المسلة:
2025-06-13@09:59:16 GMT

دجلة والزاب ينحني للعطش.. والجفاف يزحف من الشمال

تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT

دجلة والزاب ينحني للعطش.. والجفاف يزحف من الشمال

11 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: يهدد الجفاف نهر دجلة في العراق مجددًا، ويعيد إلى الأذهان أزمات مائية متكررة ضربت البلاد منذ عقود، بينما تتكاثر المؤشرات على دخول البلاد في نفق أعمق من شح المياه، وسط تسارع بناء السدود في دول الجوار وارتفاع درجات الحرارة وتراجع كميات الأمطار.

وواجه العراقيون هذا العام، كما في الأعوام السابقة، انخفاضًا خطيرًا في منسوب نهر دجلة، خاصة في محافظات الجنوب، حيث وصلت مناسيب المياه إلى ما دون المعدلات الطبيعية بـ60% بحسب بيان وزارة الموارد المائية في أبريل/نيسان 2025، محذرة من أن استمرار الوضع الراهن ينذر بجفاف خطير قد يصيب النهر خلال الصيف.

وأعلنت الوزارة في تقاريرها الرسمية أن الخزين المائي في العراق انخفض من 59 مليار متر مكعب في الاعوام السابقة إلى أقل من 7 مليارات متر مكعب في بداية 2025، وهو أدنى خزين مائي تسجله البلاد منذ أكثر من نصف قرن، مما أجبر الحكومة على تقليص الخطة الزراعية الشتوية بنسبة 75%، في مشهد يتكرر منذ ثلاث سنوات.

وشهدت المحافظات الزراعية مثل واسط والديوانية وميسان موجات نزوح قسري لعائلات كانت تعتمد على الزراعة، حيث وثّقت مفوضية حقوق الإنسان العراقية في تقريرها الصادر في مايو/أيار 2025 نزوح أكثر من 22 ألف عائلة من المناطق الزراعية بسبب الجفاف ونضوب الأنهر الفرعية.

وأشارت وزارة البيئة العراقية إلى أن 39% من الأراضي الزراعية في البلاد أصبحت مصنفة ضمن المناطق المعرضة للتصحر الدائم، مع توسع البقع القاحلة في مناطق كانت خضراء خلال العقد الماضي، مثل سهل نينوى وأطراف محافظة بابل.

وتمادت تركيا في السنوات الأخيرة في تشغيل مشاريعها المائية الكبرى مثل سد إليسو، الذي خزن منذ عام 2020 أكثر من 10 مليارات متر مكعب من مياه دجلة، مما قلص حصة العراق من مياه النهر بأكثر من النصف، وفق دراسة صادرة عن “مركز بحوث البيئة والمياه” بجامعة بغداد.

وعاد القلق ذاته الذي خيّم على العراق في صيف عام 2008 حين تراجعت مستويات المياه في دجلة والفرات إلى حد غير مسبوق، ما دفع الحكومة حينها إلى إعلان “الطوارئ المائية”، وهو المشهد الذي يتكرر اليوم لكن بأدوات أكثر تعقيدًا نتيجة تغير المناخ وفشل المفاوضات مع دول المنبع.

وتكررت الظاهرة نفسها في ربيع 2018 حين نضب نهر ديالى مؤقتًا للمرة الأولى منذ نصف قرن، مما أثار احتجاجات شعبية واسعة في بعقوبة وأطراف بغداد الشرقية، وانتهى بتعهدات تركية مؤقتة بزيادة الإطلاقات المائية، قبل أن تعود الأزمة مجددًا في العام التالي.

وتعالت أصوات المزارعين ونشطاء البيئة هذا العام عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث كتب أحدهم من مدينة العمارة على منصة “إكس”: “جف نهرنا قبل أن يجف حبر وعود الحكومة.. ننتظر الماء في موسم نحتاج فيه كل قطرة”، بينما وثّق آخر من نينوى صورًا لأراضٍ كانت مروية صارت اليوم صحراء قاحلة.

ويشير مراقبون إلى أن الحكومة العراقية ما تزال عاجزة عن إدارة الأزمة بشكل متكامل، إذ لم توقع بغداد أي اتفاق ملزم جديد مع أنقرة منذ مذكرة تفاهم 2009، فيما تواجه عقبة ضعف البنية التحتية في قطاع المياه الذي يعاني من تهالك محطات الضخ وسوء توزيع المياه الجوفية.

ويحذر خبراء من سيناريو مرعب قد يجعل من العراق “بلدًا بلا أنهار” بحلول 2040، إذا ما استمرت السياسات المائية الحالية دون تغييرات جذرية، في وقت تعاني فيه المنطقة من أسوأ أزمة مناخية منذ قرن، بحسب تقرير “المجلس العربي للمياه” الصادر في مارس 2025.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

بعد 11 عاماً على السقوط: الموصل بين جراح الماضي ورهانات المستقبل

10 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: تمر  إحدى عشرة سنة على سقوط مدينة الموصل العراقية، بقبضة تنظيم داعش الإرهابي في العاشر من يونيو/ حزيران 2014.

وخلّف هذا السقوط كوارث إنسانية واجتماعية وأمنية وسياسية عميقة، طالت أهالي ثاني كبرى مدن العراق الذين شهدوا أحداثاً مروّعة.

و لم ينس الناجون من هذه الكوارث الانسحاب للقوات العراقية حينها، والذي بقي من دون تفسير واضح طيلة السنوات الماضية، ومن دون محاسبة أي من المسؤولين المتهمين بالتورط في سقوط الموصل والأزمة الأمنية التي حاصرت المدنيين مدة زادت عن ثلاث سنوات تحت احتلال جماعة إرهابية سيطرت في ما بعد على نحو ثلث مساحة البلاد.

و بعد سقوط الموصل بيد داعش، توالى سقوط أكثر من 20 مدينة عراقية في أقل من أسبوع، شمالي البلاد وغربها، أبرزها البعاج وتلعفر وسنجار والقيارة والحظر وربيعة والجزيرة، ثم تلتها تكريت وبلد والدور والإسحاقي، وصولاً إلى الرمادي وهيت والرطبة والقائم والكرمة وراوة وعانة وآلوس وبلدات أخرى.

و استعادت القوات العراقية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، السيطرة على مدينة الموصل وطردت مسلحي تنظيم داعش، في يوليو/ تموز 2017، بعد معارك استمرت نحو عشرة أشهر، خلفت عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين، قدّرهم نواب ومسؤولون بعشرات آلاف القتلى والجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال.

و أدت المعارك إلى دمار واسع قدرت وزارة التخطيط العراقية أنه طاول أكثر من 56 ألف منزل، وسط الحديث عن أن نحو ألف منزل منها ما زالت جثث أصحابها تحت أنقاضها، إضافة إلى تسجيل أسماء 11 ألف مفقود.

و سقط في مجمل مناطق العراق أكثر من ربع مليون قتيل وجريح، إلى جانب عشرات آلاف المختطفين والمغيبين خلال معارك التحرير.

و لم يسلم أهالي الموصل كما غيرهم في مدن شمالي وغربي العراق، من العرب السنة، طيلة السنوات التي أعقبت تحرير مدنهم، من مواصلة وصمهم بالإرهاب أو التضامن واحتضان الإرهاب على أقل تقدير.

و أثار تصريح رئيس الحشد الشعبي فالح الفياض حول نسبة انخراط أهالي نينوى في تنظيم داعش (4%) موجة رفض، حيث يرى نشطاء وصحافيون أن نسبة 4% تمثل رقماً كبيراً قد يصل لـ160 ألف شخص من نينوى.

و رد محافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي على تعليق الفياض، مشيراً إلى أن التصريح جاء متأخراً وله أهداف انتخابية.

و تشابه هذه الأحداث ما شهده العراق من أحداث أمنية كبرى بعد عام 2003، فغزو العراق في مارس 2003 أطاح بنظام صدام حسين، وتبع ذلك فترة من عدم الاستقرار الأمني وصعود حركات التمرد.

و شهد التمرد العراقي (2003-2011) صعود جماعات مسلحة مختلفة واشتباكات عنيفة مع القوات الأمريكية والحكومة العراقية، مما أدى إلى زعزعة الاستقرار في مناطق واسعة من البلاد.

و تصاعدت وتيرة الأحداث في عام 2014 مع ظهور تنظيم داعش وسيطرته على مساحات واسعة من العراق، بما في ذلك الموصل، مما أدى إلى حرب عسكرية طويلة الأمد.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • أرقام صادمة: 35% من الزيجات في العراق تُبرم خارج القانون
  • 19 وفاة بالحمى النزفية في العراق منذ مطلع 2025
  • سوريا: افتتاح معبر البوكمال الحدودي مع العراق السبت
  • سوريا تُحدد موعد افتتاح معبر البوكمال مع العراق
  • المنافذ الحدودية تعلن استكمال ربط سيطرات إقليم كردستان مع مقرها
  • أزمة النفط تدفع نحو خطة تنويع جذرية للاقتصاد العراقي
  • علي نهر دجلة.. إلهام شاهين تشارك جمهورها صورا من العراق
  • نهر دجلة شريان مائي لـ3 دول ومصدر للنزاعات بينها
  • بعد 11 عاماً على السقوط: الموصل بين جراح الماضي ورهانات المستقبل