إيران تعلن مقتل 60 شخصا وتناقش مواصلة الرد على “إسرائيل”
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
يمن مونيتور/ وكالات
أعلنت إيران، اليوم السبت، مقتل نحو 60 شخصاً بينهم 20 طفلاً في هجوم استهدف مجمعاً سكنياً في العاصمة طهران، بينما تتواصل الهجمات الإسرائيلية التي طالت منشآت عسكرية وعلمية في أنحاء مختلفة من البلاد، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار الضباط والعلماء الإيرانيين.
ووفقاً لما قاله التلفزيون الرسمي الإيراني، فإن الهجوم الجوي الإسرائيلي على مجمع سكني في طهران خلّف حصيلة ثقيلة من الضحايا، بينهم عدد كبير من الأطفال، في وقت أكدت فيه إيران أن الرد سيستمر وسط مناقشات مكثفة على مستوى مجلس الأمن القومي.
من جانبها، أفادت وكالة “مهر” الإيرانية شبه الرسمية بمقتل اثنين من كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني في الهجمات الإسرائيلية، وهما الجنرال غلام رضا محرابي، نائب رئيس دائرة الاستخبارات في هيئة الأركان العامة، والجنرال مهدي رباني، نائب رئيس دائرة العمليات في الهيئة ذاتها.
في السياق ذاته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، أنه اغتال 9 من كبار العلماء والخبراء العاملين في المشروع النووي الإيراني، خلال الهجمات التي شنها في إطار ما وصفها بـ”عملية الأسد الصاعد” التي بدأت فجر الجمعة.
وقال بيان الاحتلال الإسرائيلي إن “سلاح الجو استهدف تسعة علماء بارزين كانوا يشكلون مصادر معرفة مركزية في مشروع إيران النووي، ويمتلكون خبرة تراكمية تمتد لعشرات السنين في مجالات تطوير الأسلحة النووية”.
وأضاف البيان أن العملية نُفذت استناداً إلى معلومات استخباراتية دقيقة جمعتها شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، معدداً أسماء العلماء المستهدفين. فيما ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن عشرات من باحثي الاستخبارات في شعبة “أمان” عملوا على مشروع سري لتعقّب هؤلاء العلماء، الذين اعتبرهم الجيش “الخلفاء المباشرين” للراحل محسن فخري زاده، مهندس البرنامج النووي الإيراني.
وفيما يتصل بالمنشآت النووية، قالت وكالة “مهر” إن إسرائيل شنت غارة قرب مصفاة تبريز شمال غرب البلاد، وتحدثت عن تصاعد الدخان من المنشأة، إلا أن المصفاة أصدرت لاحقاً بياناً نفت فيه تعرضها للقصف، مؤكدة أن الإنتاج مستمر بشكل طبيعي.
وفي مدينة قُم، أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن الهجوم الإسرائيلي على منشأة “فوردو” النووية أسفر عن أضرار طفيفة، دون حدوث أي تلوث نووي. وذكر المتحدث باسم الهيئة، بهروز كمالوندي، أن المعدات والمواد الحيوية كانت قد نُقلت مسبقاً من المنشأة، مضيفاً: “لم تحدث أضرار واسعة ولا يوجد قلق من ناحية التلوث الإشعاعي، كما لم تقع أي خسائر بشرية في المواقع النووية”.
أما عن منشأة “أصفهان” النووية، فقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن المنشأة تعرضت لهجمات عدة أمس الجمعة، إلا أن المراقبين لم يسجلوا أي زيادة في مستويات الإشعاع حولها، مؤكدة أنها على اتصال وثيق بالسلطات الإيرانية لمتابعة الوضع.
من جهتها قالت وكالة “إرنا” الرسمية إن الهجوم الإسرائيلي، فجر السبت، على طهران استهدف المنطقة الواقعة خلف مبنى معدات المركبات ومرافق الطائرات الحربية في مطار “مهر آباد”، دون أن يؤدي إلى أي أضرار في المدارج أو البنى التحتية الرئيسية للمطار.
وفي السياق، أعلنت إيران تعليق جميع الرحلات الجوية وإغلاق مجالها الجوي “حتى إشعار آخر”، حسب إعلان التلفزيون الرسمي، مشيراً إلى أن منظمة الطيران المدني دعت المواطنين إلى عدم التوجه إلى المطارات والبقاء على اطلاع عبر المصادر الرسمية.
وفي الأثناء، عقد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اجتماعاً طارئاً لمناقشة استمرار الرد على الهجمات الإسرائيلية، حسب ما أفاد موقع “همشهري أونلاين”. وتناول الاجتماع سبل مواصلة العمليات ضد إسرائيل وتقييم الاستعدادات الداخلية، إضافة إلى مراجعة الخطط السابقة المتعلقة بتوجيه ردود “دائمة وفعالة”.
وكانت إسرائيل قد أطلقت فجر الجمعة سلسلة من الضربات الجوية وصفت بأنها “الأوسع منذ عقود”، استهدفت خلالها منشآت نووية وقواعد صواريخ في عمق إيران، بالإضافة إلى شخصيات عسكرية وعلمية. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية بأنها “ضربة استباقية تهدف إلى شل قدرات إيران النووية والعسكرية”.
وفي تصعيد فوري، ردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية والمسيّرة استهدفت مدنًا ومواقع إسرائيلية، أبرزها تل أبيب، حيث أوردت وسائل إعلام عبرية وقوع قصف لموقع استراتيجي لم تُكشف تفاصيله بسبب الرقابة العسكرية. وأسفرت الضربات الإيرانية، بحسب الإعلام الإسرائيلي، عن مقتل 3 أشخاص وإصابة أكثر من 170 آخرين، فضلًا عن أضرار مادية جسيمة.
وتُعد هذه العملية نقطة تحول خطيرة في مسار الصراع بين إيران وإسرائيل، إذ تنقل المواجهة من نمط “حرب الظل” والضربات السرية إلى صراع عسكري مفتوح قد يعيد رسم خريطة التوازنات في الشرق الأوسط.
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: الترسانة الإيرانية قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بنا
الرؤية- غرفة الأخبار
قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن إيران ما تزال تمتلك ترسانة قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل، وكشف أن الجيش يقصف إسرائيل "في هذه الساعة"، حسب قوله.
وأضاف أن الجيش سيواصل "مهاجمة وتدمير مواقع الصواريخ الإيرانية سطح-سطح".
وتبادلت إيران وإسرائيل إطلاق الصواريخ وشن ضربات جوية اليوم السبت بعد يوم من تنفيذ إسرائيل عدوانًا جويًا، أسفر عن اغتيال قادة عسكريين وعلماء وقصف مواقع نووية في محاولة لمنع إيران من صنع سلاح نووي.
وفي طهران، تحدث التلفزيون الإيراني الرسمي عن مقتل نحو 60 شخصا، بينهم 20 طفلا، في هجوم على مجمع سكني، مع ورود أنباء عن المزيد من الضربات في جميع أنحاء البلاد. وقالت إسرائيل إنها هاجمت أكثر من 150 هدفا.
ودوت صفارات الإنذار في إسرائيل مما دفع السكان إلى الملاجئ مع وصول موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية إلى السماء وانطلاق صواريخ لاعتراضها في هجمات أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل الليلة الماضية. وقال مسؤول إسرائيلي إن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ باليستي على أربع دفعات.
وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالضربات الإسرائيلية وحذر من أن ما هو أسوأ بكثير سيأتي ما لم تقبل إيران بسرعة التقليص الحاد لبرنامجها النووي الذي طالبتها به واشنطن خلال المحادثات التي كان من المقرر أن تستأنف غدا الأحد.
لكن مع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع، وحثها الشعب الإيراني على الانتفاض على حكامه، تزايدت المخاوف من تصعيد في المنطقة يجذب إليه قوى خارجية.
وقال مسؤولان أمريكيان إن الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، ساعدت في إسقاط صواريخ إيرانية.
وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس في بيان "إذا استمر (الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي) خامنئي في إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فستحترق طهران".
وتوعدت إيران بالانتقام بعد الهجوم الإسرائيلي الذي وقع فجر الجمعة والذي أدى إلى مقتل قيادات عسكرية وعلماء في البرنامج النووي وإلحاق أضرار بمحطات نووية وقواعد عسكرية.
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن طهران حذرت حلفاء إسرائيل من أن قواعدهم العسكرية في المنطقة ستتعرض للقصف أيضا إذا ساعدوا في إسقاط الصواريخ الإيرانية.
لكن الحرب المستمرة منذ 20 شهرا في غزة والأعمال القتالية في لبنان العام الماضي تسببا في إضعاف أقوى حليفين لطهران، وهما حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة وجماعة حزب الله في لبنان، مما قلص خيارات الرد المتاحة أمام إيران.
وحثت دول الخليج العربية على التهدئة، في حين أدت مخاوف من تعطل صادرات النفط في منطقة الخليج إلى ارتفاع سعر النفط بنحو 7 بالمئة أمس الجمعة.