أدان الرئيس الروسي بوتين بشدة “الأعمال الإسرائيلية التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”، معبرًا عن تعازيه لإيران على ضحايا الغارات.

وأكد بوتين في محادثاته الهاتفية مع كل من بزشكيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أهمية العودة إلى التفاوض لحل قضايا البرنامج النووي الإيراني بالوسائل السياسية والدبلوماسية فقط، كما أبدى استعداد روسيا لتقديم خدمات الوساطة لمنع المزيد من التصعيد، مشددًا على أن موسكو ستواصل اتصالاتها الوثيقة مع قيادتي إيران وإسرائيل لتجنب “العواقب الوخيمة” التي قد تؤثر على المنطقة بأسرها.

على الصعيد الدبلوماسي، دعا وزيرا خارجية روسيا والإمارات، سيرغي لافروف وعبد الله بن زايد آل نهيان، إلى تهدئة التوتر في الشرق الأوسط، معربين عن قلقهما إزاء العملية الإسرائيلية.

وجاء في بيان الخارجية الروسية أن البلدين أكدا ضرورة نقل المواجهة إلى قناة التفاوض، وأعربا عن استعدادهما للمساعدة في تهيئة الظروف لتحقيق السلام والأمن في المنطقة.

وفي إطار الاتصالات الدولية العاجلة، تلقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتصالين هاتفيين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني. تم خلالهما بحث التداعيات الخطيرة للعمليات العسكرية الإسرائيلية، مؤكدين جميعًا على ضرورة خفض التصعيد وضبط النفس، وتعزيز التعاون الدولي لاحتواء التوترات وتجنب تفاقم الأزمة.

وأدانت الصين عبر سفيرها لدى الأمم المتحدة فو كونغ، الهجمات الإسرائيلية على إيران، معتبرة إياها انتهاكًا لسيادة إيران وأمنها وسلامة أراضيها، ودعت إلى وقف فوري لجميع الأعمال العسكرية الخطيرة، معربة عن قلقها العميق إزاء التوسع المحتمل للصراع.

وعلى الصعيد الإقليمي، أجرى وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد اتصالات موسعة مع نظرائه في قطر وعمان وفرنسا وبريطانيا، طالبًا جهودًا دبلوماسية لخفض التصعيد، مؤكداً على ضرورة ضبط النفس وحل الخلافات بالوسائل السلمية، بينما أعرب الأزهر الشريف عن إدانته الشديدة للهجوم الإسرائيلي، واعتبره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا للسلم والأمن الإقليمي.

كما أكد مسؤول إيراني كبير لشبكة “سي إن إن” أن إيران ستستهدف القواعد الإقليمية لأي دولة تدافع عن إسرائيل، معربًا عن حق إيران في الرد بحزم على أي تهديد.

في المقابل، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حالة تأهب قصوى للقوات الفرنسية في الشرق الأوسط، مع تأكيده استعداد بلاده للمشاركة في عمليات حماية إسرائيل حال تعرضها لأي هجمات انتقامية، محذرًا من مغبة التصعيد.

على الصعيد الدولي، تواصلت الاتصالات بين الولايات المتحدة وقطر والسعودية، حيث أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداد واشنطن للمشاركة في جهود حل الأزمة والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، فيما شدد قادة المنطقة على ضرورة خفض التصعيد واللجوء إلى الحوار.

وفي ظل هذا التصعيد، حثت وزارة الخارجية الكندية مواطنيها المتواجدين في الشرق الأوسط على مغادرة المنطقة “في حال كان ذلك ممكنًا وبشكل آمن”، مشددة على أهمية التحقق من صلاحية وثائق السفر والاستعداد لأي تطورات أمنية مفاجئة.

وفي الأردن، أعلنت هيئة الطيران المدني إعادة فتح المجال الجوي صباح السبت، بعد يوم من التعليق بسبب دخول صواريخ وطائرات مسيرة المجال الجوي الأردني، التي تم اعتراضها من قبل سلاح الجو الملكي الأردني، مؤكدة حرص القوات المسلحة على حماية أمن البلاد.

وكان ذكر باحث مصري أن العملية نفذت بواسطة مكتب تابع للموساد في دولة آسيوية جارة لإيران، ما يشير إلى تعقيدات إقليمية ودولية متشابكة تزيد من حدة الأزمة.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا وإيران وإسرائيل إيران تقصف إسرائيل إيران وإسرائيل روسيا وإسرائيل روسيا وإيران ضربات إسرائيلية على اليمن فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟

نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، مقالا، للزميلة الأولى في برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، زها حسن، قالت فيه: "إنه وفي أعقاب الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المواقع النووية الإيرانية وما تلاها من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بدا أن اتفاقا آخر بات وشيكا، هذه المرة في غزة".

وأضافت حسن، في المقال الذي ترجمته "عربي21": "مع ذلك، في أواخر الأسبوع الماضي، أوقفت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل مشاركتهما في المفاوضات، متهمتين حماس بنقص التنسيق وحسن النية".

وتابعت: "إن استمرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في احترام إسرائيل وانسحابه من المحادثات خطأ فادح. فما لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن رغبة ترامب في قيادة سلام إقليمي أوسع يشمل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية ستُصبح من الماضي".

وأردفت: "مع ذلك، لم يُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم القومي المتطرف، أي مؤشرات على استعدادهم لإعطاء الأولوية لسلام دائم. حتى لو تم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين لدى حماس، فقد أكد نتنياهو أن إنهاء الحرب في غزة مستحيل حتى يتم نزع سلاح حماس بالكامل ونفي قادتها". 

وأوردت: "حتى في هذه الحالة، يريد أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة والضفة الغربية إلى أجل غير مسمى"، مضيفة: "في أيار/ مايو، قال نتنياهو عن سكان غزة: نحن ندمّر المزيد والمزيد من المنازل، وليس لديهم مكان يعودون إليه. والنتيجة الحتمية الوحيدة هي رغبة سكان غزة في الهجرة خارج قطاع غزة".

واسترسلت: "لكن صيغة نتنياهو لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط غير مناسبة. لن تقبل أي حكومة عربية بالتهجير القسري للفلسطينيين. علاوة على ذلك، أوضحت الدول العربية بشكل متزايد أنها لم تعد مستعدة لتعميق علاقاتها أو تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى تقبل إسرائيل بدولة فلسطينية ذات سيادة".

"شكّل نتنياهو عقبة أمام أهداف ترامب في الشرق الأوسط منذ ولايته الأولى في البيت الأبيض. آنذاك، كان ترامب يأمل في أن يجعل من اتفاق سلام كبير في الشرق الأوسط إنجازه الأبرز. لكن بسماحه لنتنياهو بالمشاركة في صياغة خطته لعام 2020 للسلام الإقليمي الشامل، قضى ترامب على أي فرصة كانت لديه للنجاح" وفقا للمقال نفسه.


وأوضح: "إذا كان لأحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وما تلاها من أحداث أثر بالغ على الدول العربية الرئيسية، فهو أن الحاجة إلى السلام والأمن الإقليميين مُلحّة، وأن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لا ينفصل عن هذا الهدف. لقد أصبح غياب الحل بمثابة حبل مشنقة للأمن القومي يلفّ عنق كل دولة في الشرق الأوسط".

ومضى بالقول: "كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، واضحا: فبعد ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، لا يمكن لبلاده قبول سوى عملية تطبيع تُشبه تلك التي اقترحتها مبادرة السلام العربية لعام 2002، والتي اعتُمدت في قمة جامعة الدول العربية: يجب على إسرائيل أولا قبول دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وعندها فقط ستُطبّع السعودية العلاقات".

وتابع: "ينبغي على ترامب أن يسعى إلى اتفاق يحظى بدعم مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة في الشرق الأوسط، وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي، وفي أوروبا. سيحتاج إلى العديد من الحكومات في تلك المناطق إلى جانبه للمساعدة في توفير مليارات الدولارات اللازمة لتمويل إعادة إعمار غزة".

واسترسل: "فقط عندما تخضع غزة والضفة الغربية لسلطة واحدة، يمكن أن تبدأ المهمة الهائلة المتمثلة في تعافي غزة وإعادة إعمارها. ولا يمكن إلا لقيادة فلسطينية موحدة وشرعية أن تضمن الالتزام بشروط أي اتفاق سياسي مستقبلي مع إسرائيل".

وأبرز: "في نهاية المطاف، وللتوصل إلى سلام حقيقي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، سيحتاج ترامب إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الجهة المعترف بها دوليا والتي تمتلك الأهلية القانونية لتوقيع اتفاق نيابة عن جميع الفلسطينيين. وبدعمه ضم حماس تحت مظلة المنظمة، سيخفف من احتمالية وجود مفسدين".

واستدرك: "كان ترامب مستعدا بشكل فريد للانفصال عن إسرائيل في العديد من القضايا - على سبيل المثال، من خلال عقد صفقات مع جماعة الحوثي في اليمن وفتح حوار دبلوماسي مع الزعيم السوري الجديد، أحمد الشرع، على الرغم من تحالفه السابق مع تنظيم القاعدة". 


وبحسب المقال نفسه، "سيُضطر ترامب إلى الانفصال عن نتنياهو مجددا، بغض النظر عن تداعيات ذلك على مستقبله السياسي. عليه التراجع عن تصريحه السابق الداعم لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة، وأن يُوجّه رسالة مباشرة للإسرائيليين مفادها أن أمنهم مرتبط بأمن الفلسطينيين وسائر المنطقة".

واختتم بالقول: "فيما يتعلق بإسرائيل والفلسطينيين، أبدت إدارة ترامب مرونة بالفعل بخروجها عن تقليد واشنطن التقليدي بفتح قنوات اتصال مع حماس لضمان إطلاق سراح مواطن أمريكي محتجز في غزة. والآن، يتطلب وضع المصالح الأمريكية في المقام الأول التوسط لوقف إطلاق نار فوري ودائم في غزة. إذا مضى ترامب قدما، فقد يُحقق إنجازا يُستحق جائزة السلام - ولكن ليس إذا ماتت غزة جوعا".

مقالات مشابهة

  • بروك تايلور تدعي: أمريكا تبذل جهودًا مكثفة للتهدئة.. وحماس تتحمل مسؤولية شلال الدم بـ غزة
  • وزير الخارجية الأمريكي يبحث مع نظيرته الكندية الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط
  • «خبير استراتيجي» يكشف خطة نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط
  • بيان صادر عن طيران الشرق الأوسط.. هذا ما جاء فيه
  • خلال لرئيس وزراء هولندا.. الرئيس السيسي يؤكد ضرورة احترام القانون الدولي لحماية البعثات الدبلوماسية
  • الرئاسة الأوكرانية: ناقشنا مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا مستجدات الصراع مع روسيا
  • دولة فلسطين مفتاح الشرق الأوسط الجديد
  • فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟
  • الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
  • الأقليات في الشرق الأوسط بين الاعتراف والإنكار