نيويورك تايمز: لماذا تفكر إسرائيل في مهاجمة إيران الآن؟
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن المؤشرات تتصاعد حول نية إسرائيل تنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، مبرزة أن هذا الاحتمال يُثير قلقا دوليا واسعا، ويطرح سؤالا كبيرا حول مدى اقتراب لحظة المواجهة الحاسمة بين تل أبيب وطهران.
وتابعت الصحيفة في تقرير لمراسلها في القدس المحتلة آرون بوكسرمان أن الهجوم الإسرائيلي قد يشعل حربا إقليمية ربما تجر الولايات المتحدة إليها، وهو ما دفعها هذا الأسبوع إلى سحب بعض الدبلوماسيين والعاملين من المنطقة خوفا من رد انتقامي إيراني.
وقد حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- من مهاجمة إيران، مما زاد التوتر بينهما، توضح الصحيفة.
خطر يتصاعدوأضافت أن الثورة الإسلامية ومنذ اندلاعها في إيران عام 1979، تعتبر إسرائيل عدوا وجوديا لها، وقد توعد قادتها مرارا بـ"إزالتها من الخريطة". في المقابل، تؤمن إسرائيل أن امتلاك إيران للسلاح النووي يُمثل تهديدا مباشرا لأمنها القومي.
وتابعت الصحيفة أنه خلال السنوات الأخيرة، تطور البرنامج النووي الإيراني بسرعة لافتة، حيث تشير التقارير إلى أن طهران باتت قريبة من امتلاك كمية من اليورانيوم تكفي لصنع قنابل نووية، رغم أن إنتاج سلاح فعلي سيستغرق عدة أشهر أخرى.
إعلان لماذا الآن؟وذكرت نيويورك تايمز أن نتنياهو، يرى أن هناك "فرصة ذهبية" يجب استغلالها قبل فوات الأوان. فإيران تعيش الآن حالة من الضعف غير المسبوق -على حد تعبير الصحيفة- بعد أن خسرت حلفاءها خاصة في لبنان نتيجة للحرب الأخيرة.
وأوضحت أن نتنياهو قالها صراحة: "بطريقة أو بأخرى، لن تمتلك إيران السلاح النووي".
وتوضح الصحيفة أنه لا يخفى على أحد أن إسرائيل تسعى ومنذ زمن بعيد لمنع إيران، التي تعتبرها ألدّ أعدائها، من امتلاك سلاح نووي.
وضع المحادثات وموقف الولايات المتحدةأكد تقرير نيويورك تايمز أن المفاوضين الأميركيين والإيرانيين يخططون لعقد الجولة السادسة من المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني يوم الأحد في سلطنة عمان.
وتابع أن الجانبين في حالة جمود بشأن ملف السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم داخل حدودها.
وزاد أنه برغم أن الرئيس الأميركي انسحب سابقا من الاتفاق النووي الموقّع عام 2015، فإنه اليوم يحاول تجنب التصعيد.
ففي حين تخوض واشنطن وطهران مفاوضات شاقة في سلطنة عُمان، يضغط ترامب على نتنياهو لعدم تنفيذ أي هجوم قد ينسف فرص الوصول إلى اتفاق، تؤكد نيويورك تايمز.
لكن التفاهم بين الجانبين يبدو هشا -تتابع الصحيفة- حيث اتهم ترامب إيران باتخاذ "موقف تفاوضي غير مقبول"، وأعرب عن تراجع ثقته بإمكانية التوصل إلى تسوية.
جذور العداء من الخفاء للعلنتؤكد نيويورك تايمز أن الصراع بين إيران وإسرائيل لم يعد رهين الخفاء، وتضيف أنه في العام الماضي، اغتالت إسرائيل قيادات أمنية إيرانية في سوريا، فردت طهران بإطلاق مئات الصواريخ والمسيّرات على إسرائيل.
ثم قُتل قادة مثل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في عمليات نُسبت لإسرائيل، لترد إيران بإطلاق أكثر من 150 صاروخا.
هذه المواجهات المتكررة جعلت من "الحرب بالوكالة" حربا مباشرة، تُهدد بتوسّع إقليمي إذا اندلع هجوم جديد، بحسب نيويورك تايمز.
إعلان هل تستطيع إسرائيل تنفيذ الضربة وحدها؟وقالت الصحيفة الأميركية إنه برغم امتلاك إسرائيل قوة عسكرية متقدمة، فإن تنفيذ ضربة شاملة ضد المنشآت النووية الإيرانية، خاصة تلك المحصنة تحت الأرض، يتطلب أسلحة خارقة للتحصينات، والتي ترفض واشنطن تسليمها لحليفتها حاليا.
كما أن المسافة الطويلة جوا تتطلب عمليات إعادة تزويد بالوقود جوا ومشاركة عشرات الطائرات الحربية، مما يشكل تحديا لوجستيا هائلا بالنسبة لإسرائيل.
الأخطر من ذلك -تتابع الصحيفة- أنه إذا فشلت الضربة في القضاء الكامل على البرنامج النووي، فقد تُحفز إيران لتسريع خطواتها نحو امتلاك القنبلة فعليا، وتمنع دخول المفتشين الدوليين، مما يُصعّد الموقف إلى نقطة اللاعودة.
وقالت الصحيفة إنه في ظل تقاطع الأزمات بين البرنامج النووي الإيراني، وحسابات إسرائيل الأمنية، وما وصفاته بالتردد الأميركي، تبدو المنطقة على أعتاب مفترق خطير، وتساءلت: "هل تكون الضربة العسكرية وشيكة؟ أم أن ما نشهده الآن مجرد استعراض قوة لتحسين شروط التفاوض؟".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج ترجمات البرنامج النووی نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
ما الذي حققه هجوم إسرائيل على قلب إيران النووي؟
تُمثل الضربة العسكرية الإسرائيلية على إيران فجر اليوم الجمعة تصعيدًا كبيرًا في حملتها الطويلة الأمد لتعطيل طموحات طهران النووية؛ فقد استهدفت فيها قلب البنية التحتية النووية الإيرانية، في أكبر هجوم معروف لها على البلاد حتى الآن، وفقا لتقرير بصحيفة نيويورك تايمز.
الصحيفة نقلت في البداية وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية التي استهدفت منشأة نطنز النووية -المحور الرئيسي لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني- بأنها ضربة على "منشأة التخصيب الرئيسية في إيران".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: لماذا تفكر إسرائيل في مهاجمة إيران الآن؟list 2 of 2فادي صقر: لم يعف عني أحد وهل يقبل الثوار بشركاء خدموا الأسد؟end of listووفقًا لتقرير محرر الشؤون الخارجية بالصحيفة ديفيد إي. سانجر، فإن الهدف هو تأخير أو ربما عرقلة قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية، على الرغم من أن المدى الكامل للضرر لا يزال غير واضح.
الكاتب زعم أن منشأة نطنز التي تنتج غالبية اليورانيوم المخصب في إيران كدست مواد تقترب من المستويات المطلوبة لصنع القنابل النووية، لافتا إلى أن جزءًا كبيرًا من التقدم النووي الإيراني منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 قد تركز في نطنز، حيث تم تركيب أجهزة طرد مركزي أكثر كفاءة وتسارعت وتيرة التخصيب.
لكن الصحيفة أوضحت أن فوردو، موقع التخصيب الرئيسي الآخر في إيران، وهو هدف أكثر تحصينًا مدفون في أعماق الأرض، ليس هناك حتى الآن ما يؤكد تعرضه للهجوم. ويرى خبراء استشهدت بهم صحيفة نيويورك تايمز أنه إذا بقي فوردو سليما، فقد تحتفظ إيران بالقدرة على إنتاج يورانيوم صالح للاستخدام في صنع الأسلحة.
إعلانالكاتب قال إن هذا الهجوم يأتي في أعقاب عقدين من الإجراءات السرية والعلنية التي اتخذتها إسرائيل والولايات المتحدة بهدف عرقلة التطوير النووي الإيراني، والتي شملت، حسب قوله، الهجوم الإلكتروني "ستاكسنت"، وتخريب مكونات أجهزة الطرد المركزي، واغتيالات مستهدفة لعلماء نوويين.
وبينما أعاقت هذه الإجراءات تقدم إيران في بعض الأحيان، إلا أنها فشلت في إيقافه. وكثيرًا ما أعادت إيران بناء قدراتها وطورتها ردا على ذلك، وفقا للكاتب.
وقد مثّل الاتفاق النووي لعام 2015 نجاحًا مؤقتًا في الحد من برنامج إيران، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، إذ أجبر إيران على التخلي عن 97% من اليورانيوم المخصب لديها، وحدد مستوى التخصيب إلى مستوى غير مخصص للأسلحة.
ومع ذلك، وبعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018، استأنفت إيران أنشطة التخصيب، بل سرّعتها في نهاية المطاف، وهي الآن تُخصّب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60%، أي أقل بقليل من نسبة 90% اللازمة لصنع قنبلة نووية.
وتبرز الصحيفة هنا إفادة المفتشين الدوليين مؤخرًا بأن إيران تمتلك ما يكفي من المواد لإنتاج 9 أسلحة نووية، وهو ادعاء استشهد به نتنياهو لتبرير الضربة.
وبالإضافة إلى استهداف البنية التحتية، استهدفت إسرائيل أيضًا القيادة الإيرانية، سعيا للقضاء على القادة العسكريين والنوويين البارزين، مما وسع نطاق العملية إلى ما هو أبعد من المنشآت المادية.
ومع ذلك، وكما يؤكد التقرير، لا تزال هناك شكوك كبيرة، فمن دون إلحاق الضرر بمنشأة فوردو، ربما لم تتمكن إسرائيل من إعاقة الإمكانات النووية الإيرانية بشكل كبير، وقد حذّر محللون نقلت عنهم صحيفة نيويورك تايمز من أنه ما لم يُخترق الموقع الإيراني الأكثر تحصينا، فإن جوهر قدرة طهران على التخصيب ستظل صامدة.
في نهاية المطاف، وبينما تُمثّل هذه الضربة خطوة جريئة ومحفوفة بالمخاطر، فإن صحيفة نيويورك تايمز خلصت إلى أنه من السابق لأوانه الجزم بما إذا كانت إسرائيل قد أعادت تشكيل التوازن الإستراتيجي حقا، أم إنها ببساطة أطلقت شرارة مرحلة جديدة أكثر خطورة في الصراع.
إعلان