بعد الضربة الأمريكية، تواجه إيران خيارات متعددة تتراوح بين الانصياع لضغوط ترامب أو التصعيد العسكري، مع دراسة خيارات رادعة مثل إغلاق مضيق هرمز أو الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة، فيما يبقى حلفاؤها الإقليميون نقطة القوة في مواجهة القوات الأمريكية كما وعدوا سابقاً. اعلان

في تصعيد عسكري خطير، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر الأحد عن تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية دقيقة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية استراتيجية هي: فوردو ونطنز وأصفهان، مؤكداً أن العمليات حققت أهدافها بدقة عالية، وأن جميع الطائرات الأمريكية عادت سالمة إلى قواعدها.

وقال ترامب في خطاب مقتضب من البيت الأبيض: "نفذنا هجوماً ناجحاً للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران. تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الأساسي في فوردو، الذي انتهى تماماً الآن. لا يوجد جيش آخر في العالم يمكنه أن يفعل هذا."

وأضاف: "المنشآت الإيرانية النووية دُمرت بالكامل. الهدف من هذه الضربات كان تدمير قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم ومنع أي تهديد نووي محتمل. الآن هو وقت السلام... يجب على إيران الموافقة على إنهاء هذه الحرب."

وحذر ترامب من أن الهجمات المستقبلية ستكون "أكبر بكثير" إذا لم تقبل إيران التفاوض، مشيراً إلى أن البنتاغون سيُعقِد مؤتمراً صحفياً لتقديم تفاصيل إضافية حول العملية.

الرد الإيراني: إطلاق 30 صاروخاً نحو إسرائيل

رغم احتدام المواجهة بين إيران وإسرائيل، لا تزال طهران تحتفظ بترسانة صاروخية متطورة تضم صواريخ كروز وأخرى فرط صوتية وباليستية، يتجاوز مداها أحياناً 2000 كيلومتر.

قالت وسائل إعلام إيرانية إن الضربات الإيرانية على إسرائيل صباح الأحد تضمنت لأول مرة صواريخ من طراز "خيبر"، ضمن المرحلة الثالثة من عملية "الوعد الصادق".

وجاء في الإعلام الإيراني: "الموجة العشرون من 'الوعد الصادق 3' تضمنت لأول مرة صواريخ من طراز 'خيبر'."

ما هي صواريخ خيبر؟

الصاروخ الباليستي "خيبر"، المعروف أيضا باسم "خرمشهر-4"، يُعد الجيل الرابع من سلسلة صواريخ خرمشهر محلية الصنع.

ويُعد صاروخ "خيبر" من أبرز إنتاجات منظمة الجوفضاء التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، ويعمل بالوقود السائل، لكنه يتمتع بخصائص متقدمة تجعله من أكثر الصواريخ تطوراً في الترسانة الإيرانية.

ورغم حدة الرد الصاروخي، لم تدخل البحرية الإيرانية بعدُ بشكل مباشر في دائرة التصعيد منذ بداية تبادل الاستهدافات بين إسرائيل وإيران، ونقل الإعلام الأمريكي تقديرات مسؤولين في البنتاغون إلى أن الرد الإيراني لم يكتمل بعد، وأن الساعات الـ48 القادمة ستكون حاسمة في تحديد طبيعة التصعيد القادم.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن هناك موجتين من القصف الإيراني، الأولى ضمت 22 صاروخاً والثانية 5 صواريخ، شملتا مناطق من حيفا شمالاً إلى تل أبيب والقدس والبحر الميت.

وأكد المتحدث باسم "الجبهة الداخلية الإسرائيلية" أن صفارات الإنذار دوت في 400 مدينة، فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن عدد المصابين ارتفع إلى 27 شخصاً.

كما أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أن عمليات البحث ما زالت جارية عن عالقين تحت الأنقاض في تل أبيب جراء سقوط الصواريخ الإيرانية.

وصرّح المتحدث باسم عملية "الوعد الصادق 3": "الهجوم الصاروخي استهدف مطار بن غوريون ومراكز التحقيقات البيولوجية والقيادة والسيطرة."

مسعفون يجلون امرأة أصيبت في غارة صاروخية إيرانية في تل أبيب ، إسرائيل ، الأحد 22 يونيو / حزيران 2025Bernat Armangue/Copyright 2025 The AP. All rights reserved.رد وزارة الخارجية الإيرانية

أدانت الخارجية الإيرانية بأشد العبارات ما وصفته بـ"العدوان العسكري الأمريكي الوحشي" على المنشآت النووية السلمية الإيرانية.

وقالت في بيان رسمي: "نحتفظ بحقنا في الوقوف بكل قوة في وجه العدوان العسكري الأمريكي والجرائم التي يرتكبها." مضيفة أن "العدوان العسكري الأمريكي كشف للجميع التواطؤ والمشاركة الإجرامية الأمريكية مع الكيان الصهيوني في التخطيط والاعتداء العسكري على إيران."

ودعت الخارجية مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة لإدانة جريمة العدوان. و

طالبت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاجتماع الفوري والوفاء بمسؤولياته القانونية.

من جهته أدان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي العملية العسكرية الأمريكية، ووصفها بأنها "اعتداء جسيم" ينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وقال عراقجي في تصريحات فورية رداً على كلام ترامب: "واشنطن ارتكبت انتهاكاً جسيماً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي عبر مهاجمتها منشآتنا النووية السلمية. أحداث هذا الصباح لها عواقب وخيمة، وعلى أعضاء الأمم المتحدة الشعور بالقلق البالغ إزاء هذا السلوك الإجرمي."

الحالة الفنية والمخاوف الإشعاعية

وفي ذات السياق، ردّت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية على الضربات الجوية الأمريكية، وأكدت في بيان رسمي أنه "لا يوجد أي خطر يهدد السكان المقيمين بالقرب من المنشآت النووية المستهدفة."

وأوضحت الهيئة أن الفرق الفنية قامت فوراً بإجراء الفحوص اللازمة لاحتمال تسرب تلوث إشعاعي في محيط المواقع المستهدفة، مشيرة إلى أنه "لم تسجل أي مؤشرات على تلوث إشعاعي بناءً على البيانات المسجلة حتى اللحظة."

كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن سكان قريبين من موقع فوردو قولهم إنهم "لم يشعروا بأي انفجارات شديدة"، وأن الوضع في المنطقة 'طبيعي'.

Relatedنتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وترامب صديق عظيم لإسرائيل ولا مثيل لهالمعروف بلقب "أبو علي".. مقتل المرافق الشخصي لأمين عام حزب الله السابق حسن نصرالله بغارة إسرائيليةصباح ليس كغيره.. أمريكا تستهدف المنشآت النووية الإيرانية وطهران تمطر إسرائيل بالصواريخ

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" صوراً من الأقمار الصناعية تظهر نشاطاً غير عادي للشاحنات والمركبات في محيط منشأة فوردو قبل يومين من الهجوم الأمريكي، حيث أظهرت الصور وجود 16 شاحنة على طول الطريق المؤدي لموقع تحت الأرض.

كما أظهرت صور اليوم التالي تحرك معظم تلك الشاحنات شمال غرب فوردو وتمركزها قرب مدخل الموقع.

وبحسب مصدر إيراني لوكالة "رويترز"، فإن معظم اليورانيوم عالي التخصيب قد تم نقله من منشأة فوردو إلى موقع غير مُعلن قبل الهجوم الأميركي. ما يقلل من الضربات الجوية الامريكية التي استهدفت المنشأة.

خيارات الرد من قبل الأمن القومي الإيراني

وفي السياق، صرّح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، إسماعيل كوثري، بأن الجهات المعنية تدرس مجموعة من الردود المتعددة الأبعاد رداً على الضربات الأمريكية، من بينها:

الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)دراسة إغلاق مضيق هرمزاستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة

وقال كوثري: "الهجوم على القواعد الأميركية في المنطقة أسهل من ضرب إسرائيل"، مؤكداً أن قوات بلاده المسلحة ستواصل الهجمات على الكيان الإسرائيلي، ولن تكون القواعد الأميركية في المنطقة آمنة بأي شكل من الأشكال.

وأوضح كوثري أن لجنة الأمن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى ستعقد جلسة طارئة لبحث العدوان الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية.

ومن ضمن الخيارات المتاحة للرد الإيراني دخول حلفائها على خط المواجهة، فقد أعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين السبت 21 حزيران، استعدادها لاستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر حال مشاركتها في هجوم على إيران، رغم التفاهم السابق مع واشنطن برعاية عمانية بوقف الهجمات مقابل وقف الضربات الجوية، وهو ما يعني أن الجماعة في "حلٍ من أمرها" من الاتفاق الحالي.

موقف كتائب حزب الله العراق

وكانت أعلنت كتائب حزب الله في العراق الأحد الماضي، وهي مجموعة مسلحة مدعومة إيرانياً، أنها ستستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة إذا تدخلت واشنطن في الصراع بين إيران وإسرائيل.

وقال الأمين العام للجماعة، أبو حسين الهامدوي، في بيان: "نراقب تحركات الجيش الأمريكي في المنطقة. وفي حال تدخله، سنتحرك مباشرةً ضد مصالحه وقواعدِه دون تردد."

في غضون ذلك، حذّرت السفارة الأمريكية في بغداد المواطنين الأمريكيين من احتمال وقوع هجمات تستهدف أماكن وجودهم في العراق، داعيةً إلى تجنب الأماكن التي يرتادها الأجانب والتجمعات الكبيرة.

أما "حزب الله" اللبناني فقد دعا إلى تجمع جماهيري تنديداً بما وصفه بالعدوان الإسرائيلي والأمريكي على إيران، وذلك يوم الأربعاء المقبل، 25 يونيو 2025،أمام السفارة الإيرانية في بيروت.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل دونالد ترامب هجمات عسكرية بنيامين نتنياهو إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل دونالد ترامب هجمات عسكرية بنيامين نتنياهو صواريخ باليستية إيران دونالد ترامب إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل دونالد ترامب هجمات عسكرية بنيامين نتنياهو البرنامج الايراني النووي إيطاليا الحرس الثوري الإيراني الحرب في أوكرانيا علي خامنئي الحوثيون المنشآت النوویة الأمریکیة فی فی المنطقة على إیران حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

ترامب يُشعل المنطقة بعدوان غير قانوني على المنشآت النووية الإيرانية

 

 

 

 

تلويح إيراني بالانسحاب من مُعاهدة منع الانتشار النووي

إيران تُؤكد نقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب من "فوردو" قبل الهجوم الأمريكي

تحذير إيراني من أن الضربات الأمريكية ستكون لها تداعيات دائمة

الحرس الثوري: انتشار القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة نقطة ضعف وليس قوة

عراقجي: الإدارة الأمريكية خارجة على القانون ومتعطشة للدماء

عُمان تدين "العدوان الأمريكي غير القانوني" على إيران

إدانات خليجية واسعة للتصعيد الأمريكي وسط دعوات لضبط النفس

الأمانة العامة لـ"دول المجلس": مستويات الإشعاع مستقرة في الدول الخليجية

 

الرؤية- غرفة الأخبار

هاجمت القوات الأمريكية، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، 3 مواقع نووية إيرانية، ما يهدد بتوسيع رقعة الحرب بين إسرائيل وإيران. وقال الرئيس دونالد ترامب إن الضربات التي وصفها بأنها "ناجحة للغاية"، أصابت مواقع نطنز وفوردو وأصفهان، وكان موقع فوردو هو الهدف الرئيسي.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن الضربات الأمريكية "دمّرت بشكل تام وكامل" 3 منشآت نووية هي "فوردو" و"أصفهان" و"نطنز".

وأظهرت صور أقمار اصطناعية، حلّلتها وكالة أسوشييتد برس، أن الجبال في موقع "فوردو" النووي تحت الأرض تضررت من الضربات الأمريكية. ولم يتضح بعدُ حجم الضرر الذي لحق هذه المنشآت، وما إذا كانت الضربات قد أسفرت عن وقوع إصابات.

وتوعّد الحرس الثوري الإيراني بجعل الولايات المتحدة تندم، رداً على الهجمات.

وأعلنت السلطات الإيرانية أنه "لم تسجَّل أي علامات على تلوث" بعد الضربات، وأنه "لا يوجد أي خطر على السكان الذين يعيشون حول المواقع" الواقعة في وسط إيران.

 

مقالات مشابهة

  • عدوان غير قانوني على المنشآت النووية الإيرانية
  • ترامب يُشعل المنطقة بعدوان غير قانوني على المنشآت النووية الإيرانية
  • بعد القصف الأمريكي.. ما حجم الأضرار على المنشآت النووية الإيرانية؟
  • جيش الاحتلال: نتحقق من نتائج الضربات الأمريكية على منشآت إيران النووية
  • إيران أمام مفترق طرق.. 6 خيارات للرد على الهجوم الأمريكي ضد منشآتها النووية
  • ماذا نعرف عن المنشآت الإيرانية النووية المستهدفة في الضربات الأمريكية؟
  • ترامب في أول ظهور متلفز بعد الهجوم: المنشآت النووية الإيرانية دمرت بشكل تام وكامل
  • مصطفى بكري: الهجوم الأمريكي على مفاعلات إيران النووية بداية للحرب.. وهذه هي الخيارات المطروحة للرد
  • إسرائيل تبحث خيارات تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية وسط تردد واشنطن