مصير النووي الإسلامي.. هل تكون باكستان الخطوة التالية بعد إيران؟
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
لعلها المرة الأولى في حروب إسرائيل في عهد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو التي لا يضع فيها نتنياهو 10 داوننغ ستريت مسبقًا في ضوء هجمات تعتزم تل أبيب شنّها.
ولعلها المرة الأولى أيضًا التي يبادر فيها نتنياهو بالاتصال مع نظيره الهندي ناريندرا مودي الخميس الماضي 12 يونيو/حزيران الجاري، ويبحث معه غارات كان يعتزم الجيش الإسرائيلي شنّها على إيران في اليوم التالي.
وبحسب مكتب نتنياهو فقد أجرى محادثات مساء الخميس، قبل يوم واحد من الهجمات على إيران، مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما اتصل بالرئيس الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين الجمعة.
وما يستوقف أن نتنياهو لم يتواصل مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلا بعد الهجمات التي شنتها إسرائيل فجر الجمعة، حيث أكد ستارمر على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، لكنه كرّر لنتنياهو الحاجة إلى وقف التصعيد والتوصل إلى حل دبلوماسي بما يخدم الاستقرار في المنطقة، فهل أصبحت العلاقات بين نتنياهو ومودي (رئيس الوزراء الهندي) أكثر أهمية من الناحية الإستراتيجية من بريطانيا من وجهة رئيس الوزراء الإسرائيلي؟
مودي وليس ستارمر
للإجابة على السؤال تكفي مراجعة تطور العلاقات بين الهند وإسرائيل منذ وصول مودي إلى سدة الحكم في بلاده عام 2014، ومقارنته بتدهور علاقات لندن مع تل أبيب على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وكانت آخر محطات تدهور العلاقات بين لندن وتل أبيب قيام بريطانيا في العاشر من هذا الشهر بفرض عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، لقيامهما بالتحريض على "العنف المتطرف والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان بحق الفلسطينيين" كما جاء في بيان لوزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي.
وانضمت كندا وأستراليا ونيوزيلندا والنرويج إلى بريطانيا في فرض عقوبات تشمل تجميد الأصول وحظر السفر على الوزيرين.
وكان رئيس الوزراء البريطاني قد توعّد والرئيس الفرنسي ورئيس وزراء كندا إسرائيل الشهر الماضي، باتخاذ إجراءات ملموسة إذا لم توقف هجومها على غزة وتنهي حصارها الذي تفرضه على دخول المساعدات إليها.
كما علّقت لندن أيضًا محادثات للتجارة الحرة مع إسرائيل لاتّباعها ما قالت إنها "سياسات شائنة" في الضفة الغربية المحتلة وغزة، وأعلنت فرض عقوبات إضافية على مستوطنين بالضفة الغربية.
لكنّ التبدّل في الموقف البريطاني لا يعتبر قطيعة مع إسرائيل بل يشير إلى تغيّر جزئي في الموقف الغربي عمومًا لم تألفه تل أبيب، وخاصة إزاء عدوانها على قطاع غزة، كما يكشف في المقابل الشوط الطويل الذي قطعه تحالف إسرائيل مع الهند خاصة بعد وصول رئيس الوزراء الهندي إلى سدة الحكم في بلاده عام 2014، وهي علاقات تتسم بالشراكة وشهدت ازديادًا كبيرًا ومضطردًا في التعاون العسكري بين البلدين.
شراكة إسرائيلية مع الهند
ولم تقتصر تبعات العلاقات الإستراتيجية بين تل أبيب ونيودلهي على تغيّرات دراماتيكية في مواقف الهند من قضايا الشرق الأوسط، بل شملت اصطفافًا إسرائيليًا هنديًا إزاء التيارات الإسلامية في المنطقة والعالم.
يًضاف إلى هذا انحياز تل أبيب إلى جانب نيودلهي في صراعها مع إسلام أباد، وهو ما ظهر في موقفها من التوتر الأخير بين الهند وباكستان في أبريل/ نيسان الماضي، والاشتباكات بينهما في مطلع مايو/ أيار.
ومنذ الهجمات الإسرائيلية على إيران فجر الجمعة الماضي، يتداول باكستانيون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقابلة مع نتنياهو تعود إلى عام 2011، يقول فيها إن إيران وباكستان تشكّلان تهديدًا لإسرائيل، وإن إسلام أباد ستكون الهدف التالي بعد طهران، وإن مهمته الكبرى هي منع الأنظمة الإسلامية من الحصول على الأسلحة النووية.
وشنّت إسرائيل فجر الجمعة الماضي هجومًا ضد إيران أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وعلى الفور قامت باكستان، وهي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تحوز أسلحة نووية، بتفعيل أنظمة الدفاع الجوي ونشرت مقاتلات بالقرب من منشآتها النووية ومن الحدود مع إيران، وقال مسؤول استخباراتي إن الإجراء احترازي وإنه "لا يوجد أي تهديد مباشر".
إسلام أباد وضرب إيران
أما سياسيًا فقد سارع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف لإدانة الهجمات الإسرائيلية، في حين أعرب وزير خارجيته إسحاق دار عن تضامن بلاده مع طهران، واصفًا الهجوم الإسرائيلي عليها بأنه "غير مبرر" وانتهاك صارخ لسيادتها.
وبلغ الموقف الباكستاني ذروته السبت الماضي بدعوة وزير الدفاع خواجة محمد آصف، العالم الإسلامي إلى الاتّحاد في مواجهة إسرائيل على خلفية هجماتها على إيران.
وقال آصف أمام البرلمان إن "أيدي إسرائيل ملطخة بدماء المسلمين، ويجب رفض مثل هذه الأيدي"، ودعا منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد اجتماع طارئ لوضع استراتيجية مشتركة، محذرًا من مصير مشابه لما يحدث في إيران واليمن وفلسطين قد تواجهه الدول الإسلامية إذا لم تواجه إسرائيل:
إسرائيل استهدفت إيران واليمن وفلسطين، وإذا لم تتحد الدول الإسلامية الآن، فإنّ كلًا منها سيشهد المصير نفسه.
إيران دولة مجاورة لباكستان وتربطنا بها علاقات عمرها قرون، وفي وقت المحنة هذا، نقف معها بكل الوسائل.
كما حثّ الوزير الباكستاني الدول الإسلامية التي تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل على قطعها فورًا، قائلًا: "الشعوب غير المسلمة في الغرب تخرج في احتجاجات ضد إسرائيل. ضمائرهم استيقظت على عكس العالم الإسلامي"، مضيفًا: "باكستان حافظت على موقفها الثابت منذ اليوم الأول. لم نعترف بإسرائيل قط ولم نقيم أي علاقات معها".
هل تخشى باكستان ضربة إسرائيلية؟
ويعتبر رد الفعل الباكستاني على الهجمات الإسرائيلية على إيران لافتًا للانتباه، ومتقدّمًا على مواقف بقية دول المنطقة بما فيها تركيا، فهل يعود هذا إلى مخاوف حقيقية لدى النخب الباكستانية من استدارة إسرائيلية إلى بلادهم، عبر استهدافها مباشرة، أو استغلال عدوتها اللدود (الهند) للهجمات الإسرائيلية لصالحها، وحشد الرأي العام العالمي ضد الأسلحة الباكستانية النووية؟
في منتصف مايو/ أيار الماضي، بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، وضع حدًا لأعنف مواجهة بينهما منذ عام 1999، قال وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ إنه يتعين على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تشرف على الأسلحة النووية الباكستانية.
وكان سينغ يخاطب الجنود في سريناغار، العاصمة الصيفية للجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، حين تساءل: "هل الأسلحة النووية في مأمن في أيدي مثل هذه الدولة المارقة والمستهترة؟"، وتابع: "أعتقد أن الأسلحة النووية الباكستانية لا بد أن تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وندّدت وزارة الخارجية الباكستانية بتعليقات سينغ في حينه، وقالت في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إنها تعكس الشعور "بانعدام الأمن والإحباط" لدى الهند إزاء "دفاع باكستان الفعّال وردعها للعدوان الهندي بالوسائل التقليدية".
وقالت إنه "إذا كان هناك داع للقلق بالنسبة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأسرة الدولية، فإنه بشأن عمليات السرقة المتكرّرة والحوادث المرتبطة بالاتجار بمواد نووية وإشعاعية في الهند"، وطالبت بـ"تحقيق معمّق" في برنامج الهند النووي، متّهمة جارتها بإقامة "سوق سوداء للمواد الحسّاسة المزدوجة الاستخدام".
وتمتلك الهند منذ التسعينات سلاحًا نوويًا يمكن تحميله على صواريخ أرض-أرض متوسطة المدى، أما باكستان فأجرت أولى تجاربها النووية عام 1998، وتمتلك صواريخ أرض-أرض وجوّ-أرض، قصيرة أو طويلة المدى، مزوّدة برؤوس نووية.
وخاضت الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان ذات الأغلبية المسلمة ثلاث حروب في الماضي، اثنتان منها بسبب منطقة كشمير التي يطالب كل منهما بالسيادة عليها بالكامل.
وأثار اشتعال الجبهة بينهما في أبريل/نيسان الماضي مخاوف على نطاق واسع من احتمال تحول النزاع إلى حرب شاملة.
وبعد أربعة أيام من الهجمات المتبادلة بين البلدين بالصواريخ والطائرات المسيَّرة والمدفعية أسفرت عن مقتل نحو 70 شخصًا ونزوح الآلاف من كلا الجانبين في منطقة كشمير، أعلن الرئيس الاميركي في 10 مايو/ أيار الماضي عن وقف إطلاق النار بين البلدين، وقال إنه منع "حربًا نووية" كان من الممكن أن تحصد "ملايين" الأرواح.
وخلال المواجهات الأخيرة بين البلدين، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن "الهند لا تقبل بأيّ ابتزاز نووي"، ونفت بلاده معلومات تمّ تداولها تفيد باستهدافها منشأة نووية باكستانية خلال المواجهات الأخيرة بينهما، وقال المارشال في سلاح الجو الهندي إيه. كي. بهارتي: "لم نضرب تلال كيرانا وما فيها"، في إشارة إلى سلسلة جبال صخرية شاسعة تحتفظ فيها باكستان، وفق تقارير إعلامية هندية، بترسانتها النووية.
ويقع الموقع الذي لم تؤكد يومًا باكستان أو تنفي وجود أسلحة نووية فيه، على بعد حوالى مئتي متر من مدن طالتها صواريخ هندية.
من جهته أكد الجيش الباكستاني طوال الأزمة أن الخيار النووي غير مطروح، وقال الناطق باسمه أحمد شريف شودري أمام الصحافيين إن "نزاعًا من هذا القبيل هراء، وهو أمر لا يمكن تصوّره وقمّة الغباء لأنه يعرّض للخطر 1,6 مليار شخص".
المحظور النووي
ورغم نفي الهند وباكستان أي احتمال لاستخدام ترسانتيهما النووية في الصراع بينهما إلا الهجمات الإسرائيلية على إيران واستهداف منشآتها النووية، تثير مخاوف من فتح الملف النووي لبعض دول العالم، وخصوصًا باكستان وكوريا الشمالية.
أمر إذا حدث، قد تستغله الهند لصالحها، دون أن يعني هذا واقعية مطالبتها بإخضاع الترسانة النووية الباكستانية لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأن من شأن هذا المطلب أن يشمل أسلحتها النووية أيضًا.
كما يكشف انتهاء آخر جولة من جولات الصراع بين البلدين بعد وقت قصير من اندلاعها براغماتية البلدين، وحرصهما على عدم التصعيد، لكن ما يثير مخاوف إسلام أباد هو تنامي العلاقات العسكرية بين الهند وإسرائيل، وانعكاس ذلك على ميزان القوى مع جارتها نيودلهي.
واتهم الجيش الباكستاني إسرائيل بتزويد الهند بالأسلحة، وقال خلال الاشتباكات الأخيرة في كشمير إن بعض الهجمات الهندية نفذت بمسيرات "هاروب" (Harop) الهجومية التي تنتجها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.
وتتمتع الهند وإسرائيل بعلاقات دافئة منذ انتخاب ناريندرا مودي رئيسا للوزراء في الهند، وشهد البلدان في عهده تعاونًا عسكريًا كبيرًا، بحيث أصبحت إسرائيل ثالث مورّد للسلاح الى الهند بعد روسيا وفرنسا، ففي الفترة ما بين عامي 2019 إلى 2023، أصبحت الهند أكبر مستورد للأسلحة من إسرائيل بنسبة بدأت بنحو 15% ووصلت إلى 37% من إجمالي الصادرات الإسرائيلية.
وتشتري الهند من إسرائيل أسلحة تتمتّع بتكنولوجيا متطورة، ومنها الطائرات المسيّرة مثل مسيرة "هيرون" (Heron) و"سيرشر" (Searcher)، ومنظومات دفاع جوي مثل "سبايدر" (SPYDER)، و"باراك إل آر" (BARAK-LR)، وطائرات إنذار مبكر، وأدوات رؤية ليلية، وصواريخ أرض-جو، والجدران الألكترونية لتحسين الرقابة على الحدود، وسواها.
وخلال التوتر الأخير بين نيودلهي وإسلام أباد، تواصل نتنياهو مع نظيره الهندي مودي، معربًا عن تعازيه بعد الهجوم الذي وقع في كشمير، وكتب نتنياهو عبر صفحته على منصة "إكس" إنه تحدث مع مودي وإن بلديهما "يقفان جنبًا إلى جنب في المعركة الحرجة ضد الإرهاب القاتل"، وفق وصفه.
يذكَر أن مودي هو أول رئيس وزراء هندي يزور تل أبيب عام 2017، وقال بعد وصوله إلى إسرائيل إن الدولتين ستعملان معًا لبناء الرخاء وللتعاون في محاربة الإرهاب، في حين وصف نتنياهو زيارة رئيس الوزراء الهندي بأنها "تاريخية"، وستعمّق "التعاون في عدد واسع من المجالات، الأمن والزراعة والمياه والطاقة، وفي معظم المجالات التي تعمل فيها إسرائيل".
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الوکالة الدولیة للطاقة الذریة الهجمات الإسرائیلیة رئیس الوزراء الهندی الأسلحة النوویة ناریندرا مودی بین البلدین إسلام أباد على إیران بین الهند ا باکستان الهند من تل أبیب
إقرأ أيضاً:
من يملك السلاح النووي الأقوى بالعالم ؟
وكالات
تقول تسع دول حاليا إنها تمتلك أسلحة نووية أو يُعتقد أنها تمتلكها، الدول الخمس الأصلية المالكة للأسلحة النووية هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة، وتُعد هذه الدول الخمس من الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية
وتُعد هذه الدول الخمس من الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والتي تُلزم الدول التي لا تمتلك أسلحة نووية بعدم بنائها أو الحصول عليها، كما تُلزم الدول التي تمتلكها بـ”السعي للتفاوض بنية حسنة” بهدف نزع السلاح النووي.
الهند وباكستان
الهند وباكستان، الخصمان الإقليميان، لم توقعا على المعاهدة، وقامتا ببناء ترسانتيهما النوويتين على مدى السنوات الماضية. وكانت الهند أول من أجرى اختبارا نوويا عام 1974، ثم تبعته باختبار آخر في عام 1998، وسرعان ما أجرت باكستان اختبارات نووية خاصة بها بعد ذلك بأسابيع قليلة.
كوريا الشمالية
انضمت كوريا الشمالية إلى معاهدة عدم الانتشار النووي عام 1985، لكنها أعلنت انسحابها من المعاهدة في عام 2003، مشيرة إلى ما وصفته بـ”العدوان الأميركي”، ومنذ عام 2006، أجرت سلسلة من التجارب النووية.
إسرائيل
أما إسرائيل، التي لم توقع على المعاهدة أيضا، فلم تعترف يوما بامتلاكها أسلحة نووية، لكن يُعتقد على نطاق واسع أنها تملكها.
إيران
أما إيران، فطالما أكدت أن برنامجها النووي لأغراض سلمية فقط، وقدّرت وكالات الاستخبارات الأميركية أن طهران لا تسعى حاليا إلى امتلاك قنبلة نووية بشكل نشط، إلا أنها في السنوات الأخيرة قامت بتخصيب اليورانيوم حتى مستوى 60% من النقاء، وهو قريب من المستوى المستخدم في الأسلحة النووية (90%).
وفي تقييم سنوي صدر هذا الأسبوع، قدّر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام عدد الرؤوس الحربية النووية العسكرية التي تمتلكها هذه الدول التسع حتى شهر ينايرعلى النحو التالي:
* روسيا: 4309
* الولايات المتحدة: 3700
* الصين: 600
* فرنسا: 290
* المملكة المتحدة: 225
* الهند: 180
* باكستان: 170
* إسرائيل: 90
* كوريا الشمالية: 50