في ظل التصعيد غير المسبوق بين إسرائيل وإيران، تشهد الجزيرة القبرصية في البحر المتوسط موجة غير معهودة من حركة العبور الإسرائيلي، مع سعي آلاف الإسرائيليين إلى مغادرة الأراضي المحتلة أو العودة إليها عبر السفن، خوفًا من توسع رقعة المواجهة وتحولها إلى حرب شاملة.

ووفقًا لما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس"، أصبحت قبرص نقطة عبور مركزية للإسرائيليين، حيث يحاول بعضهم الفرار من البلاد قبل تفاقم النزاع، بينما يسعى آخرون للعودة بعد أن تقطعت بهم السبل في الخارج منذ بداية المواجهة.

وتقع قبرص قبالة سواحل تركيا وسوريا، وتعد من أقرب النقاط البحرية لإسرائيل، ما يجعلها خيارًا استراتيجيًا لمغادرة الطائرات المدنية الإسرائيلية أو العودة إليها، خاصة مع تزايد التحذيرات الأمنية وإلغاء رحلات جوية من وإلى مطار بن جوريون في تل أبيب منذ تصاعد الهجمات الصاروخية الإيرانية.

تأتي هذه التطورات في وقت وجه فيه الجيش الإسرائيلي، عبر حساباته الرسمية الناطقة بالفارسية، نداءً للإيرانيين للتواصل مع جهاز الموساد، زاعمًا أن ذلك من أجل مساعدتهم على تحقيق "مستقبل أفضل"، كما دعاهم إلى استخدام شبكات في بي إن لحماية هويتهم.

وقال الجيش في رسالته: "ندرك حجم الخوف والغضب لدى بعضكم، حتى من داخل أجهزة الأمن الإيرانية، الذين تواصلوا معنا لتفادي مصير غزة ولبنان."

لكن في المقابل، يبدو أن الإسرائيليين أنفسهم باتوا يخشون المصير ذاته، إذ تشهد موانئ قبرص حركة متزايدة من سفن الركاب، مع تقارير عن اكتظاظ الفنادق والمرافئ المؤقتة بالمسافرين الإسرائيليين الباحثين عن مخرج آمن من إسرائيل وسط أجواء الحرب والقلق الشعبي المتزايد.

الوكالة الأمريكية أشارت إلى أن هذا السيناريو يذكر بما حدث بعد اندلاع حرب غزة في 2023، حين تحولت قبرص إلى ملاذ مؤقت للآلاف من الإسرائيليين والسياح الذين تقطعت بهم السبل.

ويأتي كل ذلك وسط مؤشرات على أن الأزمة قد تطول، مع مواصلة إيران ضرباتها بالطائرات المسيرة والصواريخ، وتوعدها بالرد على أي اعتداء جديد، في حين تستعد إسرائيل لما تسميه "مرحلة حسم استراتيجية".

وتعد هذه التحركات المدنية مؤشرًا خطيرًا على القلق العميق الذي يعتري الشارع الإسرائيلي، ليس فقط من صواريخ إيران، بل من فقدان الثقة في قدرة الحكومة على احتواء الأزمة.

طباعة شارك قبرص إيران إسرائيل غزة تركيا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قبرص إيران إسرائيل غزة تركيا

إقرأ أيضاً:

العدو الإسرائيلي يشن حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة المحتلة

الثورة نت/وكالات صعّدت قوات العدو الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، من اعتداءاتها في مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة، حيث نفّذت اقتحامات واعتقالات واسعة، طالت عدداً من المدن والبلدات،أبرزها جنين ونابلس والخليل ورام الله وطولكرم. ففي مخيم جنين، دفعت قوات الكيان بتعزيزات عسكرية كبيرة، تزامناً مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع، وسط تحركات لآليات عسكرية قرب بلدة قباطية واعتقلت مواطنين بحسب المركز الفلسطيني للإعلام. وفي نابلس، اقتحمت قوات الكيان المدينة من حاجز الـ17 وداهمت البلدة القديمة، مطلقة قنابل الصوت بكثافة، فيما تعرضت القوات لعبوة محلية الصنع ألقيت باتجاهها. أما في الخليل، فاقتحمت القوات بلدات بيت أمر شمالاً، وإذنا غرب المحافظة، وأم الخير شرق يطا، حيث اعتقلت الشقيقين إبراهيم وفؤاد ياسر عبد الهذالين بعد مداهمة منازلهم في ظل حملة مستمرة منذ استشهاد عودة الهذالين برصاص مستوطنين. كما شهدت بلدة عنبتا شرقي طولكرم حملة تفتيش لمحال تجارية، فيما اقتحمت قوات العدو بلدة بيرزيت شمال رام الله وسط انتشار مكثف في أحيائها وشوارعها. ويأتي هذا التصعيد في إطار سياسة العدو المتواصلة بالضفة الغربية، والمتمثلة بحملات الاعتقال والملاحقة والتنكيل بالمواطنين، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الفلسطينية لتكثيف المواجهات والمقاومة ضد الكيان الغاصب ومستوطنيه بكافة الوسائل.

مقالات مشابهة

  • الإعلام الإسرائيلي: الجيش عرض خطة لحصار غزة وتنفيذ مداهمات محدودة
  • قصف بلا نتيجة.. هل فشلت واشنطن وتل أبيب في كبح إيران؟
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تغلق طريقا حيويا في تل أبيب وتطالب بإبرام صفقة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تغلق طريقا حيويا في تل أبيب ويطالبون بإبرام صفقة
  • العدو الإسرائيلي يشن حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة المحتلة
  • تجديدا لمطالبهم.. آلاف الإسرائيليين ينزلون إلى شوارع تل أبيب
  • آلاف الإسرائيليين يتظاهرون بتل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل
  • مبعوث ترامب يلتقي عائلات المحتجزين الإسرائيليين خلال زيارته تل أبيب اليوم السبت
  • ويتكوف يزور مكان تظاهرة لعائلات الأسرى الإسرائيليين في تل أبيب
  • تجمع مئات الإسرائيليين وسط تل أبيب للمطالبة بإعادة المحتجزين في غزة