هذا المقال بقلم الصحفي والكاتب اللبناني عمر حرقوص*، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.


على مشهد الصواريخ البالستية الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل يتراقص شبان لبنانيون فوق سطوح الأبنية ليشهدوا حرباً ليسوا معنيين بها حتى اليوم، في أحد الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي فوق مبنى بيروتي يعزف أحدهم على آلة الترامبيت نشيداً حزيناً فيما البقية يتراقصون بهدوء ويصورون بهواتفهم أضواء الصواريخ في الأجواء.


في مكان آخر يبدو الوضع مختلفاً، الصواريخ والمسيرات تتفجر بالأجواء، بعضها يسقط في مدن إسرائيل فيقتل ويصيب العشرات ويدمر الأبنية، فيما على بعد أكثر من 1400 كيلومتر تستكمل طائرات إسرائيلية غاراتها على مواقع ومدن في طهران وقربها وأبعد منها، تنطلق طائرات مسيرة من داخل المدن الإيرانية وتصيب مواقع عسكرية ومراكز للحرس الثوري وبيوت قادة عسكريين من الصف الأول.
المعلومات التي تسربت عن الهجوم الإسرائيلي قالت إن طائرات شحن عسكرية إسرائيلية دخلت إلى منطقة غرب إيران على حدود كل من العراق وتركيا، من دون أن تكشفها الرادارات، ونقلت معدات وعناصر من جهاز المخابرات "الموساد" تنقلوا وعملوا في التحضير للهجوم منذ أشهر.
العملية السرية الإسرائيلية يصفها البعض بالعمل العسكري والمخابراتي الجديد، وهي متقدمة حتى على عملية تفجير أجهزة "البايجر" التي استهدفت حزب الله في لبنان، وأكدت طهران أن عدداً من الضربات جاءت من داخل البلاد، مشيرة إلى توقيف شاحنات على أراضيها تنقل مسيرات للاستخدام بهجمات ضد مواقعها.
العمليات الإسرائيلية تضمنت نشر أسلحة دقيقة التوجيه في مناطق مفتوحة، قرب مواقع أنظمة صواريخ سطح-جو إيرانية، واستخدمت تقنيات متطورة ضد أنظمة الدفاع الجوي، وأنشأت قاعدة لطائرات هجومية مُسيَّرة قرب طهران، وانتشر عناصر "الموساد" في المناطق المحمية وحصلوا على معلومات عن المسؤولين وبيوتهم وأماكن تنقلهم ومواقعهم السرية وحتى غرف نومهم، وقاموا بعمليات اغتيال ضد مسؤولين نوويين وعسكريين.
بالمقابل، كانت طهران تعمل على اختراق الإسرائيليين بجواسيس للحصول على معلومات، وقبل الحرب بأيام أعلنت حصولها على أرشيف ضخم فيه معلومات مهمة، بينما ألقت إسرائيل القبض على عدد من الأشخاص يتجسسون لصالح "الحرس الثوري".
كما أظهر الميدان فإن الطرف الأضعف مخابراتياً في الوقت الحالي هو الجهة الإيرانية، فالاختراق وصل إلى حدود بعيدة، والاهتراء بالمنظومة ظهر أنه كبير جداً مع عدم سيطرة طهران على أطراف البلاد الشاسعة، مع انتشار عناصر إسرائيليين بمناطق في غرب إيران.
المشهد الإيراني يعيد التذكير بما وقع في موسكو عام 1987 حين كانت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والغرب ما تزال مستمرة، قام شاب من ألمانيا (الغربية) باختراق الحدود بطائرة صغيرة انطلق بها من هلسنكي في فنلندا ليهبط بالساحة الحمراء في موسكو، كان دخوله الذي غطى على كل أخبار العالم إنذارا يشير إلى الاهتراء بالمؤسسات الروسية، الذي أدى لاحقاً إلى انهيار المنظومة الاشتراكية والدول الشيوعية.
نموذج تسلل الطائرة إلى الاتحاد السوفياتي القوي ومتسيّد المنظومة الاشتراكية وقتها، يشبه إلى حد ما ما نراه اليوم في إيران، فالدولة تمتلك أسلحة تعتبر حديثة، يمكنها قصف إسرائيل، ولكنها في الوقت نفسه تواجه فقراً ومشاكل اقتصادية ورفضًا شعبيًا للفساد وسياسات الحكومات المتعاقبة التي اشتركت بحروب عدة في دول المنطقة أدت بالنهاية إلى خروجها منها كما حصل في سوريا، وخسارة أبرز حلفائها أو أذرعها مثل قيادة "حزب الله" في لبنان وانكفاء حلفائها العراقيين.
في أحد مشاهد الفيديو الملتقطة من لبنان ظهر شبان يرقصون في حل زواج على أنغام أغنية "جنوا نطوا"والصواريخ تعبر من فوق رؤوسهم، مشهد يفتح الشهية على العيش مقابل الحرب التي سيحدد العمل المخابراتي الجزء الأكبر من مسارها. صواريخ وطائرات في السماء وحرب إشاعات يطلقها طرفا الحرب سيكون لها دور بالتأثير على أعصاب الناس في البلدين والبلدان المجاورة، وخصوصاً المدنيين الذين يعيشون الرعب والمعاناة مع فقدان حقهم بالأمان والكرامة، فيتراجع حق الإنسان ويتحول إلى رقم بين الهاربين أو القتلى والمصابين وتبقى في الواجهة صورة الصواريخ والغارات والحرائق، والأبنية المدمرة، وتصريحات نارية من المسؤولين والقادة على الجهتين.

* عمر حرقوص، صحفي، رئيس تحرير في قناة "الحرة" في دبي قبل إغلاقها، عمل في قناة "العربية" وتلفزيون "المستقبل" اللبناني، وفي عدة صحف ومواقع ودور نشر.

إسرائيلإيرانلبنانأسلحة إيرانالبرنامج النووي الإيرانيالحدود اللبنانية الإسرائيليةالحرس الثوري الإيرانيبيروتطهراننشر الأحد، 15 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أسلحة إيران البرنامج النووي الإيراني الحدود اللبنانية الإسرائيلية الحرس الثوري الإيراني بيروت طهران

إقرأ أيضاً:

عادل الباز يكتب: تحالف الهاربين.. من خيباتهم!!

فيما أرى

عادل الباز

تحالف الهاربين.. من خيباتهم!!

 

(1)

لا أعرف لماذا بدأت تنتابني حالة من الاكتئاب كلما تذكرت المأزق الذي وقع فيه إخواننا في “صمود” الآن، لعلّ فيهم بعض الأصدقاء وبعض التلاميذ، رغم أنّ بعضهم خان، وبعضهم خاب.

 

أنا لا أقصد المأزق السياسي الذي تتورط فيه “صمود” الآن بعد إعلان “حكومة تأسيس” الإسفيرية، فذلك معلوم، كما لا أقصد مأزقها أمام الشعب السوداني، والفاتورة التي تنتظر سدادها جراء اصطفافهم مع الميليشيا المجرمة. كما أنّ شفقتي عليهم ليست بسبب الحيرة التي يرزحون تحتها، ولا بؤس موقفهم السياسي والأخلاقي. بالتأكيد ليس بسبب كل ذلك.. إنهم في مأزق حقيقي، غير محظوظين، أصابتهم لعنة الخيانة باكرًا.

 

ما يحزنني هو جهجهة أسمائهم وشعاراتهم، سابقًا ومستقبلاً. “كانت شعاراتهم مثل المفرقعات الورقية، تلمع لحظة في الهواء، ثم لا تترك سوى رماد خيبة عالق في الذاكرة الجمعية”. رفعوا هتافات بحجم الوطن، ثمّ قزّموها حين جلسوا على مقاعد السلطة، فجاء فعلهم هزيلاً لا يقاس بالوعد.

 

 

 

(2)

في البدء أطلقوا على أنفسهم “قحت”، ولم يلبثوا إلا قليلاً حتى استفاق المخدوعون بشعارات الثورة، فحوّروها إلى “قحط” بسبب بؤس أدائهم السياسي وخذلانهم لرفاقهم في الثورة.

عاد الوعي إلى الشباب سريعًا؛ الشباب الذين تمت خيانة أحلامهم في التغيير، وحتى جثثهم تُركت تتعفن في المشارح. !!

 

تحطمت آمالهم على صخرة المطامع الحزبية، وأبصروا بأعينهم كيف استباح السفراء البلاد، واشتعلت أسواقها، وتدهور أمنها، وخفّ وزنها، وهانت على أهلها، حتى وصلت إلى درك سحيق، أصبح الآمر الناهي فيها صلاح مناع، ومفكرها الاقتصادي حميدتي!!.

 

هكذا سُرعان ما طُويت صفحة حياة “قحط” القصيرة البائسة، بعد أن اختُتمت بصك إعلان الحرب فيما سُمي زورًا بـ”الإطاري”!!

 

 

(3)

سعيًا وراء تغيير جلدها بعد انكشاف أمرها، وإشعالها الحرب، ومغادرتها البلاد على صهوة تاتشرات الجنجويد متنكرة بالكدمول؛ لم يكن أمامها سوى تغيير اسمها… فجاء الاسم على غير مسمى: “تقدّم” هذه المرة.!!.

تستغرب للوقاحة.. إذ كيف يمكن أن تُسمى ثُلّة هاربين من جرائم حربهم بـ”تقدّم”؟

 

ما هو “التقدم” الذي أحدثوه في بلادهم بعد التغيير؟ بل ما هو التقدم الذي حدث داخل تحالفهم نفسه، الذي تحول إلى شظايا منكسرة ومشتّتة في الآفاق!!

بل ما هو التقدم المأمول المتوقع لتحالف شراذم ليس بينها أي رابط، وليس بحوزتها أي برنامج، لا يربطهم إلا هتاف أجوف: “لا للحرب”، وكلما علا صوت هتافهم “لا للحرب” زادت الحرب، وتمددت، وازدادت اشتعالًا، وطال أمدها.

فما الذي أغرى هؤلاء بتلك التسمية؟!

 

 

(4)

مرة ثالثة، أعلنوا تخليهم عن “تقدّم”، وفضّوا تحالفهم المُعلن مع حزب الجنجويد الجديد “تأسيس” الذى تأسس على غير هدى وميثاق مبين؛ على أن تظل الغرفة التي تدير الأمور سرًّا مع الميليشيا كما هي عليه بأمر “الكفيل”!!

 

هذه المرة، الاسم كان مهزلة تُثير الضحك والغثيان: “صمود”..! أي والله صمود..!

تأملت هذا الاسم مرارًا.. وكلما “أعاين فيه وأضحك، وأمشي واجيهو راجع” أحتار زيادة..!

كيف “صمود” يعني؟ تحالف هاربين من الحرب التي أشعلوها.. متى، وكيف، وأين صمدوا؟

 

منذ أن اندلعت الحرب، صعدوا على ظهور التأشيرات وغادروا إلى خارج البلاد.

فمتى صمدوا؟ وأين؟ في الفنادق أم في الشقق المفروشة التي جهزها لهم آل دقلو بالخارج؟

أم في الفيلل على ساحل أبو ظبي حيث الإقامات الذهبية التي وهبها الكفيل لهم؟!!

صمدوا أم “صيّجوا؟!”

 

ولا خيرَ في دفعِ الردى بمذلّةٍ

كما ردّها يومًا بسوءِ التجمُّلِ..

تُرى، في أي خندق صمدوا؟ بل في أية مدينة من مدن الحرب التي أشعلوها؟ أفي أم درمان؟ أم مدن الإبادة .. نيالا وأردمتا وود النورة وغيرها..؟ أم في تلك التي يحاصرها الجنجويد ويقتلها الجوع الآن؛ الفاشر والدلنج وغيرهما؟!

كنت سأحترمهم كثيرًا لو أنهم سمّوا تحالف الهاربين ذلك بـ”صموت”، سيكونون أقرب للحقيقة والواقع.

فهم الصامتون على كل جرائم الميليشيا التي دمرت بلادهم وأهلهم ومنازلهم، واغتصبت أخواتهم… وهم صامتون!!

انظر بالله، كيف تجرأوا على اللغة، فقلبوا التاء دالًا؟!

عجيب..! أسماءُ مملكةٍ في غيرِ موضعِها.. سمّوها “قحت” أولًا، وهم القحاطون، ثم “تقدّم”، وهم المتخلفون، ثم “صمود”، وهم الهاربون الصامتون.!! هكذا تقحّطوا… فتقهقروا… ثم صمتوا عن الكلام المباح، إلا بأمر “الكفيل”..!!

ولكن، وكما لا يُجدي التاج فوق رأس المهرّج، كذلك لا تُزيِّن الأسماء ما تجرَّد من المعنى، فكل تسمية جديدة لم تكن إلا قناعًا آخر على وجه الخيبة.

 

 

(5)

المأزق الآخر الذي أظن أنهم مقبلون عليه هو خلوهم من أي شعار جديد.

هَبْ أن الحرب انتهت اليوم وعادت “صمود” إلى الخرطوم.. فأي شعار سترفع؟

“تسقط بس”؟

“الحل في البل”؟

“أي كوز ندوسه دوس”؟

“حرية، سلام، وعدالة”؟

“سنعبر وسننتصر”؟

“يا كفنك يا وطنك”؟!!

كلها شعارات استُهلكت وأصبحت غير صالحة للاستخدام الإنساني، أياً كانت فصيلته أو قبيلته السياسية..!!

فمثلًا: “تسقط بس”.. وفعلاً سقطت بس.. فماذا فعلوا؟

اعتلوا سدة الدولة، وأسقطوا البلاد في جحيم الحرب، وشردوا أهلها في الملاجئ والمنافي متأبطين خيبتهم.

إذًا، هذا شعار وهتاف سقط، ولن يقول به أحد من بعد!!

 

 

(6)

“الحل في البل”… ها هي البلاد قد جرى “بلّها” كلها من أقصاها إلى أقصاها، ولم تجد حلًا إلى الآن!!

إذًا، لحق هذا الشعار والهتاف بسابقه، ولا مكان له من الإعراب.. “البل” الوحيد الذي ينتظره الشعب الآن، هو بلّ الجنجويد نهائيًا وحلفائهم بس..!!

 

 

(7)

“حرية، سلام، وعدالة” هؤلاء خانوها بالكامل..

حرية التعبير صُودرت بالتأشيرات (السوداني)…

سلام دارفور حاربوه… فعصف بهم أهله عصفًا.

أمّا العدالة، فشهدت بها أقبية سجونهم التي فاضت بالمعتقلين بلا ذنب، ولا حتى تهمة، ومنهم من قضى نحبه بداخلها، دون أن تتاح له كلمة أمام المحكمة، كما لم تُتح لمتهمي برنامج (أراضي وأراضي) فرصة المداخلة أو التعليق، ناهيك عن محاكمة عادلة..!!

سبحانه؛ في أقل من عامين، طفقوا أنفسهم يبحثون عن العدالة.. ويستجدونها حين عصف بهم حلفاؤهم العسكر.

هكذا دائمًا؛ القيم تنتقم ممن خانها، وتلك عبرة التاريخ..!! “لم يكن سقوطهم سياسيًا فحسب، بل أخلاقيًا، حين وقفوا على رماد القرى المدمّرة، ولم ينبسوا بكلمة عن الذين قُتلوا أو اغتُصبوا أو جاعوا بسبب حلفائهم”.

 

(8)

“سنعبر وسننتصر”.. هذه أصابوا فيها نجاحًا جزئيًا، إذ إنهم بعد أقل من أربع سنوات من اعتلائهم سدة الحكم عبروا الحدود إلى خارج البلاد، مجلّلين بخيبتهم، بعد أن قذفوا البلاد في ليل الفتن..!

والنصر الذي أحرزوه وقتها، وإلى يوم الناس هذا هو فرارهم من البلاد بنجاح، وتأليب المجتمع الدولي والإقليمي ضد بلادهم بالأكاذيب والسخافات.

 

 

(9)

“كل كوز ندوسه دوس”… “وين تاني؟”.. ولا في أحلامهم !

وهل قدروا عليهم وقتذاك؟ أم كان الهتاف مجرد هراء؟

الكيزان الآن أبطال في نظر الشعب، معهم في الميدان، ينشدون “في حماك ربنا”، ويستشهدون..

والذين كانوا يهتفون ويحلمون بدوسهم، الان تحت رحمة الجنجويد والكفلاء والأمريكان..

الكيزان يقاتلون في أم درمان، وساحات الفداء في الخرطوم وكردفان، وحتى تخوم دارفور وهم يتسكعون في شوارع أديس وكمبالا وأبو ظبي.

بينما هم يحتشدون في قاعات نيروبي وأديس، يصدرون بيانات الإدانة للجيش.

الكيزان الآن يحملون أسلحتهم كتفًا بكتف مع الجيش، يقدمون الآلاف من الشهداء، ولا يزالون، حتى معارك أم صميمة أول أمس.

الغريب: من كانوا يسعون لدوس الكيزان لم يجدوا غير أبطال الجيش والمشتركة والمستنفرين، والكيزان أنفسهم، من يحمي إخوانهم وأعراضهم التي تركوها وراءهم، وفروا كالجرذان.

 

لا يستطيعون مرة أخرى أن يهتفوا في شوارع الخرطوم، إذ هي من سترد عليهم لو تجرأوا في أحلامهم ورددوها..

ولا بد أنها ستسألهم: أين كنتم حين كان الدواس حاميًا، والأرواح تصعد عجلى إلى بارئها؟!

لم نسمع لكم حسًّا ولا ركزًا..

 

هذه الأرض اليوم غير الأرض التي عرفتموها في 2019 و2018.. وهذه الشوارع والأزقة غيرها اليوم.. هذه الشوارع التي خنتموها لن تخون أبدًا دماء الشهداء..

هذه الأرض التي روتها الدماء القانية في معركة الكرامة ستنكركم؛ أياً كانت هتافاتكم، كما أنكرتموها لحظة نادت على أبنائها، وهي تئن تحت وطء تاتشرات الجنجويد – حلفائكم – وهربتم إلى المدن التي تنام على مخدات الطرب..!!

 

 

(10)

“يا كفنك… يا وطنك.. !!”

حين جاء زمان الأكفان وفداء الأوطان “صيّجتم”..

لم نركم، ولا أكفانكم تتصدر مواكب شهداء الوطن.

ولو أنكم تسجّلون زيارة واحدة إلى جبل سركاب، حيث يرقد الشهداء الأبطال، سترون شبابًا نضرًا، امتدت قبورهم كيلومترات.. أحياء عند ربهم يُرزقون.

فدوا وطنهم، ولم يجدوا كفنًا من طرف السوق، ولا شبرًا في المقابر..!!

بأي وجه، وبأي هتاف، سيعودون إلى شوارع الخرطوم..؟!

 

وأنت أيها القارئ، حين تسمع غدًا هتافاتهم من جديد… فهل سترد عليهم، أم تصمت كما صمتوا حين احترق وطنك..؟

نفسي أعرف وأشاهد ما سيؤول إليه حالهم، لو مدّ الله في الآجال، وعادوا سالمين، غانمين من غنائم “الكفيل” والجنجويد..!!

التحالف المدنى الديمقراطى لقوى الثورة صمودصمودعادل الباز

مقالات مشابهة

  • إيران تنفي إغلاق بعض السفارات في طهران
  • عادل الباز يكتب: تحالف الهاربين.. من خيباتهم!!
  • تقرير بريطاني: العراق في مواجهة إنذار اقتصادي وحرب إيران وإسرائيل كشفت المستور
  • ضربة تقضي على النووي .. مخاوف من عودة الحرب بين إيران و إسرائيل
  • ترامب: على إيران تغيير نبرة تصريحاتها بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن قصف موقع لحزب الله في لبنان لإنتاج الصواريخ
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: هاجمنا أكبر موقع لإنتاج الصواريخ الدقيقة لحزب الله
  • بزشكيان يحذر من دخول إيران بأزمة جفاف نتيجة تراجع حاد في السدود
  • إيران تطالب ترامب بتعويضات عن خسائر حرب الـ 12 يوما قبل استئناف مفاوضات النووي