تفكيك الضربة.. ما حجم أضرار الهجمات الإسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني؟
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
فيينا (رويترز) –
شنت إسرائيل هجمات عسكرية واسعة النطاق على إيران، وأصابت مواقع من بينها بعض من أهم منشآتها النووية.
فيما يلي ملخص لما هو معروف عن الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك بيانات من التقرير الفصلي الأخير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 31 مايو أيار.
* نظرة عامة
تخصب إيران اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تتفقد المواقع النووية الإيرانية بما في ذلك محطات التخصيب، إن هذا الأمر “مقلق للغاية” لأنه لا توجد دولة أخرى خصبت اليورانيوم إلى هذا المستوى دون إنتاج أسلحة نووية. وتقول القوى الغربية إنه لا يوجد مبرر مدني للتخصيب إلى هذا المستوى.
وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية. وتشير إلى حقها في الحصول على التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، ومنها التخصيب، باعتبارها طرفا في معاهدة حظر الانتشار النووي.
أما إسرائيل، وهي ليست طرفا في معاهدة عدم الانتشار النووي، فهي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك أسلحة نووية. ولا تنفي إسرائيل ذلك أو تؤكده.
-تخصيب اليورانيوم في قلب البرنامج
كان لدى إيران ثلاث محطات عاملة لتخصيب اليورانيوم عندما بدأت إسرائيل هجماتها:
* محطة تخصيب الوقود في نطنز (ضرب إمدادات الطاقة)
منشأة شاسعة تحت الأرض مصممة لتحتوي على 50 ألف جهاز طرد مركزي، وهي الآلات التي تخصب اليورانيوم.
كانت هناك دائما تكهنات بين الخبراء العسكريين حول ما إذا كانت الغارات الجوية الإسرائيلية قادرة على تدمير المنشأة نظرا لوجودها في نقطة عميقة تحت الأرض.
وهناك حوالي 17 ألف جهاز طرد مركزي موجودة هناك، منها حوالي 13500 جهاز تعمل في آخر إحصائية لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى خمسة بالمئة.
وأبلغ رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة أن البنية التحتية للكهرباء في نطنز دمرت وتحديدا محطة كهربائية فرعية ومبنى إمدادات الطاقة الكهربائية الرئيسي وإمدادات الطاقة الكهربائية في حالات الطوارئ والمولدات الاحتياطية.
وقال إنه في حين لا يوجد ما يشير إلى وقوع هجوم مادي على القاعة الموجودة تحت الأرض التي تحتوي على محطة التخصيب، “إلا أن انقطاع الطاقة… ربما يكون قد ألحق الضرر بأجهزة الطرد المركزي هناك”.
واستشهد جروسي “بمعلومات متاحة للوكالة الدولية للطاقة الذرية” لم يحددها. وزودت إيران الوكالة ببعض المعلومات، وتستخدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل عام صور الأقمار الصناعية على نطاق واسع.
* محطة التخصيب التجريبية للوقود في نطنز (دمرت)
أصغر محطات التخصيب الثلاث، ولأنها فوق سطح الأرض، كانت الهدف الأصغر بين محطات التخصيب. وكانت هذه المحطة دائما مركزا للبحث والتطوير، واستُخدم فيها عدد أقل من أجهزة الطرد المركزي مقارنة بالمحطات الأخرى، وغالبا ما تكون متصلة في مجموعات أصغر من الآلات فيما يعرف باسم السلاسل.
ومع ذلك، فقد كان بها سلسلتان مترابطتان بالحجم الكامل تضم كل منهما ما يصل إلى 164 جهاز طرد مركزي متقدم، لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 بالمئة. بغض النظر عن ذلك، لم يكن هناك سوى 201 جهاز طرد مركزي عامل في محطة تخصيب اليورانيوم التجريبية بنسبة تصل إلى اثنين بالمئة.
وجرى نقل معظم أعمال البحث والتطوير الخاصة بالمحطة التجريبية مؤخرا إلى محطة تخصيب الوقود النووي تحت الأرض في نطنز، حيث يعمل أكثر من ألف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى خمسة بالمئة.
وقال جروسي إن محطة التخصيب التجريبية للوقود في نطنز دمرت في الهجوم الإسرائيلي.
* محطة فوردو لتخصيب الوقود (لا أضرار مرئية)
أكد جروسي يوم الاثنين أن موقع التخصيب الأكثر عمقا في إيران، المحفور في جبل، لم يتعرض لأضرار وفقا لما يمكن رؤيته.
ورغم أنه لا يعمل فيه سوى حوالي ألفي جهاز طرد مركزي فقط، فهو ينتج الغالبية العظمى من اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة، باستخدام نفس العدد من أجهزة الطرد المركزي تقريبا التي كانت تعمل في محطة التخصيب التجريبية في نطنز، لأنه يعتمد على التغذية باليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20 بالمئة في تلك السلاسل مقارنة بنسبة خمسة بالمئة في محطة نطنز التجريبية.
وبالتالي، أنتجت فوردو 166.6 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة في الربع الأخير. ووفقا لمقياس “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، فإن ذلك يكفي من حيث المبدأ، إذا ما جرى تخصيبه بدرجة أكبر، لأقل من أربعة أسلحة نووية بقليل، مقارنة بنحو 19.2 كيلوجرام في محطة تخصيب الوقود النووي التجريبية، أي أقل من نصف الكمية اللازمة لقنبلة.
* منشآت أخرى
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الهجمات الإسرائيلية ألحقت أضرارا بأربعة مبان في المجمع النووي في أصفهان، بما في ذلك منشأة تحويل اليورانيوم والمنشآت التي يجري فيها العمل على معدن اليورانيوم.
والرغم من أن له استخدامات أخرى، فإن إتقان تكنولوجيا معدن اليورانيوم خطوة مهمة في صنع نواة سلاح نووي. إذا حاولت إيران صنع سلاح نووي، فسيتعين عليها أخذ اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة وتحويله إلى معدن اليورانيوم.
وعملية تحويل اليورانيوم هي العملية التي يتم من خلالها تحويل “الكعكة الصفراء” إلى سداسي فلوريد اليورانيوم، وهو المادة الخام لأجهزة الطرد المركزي، بحيث يمكن تخصيبه. وإذا تعطلت منشأة تحويل اليورانيوم فإن اليورانيوم القابل للتخصيب سينفد من إيران في نهاية المطاف ما لم تجد مصدرا خارجيا لسداسي فلوريد اليورانيوم.
* العلماء
قال مصدران في منطقة الخليج يوم الأحد إن 14 عالما نوويا إيرانيا على الأقل قتلوا في هجمات إسرائيلية منذ يوم الجمعة، بعضهم في سيارات ملغومة.
وذكر الجيش الإسرائيلي أسماء تسعة منهم يوم السبت قائلا إنهم “لعبوا دورا محوريا في التقدم نحو امتلاك أسلحة نووية وإن القضاء عليهم يمثل ضربة كبيرة لقدرة النظام الإيراني على امتلاك أسلحة دمار شامل”. ولم يتسن التحقق من هذا التصريح بعد.
وكثيرا ما قالت القوى الغربية إن التقدم النووي الإيراني يوفر لها “مكسبا معرفيا لا رجعة فيه”، مما يشير إلى أنه في حين أن فقدان الخبراء أو المنشآت قد يبطئ التقدم، فإن التقدم دائم.
* مخزون اليورانيوم
تمتلك إيران مخزونا كبيرا من اليورانيوم المخصب بمستويات مختلفة.
ووفقا لمقياس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فبحلول 17 مايو أيار، تشير التقديرات إلى أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة لصنع تسعة أسلحة نووية.
أما عند مستويات التخصيب المنخفضة فلديها ما يكفي لصنع المزيد من القنابل، على الرغم من أن الأمر سيتطلب المزيد من الجهد: ما يكفي لتخصيب ما يصل إلى 20 بالمئة لصنع قنبلتين أخريين، وما يكفي لتخصيب ما يصل إلى خمسة بالمئة لصنع 11 قنبلة أخرى.
وقال مسؤولون إن معظم مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب مخزن في أصفهان تحت ختم الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولم تذكر الوكالة الدولية للطاقة الذرية مكان تخزينه، ولم تذكر ما إذا كان قد تأثر بالضربات.
* أسئلة مفتوحة
– كيف سترد إيران؟
قال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي للتلفزيون الرسمي يوم السبت إن إيران ستتخذ إجراءات لحماية المواد والمعدات النووية التي لن يتم إخطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بها ولن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما كان الحال في السابق.
كما يعد المشرعون مشروع قانون يمكن أن يدفع إيران إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، على خطى كوريا الشمالية التي أعلنت انسحابها في عام 2003، ثم مضت في اختبار أسلحة نووية.
ولا تعرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدد أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها إيران خارج محطات التخصيب. وأي تخفيض إضافي في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكن أن يزيد من التكهنات بأنها ستقوم أو قامت بإنشاء محطة تخصيب سرية باستخدام بعض تلك الإمدادات.
وأوضح المسؤولون أنه يمكن أيضا إعادة تشكيل سلاسل أجهزة الطرد المركزي الحالية لتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء مختلفة في غضون أسبوع.
* ما هو وضع مخزون اليورانيوم؟
إذا لم تعد إيران قادرة على التخصيب، يصبح مخزونها الحالي من سداسي فلوريد اليورانيوم واليورانيوم المخصب أكثر أهمية.
* ما حجم الضرر؟
لم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى الآن من إجراء عمليات تفتيش للوقوف على تفاصيل الأضرار هناك.
* هل سيكون هناك المزيد من الهجمات؟
بعد فترة وجيزة من بدء الهجمات يوم الجمعة، حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران على إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة لفرض قيود جديدة على برنامجها النووي “قبل أن لا يتبقى شيء”. وألغيت المحادثات التي كان من المقرر عقدها أمس الأحد (15 يونيو حزيران).
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق عربي ودوليأنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الوکالة الدولیة للطاقة الذریة البرنامج النووی الإیرانی وزیر الدفاع الأمریکی المخصب بنسبة تصل إلى الهجمات الإسرائیلیة أجهزة الطرد المرکزی الیورانیوم المخصب لتخصیب الیورانیوم تخصیب الیورانیوم قمة مجموعة السبع من الیورانیوم تخصیب الوقود خمسة بالمئة أسلحة نوویة تحت الأرض فی الیمن ما یکفی فی محطة فی نطنز ما حجم
إقرأ أيضاً:
وزير الدولة بوزارة الخارجية يجري اتصالاً هاتفياً مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية
أجرى سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية، اليوم اتصالا هاتفيا، مع سعادة السيد رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
جرى خلال الاتصال، مناقشة آخر التطورات المتعلقة بالهجمات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت نووية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسبل تعزيز أمن المنشآت النووية وضمان عدم تعريضها لأي تهديدات من شأنها أن تقوض الأمن الإقليمي والدولي.
ولفت سعادة وزير الدولة بوزارة الخارجية خلال الاتصال، إلى أن استهداف المنشآت النووية يشكل تهديدا خطيرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي، مؤكدا أن دولة قطر تبذل جهودا حثيثة مع شركائها للعودة إلى مسار الحوار بين كافة الأطراف لمعالجة القضايا العالقة وتوطيد الأمن والسلم في المنطقة والعالم.
وجدد سعادته، إدانة دولة قطر الشديدة للهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية باعتباره انتهاكا صارخا لسيادة إيران وأمنها، وخرقا واضحا لقواعد ومبادئ القانون الدولي.