رغم كل الشائعات التى تحيط بالاقتصاد المصري، وتصفه تارة بالانهيار وفى الأخرى بأنه أوشك على الإفلاس، إلا أن ما حدث الأسبوع الماضى بدعوة مصر إلى الانضمام لمجموعة «بريكس»، بدءًا من يناير 2024 ويؤكد متانة هذا الاقتصاد وقدرته على النمو السريع قياسا باقتصادات أخرى، فجاء اختيار مصر بالإجماع لعضوية هذا الاتحاد كأبلغ رد على تلك الشائعات
ومجموعة «بريكس» التى تأسست فى 2008 من أربع دول تحت مسمى بريك وهى الهند والصين والبرازيل وروسيا، وبانضمام جنوب أفريقيا فى عام 2010 أصبح اسمها «بريكس» باعتبارها الدول الأسرع نموا فى الاقتصاديات العالمية؛ حيث يبلغ إنتاجها مجتمعة ما يقرب من 23% من إجمالى الناتج العالمي، بينما عدد سكانها حوالى 42% من إجمالى عدد سكان الأرض، أما حجم تجارتها فيتجاوز 16% من حجم التجارة العالمية، وتلك الدول تتمدد على مساحة 25% من مساحة الكرة الأرضية؛ لذلك ما حدث فى الأسبوع الماضى بدعوة مصر إلى الدخول فى هذا التحالف يمثل بكل المقاييس حدثا استثنائيا، حيث يشير إلى أهمية الدولة المصرية ونجاح سياستها الاقتصادية ليقع اختيارها ضمن ست دول أخرى من بين 40 دولة كانت تأمل فى دخول هذا التحالف، ولكن ماذا ستسفيد مصر من هذا التحالف؟
خبراء المال والاقتصاد يؤكدون أن هذا الانضمام يعزز قدرات الاقتصاد المصرى محليا ودوليا، فى ظل توسيع نطاق عضوية المجموعة، كما يبرز الإصلاحات الاقتصادية التى طبقتها مصر خلال السنوات الماضية؛ مما جعلها فى موضع الإشادة الدولية وخاصة الإصلاح الاقتصادى الذى أكد ثقة المؤسسات الدولية؛ والأهم من ذلك أن اتجاه المجموعة لتوسيع عضويتها، من شأنه فتح علاقات اقتصادية تجارية كبيرة مع أعضاء التحالف.
ليس ذلك فقط وإنما سيكون قطاع السيارات فى مصر من أكثر القطاعات المستفيدة من انضمام مصر لتحالف (بريكس) حيث تستورد مصر 40% من إجمالى واردات السيارات من الصين، ولذلك فان هذا القرار سوف يكون له اثر كبير على هذا القطاع بتوطين صناعة السيارات فى مصر.
من ناحية أخرى سوف يشجع هذا التحالف على زيادة الصادرات والاستفادة من الخبرات الاقتصادية للدول المشاركة، كما يتوقع البعض، ان هذا التحالف سوف ينجح مستقبلا فى كسر احتكار الدولار بالأسواق من خلال إنشاء بنك التنمية الجديد. «بريكس» بشنغهاى فى الصين برأس مال 100 مليار دولار؛ ليكون منافسا لصندوق النقد الدولى وذلك لتعزيز عملات دول التحالف وكسر هيمنة الدولار.
باختصار إن اختيار مصر بإجماع الدول الأعضاء ضمن 6 دول جديده من بين 40 دولة أخرى يؤكد قدرة الاقتصاد المصرى على التعافى والنمو السريع، كما يمثل شهادة جديدة على نجاح الاقتصاد المصرى ومكانته بين اقتصاديات العالم. وتلك المكانة اكتسبها بالعمل الجاد والإجراءات الإصلاحية خلال السنوات القريبة الماضية، والتى شارك الشعب فى نجاحها بتحمله إجراءاتها الصعبة، وتوفر السياسة التى دعمت تنفيذ تلك الإجراءات، مما جعل مصر من أولى الدول التى وقع عليها اختيار (بريكس) لانضمامها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بريكس المؤسسات الدولية الإصلاح الاقتصادي الاقتصاد المصرى هذا التحالف
إقرأ أيضاً:
حميد الأحمر على أبواب صنعاء؟: مفاوضات سرية ووساطات لعودة "رجل الإصلاح"
النائب اليمني حميد الأحمر (وكالات)
في تحرك غير متوقع يشي بتغير جذري في مواقف القوى اليمنية المحسوبة على التحالف، بدأ حميد الأحمر، القيادي البارز في حزب الإصلاح والمقيم في الخارج منذ اندلاع الحرب، تحركات مكثفة لتأمين عودته إلى العاصمة صنعاء، التي تسيطر عليها جماعة "أنصار الله" (الحوثيون).
مصادر سياسية مطلعة كشفت أن الأحمر، المقيم حاليًا في تركيا، فعّل وساطة عائلية يقودها شقيقه "حمير الأحمر" – نائب رئيس مجلس النواب بصنعاء – لإجراء اتصالات مباشرة مع قيادات حوثية بارزة، أبرزها سلطان السامعي، عضو المجلس السياسي الأعلى، بهدف بحث ترتيبات "عفو خاص" يضمن له عودة آمنة.
اقرأ أيضاً العليمي يطرق أبواب موسكو سرًّا.. وساطة روسية مرتقبة مع "الحوثيين" لإنقاذ ما يمكن إنقاذه 15 مايو، 2025 علاجك في مطبخك: 5 أعشاب "سحرية" تخفض السكر بسرعة وتحمي قلبك وكليتيك 15 مايو، 2025وبحسب المصادر، فإن السامعي أبدى انفتاحًا مبدئيًا تجاه المبادرة، ويعمل حاليًا على صياغة مخرج تفاوضي يُرضي الأطراف ويهيّئ الأرضية السياسية لعودة الأحمر دون إثارة حساسية داخلية، خاصة في ظل ما تمثّله شخصيته من رمزية في معسكر التحالف خلال السنوات الماضية.
يُذكر أن حميد الأحمر أغلق مؤخرًا قناة "سهيل" الفضائية، الذراع الإعلامية لحزب الإصلاح، والتي كانت تبث من العاصمة السعودية الرياض، في خطوة وُصفت بأنها إعلان غير مباشر عن نهاية مرحلة و"انسحاب ناعم" من المشهد المعادي لصنعاء.
توقيت تحركات الأحمر يتزامن مع تراجع واضح في الدعم الدولي لقوى التحالف اليمنية، خاصة بعد تقارير تحدثت عن تفاهمات أميركية مع صنعاء وانكفاء واشنطن عن التصعيد في البحر الأحمر. كما بدأ يتبلور مزاج سياسي جديد يعترف بواقع ميداني وسياسي تقوده صنعاء، ويُقصي تدريجيًا القيادات التي ظلت تراهن على الحسم العسكري بدعم خارجي.