يجد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه الآن محاصرًا بين مبادئ سياسته الخارجية "أميركا أولًا" والتداعيات السياسية للهجوم الإسرائيلي الكبير على إيران، وفقًا لراشيل بايد رئيسة مكتب موقع بوليتيكو الإخباري بواشنطن.

وحسب بايد فإن ترامب، الذي خاض حملته الانتخابية وفاز بالرئاسة على وعد بإنهاء "حروب أميركا الأبدية"، يواجه الآن احتمال الانجرار إلى صراع جديد في الشرق الأوسط – ليس بقراره الخاص، بل بسبب تصرفات إسرائيل الجريئة والأحادية الجانب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما الذي حققه هجوم إسرائيل على "قلب" إيران النووي؟list 2 of 2نيويورك تايمز: لماذا تفكر إسرائيل في مهاجمة إيران الآن؟end of list

ووفقا للكاتبة فإن الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية يهدد بتوريط الولايات المتحدة عسكريًا، بغض النظر عن إصرار الإدارة علنًا على عدم ضلوعها فيه وهو ما يثير خنق قاعدة ترامب المؤيدة لشعاره " لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" المعروفة بــ"ماغا" وهي المرتابة بشدة أصلا من التورطات الخارجية لواشنطن والمعارضة منذ فترة طويلة لتدخل الولايات المتحدة في حروب الشرق الأوسط.

ولفتت الكاتبة إلى أن أصواتا بارزة داخل هذه الحركة، بما في ذلك ساغار إنجيتي وتشارلي كيرك، حذرت، منذ الساعات الأولى التي تلت الضربة من أنها قد تنتهك وعد ترامب الأساسي في حملته الانتخابية وقد تؤدي إلى عواقب سياسية وخيمة قبل انتخابات التجديد النصفي.

حشود من "ماغا" في مظاهرة مؤيدة لترامب (وكالة الأناضول)

ووفقًا لموقع بوليتيكو، أمضى قادة هذه الحركة "أيامًا وهم يتوسلون إلى ترامب لمنع إسرائيل من شن الضربة"، معتبرين إياها استفزازًا قد يُخرب محادثات السلام المخطط لها مع إيران، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب غير قادر أو راغب في إيقاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

إعلان

ويرسم كلا الاحتمالين، وفقا للكاتبة، صورة مقلقة: فإما أن ترامب يفتقر إلى النفوذ الكافي لكبح جماح أقرب حليف لأميركا أو أنه وافق ضمنيًا على الخطوة ضد رغبات قاعدته السياسية – وهو ادعاء تنفيه إدارته.

وقد دفعت هذه الحادثة شخصيات من حركة ماغا إلى التشكيك علنًا في توجه السياسة الخارجية للإدارة، فعلى سبيل المثال، تقول الكاتبة، وصف إنجيتي الضربة بأنها "تخريب متعمد" يهدف إلى إجبار الولايات المتحدة على الدخول في الحرب. وأشار كيرك إلى أن هذه الخطوة ستثير اضطرابات داخلية بسبب دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، لا سيما في ضوء التساؤلات التي تلوح في الأفق حول المساعدات العسكرية لتل أبيب والعواقب المحتملة على أسعار الغاز والاقتصاد.

وتؤكد بيد أن ترامب يواجه الآن خيارين أحلاهما مر: فإما السماح لإسرائيل بتحمل عبء الرد الإيراني بمفردها، أو ان يتدخل عسكريًا يخاطر بدفع الولايات المتحدة إلى صراع ممتد آخر، ويجادل معلقون مؤيدون لماغا مثل مات بويل بأن ما سيفعله ترامب لاحقًا قد يحدد معالم رئاسته، لا سيما في محاولته الموازنة بين الولاء لإسرائيل والأولويات الانعزالية لقاعدته السياسية.

وحب الكاتبة فإن هذه الردود أجبرت ترامب على مضاعفة جهوده الدبلوماسية علنًا، إذ أعلن، عبر موقع "تروث سوشيال" التزامه بالتوصل إلى حل سلمي مع إيران، مؤكدًا أن إدارته تلقت توجيهات بمواصلة المفاوضات، لكن سرعان ما طغى على هذا الإعلان غموض – إذ شنت إسرائيل هجومها بعد ساعات قليلة منه.

في نهاية المطاف، يرسم مقال بايد صورةً لرئيسٍ مُحاصرٍ بحلفائه، وضغوطٍ داخلية، وزخمٍ جيوسياسيٍّ لم يعد قادرًا على السيطرة عليه بالكامل، فمصداقية ترامب مع ماغا وربما جدوى عقيدته في السياسة الخارجية أصبحت الآن على المحك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج ترجمات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الغزيون يحبّون ترامب.. سفير أميركا في إسرائيل يحذف منشورًا عقب زيارته للقطاع

نشر هاكابي عقب الزيارة تغريدة مثيرة للجدل عبر منصة "إكس"، زعم فيها أن "الفلسطينيين في غزة يحبّون ترامب"، مشيراً إلى أن السكان المحليين يُطلقون على أحد الأبراج القليلة المتبقية في رفح اسم "برج ترامب". اعلان

زار السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، برفقة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، موقعًا لتوزيع المساعدات تابعًا لـ "مؤسسة غزة الإنسانية" في رفح.

وجاءت الزيارة وسط تشديد أمني وحضور إعلامي محدود، هدفت إلى الوقوف على حجم الكارثة الإنسانية التي خلّفتها الحرب، وإيصال رسالة دعم رمزية باسم الإدارة الأميركية.

وقد نشر هاكابي عقب الزيارة تغريدة مثيرة للجدل عبر منصة "إكس"، زعم فيها أن "الفلسطينيين في غزة يحبّون ترامب"، مشيراً إلى أن السكان المحليين يُطلقون على أحد الأبراج القليلة المتبقية في رفح اسم "برج ترامب"، في إشارة إلى مبنى مكوّن من ستة طوابق لم يُدمَّر خلال الحرب.

وكتب هاكابي في التغريدة التي سرعان ما حذفها لاحقاً: "إنهم يحبون الرئيس ترامب ويعتقدون أنه يساعدهم". غير أن التغريدة قوبلت بردود فعل واسعة على منصات التواصل، إذ رأى كثيرون أن ما جاء فيها يستخفّ بحجم المعاناة الإنسانية، ويُحمّل الزيارة طابعاً سياسياً دعائياً. وهو ما دفع هاكابي لاحقاً إلى حذف المنشور دون تقديم تفسير رسمي.

Related بين الخوف والحاجة: صراع على معبر زيكيم من أجل المساعدات في غزةإسبانيا تسقط 5,500 حصة غذائية فوق غزة وتتهم إسرائيل بتجويع القطاعالغارديان: إسرائيل تدير الجوع في غزة عبر "حسابات بسيطة"

ويأتي ظهور هاكابي إلى جانب ويتكوف بعد يوم واحد من تصريحات لافتة أدلى بها الأخير، أكد فيها أنه جاء إلى غزة لـ"إطلاع ترمب على حجم المأساة الإنسانية"، ما أثار تساؤلات حول مدى جدية التغيّر في موقف البيت الأبيض إزاء الحرب المستمرة منذ أشهر.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الغزيون يحبّون ترامب.. سفير أميركا في إسرائيل يحذف منشورًا عقب زيارته للقطاع
  • سفير أميركا في إسرائيل يحذف تغريدة عن "سكان غزة وترامب"
  • بوليتيكو: دعم الاحتلال بات معدوما بين فئة الشباب من تيار ماغا المؤيد لترامب
  • ترامب: على إيران تغيير نبرة تصريحاتها بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • واشنطن بوست: التراجع عن دعم الديمقراطية يقوّض مكانة أميركا
  • عاجل. بسبب تدويل الأزمة مع إسرائيل.. الولايات المتحدة تعلن عن عقوبات ضد السلطة الفلسطينية
  • من بينها التعويض..إيران تضع شرطين لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”
  • إيران تطالب الولايات المتحدة بتعويضات قبل الدخول في محادثات نووية
  • إيران تطالب الولايات المتحدة بالتعويض قبل الدخول في محادثات نووية