كمساعدات في مجال الرعاية الصحية، استفادت منها أكثر من خمسين دولة حول العالم.
وأضافت أن قطر استثمرت ما يزيد على 690 مليون دولار في بناء وتطوير المستشفيات والمراكز الصحية، وتزويدها بسيارات إسعاف ومعدات طبية في أكثر من عشر دول نامية، وفي عام 2024، أطلق صندوق قطر للتنمية ومنظمة الصحة العالمية مبادرة مشتركة بقيمة أربعة ملايين دولار لتعزيز أنظمة الرعاية الصحية الأولية وقدرات الاستجابة للطوارئ في الدول النامية.
دعم خدمات صحة الأم والطفلوتابعت سعادتها: "وفي أفغانستان، امتدت يد قطر لدعم خدمات صحة الأم والطفل في أكثر المناطق حرمانا، وفي باكستان، مولت عيادات متنقلة قدمت خدماتها لأكثر من خمسمائة وثلاثين ألف شخص من المتضررين بالفيضانات، وفي اليمن، تعاونت مع منظمة اليونيسف لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي، وفي الأردن، ساهمت في تشغيل عيادة مخيم الزعتري للاجئين التي توفر الرعاية الصحية لأكثر من واحد وثلاثين ألف نازح".
وأشارت سعادتها إلى دعم صندوق قطر للتنمية لمنظمة اليونيسف بمساهمة قدرها ثمانية ملايين دولار، وذلك على هامش منتدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة لعام 2025، لضمان وصول الأطفال حول العالم إلى خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة.
وأكدت سعادتها أن هذه الجهود مجتمعة لا تعبر عن دعم مالي فحسب، بل عن رؤية إنسانية تؤمن بأن بناء نظام صحي متين هو استثمار في كرامة الإنسان نفسه، وعن إيمان قطري راسخ بأن العدالة الصحية هي حجر الأساس في تحقيق السلام والتنمية المستدامة.
ونوهت سعادتها إلى أن التحديات الصحية المتجددة لا يمكن لأي دولة أن تواجهها وحدها، موضحة أنها تتطلب تعاونا صادقا، وتنسيقا مستمرا، ومساءلة مشتركة تجعلنا جميعا مسؤولين عن مستقبل الصحة في عالمنا.
وأكدت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي، في ختام الكلمة، مواصلة دولة قطر دعم المبادرات التي تجمع الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والخبراء، لتوحيد الجهود نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات وزیر الدولة للتعاون الدولی الرعایة الصحیة أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يشهد احتفالية تسليم جائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي في دورتها الثامنة
شهد الدكتور أسامة الأزهري - وزير الأوقاف، احتفالية تسليم جائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي في دورتها الثامنة لعام ٢٠٢٥، وذلك بمشاركة عدد من السادة الوزراء والقيادات التنفيذية والأكاديمية.
وزير الأوقاف يتفقد فعاليات اليوم الثاني من التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم وزير الأوقاف يفتتح دورة تدريبية لأئمة ماليزيا بمسجد مصر الكبيراستُهلت الفعاليات بعزف السلام الوطني، أعقبه تلاوة مباركة للقارئ الشيخ محمود الشحات أنور، ثم عرض فيلم وثائقي تناول السيرة المهنية والإنسانية للدكتور محمد ربيع ناصر، وجهوده في دعم التعليم والبحث العلمي.
وفي كلمته، رحّب وزير الأوقاف بالحضور، موجّهًا التحية لصاحب الجائزة قائًلا: «أيها الإنسان النبيل، علمتنا التجربة أن لكل إنسان خطًا رسمه الله له، وقد قدّر الله للدكتور محمد ربيع ناصر أن يكون عالمًا نبيلاً يسهم في رفعة هذا الوطن بالعلم. وقد رصد هذه الجائزة لتكون مغناطيسًا يجذب العلم. وباسمي وباسم وزارة الأوقاف وباسم مقاصد الشريعة، أتقدم لكم بكل المحبة والتقدير… أدامكم الله لمصر وبارك فيكم».
وشهدت الاحتفالية حضور كل من: المهندس إبراهيم محلب - رئيس مجلس الوزراء الأسبق، والدكتورة منال عوض - وزير التنمية المحلية، والدكتور مفيد شهاب - وزير التعليم العالي الأسبق، والدكتور إبراهيم صابر - محافظ القاهرة، واللواء طارق مرزوق - محافظ الدقهلية، والأستاذ الدكتور يحيى عبد العظيم المشد - رئيس جامعة الدلتا، والأستاذ الدكتور محمد ربيع ناصر - رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا، وسماحة السيد محمود الشريف - نقيب الأشراف، والأستاذ الدكتور محمد أبو هاشم - أمين لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب.
وقد حرص الحضور على التقاط الصور التذكارية مع الدكتور محمد ربيع ناصر، كما قدّمت جامعة الدلتا درع تكريم إلى وزير الأوقاف؛ تقديرًا لدوره في دعم قضايا العلم والمعرفة. واختُتم اللقاء بتكريم الفائزين بالجائزة في مختلف فروعها، إلى جانب تكريم «شخصية العام – جيل الرواد والعطاء»؛ تقديرًا لإسهاماتهم في خدمة المجتمع وتعزيز مسيرة البحث العلمي.