حقائق.. قواعد أميركية في الشرق الأوسط وتشمل العراق
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
22 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: عززت القوات الأميركية وجودها العسكري في الشرق الأوسط بعد مبادرة إسرائيل بشن هجوم واسع فجر الـ13 من يونيو/حزيران الجاري على أهداف عسكرية ومواقع نووية، واغتيال قادة في قلب إيران.
جاء التحرك العسكري بعد إصدار الولايات المتحدة قبل يوم واحد من الهجوم الإسرائيلي إذنا “للمغادرة الطوعية” لأفراد عائلات الفرق الأميركية من مواقع عبر الشرق الأوسط، بما في ذلك البحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة، إثر تعثر المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامجها النووي.
وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية يوم 16 يونيو/حزيران الجاري تحريك حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز”، وهي أقدم حاملة طائرات في الأسطول البحري الأميركي من بحر جنوب الصين اتجاه منطقة الشرق الأوسط.
وأظهرت بيانات موقع “مارين ترافيك” لتتبع السفن أن “يو إس إس نيميتز” غادرت بحر جنوب الصين صباح الاثنين 16 يونيو/حزيران الجاري متجهة غربا بعد إلغاء رسوها الذي كان مقررا في ميناء وسط فيتنام.
وفي 19 يونيو/حزيران الجاري نقل عن مسؤول عسكري أميركي وجود خطط لنشر حاملة الطائرات “يو إس إس فورد” في أوروبا. ونقلت شبكة “سي إن إن” عن خبيرين أميركيين قولهما إن من المتوقع نشر “يو إس إس فورد” الأسبوع المقبل في شرق البحر المتوسط بالقرب من إسرائيل.
ووصلت مدمرة تابعة للبحرية الأميركية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط يوم 20 يونيو/حزيران الحالي لتنضم إلى 3 مدمرات أخرى في المنطقة ومدمرتين في البحر الأحمر. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول عسكري أميركي قوله إن هذه السفن “تعمل على مقربة كافية من إسرائيل، مما يسمح لها باعتراض الصواريخ التي تطلقها إيران”.
وتعمل الولايات المتحدة على تشغيل قواعد عسكرية في الشرق الأوسط منذ عقود.
ووفقا لمجلس العلاقات الخارجية، تدير الولايات المتحدة شبكة واسعة من المواقع العسكرية، سواء الدائمة أو المؤقتة، في ما لا يقل عن 19 موقعا في المنطقة.
من بين هذه المواقع، توجد 8 قواعد دائمة موزعة في كل من البحرين ومصر والعراق والأردن والكويت وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة.
كم عدد القوات الأميركية في الشرق الأوسط؟
سجلت القوات الأميركية أول انتشار لها في الشرق الأوسط في يوليو/تموز 1958 عندما أرسلت قوات قتالية إلى بيروت خلال الأزمة الداخلية في لبنان. وبلغ الحشد الأميركي في لبنان في ذروته نحو 15 ألفا من قوات البحرية والجيش.
واعتبارا من منتصف عام 2025، بلغ الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط ما بين 40 و50 ألف جندي، يتمركزون في قواعد كبيرة ودائمة، وكذلك في مواقع أمامية أصغر في أنحاء المنطقة.
والدول التي تضم أكبر عدد من القوات الأميركية هي قطر والبحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة والسعودية. وتُعد هذه المنشآت محاور حيوية للعمليات الجوية والبحرية، والخدمات اللوجستية الإقليمية، وجمع المعلومات الاستخباراتية، وإدارة القوة.
فيما يلي بعض القواعد البارزة في المنطقة:
قاعدة العديد الجوية (قطر)-
أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، تم إنشاؤها عام 1996، تمتد على مساحة 24 هكتارا (60 فدانا)، وتستوعب ما يقرب من 100 طائرة، فضلاً عن الطائرات من دون طيار. تعمل هذه القاعدة، التي تضم حوالي 10 آلاف جندي، مقرا متقدما للقيادة المركزية الأميركية “سينتكوم” (CENTCOM) وكانت مركزية للعمليات في العراق وسوريا وأفغانستان.
قاعدة الدعم البحري، “إن إس إيه” [NSA] (البحرين)-
تقع القاعدة البحرية الحالية الأميركية في موقع القاعدة البحرية البريطانية السابقة “إتش إم إس جيوفير” (HMS Jufair). تستضيف القاعدة حوالي 9 آلاف من موظفي وزارة الدفاع، بما في ذلك العسكريون والمدنيون. تُعد موطنا للأسطول الخامس للبحرية الأميركية، وتوفر الأمن للسفن والطائرات والقطع العسكرية والمواقع النائية في المنطقة.
معسكر عريفجان (الكويت)-
معسكر عريفجان هو قاعدة رئيسية للجيش الأميركي تقع على بعد حوالي 55 كلم (34 ميلا) جنوب شرق مدينة الكويت. تم إنشاؤه في عام 1999، ويعمل مركزا رئيسيا للوجستيات والإمداد والقيادة للعمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، وخصوصا ضمن منطقة عمل القيادة المركزية الأميركية.
قاعدة الظفرة الجوية (الإمارات)-
قاعدة إستراتيجية تركز على الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية ودعم العمليات الجوية القتالية. تستضيف القاعدة طائرات متقدمة مثل مقاتلات الشبح “إف-22 بابتور” (F-22 Raptor) وطائرات المراقبة المختلفة، بما في ذلك الطائرات من دون طيار وطائرات الإنذار المبكر والمراقبة الجوية “أواكس” (AWACS).
قاعدة أربيل الجوية (العراق)-
تُستخدم من قبل القوات الأميركية للعمليات الجوية، خصوصا في شمال العراق وسوريا، حيث تقدم الدعم والمشورة للقوات الكردية والعراقية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: یونیو حزیران الجاری القوات الأمیرکیة الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط فی المنطقة یو إس إس
إقرأ أيضاً:
حرب إيران وخطر بلقنة الشرق الأوسط
تؤكد العديد من التقديرات، ولا سيما الصادرة عن جهات مطلعة، في إسرائيل والغرب، أن الولايات المتحدة باتت على وشك الدخول في الحرب ضد إيران وبشكل مباشر، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أن صبره بات ينفد، وأرسلت واشنطن إلى المنطقة مجموعة من أفضل طائراتها القاذفة، كما حركت بعض قطع أساطيلها صوب المنطقة.
ثمّة من يقرأ هذه التحركات على أنها شكل من أشكال الضغوط التي تمارسها واشنطن على إيران لإعلان استسلامها، على ما طلب ترامب، لكن ماذا لو بقيت إيران مصرة على موقفها؟ هذا يعني ببساطة أن أمريكا ستجد نفسها مضطرة للانخراط بالحرب، والأرجح أن ذلك سيحصل، لأن ترامب لم يترك لإيران أي هامش للمناورة، ولا أي خيارات سوى الرضوخ الكامل، بعد أن رفع سقف المطلوب منها إلى حده الأقصى، إذ أنه يتعامل مع إيران على أن هزيمتها قد حصلت بالفعل ولم يتبق سوى إعلان حفل التوقيع على الهزيمة وإغلاق الملف بالكامل!
رغم ما تلقته من ضربات قاسية، لا شك أن لديها أوراق لم تحركها بعد، وتاليا لن تقبل بالشروط الأمريكية المهينة، والتي قد لا تنحصر تداعياتها في خروج إيران نهائيا من دائرة التأثير والفعالية على المستويين الدولي والإقليمي، بل قد تحوّلها إلى رجل مريض في الشرق الأوسط
من غير المرجح قبول إيران بذلك، ورغم ما تلقته من ضربات قاسية، لا شك أن لديها أوراق لم تحركها بعد، وتاليا لن تقبل بالشروط الأمريكية المهينة، والتي قد لا تنحصر تداعياتها في خروج إيران نهائيا من دائرة التأثير والفعالية على المستويين الدولي والإقليمي، بل قد تحوّلها إلى رجل مريض في الشرق الأوسط، على غرار ما كانت عليه الدولة العثمانية في آخر عهدها، تلك المرحلة التي انتهت بتقاسم مناطق نفوذها من قبل القوى الاستعمارية في ذلك الوقت، بريطانيا وفرنسا.
وهنا يبرز السؤال عن خيارات إيران للهروب من السيناريوهات السيئة التي قد تنتظرها في حال قبول الاستسلام:
الخيار الأول: إثبات أن لديها أوراقا قوية تستطيع من خلالها رد التحدي ووضع إسرائيل وأمريكا في مآزق، كأن تثبت أنها قادرة على ضرب مفاعل ديمونا، أو مخازن الأسلحة النووية في إسرائيل، صحيح أن ذلك سيعني الإقدام على الانتحار، لما سيتبعه من رد فعل أمريكي وإسرائيلي، لكن التلويح به يبقى في إطار استعراض أوراق القوّة لا استخدامها، ما سيدفع أمريكا واسرائيل إلى خفض سقف مطالبهما. ولوحظ مؤخرا أن الصواريخ الإيرانية تستهدف مناطق قريبة من مفاعل ديمونا وقد يكون ذلك رسالة بأن إيران قادرة على استهداف المفاعل.
الخيار الثاني: ضرب القواعد الأمريكية في المنطقة، وهذا الخيار محتمل، إذ سبق لإيران أن استهدفت، وفي إطار ردها على اغتيال قاسم سليماني القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، وتعرضت قواعدها في سوريا لعدد كبير من الهجمات، لكن الاستهداف بنمطه وشكله السابق لن يردع أمريكا عن ضرب إيران، لأن خسائره محدودة ومحتملة، وفي هذه الحالة قد تجد إيران نفسها مضطرة لضرب قواعد أكبر كتلك المنتشرة في الخليج، ما يعني أن الحرب ستأخذ مسارات أشد خطورة على إيران نفسها.
الخيار الثالث: تحريك الأذرع، ولا سيما حزب الله والمليشيات العراقية، وربما تحريك الشيعة في كل المنطقة، لخلط الأوراق وصناعة وضع مربك لجميع الأطراف، يساهم في الضغط على الأمريكيين لوقف الحرب وتغيير شروطها للتفاوض.
الخيار الرابع: إغلاق مضيق هرمز، في نفس الوقت إغلاق باب المندب عبر الحوثيين، ما يعني خنق تجارة النفط من المنطقة وشل حركة العالم..
والمرجح أن تستخدم إيران كل هذه الخيارات دفعة واحدة إذا وجدت نفسها في مواجهة أوضاع غير طبيعية.
خطورة هذا السيناريو أنه سيمتد حكما لكامل منطقة الشرق الأوسط، وسيفتح صندوق باندورا لن يتمكن أحد من إغلاقه ومنع شياطينه من التفلت
لكن، في المقابل، يبدو أن الإسرائيليين والأمريكيين وضعوا سيناريوهات لمثل هذه الاحتمالات، من ضمنها قتل المرشد الإيراني، وليست زلة لسان قول ترامب إن واشنطن تعرف مكان المرشد لكنها لا تريد قتله الأن، والسيناريو الثاني، دعم ثورة ضد النظام الإيراني، وهو ما تحدث عنه صراحة نتنياهو أكثر من مرّة، ولو على سبيل التمني من الشعب الإيراني للقيام بهذه المهمة، بيد أن هذا السيناريو ينطوي على سيناريو آخر، لا يتم الحديث عنه صراحة، لكنه مُتضمن في السيناريو الثاني، وهو دعم تقسيم إيران إلى عدة دويلات؛ دولة للكرد في الغرب، وأخرى للأذربيين في الشمال، وثالثة للبلوش في الشرق، ودولة رابعة للعرب في الجنوب، في ظل تقدير أن هذه القوميات ستسارع في الاستجابة لمثل هذا التطور، نظرا لما تشعر به من غبن تحت حكم القومية الفارسية.
خطورة هذا السيناريو أنه سيمتد حكما لكامل منطقة الشرق الأوسط، وسيفتح صندوق باندورا لن يتمكن أحد من إغلاقه ومنع شياطينه من التفلت، هذا السيناريو وحده سيحقّق هدف نتنياهو في تغيير شكل الشرق الأوسط، لأن تداعياته ستتدحرج على كامل المنطقة، والتي ستصبح تجربة البلقان، مقارنة بها، نزهة عابرة، لذا من المرجح أن ترفض غالبية دول المنطقة حصول مثل ذلك، وقد نشهد في المرحلة المقبلة استنفارا سياسيا على مستوى المنطقة بأكملها.
x.com/ghazidahman1