الأمم المتحدة تتبنى قرارًا لوقف النارفي غزة.. حماس ترحب
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الخميس، قرارًا بأغلبية ساحقة يدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وفتح الممرات الإنسانية، ورفض استخدام التجويع كسلاح حرب، رغم اعتراض الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وعدد محدود من الدول.
وجاء القرار الذي تبنته الجمعية العامة المكونة من 193 دولة، بعد أيام من استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإفشال مشروع مماثل، ما أثار موجة انتقادات دولية واتهامات لها بالانحياز المطلق للاحتلال، والتغطية على جرائمه المتواصلة في القطاع المحاصر.
149 دولة صوتت لصالح القرار، في مقابل رفض 11 دولة فقط، بينما امتنعت 19 دولة عن التصويت، ما يعكس عزلة سياسية واضحة للموقف الأمريكي والإسرائيلي. وينص القرار أيضًا على الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس، وإعادة المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل.
من جانبها، اعتبرت حركة "حماس" القرار بمثابة انتصار سياسي وأخلاقي لشعب غزة ومقاومته، ودليلًا على فشل الرواية الإسرائيلية والدعم الأمريكي في كسب الشرعية الدولية، مؤكدة أن الإرادة الحرة للدول والشعوب تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم في رفضها للإبادة الجماعية والحصار.
وفي بيان صحفي صدر عن الحركة، ورصدته "عربي21"، رحّبت "حماس" بأغلبية الأصوات الساحقة التي صوتت لصالح القرار الأممي، معتبرة ذلك دليلاً على عزلة الاحتلال وتهاوي روايته الدعائية، وعلى سقوط مزاعم "الدفاع عن النفس" التي تروّج لها إسرائيل وتتبناها الولايات المتحدة لتبرير حرب الإبادة في غزة.
وبحسب البيان، فإن القرار الذي أدان استخدام التجويع كسلاح حرب، وأكد على ضرورة فتح الممرات الإنسانية وضمان تدفق المساعدات، يعكس الإرادة الحرة للمجتمع الدولي، ويؤكد أن "الحق الفلسطيني لا يزال حاضرًا في وجدان العالم، رغم محاولات تشويهه وتغييبه".
ورأت "حماس" أن التصويت الكاسح في الجمعية العامة، والذي جاء بعد أيام فقط من استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مشابه في مجلس الأمن، يمثل ردًا حاسمًا على الانحياز الأمريكي الفج، ويكشف فشل الولايات المتحدة في "فرض إرادتها أو عزل المقاومة الفلسطينية".
وأكدت الحركة أن محاولة واشنطن تمرير إدانة لحركة حماس داخل الجمعية العامة خلال المداولات لم تلقَ تجاوبًا من الدول الأعضاء، مما يشير إلى أن العالم بات أكثر وعيًا بـ"الواقع الاستعماري والإجرامي" للاحتلال الإسرائيلي، وأقل قابلية للابتزاز السياسي والإعلامي.
دعوة لتحويل القرار إلى خطوات عملية
ودعت "حماس" في ختام بيانها الأمم المتحدة إلى عدم الاكتفاء بالقرار، بل العمل على تحويله إلى إجراءات عملية مُلزمة، من شأنها وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار المتواصل منذ 17 عامًا، ومحاسبة قادة الاحتلال على الجرائم الموصوفة بأنها إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
كما شددت الحركة على أن المدنيين في قطاع غزة، وخاصة الأطفال والنساء، يواجهون شبح المجاعة والموت الجماعي، وأن التحرك الدولي الآن بات واجبًا أخلاقيًا قبل أن يكون مسؤولية سياسية أو قانونية.
في المقابل، هاجم مندوب الاحتلال، داني دانون، القرار، ووصفه بأنه "مهزلة" و"فرية دم"، معتبرًا أنه يُضعف جهود تحرير الرهائن، ويفتح المجال أمام "شرعنة الإرهاب"، على حد قوله، وهو موقف أثار ردود فعل غاضبة من عدة وفود دبلوماسية، خاصة من دول الجنوب العالمي.
ليبيا، وعلى لسان مندوبها طاهر السني، أكدت أن "وصمة عار ستلاحق من يصوتون ضد القرار"، في حين أشار مراقبون إلى أن تصاعد التحركات الدولية في الجمعية العامة يعكس فقدان الثقة بالقدرة الأمريكية على فرض تسوية عادلة، في ظل استمرار الحرب ومأساة المدنيين في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 183 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية التصويت الفلسطينيين امريكا الأمم المتحدة فلسطين تصويت المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجمعیة العامة
إقرأ أيضاً:
مصر وقطر والأردن والسعودية تتوحد على هامش مؤتمر الأمم المتحدة لدعم وقف النار وإعادة إعمار غزة
التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء 29 يوليو 2025، نظراءه من قطر والأردن والسعودية على هامش المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
ووفقًا لبيان وزارة الخارجية المصرية، بحث الوزراء آخر المستجدات في قطاع غزة، والجهود المصرية القطرية المشتركة مع الولايات المتحدة لاستئناف وقف إطلاق النار، إطلاق سراح الرهائن والأسرى، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
كما ناقش وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن الخطوات المقبلة لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، مع التحضير لمؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة.
وأكد البيان أن اللقاء عكس توافق الرؤى ووحدة المواقف بين الدول الأربع، مع التأكيد على مواصلة التشاور والتنسيق لدعم الأمن والاستقرار الإقليمي وإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية للأزمات في المنطقة.
وشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال كلمة ألقاها مؤخرًا، على موقف مصر الواضح برفض التهجير الذي يعرقل إقامة دولة فلسطينية، وركز على جهود بلاده في إدخال المساعدات إلى القطاع رغم الظروف الصعبة.
وأوضح السيسي أن مصر تواصل العمل مع قطر والولايات المتحدة لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن، مشيرًا إلى جاهزية شاحنات المساعدات المصرية لدخول غزة عبر معبر كرم أبو سالم، مع التأكيد على أهمية فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
يأتي ذلك وسط أزمة إنسانية حادة في قطاع غزة، حيث تعاني السكان من ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية، وسط تحذيرات أممية من تفاقم المجاعة وارتفاع أعداد الوفيات، خاصة بين الأطفال والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
وسجلت وزارة الصحة في غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023 حتى يوليو 2025 أكثر من 59 ألف قتيل فلسطيني، ونحو 143 ألف مصاب، في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في المنطقة.
وزير الخارجية الإسرائيلي يرفض دولة تشمل حماس ويحذر من تصعيد عسكري جديد
قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الثلاثاء 29 يوليو 2025، إن بلاده ترفض أي جهود لإقامة دولة فلسطينية يكون لحركة حماس دور فيها، مؤكداً أن الضغط الدولي لإجبار إسرائيل على قبول حل الدولتين “لن يحدث”.
وأضاف ساعر أن الضغوط الدولية خلال الأشهر الماضية أضعفت موقف إسرائيل وأتاحت لحماس تعزيز موقفها، محذراً من أن استمرار “تعنت الحركة” في المفاوضات قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد.
وأشار إلى أن الضغط العسكري سبق وأن دفع حماس مرتين لتوقيع اتفاقيات حول ملف الرهائن، معتبراً أن حماس تتحمل المسؤولية عن معاناة سكان غزة.
وشدد الوزير على أن استمرار حكم حماس في قطاع غزة يمثل “مأساة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”، مؤكداً أن إسرائيل لن تسمح بتدهور علاقاتها مع الولايات المتحدة ولن تخضع لضغوط خارجية تمس أمنها.
وبخصوص الوضع الإنساني في غزة، وصفه بأنه “صعب”، نافياً وجود حالة تجويع كما يُشاع، وأشار إلى استعداد إسرائيل للتعاون مع أي جهة ترغب في المشاركة في عمليات إسقاط المساعدات الجوية.
واتهم ساعر حركة حماس بسرقة المساعدات الإنسانية وتحويلها إلى موارد مالية لدعم عملياتها خلال الحرب.