سواليف:
2025-06-19@10:07:18 GMT

إسرائيل وإيران: الحرب المنتظرة تغيّر الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم

#إسرائيل و #إيران: #الحرب المنتظرة تغيّر #الشرق_الأوسط

دوسلدورف/أحمد سليمان العُمري

في ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة، شنت إسرائيل هجوماً جوياً واسع النطاق؛ استهدف مواقع عدة داخل إيران، في خطوة وصفتها تل أبيب بأنها “ضربة استباقية لمنع التهديد النووي الإيراني”.

مقالات ذات صلة فريق الهجوم الوطني!! 2025/06/18

ردّت طهران بإطلاق عشرات الصواريخ الباليستية على أهداف إسرائيلية، في تصعيد جديد يهدد استقرار الشرق الأوسط.

يأتي هذا التفاقم في ظل توترات متصاعدة بين البلدين منذ سنوات، وسط محاولات إسرائيلية متكرّرة مُمنهجة لعرقلة البرنامج النووي الإيراني، ورفض إيراني مستمر لأي تدخّل خارجي في شؤونها السيادية.

الضربة الأولى

وفق بيان رسمي صادر عن المتحدث بإسم جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح الجمعة (13 يونيو 2025)، شاركت 200 طائرة حربية من طرازات (F-35 وF-15i وF-16i) في الهجوم على إيران، واستهدفت أكثر من 100 موقع في عمق البلاد، أبرزها منشأة “نطنز النووية”، ومواقع عسكرية في إصفهان وطهران، وأكثر من 300 قنبلة موجهة من نوع JDAM)) أُسقطت، كما استخدمت ذخائر خارقة للتحصينات لضرب البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني.

صور أقمار صناعية نشرتها «أسوشيتد برس» بعد ساعات من الغارات، أظهرت دماراً كبيراً في بعض مراكز التخصيب، فيما أعلن معهد الدراسات الاستراتيجية في واشنطن (CSIS) أن الهجوم «ألحق ضرراً كبيراً بنسبة تقترب من 40% في مرافق نطنز وآراك النووية».

استراتيجية الصدمة الصاروخية

في صباح اليوم التالي، أطلق الحرس الثوري الإيراني أكثر من 150 صاروخاً باليستيا من طراز «خيبر شكن» و«ذو الفقار» و«قيام»، استهدفت قواعد جوية إسرائيلية في النقب والجليل، إضافة إلى منشآت حيوية في ميناء حيفا ومنطقة تل أبيب.

الجيش الإسرائيلي أعلن أن منظومة «القبة الحديدية» اعترضت حتى البارحة حوالي 90% من الصواريخ، لكن الصدمة الاستراتيجية كانت في قدرة إيران على الوصول العلني والعنيف إلى العمق الإسرائيلي. القصف خلّف وفق مصادر مختلفة 24 قتيلا وقرابة الـ 600 جريح؛ كثيرها حرجة، إلى جانب خسائر مادية في البنية التحتية.

الهروب إلى الأمام في ظل المحاكمة

في قلب هذا التصعيد، بدا واضحا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يخوض الحرب فقط ضد البرنامج النووي الإيراني، بل أيضاً ضد أزماته السياسية والقضائية الداخلية. نتنياهو، الذي يواجه 5 قضايا فساد أمام محكمة القدس المركزية، يعيش عزلة سياسية متزايدة حتى من داخل معسكره اليميني.

وثيقة مسرّبة نشرتها صحيفة «هآرتس» أكّدت أن أحد أهداف التصعيد الحالي هو «خلق واقع أمني استثنائي يؤجّل الإجراءات القضائية»، إضافة إلى استطلاع حديث نشره معهد الديمقراطية الإسرائيلي أظهر أن شعبية نتنياهو هبطت إلى 31%، في ظل اتهامات له باستخدام ذريعة «التهديد النووي الإيراني» كوسيلة للبقاء في السلطة.

صناعة التصعيد

في مشهد يعكس تحولات عميقة في وظيفة الحرب الإقليمية، بات واضحا أن نتنياهو يستخدم التصعيد مع إيران كأداة استراتيجية للهروب من أزماته الداخلية، فهو الأخير يرى في إقحام إسرائيل بحرب مع جبهة فعّالة لتأجيل محاكمته وكسب غطاء سياسي وشعبي متجدد، حتى لو كان الثمن زعزعة استقرار المنطقة بأكملها. وبحسب تسريبات كشفتها صحيفة هآرتس، قال نتنياهو في جلسة مغلقة: «المعركة مع إيران هي معركتي الشخصية للبقاء خارج الزنزانة رقم 5 في سجن مجيدو».

وبينما تحاول تل أبيب تسويق ضربتها لإيران بذريعة واهية، ممّا يضعها في خانة الذرائع السياسية لا التهديدات الاستراتيجية الواقعية. وقد سبق لإسرائيل أن استخدمت منطق «الضربة الاستباقية» مرات عدّة، ليس فقط ضد طهران بل أيضاً ضد بيروت وبغداد ودمشق، في سياسة توسعية هدفها إعادة تشكيل قواعد الاشتباك الإقليمي.

في المقابل، لا تبدو إيران راغبة في توسيع رقعة المواجهة، وقد جاء الرد الإيراني بعد ساعات قليلة من الهجوم الجوي الإسرائيلي المكثّف، لكنه اتسم لغاية الآن بضبط النفس الإستراتيجي، وهو ما يشير إلى رغبة طهران في الحفاظ على نوع من الردع المحدود ودون إحداث دمارا واسعا، كما فعلت الغارات الإسرائيلية التي راح ضحيتها قرابة 600 شخصا، منهم قادة عسكريون بارزون وإصابة ما يربو على 1481 معظمهم مدنيون. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام تستند إلى تقارير منظّمات حقويقة مستقلة.

إيران، رغم صلابة خطابها الرسمي، لا ترى في الحرب حلاً، لكنها تدرك تماماً أن الصمت في وجه اختراق سيادتها هو تفريط بأمنها القومي.

هنا يتضح أن خلط السرديتين – كما تحاول بعض الأطراف تصويره – لا يخدم الحقيقة، فإسرائيل اليوم بقيادة نتنياهو، هي الطرف المبادر بالعدوان، وهي من يحمل أجندة توسعية واضحة تسعى لإعادة صياغة المعادلة الإقليمية تحت غطاء «الدفاع عن النفس». أما إيران، فهي تتحرّك في إطار دفاعي، وإن بوسائل هجومية، لردع تهديدات وجودية طالت عمقها الاستراتيجي.

ما الذي تريده إيران بعد الضربة؟

الخيارات المتاحة أمام طهران تتوزّع بين التصعيد المنضبط وبين استثمار الضربة لتعزيز شرعيتها النووية؛ تصعيد محسوب: استمرار الردود الصاروخية دون الوصول إلى حرب شاملة، فضلا عن دبلوماسية هجومية تُوظِّف العدوان الإسرائيلي في المحافل الدولية للانسحاب من التزاماتها النووية تدريجيا.

في سياق توحيد الداخل الإيراني، نشر معهد دراسات الأمن القومي الإيراني (INSS) ورقة تحليلية قالت فيها إن «إيران الآن أكثر حرية في تجاوز خطوط التخصيب، تحت غطاء الردع والدفاع عن السيادة».

الموقف العربي

المواقف العربية اتسمت بالحذر، فالسعودية امتنعت عن الإدانة المباشرة، لكنها دعت إلى «ضبط النفس»، بينما زادت إنتاج النفط إلى 10.9 مليون برميل لتعويض تقلبات السوق، وهو أعلى مستوى منذ 2021، بينما الإمارات أدانت الضربات على المدنيين الإيرانيين، وأبدت استعداداً للوساطة.

أمّا البيان المصري فقد غلب عليه التموضع المحسوب بدعوته إلى «العودة للمسار الدبلوماسي»، فيما جاء البيان العراقي بنبرة باهتة وتحفّظ ملحوظ دون تحميل أي طرف المسؤولية.

في العمق، تدرك الأنظمة العربية أن الانحياز الصريح في هذه المواجهة قد يكلّفها كثيراً؛ إقليميا واقتصاديا، خاّصة مع هشاشة الوضع في أسواق النفط والطاقة، وقد أغلق الاحتلال الإسرائيلي حقل «ليفياثان» البحري، ما أدى إلى وقف ضخ الغاز إلى كل من مصر والأردن.

حرب لا مفرّ منها

قد تجرّ هذه الجولة العسكرية الشرق الأوسط إلى مواجهة إقليمية واسعة، خصوصاً في ظل تصاعد خطاب التطرّف داخل الحكومة الإسرائيلية، فوجود شخصيات مثل نتنياهو وسموتريتش وبن غفير على رأس سلطة القرار، يجعل الحرب القادمة شبه حتمية. وكما يقول المثل الأردني: «إذا ما تعكّرت ما بتصفى»، أي أن التوتر إذا لم يتصاعد لن يهدأ.

وفي ظل غياب أفق لأي حل سياسي؛ دولياً أو عربياً، قد تكون الحرب المقبلة بداية النهاية للاحتلال الإسرائيلي نفسه، لا عبر مفاوضات أو ضغوط، بل عبر انهيار إسرائيل من داخلها.

فكل تأجيل للحرب، ليس سوى انتظار لها.

Ahmad.omari11@yahoo.de

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: إيران الحرب الشرق الأوسط النووی الإیرانی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

حزب الجيل: الصراع الإسرائيلي الإيراني سيؤثر على الأمن الغذائي والطاقة

قال المهندس إيهاب محمود، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، إنه في ظل تصاعد وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط، ومع اندلاع المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران، يخرج لنا المشهد الإقليمي والدولي وقد انقلبت موازينه سياسيًا وأمنيًا، لكن الأهم اقتصاديًا، موضحًا أن ما نشهده اليوم ليس فقط صراعًا عسكريًا بين قوتين إقليميتين، بل زلزالًا اقتصاديًا مدمرًا له ارتدادات واسعة ستؤثر على الأمن الغذائي، والطاقة، والأسواق المالية، وسلاسل الإمداد العالمية؛ إنها حرب بأبعاد تتجاوز الجغرافيا وتصل إلى الموانئ والبورصات وجيوب المواطن العادي.

حرب بلا خطوط حمراء.. إيران وإسرائيل على حافة الانفجار الكاملنتنياهو: نتحرك للقضاء على التهديدين النووي والصاروخي في إيرانلماذا تهاجم إيران إسرائيل ليلاً فقط؟.. تقرير عبري يكشف السببالاتحاد: التصعيد الإسرائيلي ضد إيران يقود المنطقة إلى حافة الانفجار

وأضاف "محمود"، في بيان، أنه من أولى التداعيات التي ظهرت فورًا مع اندلاع الحرب ارتفاع أسعار النفط العالمي بشكل جنوني، حيث تجاوز سعر البرميل 100 دولار، مع توقعات بوصوله إلى 120 دولارًا إذا امتدت الحرب لمضيق هرمز أو الخليج العربي، موضحًا أن إيران تُسيطر على مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية لتصدير النفط، وأي تهديد لغلقه قد يُشعل أزمة طاقة عالمية، وهذا سيؤثر على دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها مصر، التي تُعاني بالفعل من ضغوط في فاتورة الطاقة والاستيراد.

وعن التذبذب الحاد في الأسواق المالية، أوضح رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، أن المستثمرون يهربون من الأسواق الناشئة، والبورصات العربية تأثرت بشكل مباشر، خاصة السوق السعودي والإماراتي؛ كما أن الذهب ارتفع كملاذ آمن، والدولار يواصل صعوده، مما يعني ضغوطًا إضافية على العملات المحلية، مشيرًا إلى أن الاقتصاد المصري سيتأثر من زاويتين أولها زيادة تكلفة الاستيراد نتيجة ارتفاع الدولار وأسعار السلع الأساسية، فضلا عن انكماش الاستثمارات الأجنبية التي تبحث عن الأمان في أوقات الحروب، وتفر من مناطق النزاع أو المحيطة بها.

وأشار إلى أن قناة السويس قد تواجه اضطرابات إذا تصاعد التهديد البحري في البحر الأحمر أو الخليج العربي، وأي تهديد للملاحة في البحر الأحمر أو هجمات محتملة من وكلاء إيران في اليمن أو لبنان قد تدفع بعض السفن لتغيير مسارها، وبالتالي انخفاض عائدات قناة السويس، ما يُشكل خطرًا على أحد أهم مصادر النقد الأجنبي لمصر، موضحًا أن الحرب قد تؤدي إلى زيادة أسعار القمح والزيوت والأعلاف في الأسواق العالمية، خصوصًا لو تأثرت حركة النقل البحري أو تعطلت الموانئ الإيرانية، مضيفًا: "مصر تستورد نسبة كبيرة من غذائها، وأي خلل في السوق العالمية سيضغط على ميزانية الدولة ويؤثر على المواطن البسيط في رغيف العيش وكيلو السكر".

وأشاد بدور القيادة السياسية في التعامل مع هذه الأزمة، قائلًا: "مصر تتبع سياسة متوازنة ومحايدة، تدعو إلى التهدئة والحوار، وتحرص على استقرار المنطقة، وهذا الموقف يُعزز مكانة مصر كوسيط إقليمي مهم، ويجنبها التورط في الصراعات، ويُعزز ثقة المستثمرين الدوليين فيها"، مؤكدًا أنه رغم خطورة الموقف، إلا أن هناك فرصة حقيقية لمصر لتكون مركزًا إقليميًا للطاقة، وتوسيع التعاون مع دول الخليج، وإعادة رسم خريطة التوريد والتصنيع بعيدًا عن مناطق النزاع، لكن الأمر يتطلب سرعة في اتخاذ القرار، ودعم الإنتاج المحلي، وتحفيز القطاع الخاص.

ودعا القيادة المصرية لإطلاق مبادرة لوقف الصراع بين إسرائيل وايران، موضحًا أن مصر بقيادة الرئيس السيسي تحظى بمكانة دولية رفيعة وعلاقات قوية على كافة الأصعدة ما يُسهل القاهرة لعب دور وسيط نزيه لتهدئة الأوضاع المتدهورة في المنطقة لمنع اتساع دائرة الصراع وتجنيب المنطقة والعالم المضطرب ويلات حرب إقليمية شاملة لا تُبقي ولا تذر.

وأكد أن تداعيات استمرار القصف والتصدير المتبادل بين إسرائيل وإيران وروسيا وأوكرانيا يُهدد قطاع الطاقة العالمي وسلاسل الإمداد والغذاء حال استمرت تلك الصراعات والحروب دون توقف، معربًا عن تخوفه من إغلاق إيران مضيق هرمز ومضيق باب المندب عبر حلفاءها الحوثيين ما يُعطل حركة النقل الخاصة بالنفط والغاز من الشرق الأوسط للصين والعالم وبالتالي تفاقم أزمة الطاقة وارتفاع الأسعار بما يزيد من وطاة الأزمة الاقتصادية العالمية وينعكس سلبًا على مصر التي تواجه صعوبات في إمدادات الطاقة بسبب حرب غزة وروسيا وأوكرانيا وأخيرًا حرب إسرائيل وإيران.

طباعة شارك إسرائيل وإيران الشرق الأوسط الإسكندرية حزب الجيل الديمقراطي

مقالات مشابهة

  • ضياء رشوان: نتنياهو لا يستطيع تغيير ملامح الشرق الأوسط
  • نتنياهو.. الحرب مع إيران والعين على الشرق الأوسط كله
  • أستاذ العلوم السياسية: خطة نتنياهو لهيمنة إسرائيل على الشرق الأوسط تواجه تحديات كبيرة
  • السبب الحقيقي لاندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران
  • مجموعة السبع تؤكد دعمها لإسرائيل وتعارض "النووي الإيراني"
  • نتنياهو: نقوم بعملية تاريخية ستغير الشرق الأوسط وإسقاط النظام الإيراني ممكن
  • مستقبل وطن: التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يهدد أمن المنطقة والعالم
  • حزب الجيل: الصراع الإسرائيلي الإيراني سيؤثر على الأمن الغذائي والطاقة
  • الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه إزاء التصعيد بين إسرائيل وإيران