باحثون يمنيون يطرحون خارطة طريق سياسية لبناء الدولة المدنية واستعادة القرار الوطني ويؤكدون بأنه لا خلاص لليمن إلا بالعلم وإنهاء العسكرة.. عاجل
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
اختتمت في مدينة إسطنبول التركية، اليوم الأحد، فعاليات المؤتمر الأول للباحثين والخبراء اليمنيين الذي انعقد خلال الفترة من 11 إلى 12 أكتوبر 2025، تحت شعار "لا إمام سوى العلم"، بتنظيم من مؤسسة توكل كرمان، وبمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين اليمنيين من داخل البلاد وخارجها، يمثلون أكثر من خمسة عشر بلداً حول العالم.
المؤتمر، الذي يُعد أول ملتقى علمي من نوعه يجمع العقول اليمنية في الخارج والداخل، ناقش أكثر من أربعين بحثاً ودراسة أكاديمية تناولت مختلف جوانب المسألة اليمنية، من التعليم والصحة إلى الاقتصاد والطاقة والهوية الوطنية والسياسة، وقدم رؤى علمية وعملية يمكن أن تسهم في صياغة حلول واقعية لأزمات البلاد. ومن المقرر أن تُنشر هذه الأوراق في كتاب علمي شامل يوثّق أعمال المؤتمر وتوصياته النهائية.
وأكد البيان الختامي أن اليمن يعيش منذ أكثر من عقد في “مرحلة تيه وفقدان للبوصلة”، وأن السياسة بمفردها لم تعد قادرة على اجتراح الحلول، داعياً إلى إشراك النخب العلمية في النقاش الوطني وصناعة القرار، باعتبار ذلك ضرورة وطنية لإنقاذ الدولة والمجتمع.
في الجانب السياسي
شدّد المؤتمر على أهمية التمسك بالثوابت الوطنية المتمثلة في النظام الجمهوري، والوحدة، والديمقراطية وفي مقدمتها حرية التعبير والفكر والبحث العلمي والتداول السلمي للسلطة من خلال الاقتراع الحر المباشر، ويشدد على أهمية نزاهة الحكم، واستقلال القرار الوطني.
كما أكد المؤتمر أيضا على ضرورة وجود قيادة وطنية موحدة ذات رؤية جامعة تتبنى عقدًا اجتماعيًا جديدًا يقوم على أسس المواطنة والكفاءة، ويضمن المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، ويجرّم خطاب الكراهية والإقصاء، ويعيد بناء الحركة الوطنية كمرجعية جامعة للمجتمع.
وطالب البيان على ضرورة إنهاء مظاهر العسكرة وبناء الدولة المدنية من خلال نزع سلاح الجماعات المسلحة، وإعادة تأهيل ودمج المقاتلين في مؤسسات الدولة، بما يعزز سيادة القانون ووحدة القرار الوطني، واعتماد ميثاق شرف سياسي يجرم كل أشكال الكراهية ودعاوى التفوق العنصري.
وفي التعليم الأكاديميشدد مؤتمر الباحثين والخبراء على تأسيس رؤية وطنية شاملة لإصلاح حقلي التعليم الجامعي والبحث العلمي ومواءمة التخصصات مع متطلبات التنمية المستقبلية (كالذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، والأمن السيبراني) وربطها بسوق العمل.
وشددوا على حماية السلسلة الأكاديمية كلها من الطالب الجامعي إلى المنهج التعليمي فالأستاذ. في سبيل ذلك لا بد من حياد التعليم إيديولوجياً، والعناية بالأستاذ الجامعي بوصفه عنصراً جوهرياً في الأمن الوطني، وحارساً للمستقبل.
كما طالبو ايضا بتوفير بيئة تعليمية عادلة ومحفزة تعزز الهوية الوطنية وتضمن عدالة الوصول للتعليم، والاستفادة من خبرات وكوادر المهجر في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي.
وحول البنية التحتية الطبيةفي اليمن شدد الببان الختامي للمؤتمر على توسيع نطاق الخدمات الصحية لتصل إلى الريف وتفعيل نظام التأمين الصحي الشامل من خلال إعادة هيكلة التمويل الصحي وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع والجهات الدولية لضمان الاستدامة.
كما نوه البيان أن الحروب والصراعات تترك من خلفها مجتمعات سقيمة، وأن الأثر النفسي للحروب قد يبلغ جيلين وثلاثة في المستقبل، وهو أمر يستدعي وضع استراتيجية وطنية كفؤة وذكية قادرة على إدراك الأزمة واحتوائها مع الأيام.
وطالب المؤتمر بإنشاء نظام وطني متكامل للصحة النفسية والبدنية من خلال تطوير البنية التحتية، دمج الخدمات في الرعاية الأولية، وتحديث منظومة إدارة الدواء لضمان الجودة والسلامة.
وكذلك تفعيل أدوات الذكاء الاصطناعي والرقمنة الطبية لرفع كفاءة الخدمات الصحية، مع فرض رقابة صارمة على القطاع الطبي (عام وخاص) لضمان الجودة والشفافية.
وحول الطاقة والغذاء:
طالب المؤتمر بإقرار سياسة وطنية شاملة للطاقة ترتكز على مراجعة اتفاقيات الغاز والنفط، وإعطاء الأولوية لتلبية احتياجات المواطنين من الكهرباء والغاز، مع التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة (شمسية، رياح) وتهيئة البيئة التشريعية والتمويلية، وبناء القدرات الوطنية لإدارة القطاع بكفاءة واستدامة.
وشدد على تعزيز الأمن الغذائي كأولوية وطنية، وتوسيع تقنيات الزراعة المائية المنزلية، وتمكين المجتمعات الريفية من إدارة مواردها، ودعم قطاع العسل اليمني كجزء من برامج التنمية الريفية، بما يجعل الطاقة والغذاء ركيزتين أساسيتين للتعافي وإعادة الإعمار وتعزيز الأمن القومي.
كما أكد البيان على تطوير سياسة وطنية شاملة لحماية البيئة، تتضمن إدارة مستدامة للمخلفات، وتقليل التلوث، وتشجيع إعادة التدوير وممارسات صديقة للبيئة في المؤسسات والمجتمع، وتعزيز الابتكارات البيئية المجتمعية.
وحول الهوية الوطنية وتحولاتها:
طالب المؤتمر بإطلاق مشروع وطني للهوية الجامعة يستند إلى التوافق المجتمعي على العناصر المشتركة، ويستفيد من تجارب الدول في ترسيخ هويتها الوطنية عبر التعليم والإعلام والسياسات الشاملة، بما يعزز قيم العدالة والانتماء ويحصّن المجتمع من الانقسامات المختلفة.
وشدد على توظيف الأدوات الثقافية والفكرية كقوة ناعمة – مثل الأغنية الوطنية، الاجتهاد الديني المستنير، والمنتج الثقافي والإبداعي – لتعزيز الوحدة الوطنية، ومواجهة التطرف بخطاب عقلاني جامع، وإبراز الهوية اليمنية إيجابيًا في الداخل والخارج.
وحول التكنولوجيا:
طالب بيان مؤتمر الباحثين والخبراء بتوظيف التكنولوجيا والاستفادة من الذكاء الصناعي في التعليم، والصحة ، والزراعة، والإدارة، والبنية التحتية، والطاقة، والحوكمة الرقمية، بما يجعل من الابتكار والمعرفة حجر الزاوية في عملية التنمية والتقدّم.
وفي ختام البيان دعا المؤتمر الدول الصديقة والشقيقة إلى إقامة علاقات قائمة على الشراكة لا التبعية، والتعاون في بناء مستقبل تنموي شامل يعيد لليمن مكانته بين الأمم , وعلى التعاون القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. إننا نؤمن بأن الاستعانة بالأصدقاء والأشقاء يجب أن تُوجَّه نحو بناء مستقبلٍ يضع التنمية الشاملة في قلب رؤية استعادة الدولة وبناءها، باعتبارها الطريق الحقيقي نحو نهضة اليمن وتقدّمه وترسيخ مكانته بين الأمم.
كما تعهد المؤتمر بالتزامه بمواصلة العمل من أجل توسيع بقعة الضوء هذه، وإشراك المزيد من الفئات الأكاديمية والعلمية، وتغطية حقول أخرى كالآداب، البيئة، الحوكمة، العلوم الإنسانية وغيرها. وسنعمل معاً من أجل نقاش عام تقوده العلوم والمعارف، ونتجاوز الحدود التقنية للعلم إلى رؤية المسألة اليمنية في صورتها الشاملة.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
مقترحات لبناء سودان جديد
موقف
د. حسن محمد صالح
مقترحات لبناء سودان جديد
نقدم للقراء والشعب السوداني وقيادته رؤية بناء الدولة السودانية التي كتبها الدكتور عبد الله بلال آدم، آملين وضعها موضع التنفيذ لدى متخذ القرار السياسي والتربوي والاقتصادي في السودان.
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس مجلس السيادة جمهورية السودان
فخامة رئيس مجلس الوزراء
حفظكم الله جميعًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الموضوع: مقترحات لبناء سودان جديد
يطيب لي أن أجود بهذه المقترحات أثناء أو بعد دحر التمرد في القريب العاجل إن شاء الله، آملاً الاستفادة من خبراء علم الاجتماع وعلم النفس والعلوم التربوية في جعل هذه المقترحات أو بعضها واقعًا قابلًا للتنفيذ، والباب مفتوح للاجتهاد بالإضافة أو التعديل، وربنا يتقبلها صدقة جارية لكل من ساهم فيها. وهي:
1. نشر كلمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته للإلفة والتحابب في المجتمع. يجب أن تكون إلزامية للصغير والكبير لكل من يقابل في الطريق، الحديث لقول النبي محمد ﷺ: “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم”. هذا الحديث صحيح رواه مسلم.
2. صلاة الصبح في الجامع تكون إلزامية للأطفال منذ عمر 10 سنوات، ويرفع تقرير في المدرسة يفيد أنهم صلى الصبح مع والدهم وإخوانهم في جماعة، ذلك لتحصين المجتمع من الآفات والحروب والفتن. قال الرسول ﷺ: “مَن صلَّى الصبح في جماعةٍ فهو ذِمَّة الله، فلا يطلبنَّكم الله بشيءٍ من ذِمَّته، فإنَّه مَن يَطلبه مِن ذِمَّته بشيءٍ يُدرِكُه، ثم يكبُّه في النار”.
3. إلغاء زمن وجبة الفطور، وكل إنسان يفطر في بيته بعد صلاة الصبح. تقفل المطاعم الساعة الثامنة صباحًا وتفتح بعد صلاة الظهر (لاستفادة أقصى وقت ممكن للانتاج وأداء العمل).
4. إلزام كل الأسر بأكل عيش الدخن والتمر وجبة ثابتة يوميًا (عصيدة أو كسرة أو مديدة أو بليلة أو فشار)، يجب أن يتعود الأطفال منذ سن الرضاعة على ذلك (لصحة البدن وبناء الأجسام وسلامة الحواس وزيادة نسبة الذكاء) وتمزيق فاتورة القمح والأرز.
5. المدارس تنتهي قبل صلاة الظهر للاستفادة من باقي الزمن في الإنتاج والحرف الفنية وتطبيقها.
6. بناء المدرسة الشاملة تحتوي على معامل وورش ومزرعة وحديقة لتربية الحيوان (لتكييف الإنسان على بيئته بمهارات علمية متقنة).
7. تغيير المناهج تمامًا لكي يكون طالب الثانوي قادرًا على تربية الحيوان والزراعة واستخلاص منتجاتها واستخدام الحاسوب وإدارة ممتلكاته وأسرته وأصول دينه وعيادة ربه وخدمة مجتمعه. (خريج قادر على خدمة نفسه ومجتمعه).
8. إلغاء المدارس الخاصة، وجعل التعليم الأساسي للجميع مهمة الدولة وبمعايير وأهداف واضحة.
9. تكوين مجلس قومي لوضع امتحانات الجامعات السودانية وقياسها وتطويرها (لضمان مخرجات تعلم موحدة وإبراز المواهب).
10. جعل مرتب المعلم يعادل ألف دينار كويتي، أعلى مرتب في الدولة (لبناء الأمة والمعلم ركيزة البناء).
11. بناء محطات تنقية المياه على النيل لكي يشرب كل السودان من مياه النيل (ماسورة 27 بوصة موازية للطرق السريعة) للمساواة وتعزيز صحة الإنسان.
12. توفير الطاقة وتنويعها (حرارية، مائية، شمسية، رياح، نباتية) لنهضة البلد والإنتاج.
13. إنشاء مصانع في كل المجالات مع توزيعها حسب مواقع الإنتاج، وخلال ثلاثة أعوام يمنع تصدير أي مادة خام من السودان (رفع اقتصاد الدولة).
14. بناء طرق سريعة بمواصفات عالمية بخدماتها تربط كل مدن السودان مع بعضها البعض (يزيد من تداخل المجتمع وتسويق الإنتاج).
15. تأسيس معهد الزوج الصالح والزوجة الصالحة الذي يمنح شهادة تؤكد صلاحية أي منهما لبناء أسرة في المجتمع (لتحمل المسؤولية وتقليل نسبة الطلاق).
16. تحديد المهور ومنع الحفلات بعد الساعة التاسعة.
17. النوم المبكر بعد صلاة العشاء وإطفاء الأنوار (يساعد على النمو وطول الجسم وصحة الأطفال، ويعين الكبار على العبادة).
18. إنشاء هيئة قومية للبحوث ربطها بالجامعات ومؤسسات التمويل والتسويق والإنتاج، مع قيام معارض سنوية ورصد جوائز تحفيزية لها.
19. العلاج مجاني للأطفال والحوامل وكبار السن، والتأمين الطبي للمنتجين.
20. تشجيع الإنجاب، منح إجازة المرضع براتبها وتحفيز الأسر بدعم مالي لأي مولود جديد.
هذا جزء من رؤيتي المتواضعة أقدمه لنهضة وطني بعد هذه الحرب المدمرة. قال تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7] صدق الله العظيم.
نسأل الله القبول.
د. عبد الله بلال آدم
خبير جودة وتطوير
Promotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/06 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس…)2025/12/06 في البدء كانت الكلمة2025/12/05 المستوطنون الجدد… مخطط خطير يهدد ديمغرافية السودان وهويته2025/12/05 حرب مفروضة وهُدنة مرفوضة!2025/12/05 شركاء في الجريمة2025/12/04 عندما يصبح المعلق الرياضي مراسلاً حربياً !!2025/12/04الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن