كيف استقبل الرأي العام العربي المواجهة بين إيران وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
كشفت التعليقات المتباينة كيف يتقاطع الصراع الإقليمي مع الأزمات الداخلية لكل دولة عربية، ومع ذاكرة حافلة بالتشكيك والتعبئة الطائفية. اعلان
مع اندلاع المواجهات العسكرية العلنية بين إيران وإسرائيل، لم تقتصر تداعيات الصواريخ المتبادلة على خرائط الشرق الأوسط، بل تمددت إلى الفضاء الافتراضي العربي، حيث انكشف حجم التصدّع السياسي والطائفي في المواقف الشعبية والنخبوية إزاء أطراف النزاع.
في دول مثل اليمن ولبنان والعراق، أو حتى في أوساط عربية أوسع متعاطفة مع القضية الفلسطينية، حيث رحّب البعض بردّ إيران على إسرائيل باعتباره "كسرًا لاحتكار الرد" و"خطوة تأديبية لجيش اعتاد القصف بلا عقاب" حسب تعبيرهم. حيث رأوا أن طهران بدت وكأنها تملأ فراغًا تركه النظام العربي الرسمي في مواجهة الحرب بغزة، وقد وُظفت مئات المنشورات والفيديوهات والخرائط لإبراز دعم طهران لها، مع شعارات مثل: "صاروخ من طهران دفاعًا عن القدس".
انتشر هذا النوع من الخطاب خصوصًا في الصفحات المناهضة للتطبيع مع الدولة العبرية، وبين أنصار حزب الله، والحوثيين، وفصائل فلسطينية، معتبرين أن الرد الإيراني - مهما كانت خلفياته - يمثل تحولًا نوعيًا في ميزان الردع الإقليمي، لا سيما بعد ضرب أهداف عسكرية استراتيجية داخل العمق الإسرائيلي.
Relatedمعهد وايزمان: ضربة إيرانية تطال أهم المراكز العلمية في إسرائيل.. فماذا نعرف عنه؟ترامب يتوعّد إيران بـ "قوة غير مسبوقة" وطهران تُحدّد شرطاً لوقف الهجمات على إسرائيل ليلة ليست كسابقاتها.. هجمات نوعية تشعل اليوم الثالث من المواجهة بين إيران وإسرائيلالمعسكر الآخر.. بين دواعي السيادة والاستقطاب الطائفيلكن في المقابل، ظهرت موجة رافضة وغاضبة، لم تخفِ شماتتها بما أصاب طهران من ضربات إسرائيلية، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك في اعتبار إيران خصمًا أولًا، لا يقل خطرًا عن إسرائيل، إن لم يكن أكثر. برز هذا الموقف بقوة في تغريدات وتعليقات لمستخدمين من الخليج العربي، ومن بينهم كتاب رأي مؤثرون ومؤسسات إعلامية ذات توجهات مناوئة للسياسة الإيرانية.
وعكست هذه المواقف البعد الطائفي، إذ ربط كثيرون دعم طهران لحماس أو الحوثيين بأنه مجرد غطاء لنفوذ "فارسي شيعي"، يسعى لتقويض الأنظمة العربية السنية، كما برزت مقارنات تاريخية تتهم إيران بـ"ازدواجية المواقف" تجاه العراق وسوريا، وبأنها "تتاجر بفلسطين لتوسيع نفوذها".
اللافت أن فئات كبيرة من الرأي العام العربي أبدت ارتباكًا في تحديد الموقف، أو فضّلت تجنّب الانحياز، مكتفية بالتعبير عن الحزن والغضب من مشهد عربي مشتت بين قوتين أجنبيتين، لا تمثلان - برأيهم - مشروعًا حقيقيًا للنهضة أو التحرر.
قراءة في الخلفيات: بين ندوب الماضي والخوف مما هو آتلم يكن الانقسام الافتراضي وليد اللحظة. فمواقف العرب تجاه إيران محمّلة بإرث من التوترات، بدءًا من الحرب العراقية-الإيرانية، مرورًا بدور طهران في سوريا والعراق ولبنان، ووصولًا إلى علاقتها مع الفصائل الشيعية المسلحة، وملفها النووي. وقد تعمّق هذا الاستقطاب، من خلال اعتبار إيران "الخطر الأعظم" وتقديم إسرائيل كشريك "معتدل" في مواجهة "المدّ الشيعي"
وقد تبنت هذه المقاربة عدة أنظمة عربية رأت في النفوذ الإيراني تهديدًا مباشرًا لأمنها الداخلي بل لوجودها، ومع هذه الأنظمة وسائل الإعلام الرسمية لديها التي ساهمت في حالة الاستقطاب هذه حتى في سياق تصعيدها ضد إسرائيل بنفس الوقت.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب إيران إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب هجمات عسكرية بنيامين نتنياهو غزة حركة حماس صواريخ باليستية الموساد
إقرأ أيضاً:
مسؤول أميركي يتوقع استمرار المواجهة بين إيران وإسرائيل أسبوعا
قال مسؤول أميركي للجزيرة إن التقديرات الأميركية تتوقع أن تستغرق المواجهة بين إسرائيل وإيران أسبوعا كاملا.
وأوضح المسؤول الأميركي أن واشنطن تركّز على حماية قواتها في الشرق الأوسط، لأن التهديدات قائمة بوتيرة مستمرة، حسب تعبيره.
من جانبه، قال السيناتور الديمقراطي جاك ريد لشبكة "سي إن إن" إن المنطقة "أمام احتمال نشوب صراع إقليمي قد يتحول لحرب يكون إنهاؤها صعبا".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال أمس الجمعة، لشبكة إيه بي سي، إن إدارته منحت الإيرانيين فرصة ولم يستغلوها، وتلقوا ضربة قاسية جدا، مؤكدا أن هناك مزيدا في المستقبل.
كما كتب على منصة تروث سوشيال "وقع بالفعل موت ودمار واسع، لكن لا يزال الوقت متاحا لوقف هذه المذبحة بالنظر إلى وجود خطة للهجمات القادمة بالفعل، وستكون أكثر وحشية".
وذكرت "سي إن إن" نقلا عن مصدر إسرائيلي قوله، أمس الجمعة، إن "هذا ليس هجوما يدوم يوما واحدا فقط، ونخطط لشن جولات متعددة من الهجمات على إيران".
وأضاف المصدر أن "الحكومة الإسرائيلية رأت فرصة سانحة لتنفيذ هذا الهجوم عسكريا ودبلوماسيا".
وذكرت القناة الـ13 -نقلا عن مسؤول إسرائيلي رفيع- أن تل أبيب تستعد لعدة أيام من القتال.
إعلانوكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة الإبادة الجماعية– قال في كلمة له، أمس الجمعة، إن تل أبيب وجّهت ضربة قاسية لإيران، وقتلت عددا كبيرا من أعضاء هيئة الأركان والعلماء النوويين، إضافة إلى تدمير مفاعل نطنز وأهداف أخرى. وقال إنه لا يعرف تماما متى ستنتهي العملية العسكرية في إيران.
وشنت إسرائيل في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، هجمات على إيران، وقالت إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين، في بداية عملية لمنع طهران من صُنع سلاح نووي، ثم ردت إيران بسلسلة هجمات صاروخية أوقعت قتيلين وعشرات الجرحى ودمارا غير مسبوق في تل أبيب.