ضعف الامة يكمن في غياب مشاريعها القطريةوالقومية في ظل تنامي المشاريع القطرية و الدولية حولها
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
صراحة نيوز -بقلم / حاتم الكسواني
في ظل إنكشاف المشاريع والنوايا القطرية ومشاريع ونوايا التحالفات الدولية بعد اللعب على المكشوف ، وفي طل ظهور ملامح واضحة لمحور النازية الجديدة المتمثل بتحالف قوى الشر الإمبريالية ممثلة بأمريكا والمانيا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل ودول وقوى أوروبية صغيرة تدور في فلكها والتي أضاء عليها موقفها من الإعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على جمهورية إيران الإسلامية حيث عادت كل هذه الدول عن الاعيبها وتصريحاتها المخادعة الداعية لوقف الإبادة في غزة وضرورة إيجاد حل دبلوماسي لثني إيران عن محاولة ممارسة حقها في تطوير برنامجها السلمي النووي.
وفي ظل إستحضار تلك الدول أساليب التجربة النازية القديمة في القتل والتدمير والحرق والسحل البشري وإستحضارها لكل نظريات جوبلز وزير دعاية النازية الألمانية التي استخدمها في محاولة الحزب النازي الألماني السيطرة على العالم كنظرية الجوقة التي تضع الخصم والعالم في حالة ارباك وعدم يقين من نواياهم من خلال مجموعة متضاربة من التصريحات اليومية الغامضة التي تحتمل أكثر من معنى أو تفسير كما يفعل ترامب ونتنياهو وفريقيهما الحاكمين مرورا بنظرية التأطير التي لا تترك أي مجال للخصم للاختيار إلا بين خيارين ( على حماس الإختيار بين الإستسلام أو الموت – ليس أمام إيران إلا الإستسلام وفق الطريقة الليبية أو مواجهة الدمار الشامل ) وإنتهاء بنظرية حرف الإنتباه كتلك الأحداث التي تبتدعها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لحرف الإنتباه عن عملية الإبادة الشاملة التي تقترفانها ضد الأهل في غزة .
وبكل الأحوال فقد بتنا الآن نعرف نوايا إسرائيل التي تتمثل بالقضاء الجسدي على الشعب الفلسطيني وإلغاء هويته وتراثه وتاريخه ووجوده الإنساني والسيطرة على كامل ترابه الوطني .
ونعرف تماما بأن وجود إسرائيل كدولة نووية وحيدة في منطقة الشرق العربي والإسلامي و كأقوى دولة عسكريا فيها هي مشروع أمريكي أوروبي يضمن لهما السيطرة الكاملة على دولها وخيراتها ويضمن لهما إستمرار تبعيتها .
ونعلم بأن كلا من روسيا والصين تملك مشروعها الخاص بإسقاط النظام العالمي الجديد الذي نصب الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة في العالم . والوقوف في وجه نظريات المؤامرة، التي تتحدث عن جهود سرية من قبل النخب الاجتماعية لإعادة تشكيل العالم وفرض نظام عالمي بمعايير خاصة كمعيار المليار الذهبي .
ونعلم بان روسيا والصين تعملان لإستحداث نظام عالمي جديد يشمل قوى متعددة تتنافس على النفوذ، وليس قوة عظمى واحدة وهو ما اطلقتا عليه ” النظام العالمي متعدد الاقطاب ”
اما إيران فكان مشروعها هو السيطرة على دول الجوار وتشكيل محور مقاومة من الدول والتنظيمات التي تمثل الطوائف الشيعية في المنطقة والتنظيمات الفلسطينية المقاومة لإسرائيل والإحتماء بها لكسب الوقت لحين تمكنها من التحول إلى دولة نووية . كل هذه الدول والامم تملك قوة مشروعها الذي تسعى لتحقيقه إلا مجموع دولنا العربية التي لا تملك اي مشروع وطني أو قومي الأمر الذي جعلها كأوراق الخريف التي تتلاعب بها الرياح فأصبحت لا تملك امر نفسها بل أنها إعتمدت على الغير من قوى الإستعمار والإمبريالية لمساعدتها إقتصاديا بعد مص دمها على الطريقة الدراكولية أو لجات للتبعية والإنصياع مزينا بحجة الدخول بمحور ” كذا ” مع الدول المحورية التي تحكم العالم ، أو انها إكتفت بتلقي الأوامر والدفع بالتي هي أحسن شراء للسلامة والحماية ” وياسيدي أمرك .. امرك ياسيدي ” ….. وغيرها من المقولات .. وعقد الاتفاقيات.. والتطبيع مع العدو الصهيوني .. ومهادنته .. وعدم العمل ضد مخططاته ومصالحه … وهو ما شكل أسباب ضعفها وعدم التفكير ولو للحظة واحدة برسم أو تشكيل مشروع وطني واضح المعالم يحدد قيمها واهدافها وأطر تطورها .المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
السلاح.. صناعة للموت وإبادة للشعوب
في مطلع ديسمبر الجاري، حذر الملياردير الأمريكي بيل جيتس حكومات العالم من أن قرابة خمسة ملايين طفل حول العالم قد يموتون قريبًا، في إشارة منه إلى أن ناقوس الخطر يجب أن تقرع أجراسه. وعزا جيتس ذلك التخوف إلى انخفاض سريع في حجم المساعدات الدولية للمنظمات والهيئات الإنسانية، مشيرًا إلى أن مع نهاية الشهر الجاري سيتجاوز عدد وفيات الأطفال أربعة ملايين ونصف المليون وفاة من هم دون سن الخامسة، موضحًا أن العدد الفعلي لهذه المأساة سيرتفع مع السنوات المقبلة.
وليس بعيدًا عن تصريحات جيتس، نجد أن الرئيس الأمريكي ترامب نصح الشركاء الأوروبيين بزيادة ميزانيات الدفاع إلى أرقام قياسية، وشراء الأسلحة والعتاد العسكري المتطور على حساب الخدمات الأخرى التي كان من الممكن توجيه الأموال إليها. بالمقابل، خفضت الولايات المتحدة مساعداتها الإنسانية للمنظمات والهيئات الدولية منذ مطلع العام الجاري، وامتدت هذه التخفيضات إلى جهات مانحة أخرى مثل بريطانيا وألمانيا وغيرها.
وبات برنامج التنمية المستدامة التابع للأمم المتحدة والمتعلق بالحد من الفقر وتحسين مستويات الصحة عاجزًا عن الوفاء بالتزاماته الدولية والإنسانية.
إلى ذلك، هناك سبب آخر في تزايد وفيات الأطفال، منها حالة التقشف التي تنتهجها الكثير من الدول لمواجهة تدهور ديونها الخارجية، ومحاولة تقنين أوضاعها. ولهذا أصبحت أنظمة الصحة العلاجية في تلك الدول في انحدار مستمر. ومن المحزن جدًا أن التقارير الدولية تشير بشكل صريح إلى احتمالية وفاة ما بين 12 إلى 16 مليون طفل إضافي بحلول عام 2045 إذا لم يتغير وضع المساعدات والمنح التي كانت تقدم للدول الفقيرة والشعوب الأكثر فقرًا حول العالم.
بالمقابل، تنفق الكثير من دول العالم أموالًا طائلة في مجال الدفاع، وتضع سنويًا خططًا وبرامج ذات ميزانيات ضخمة تساوي ميزانية "دول بأكملها" وذلك لشراء الأسلحة من السوق العالمي، بينما تجار السلاح يتحكمون في بوابات العطاء والإغلاق حسب مصالحهم، أما فاتورة الشراء فهي بالمليارات.
هذه الأسلحة التي تستخدم كضمان استراتيجي في نظر الدول من جهة، ودرعًا وتخويفًا من جهة أخرى، قد تصبح مع الوقت أداة فعالة لإبادة الشعوب الأخرى في حال نشوب خلاف يتحول تدريجيًا إلى مواجهة عسكرية. من المثير في الأمر أن بعض الدول العظمى يصبح لديها رغبة ملحة في تجربة السلاح المخزن أو المجمد في الثكنات العسكرية أو في أماكن سرية، والطريقة في ذلك هي اختلاق المشكلات والنزاعات مع الدول الأخرى.
إن امتلاك السلاح ليس حكرًا على بعض الدول العظمى، بل دخلت على الخط دول جديدة، وأصبحت تشتري وتنتج أنواعًا عدة من تلك الأسلحة التقليدية، بينما السلاح النووي لا يزال مقيدًا في يد القوى العظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا وبريطانيا وكوريا الشمالية والصين، إضافة إلى الهند وباكستان وغيرها من الدول القليلة المتبقية في القائمة، وهي من تتحكم بهذا النوع من الأسلحة المدمرة للعالم والبشرية معًا.
وإذا كنا نريد الحديث عن السلاح الذري، فإنه ليس مجرد سلاح عادي، بل يمكنه أن يقتل الآلاف وربما يصل مداه إلى ملايين البشر، ويلوث أرضًا واسعة بالإشعاع، كما هو الحال في اليابان، التي لا تزال تعاني بعض الأماكن فيها من التلوث الإشعاعي الذي جاء نتيجة الضربتين الأمريكتين في الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا في مدينتين ناجازاكي وهيروشيما.
من الملاحظ أن بعض قطع السلاح تنتشر في دول عدة من العالم، ولهذا السبب تجد أن الحروب المسلحة في بعض الدول تكون في أيدي الجماعات والعصابات، كما هو الحال واضحًا في هايتي ونيجيريا وبعض الدول الأخرى التي أصبحت زيارتها صعبة وخطرة للغاية.
وبرغم أن الحكومات تحاول السيطرة على الأوضاع الداخلية في هذه الدول، إلا أن سوق السلاح وعمليات التهريب وغيرها تسهم في إحداث اضطرابات كثيرة.
إذن، السلاح ليس في كل مرة يمكن أن يكون في يد الحكومات، بل يمكن أن يصل إلى الجماعات المسلحة وإيجاد مجموعات متشددة تقوم بعمليات نهب وسرقة وقتل وتشريد للسكان، ولذا فإن صناعة الموت هي من تنشر السلاح بين الدول والجماعات والعصابات.
ولهذا يمكننا القول بكل وضوح: "صناع الموت"هم المستفيدون أولًا من حدوث القلاقل في العالم، وهم من يتحكمون في تسير بعض الأمور السياسية في بعض الدول، فكلما زاد السلاح في يد الجماعات المسلحة لم تستطع الدول السيطرة على أراضيها أو الاستفادة من ثرواتها، فبعض العصابات تكون يدها أطول في استغلال الثروات وإحداث نوع من الاضطراب السياسي.