خالد الجندي: الكلب مخلوق له حرمة .. والخلاف حول نجاسته لا يبرر إيذاءه
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن هناك سوء فهم كبيرًا لدى البعض بشأن نظرة الإسلام للكلب، مؤكدًا أن الخلاف الفقهي حول طهارته أو نجاسته لا يجوز أن يُتخذ ذريعة للإساءة أو الإيذاء أو الإهانة لهذا المخلوق.
وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس: "الغريب أن البعض بيظن إن الإسلام بيأمر بإيذاء الكلب لمجرد إن فيه أقوال فقهية بتقول بنجاسته.
أوضح الجندي أن جمهور الفقهاء يرون نجاسة الكلب، بينما يرى المالكية بطهارته، مشيرًا إلى أن الأحناف يقتصرون على القول بنجاسة لعابه فقط، مضيفا: "يعني فيه خلاف، والاختلاف ده موجود من مئات السنين، لكن كل الآراء دي بتتكلم عن حكم فقهي في الطهارة، مش عن حقك في تعذيب الحيوان أو الإساءة إليه."
وأكد أن الإسلام يفرق بين نجاسة الشيء وبين احترامه، مستشهدًا بما ورد في القرآن الكريم عن تحريم لحم الخنزير دون أن يُؤمر بإيذائه أو امتهانه.
قال الجندي إن الاعتداء على أي كائن حي ليس من الدين في شيء، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ لما أحرق جحر نمل، عاتبه الله قائلًا: "لقد حرّقت أمةً تُسبّح!"، موضحا: "إذا كان النمل له حرمة، فما بالك بالحيوانات الأخرى، ثم ما بالك بالإنسان؟! الإسلام دين تكريم، للإنسان أولًا، وللمخلوقات جميعًا."
تابع: "لا تتطاول على مخلوق خلقه الله، لأنك بكده بتتطاول على من خلقه. الإنسان مش متاح له إنه يهين أو يعتدي على أي كائن حي، مش من حقك ده أبداً، ولو عملت كده، النبي بيقول: امرأة دخلت النار في هرة حبستها، فما بالك بكلب أو إنسان؟".
واستكمل: “اللي بيكرم المخلوقات بيكرم نفسه، وربنا بيكرمه، تكريم الحيوان من تكريم الله، وتكريم الإنسان واجب... أيا كانت ديانته، أو لونه، أو جنسيته، لا تُهِن أحداً، فإن الخالق يغضب إن أُهين خلقه.”
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خالد الجندي نجاسة الكلب
إقرأ أيضاً:
الشيخ خالد الجندي: عطاء الدنيا زائل وليس دليلاً على محبة الله للعبد وقد يعطيه للكافر
أجاب الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عن سؤال حول قول الرجل المؤمن لصاحب الجنتين في سورة الكهف: «فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ»، موضحًا أن التعبير القرآني يحمل أدبًا رفيعًا، إذ قال «فعسى ربي» مراعاة لمشاعر صاحبه حتى لا يدفعه إلى التطاول أو الاعتراض بقوله: «لا، ربك وحدك!»، فيرد عليه المؤمن بأدب: «ربي لوحدي وخير لي»، مؤكداً أن كلمة «خيرًا من جنتك» لا تُفهم على أنها جنة في الدنيا، لأن نعم الدنيا زائلة مهما عظمت، بينما المقصود هو الخير الأبقى في الآخرة، جنة الخلد التي لا تزول ولا تتبدل.
خالد الجندي: عطاء الدنيا ليس دليلاً على محبة الله للعبد خالد الجندي يفك شفرة الفرق بين "الترادف" و"التشابه اللفظي" ويكشف دلالات "البيداء" و"المفازة".. فيديو نعيم الدنيا أو الآخرةوأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC" اليوم الأربعاء، أن طلب الرجل المؤمن ليس بالضرورة قصره على نعيم الدنيا أو الآخرة فقط، فالآية تحتمل رجاء الخير في الدارين، لكن نهاية السياق القرآني ترجّح أن «الخير» المقصود هو نعيم الآخرة؛ بدليل أن المؤمن نفسه قال بعدها مباشرة: «وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا»، أي أنه يعلم أن نعيم الدنيا قد يزول، وأن ما يبقى هو النعيم الدائم. وبيّن أن الفرق بين عطايا الدنيا والآخرة واسع، فالدنيا نعيمها زائل، محدودة، ويأتي معها تعبٌ وتكليف وحفظ ورعاية، وقد تكون اختبارًا للمؤمن والكافر معًا، بينما عطاء الآخرة باقٍ لا يزول، ولا مشقة فيه، وهو جزاءٌ خالصٌ للمؤمنين وحدهم، بلا حسد ولا تبعة ولا حساب.
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن عطاء الدنيا لا يدل على محبة الله، فقد يعطيها الله لمن يحب ولمن لا يحب، بينما عطاء الآخرة دليل على الرضا والمحبة الإلهية، وأن نعيم الدنيا مرتبط بالموت ويعقبه حساب، بينما نعيم الآخرة لا موت فيه ولا انقطاع ولا سؤال عن كيفية حفظه وإنفاقه.
النعيم الأبديوأكد أن قول المؤمن: «خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ» لا يمكن أن يُفهم على أنه يطلب «جنينة مثلها»، لأن المِثل لا يكون خيرًا، أما «الخيرية» فلا تتحقق إلا في النعيم الأبدي، ومن ثم فإن المقصود بالآية هو دار البقاء وثواب الآخرة، لا جنة الدنيا المحدودة التي قد تصبح «صعيدًا زلقًا» في لحظة بحسابٍ إلهي دقيق.