سارة البريكية
دوي انفجارات في الأفق ومنظر صواريخ قادمة ومغادرة رهبة وخوف وقلق وحالة من الترقب العام الذي يعيشه العالم أجمع، حالة استنفار في أغلب المطارات والمدن ونحن بحاجة إلى مزيد من الوقت لكي نتمكن من الوصول إلى أفضل الطرق للتعامل مع التحديات العالمية.
العالم اليوم بحاجة إلى مزيد من التفاهم والتواصل ولغة الحوار وبحاجة لبعض العقول التي بإمكانها إيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة ولا شك أن هناك الكثير من الحلول الممكنة التي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار على مستوى العالم وبالتأكيد ليست الحرب كذلك.
أن يصل البعض لمرحلة الحرب يعني أنه استنفذ جميع الحلول التي يمكن أن تكون لها نتائج إيجابية في تصحيح المسار الحالي، ولكن ما إن يلجأ إلى هذا الطريق؛ فالطرق أمامه مسدودة ولغة الحوار انعدمت وأصبحت الصواريخ وأدوات الحرب كفيلة بحل الخلاف الذي يذهب يوميا عشرات؛ بل آلاف الضحايا بسببه.
وعُمان دولة عظيمة تدعو إلى السلام الدائم وتشكل قوة إقليمية معروفة على مستوى العالم، ولا شك أن التمسك بالحلول التي تراها مناسبة للجميع ولكافة الأطراف، أمر لا بُد منه، والجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات يجب أن يتم حتى يمكن التوصل لحل سريع للأزمة الحالية التي تُعاني منها المنطقة.
إننا وقد نشاهد تلك المشاهد المؤلمة وتصعيد وتيرة الصراع بين كافة الأطراف وإدخال أطراف جديدة أيضًا هو من أقسى الأمور التي قد يواجهها المجتمع الدولي وندعو الجميع إلى التحلي بالصبر وعدم الانسياق وراء أي صراع سياسي من شأنه النيل من مكتسبات الدول، وإنما الوقوف جنبا إلى جنب وعدم نشر الشائعات والفتن، وألا نكون أداة يستطيع أن يستعملها اليهودي للنيل من الإسلام والمسلمين.
إن إيران ليست مجرد دولة إسلامية فقط، إنما هي إرث حضاري وتاريخي لا يمكن التخلي عنه وهي منفذ مهم والتمسك به وسيلة لتحقيق التماسك والوحدة بين المسلمين؛ فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا، والأخ لا يمكن أن يترك يد أخيه متشبثة بالوهم، وإنما يشدها إليه ليرفع بذلك اسم الله والإسلام عاليا؛ فنحن الآن في أيام صعبة نسأل الله أن تمر هينة لينة على بلاد العالم الإسلامي وأن نكون متكاتفين ومتعاونين رافعين شعار النصر على أعداء الله دائمًا.
إن المجتمع الدولي مطالب في هذه الظروف القاسية أن يضع خطة واضحة لتحقيق الهدف المنشود في أسرع وقت وبأقل خسائر ممكنة.
حفظنا الله جميعًا من كل سوء وشر ومكروه.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: العالم يرانا متوحشين وحماس ذكية وتلقننا درسا
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تصاعد الانتقادات الداخلية بشأن تدهور صورة إسرائيل في الخارج خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، محذرة من أن الحملة العسكرية أفقدت تل أبيب دعمها الدولي ودفعت عواصم غربية لاعتبارها طرفا متوحشا، مقابل الإشادة بذكاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في توظيف الرواية الإعلامية لصالحها.
وكشفت قناة "12" الإسرائيلية أن مسؤولا سياسيا بارزا في الحكومة حذر في الأيام الأولى بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول من مغبة تجاهل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قائلا إن المجاعة المحتملة ستؤدي لانهيار الدعم الدولي بالكامل وتحوّل الغضب الشعبي نحو إسرائيل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل رفض نيجيريا الاستسلام لترامب يؤشر على تدهور علاقات واشنطن في أفريقيا؟list 2 of 2بلومبيرغ: استخبارات إسرائيل تعود للتركيز على الجواسيس بدل التكنولوجياend of listوفي نص تم الكشف عنه للإعلاميين السياسيين، شدّد المسؤول الإسرائيلي على أن استمرار الحرب مشروط بأمرين: هدف واضح، وإدخال المساعدات الإنسانية، محذّرا من أن مليوني فلسطيني سيحمّلون إسرائيل المسؤولية إن حلّ الجوع، ولن يحاربوا حماس بل سيوجهون غضبهم نحوها.
ووفق مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 يارون أبرهام، فإن هذه الإحاطة الصحفية جرت يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكدا أن التصريحات عكست قلقا مبكرا من الانعكاسات السياسية والدبلوماسية لاستمرار الحصار والتجويع دون إستراتيجية واضحة.
وانتقدت مراسلة الشؤون السياسية في موقع "تايمز أوف إسرائيل" تال شنايدر ما وصفته بغياب القيادة الإعلامية الإسرائيلية، معتبرة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتصرف كما لو كان "سيد الرواية"، بينما الحقيقة أنه فشل في إدارة الرواية الرسمية للدولة أمام المجتمع الدولي.
تآكل الدعموفي السياق ذاته، قال الخبير في الشؤون الأميركية على قناة "i24" عميت ليفنتال إن الوقت لا يعمل لصالح إسرائيل، مشيرا إلى تآكل الدعم لها حتى داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك أوساط كانت مؤيدة للرئيس دونالد ترامب، الذي يدرك تراجع التأييد الشعبي لحرب غزة.
إعلانأما المستشارة الإستراتيجية والمحللة السياسية أيليت فريش، فكشفت عن حظر غير معلن على صادرات الصناعات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن مصانع محلية تعجز عن تصدير مركبات أو تصنيع مكوّناتها، وسط تقارير عن توقف تصدير السلاح أيضا، معتبرة أن ذلك نتيجة حرب استنزاف بلا هدف.
وأكدت فريش أن الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام العالمية عن غزة تُظهر مجاعة وأطفالا يعانون وسط دمار شامل، معتبرة أن ذلك دفع الرأي العام في أوروبا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة إلى التساؤل عن جدوى الحرب ومآلاتها، وهو ما يُلحق ضررا كبيرا بصورة إسرائيل.
وانضم مقدم البرامج السياسية في قناة 12 حاييم إتغر إلى قائمة المنتقدين، قائلا إن إسرائيل أصبحت "أضحوكة العالم" بسبب تدهور الدبلوماسية الخارجية وسوء الأداء السياسي، مشبّها ما يجري في إسرائيل بالسيرك، في حين تبدو حماس "كأنها تدرّسنا في العلاقات العامة".
وقال إتغر إن حركة حماس أثبتت براعة فائقة في التأثير الإعلامي وتوجيه السردية، بينما تتخبط إسرائيل في عجز تواصلي جعلها تبدو كما لو كانت في بداية الطريق، وحماس في موقع المتفوّق بدرجة الدكتوراه، على حد وصفه.
أخطاء إسرائيلواعتبر المتحدث السابق باسم الشرطة الإسرائيلية إيلي ليفي أن المشكلة لا تكمن فيما تفعله حماس، بل فيما ترتكبه إسرائيل من أخطاء، مؤكدا أن كل الأخطاء الممكنة وقعت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول ولا تزال تتكرر حتى اليوم، دون مراجعة أو تصحيح.
وفي تعليق من داخل الأستوديو على التصعيد، أشارت إحدى المتحدثات إلى أن الصورة المتشكّلة عالميا أصبحت تصور إسرائيل كقوة متوحشة، وأن الخطاب الدولي بات يقول على العالم أن "ينقذ الفلسطينيين من الإسرائيليين المتوحشين".
ورأى رئيس شعبة الاستخبارات والساحة الدولية السابق في جهاز الموساد حاييم تومر أن أوروبا الغربية على وجه الخصوص لن تقبل استمرار مشاهد قصف المدنيين وتجويع الأطفال في غزة، محذرا من عزلة إسرائيل في أهم أسواقها إن واصلت الحرب على هذا النحو.
وأضاف تومر أن التساؤل الجوهري المطروح اليوم هو: هل يستحق "الانتصار المطلق" -الذي لا نعرف ما هو تحديدا- هذا الثمن الباهظ من العزلة الدولية، لا سيما في ظل شكوك متزايدة حول جدوى استمرار العملية العسكرية وأهدافها الحقيقية