«صَيْفُنَا عِلْمٌ وَدِينٌ» في «إسلامية الشارقة»
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
أطلقت دائرة الشؤون الإسلامية في الشارقة حزمة متكاملة من البرامج الصيفية التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع تحت شعار «صَيْفُنَا عِلْمٌ وَدِينٌ»، ضمن جهودها المتواصلة لنشر الثقافة الإسلامية وتعزيز القيم المجتمعية، واستثمار أوقات الإجازة الصيفية في بناء المعرفة وصقل المهارات.
ويضم البرنامج الصيفي؛ الدورة الطلابية للبنين في العلوم والآداب الشرعية، التي تنظمها الدائرة في عدد من المساجد من 7 إلى 24 يوليو القادم، ويحاضر فيها مجموعة من الوعاظ والخطباء، ويبدأ التسجيل فيها 1 يوليو.
كما يتضمن البرنامج الصيفي؛ الدورة الشرعية «قُلُوبٌ مُعَلَّقَةٌ بِالْمَسَاجِدِ» في نسختها الثانية، وتنظمها الدائرة من 1 إلى 22 أغسطس القادم، وتتناول حفظ بعض سور القرآن الكريم وتفسيرها، وشرح أحاديث من السنة النبوية.
وفي الجانب التوعوي، تنظم الدائرة سلسلة من المحاضرات والدروس العامة التي تُقام في جميع مساجد الإمارة، وتسلط الضوء على مواضيع مهمة مثل آداب السفر، وسبل اغتنام الإجازة الصيفية، وتعزيز الترابط الأسري، وحماية الأبناء خلال أوقات الفراغ.
وأكد عبدالله خليفة يعروف السبوسي، رئيس الدائرة، أن البرامـــج الصيفيـــة تأتـــي انسجامـــاً مع رؤية حكومة الشارقة في بناء الإنسان، وتنمية قدراته، وتوفير بيئة تعليمية وتربوية تُعنى بالقيم والهوية، إيماناً من الدائرة بأهمية اغتنام الوقت واستثماره في تنمية المهارات وصقلها بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع. ولفت إلى توظيف أوقات الإجازة فيما ينفع الأفراد والمجتمع، وذلك عبر أنشطة شاملة ومتكاملة تستوعب جميع الفئات، وتجمع بين التوجيه الديني والبناء المعرفي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات دائرة الشؤون الإسلامية الشارقة
إقرأ أيضاً:
المشرف على الرواق الأزهري: الاجتهاد فريضة إسلامية والحرية الفكرية منهج علماء هذه الأمة
عقد الجامع الأزهر اليوم الثلاثاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان: "مكانة العقل وبناء المجتمع"، وذلك بحضور كل من؛ الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، والدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، تقديم الإعلامي دكتور محمد مصطفى.
قال الدكتور عبد المنعم فؤاد في بداية الملتقى على أن الادعاء بجمود الإسلام وغياب الحراك الفكري والاجتهاد فيه هو جهل بحقيقته، فالعلاقة بين العقل والدين في الإسلام متجذرة، حيث يمثل القرآن الكريم إعجازًا عقليًا يدفع المؤمن نحو التفكر والتدبر، ويتجلى هذا التكامل في نهج النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يضع كل كلمة في محلها، فتحمل كلامه معاني ومغازي عميقة؛ ولذا يوصف بأنه "سيد العقلاء"، فالإسلام، الذي جاء به النبي، هو الذي علمنا منهج التفكر والتدبر، والقرآن الكريم هو أساس الفهم والتدبر لا مجرد الاستسلام السلبي للأوامر.
وأضاف الدكتور عبد المنعم فؤاد، أن علماء الأمة الإسلامية هم أول من أسسوا لمنهج الحرية الفكرية، ويتجلى ذلك في التنوع الفقهي والمنهجي بين رخص ابن عباس، وعزائم ابن عمر، وعقلية أبي حنيفة، وواقعية الإمام الشافعي، ومنطقية الغزالي، وموسوعية ابن تيمية، ورقائق الجيلاني، وفلسفة ابن رشد، ومنهجية الرازي، ووسطية الأزهر؛ لأن الاجتهاد فريضة إسلامية، وتتأكد هذه الحقيقة بالنظر إلى منهج الإمام أبي حنيفة القائم على اجتهاده واجتهاد تلاميذه أبي يوسف ومحمد الذين كان يأخذ بآرائهم رغم اختلافهم، وكذا بتعدد فتاوى الإمام الشافعي للمسألة الواحدة بين العراق ومصر، ووجود أكثر من فتوى لبعض المسائل عند الإمام أحمد بن حنبل.
وأكد المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، على المنزلة المحورية للعقل في الإسلام، ولو نظرنا في القرآن الكريم نجد أن كلمة "العقل" ومشتقاتها وردت فيه ما يزيد عن 300 مرة، وتتجلى هذه الأهمية القصوى في أن التكليف الشرعي يسقط عن غير العاقل؛ فالعقل هو مناط التكليف، وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة بلسان أهل النار أنفسهم، حيث قالوا: "قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير"، مما يبرهن على أن قضية العقل بالغة الأهمية؛ إذ هو الأداة الأساسية التي تمكن الإنسان من معرفة المولى سبحانه وتعالى واستيعاب رسالته، مؤكدًا بذلك أن الإسلام دين يقوم على الاقتناع الفكري والبحث عن الحقيقة، لا على التسليم الأعمى.
من جانبه أكد الدكتور مجدي عبد الغفار أن نعمة العقل هي من أجل النعم على الإطلاق، فهي الميزان الذي يحدد مكانة الفرد في مجتمعه، والأداة الأساسية التي يتحقق بها إعمار الإنسان للأرض، وبناءً على ذلك، وأن أي مسعى لـ "عمار" بلادنا وأوطاننا وأمتنا يقوم على ثلاثة أركان جوهرية: الإنسان، حيث يكون (الإنسان قبل البنيان)، ثم يليه ركن الوعي، والركن الثالث هو العبادة (الساجد قبل المساجد).
أوضح الدكتور مجدي عبد الغفار أن التدبر في آيات الكون هو المنهج الإلهي الذي سلكه المولى – سبحانه وتعالى- مع سيدنا إبراهيم عليه السلام للوصول إلى اليقين، حيث قال تعالى: " وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ" وهذا التوجيه الرباني بالنظر والتفكر يجب أن يلتزم به الدعاة والعلماء اليوم، لأنه هو الحديث الأكثر نفعًا وفائدة، وهو المنهج الذي سار عليه السلف من علماء هذه الأمة، فنجد قول أحد علمائها الإمام الجويني: "لولا العقل ما فهمنا حقيقة النقل"، لأن العقل هو أساس التكليف، والنقل (الشرع) هو أساس الهداية، ولا يوجد أي تعارض أو خلاف بينهما؛ فكلاهما مصدر للعلم والمعرفة، ويعملان بتناغم للوصول إلى الحقائق الإيمانية والكونية.