فعاليات ثقافية في إب ومأرب وصنعاء بالذكرى السنوية لرحيل العالم الرباني بدر الدين الحوثي
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
يمانيون | تقرير
في مشهدٍ إيماني وروحي تتجدد فيه معاني الوفاء والارتباط بأعلام الهدى، شهدت العديد من مديريات محافظات إب ومأرب وصنعاء سلسلة ندوات ثقافية وفعاليات خطابية في الذكرى السنوية لرحيل السيد العلامة الرباني بدر الدين أمير الدين الحوثي، الذي شكّل برحيله محطة من محطات التأمل في حياة العظماء الذين أحيوا الدين قولاً وفعلاً وجهاداً وتربية.
إب.. ندوات تُحيي سيرة رجلٍ أحيا الله به الأمة
في محافظة إب، توزعت الفعاليات على عدد من المديريات، حيث أقيمت ندوات ثقافية في بعدان، مذيخرة، الرضمة، والنادرة، إلى جانب فعاليات خطابية في مديريات ذي السفال، حبيش، الشعر، القفر، فرع العدين، وإدارة أمن يريم.
حفلت الكلمات التي أُلقيت في هذه الفعاليات بتسليط الضوء على السيرة الذاتية والفكرية للسيد بدر الدين الحوثي، ووقفت عند محطات متعددة من حياته، بدءًا من نشأته العلمية، مرورًا بمؤلفاته العميقة، وصولاً إلى أدواره المركزية في تأسيس مدرسة قرآنية واجهت بقوة مشاريع التضليل والاستعمار الفكري.
الاهتمام المتزايد بإحياء هذه الذكرى في إب لا يمكن فصله عن الدور المؤسس الذي اضطلع به العلامة الحوثي، حيث تحوّلت دروسه ومواقفه إلى مرجع أخلاقي وفكري لمعظم الأطر العلمية والدعوية، وهو ما تجسّد في شهادات المشاركين الذين اعتبروا أن هذه الفعاليات ليست مجرد احتفال، بل تجديدٌ للعهد مع المبادئ التي غرسها في طلابه ومريديه.
مأرب.. الجبهة الثقافية تخلّد عالماً واجه الباطل ولم يساوم
التفاعل مع هذه الذكرى امتد من المرتفعات الوسطى في إب إلى تخوم مأرب، حيث اتخذت الفعاليات طابعًا تعبويًا وروحيًا في آنٍ معًا.. فقد شهدت مديريات بدبدة والجوبة وحريب القراميش، فعاليات وندوات ثقافية عكست الحضور المتنامي للمشروع الفكري الذي أرساه العلامة الحوثي، حتى في البيئات التي ظلت لسنوات تحت ضغط سياسي وعسكري مكثف.
الكلمات التي أُلقيت في ندوات مأرب كشفت عن امتداد تأثير السيد بدر الدين إلى شرائح اجتماعية واسعة، حيث أصبح نموذجًا للعالم الزاهد، الذي جمع بين العلم والخشية، وبين الفكر والموقف.. ولم تقتصر الإشادة على مآثره الشخصية، بل تعدتها إلى ربط مواقفه بأفق نهضوي تحقّق فعلاً في المسيرة القرآنية التي أسس بنيانها الأول، وتحمل رايتها اليوم القيادة الثورية والسياسية في صنعاء.
ومن الجوبة إلى حريب القراميش، توحّد الصوت في التأكيد على أن العلامة بدر الدين لم يورّث مكتبة كتبٍ فحسب، بل أورث مشروعًا متكاملاً في مواجهة الانحرافات العقائدية والفساد السياسي، في زمنٍ أصبح فيه العلماء – في أغلبهم – جزءاً من معسكر الظلم أو أدوات لتبرير طغيان أنظمة الخيانة.
صنعاء.. ثقافة الوفاء تتجذر وتترجم في خطاب جماهيري
ذلك الحضور العميق في إب ومأرب، واصل امتداده إلى محافظة صنعاء، حيث أقيمت ندوة رئيسية في مديرية الحيمة الداخلية، جمعت مسؤولين ومثقفين وشخصيات اجتماعية.
حيث سلطت الندوة الضوء على الجذور العميقة للمسيرة القرآنية، وأكدت أن العلامة بدر الدين لم يكن مجرد مُربٍّ لأسرة علمائية، بل باني مشروع تحوّل إلى مسار ثوري متكامل، انتقل من الكلمة إلى الفعل، ومن الفقه إلى الميدان.
وفي كلمة العلامة عبد العالم المتوكل، طُرحت رؤية متكاملة عن أن كل ما تحقّق من مكاسب فكرية وسياسية وعسكرية في اليمن إنما هو امتداد لجهد علمي وتربوي بدأ في الزوايا والبيوت، على يد رجل عارف بالله لم يطلب شهرة ولا سلطة، وإنما انطلق من يقين قرآني بضرورة هداية الأمة وتحقيق استخلافها بالحق والوعي.
هذا التأسيس الذي تحدّث عنه المتوكل، أعاد التأكيد على أن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي لم يظهر فجأة، بل خرج من بيئة علمية وتربوية راسخة، نشأ فيها على روح البذل والصدق والاستقامة، وهي البيئة التي هيّأها والده العلامة بدر الدين، وكانت حاضنًا لما أصبح لاحقًا المشروع القرآني الذي تغيّر من خلاله ميزان القوى في المنطقة.
حضور نسائي متميز يواكب الذكرى ويثري بعدها التربوي
ذلك الامتداد الاجتماعي الشامل الذي أحدثه السيد بدر الدين لم يتوقف عند العلماء والرجال، بل وجد طريقه إلى أوساط النساء، كما عكست ذلك ندوة الهيئة النسائية في مديريتي سنحان وصنعاء الجديدة.
وفي الندوة، حضرت سيرة السيد بدر الدين بروحها الزاهدة ومواقفها التربوية، وقدّمت النساء المشاركات قراءات تأملية في دوره كمرشد ومعلّم، استطاع أن يخرج من بين يديه جيلًا علمائيًا استثنائيًا في زمن التزييف والانحراف.
وركّزت الكلمات على الجانب التربوي للراحل، موضحة كيف أن المدارس التي أسسها، والمؤلفات التي وضعها، أسهمت في خلق بيئة قرآنية تقاوم التمييع الثقافي وتنتج قادة وعلماء، وتفتح أبواب العلم والمعرفة للمرأة اليمنية كجزء أصيل من مشروع التحرر والنهضة.
ثمرة جهدٍ عمره عقود
إن هذا التفاعل الشعبي والثقافي مع الذكرى السنوية لرحيل السيد بدر الدين الحوثي في أكثر من محافظة، يعبّر عن حالة وعي جماعية بحجم البصمة التي تركها هذا العالم الرباني في وجدان الأمة.
وفي زمن يُراد فيه تزييف القيم وطمس القدوات، تبدو هذه الذكرى السنوية مناسبة وطنية وإيمانية لإعادة إحياء النموذج، ليس فقط في الشكل، بل في جوهر المشروع الذي حمله السيد بدر الدين الحوثي: مشروع الإيمان الواعي، والثورة المتجذرة في قيم القرآن، والحياة الحرة في ظل ولاية الله.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: بدر الدین الحوثی السید بدر الدین الذکرى السنویة مشروع ا
إقرأ أيضاً:
الثقافة تحتفي بالذكرى العاشرة لافتتاح قناة السويس الجديدة
نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية بفرع ثقافة السويس، احتفالا بالذكرى العاشرة لافتتاح قناة السويس الجديدة، وذلك ضمن برامج وزارة الثقافة، وتحت شعار "قناة السويس الجديدة شريان حياة".
بدأت الفعاليات من ممشى أهل السويس، بعرض فني لفرقة كورال قصر ثقافة السويس بقيادة الفنان غريب غندور، قدمت خلاله باقة من الأغاني الوطنية والطربية، منها: "تعيشي يا بلدي"، و"بوابة الحلواني".
وقدمت فرقة السويس للآلات الشعبية بقيادة الفنان أحمد عدوية عروضا فنية متنوعة جمعت بين الأغنية الوطنية والتراثية، تضمنت أعمالا مثل: "مصريات"، "سويسيات"، "إحنا السوايسة الصيادين"، "البحر الأحمر علمنا"، "ياريس البحرية"، "غني يا سمسمية"، و"سويسي وافتخر".
كما نفذت ورشة رسم على الوجوه للأطفال من تنفيذ الفنانة لمياء عبد المنعم.
كما شهد قصر ثقافة السويس فعاليات الورشة الفنية "قناة السويس الجديدة شريان حياة"، للفنان محمد أبو عمرة، حيث قدم المشاركون رؤى تشكيلية وإبداعية تعكس عظمة هذا المشروع القومي وتأثيره في حاضر الوطن ومستقبله.
جاءت الأنشطة ضمن برنامج إقليم القناة وسيناء الثقافي، بإدارة الدكتور شعيب خلف، ونفذها فرع ثقافة السويس بإدارة هويدا طلعت، تأكيدا لدور قصور الثقافة في التوعية الوطنية، ودعم الإبداع الفني المرتبط بالمناسبات القومية الكبرى.