هل يجب على الزوجة خدمة زوجها؟.. 5 أدلة من القرآن والسنة
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
لاشك أن السؤال عن هل يجب على الزوجة خدمة زوجها ؟ يعد من المسائل الشائكة، التي يبحث عنها الكثيرون، وتبدو أهمية الاستفهام عن هل يجب على الزوجة خدمة زوجها ؟، باعتبار إجابته هي أحد وسائل فض النزاع، حيث يعد حكم خدمة الزوجة لزوجها من المناطق الحرجة وأساسًا لكثير من الخلافات والمشاكل بين الزوجين في الآونة الأخيرة بسبب تلك الدعاوى التي تنادي بامتناع الزوجة عن خدمة زوجها وأطفالها، من هنا فإن حسم الشرع لما إذا كان هل يجب على الزوجة خدمة زوجها ؟، من شأنه أن يضع نهاية لهذا الصراع ويخمد نيران هذه الحرب، التي يجب ألا تشتعل بين الزوجين، وقد جعل الله تعالى بينهما مودة ورحمة توصلهما إلى الجنة .
قالت دار الإفتاء المصرية، إن قيام الزوجة بشؤون بيت الزوجية ورعاية زوجها والعناية بأولادها سنة حسنة سارت عليها نساء المسلمين، ولتكن قدوتك في ذلك سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها؛ فقد كانت تخدم زوجها سيدنا علي بن أبي طالب، وترعى بيتها.
وورد أن الحكم الشرعي في خدمة الزوجة لزوجها وإرضاع الأولاد قال عنها الإمام النووي إنها سنة حسنة سارت عليها نساء المسلمين، هن يقمن تفضلا منهن بخدمة الزوج ورعاية الأطفال فهذا من الفضل، وننصح النساء أن تزيد منه، حيث إن هذا الفضل هو سبب دخول المرأة الجنة بغض النظر عن كونه فريضة أو غير فريضة أو له أجر أو ليس له أجر.
وقد أجمع الفقهاء الأربعة على أن خدمة المرأة في بيتها ليست واجبًا عليها، ولكن هي سُنة حسنة صارت عليه نساء المسلمين منذ بدء الخليقة، لذا يجب على الزوج أو الرجال عمومًا أن تقدم الشكر والامتنان للمرأة على ما تقدمه له ولأولاده عمليا ولفظيا وبحسن الخلق وتوفير متطلباتها كلما تيسر ذلك.
حكم خدمة الزوجة لزوجها مع الدليلورد أنه يجِبُ على المرأة خدمة زوجها فيما دلَّ عليه العُرفُ، وهو مَذهَبُ الحَنَفيَّةِ ، والمالِكيَّةِ في الجُملةِ، وهو قَولُ الطَّبريِّ، وابنِ القَيِّمِ، وابنِ حجَرٍ، وغيرهم:
أوَّلًا: حكم خدمة الزوجة لزوجها مع الدليل مِنَ الكِتابِ:1- قال تعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ» (النساء: 19). وَجهُ الدَّلالةِ:أنَّ خِدمةَ المرأةِ لِزَوجِها من المعاشرةِ بالمَعروفِ .
2- قال تعالى: «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ» (البقرة: 228)، وَجهُ الدَّلالةِ: أنَّ للنِّساءِ على الرِّجالِ مِن الحَقِّ مِثلَ ما للرِّجالِ عليهنَّ؛ فلْيؤدِّ كُلُّ واحدٍ منهما إلى الآخَرِ ما يجِبُ عليه بالمعروفِ .
ثانيًا: حكم خدمة الزوجة لزوجها مع الدليل مِنَ السُّنَّة1- عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه: «أنَّ فاطِمةَ رَضِيَ اللهُ عنها أتت النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تشكو إليه ما تَلقَى في يَدِها مِنَ الرَّحى، وبَلَغَها أنَّه جاءه رقيقٌ فلم تُصادِفْه، فذكَرَت ذلك لعائشةَ، فلمَّا جاء أخبَرَته عائِشةُ، قال: فجاءَنا وقد أخَذْنا مضاجِعَنا، فذهَبْنا نقومُ، فقال: على مَكانِكما! فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدتُ بَردَ قَدَميه على بَطني، فقال: ألا أدُلُّكما على خيرٍ مِمَّا سألتُما: إذا أخَذْتُما مَضاجِعَكما -أو أويتُما إلى فِراشِكما- فسَبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمَدا ثلاثًا وثلاثين، وكبِّرا أربعًا وثلاثين؛ فهو خيرٌ لكما من خادمٍ».
وَجهُ الدَّلالةِ: أنَّ فاطمةَ كانت تشتكي ما تلقَى من الخِدمةِ، فلم يقُلِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِعَليٍّ: لا خِدمةَ عليها، وإنَّما هي عليك، وهو صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُحابي في الحُكمِ أحدًا.
2- عن أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قالت: «تزوَّجني الزُّبيرُ وما له في الأرضِ مِن مالٍ ولا مملوكٍ ولا شيءٍ غيرُ فَرَسِه، قالت: فكنتُ أعلِفُ فَرَسه، وأكفيه مَؤونَتَه وأسوسُه، وأدُقُّ النوى لناضِحِه، وأعلِفُه، وأستقي الماءَ، وأخرِزُ غَرْبَه وأعجِنُ، ولم أكُنْ أُحسِنُ أخبِزُ، وكان يخبِزُ لي جاراتٌ من الأنصارِ، وكُنَّ نِسوةَ صِدقٍ، قالت: وكنتُ أنقُلُ النَّوى من أرضِ الزُّبيرِ التي أقطَعَه رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، على رأسي، وهي على ثُلُثَي فرسَخٍ، قالت: فجئتُ يومًا والنَّوى على رأسي، فلَقيتُ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومعه نفرٌ مِن أصحابه، فدعاني، ثم قال: «إخْ إخْ» ليحمِلَني خَلْفَه، قالت: فاستحييتُ وعَرَفتُ غَيرتَك، فقال: واللهِ لحَمْلُك النَّوى على رأسِك أشَدُّ مِن ركوبِك معه، قالت: حتى أرسَلَ إليَّ أبو بكرٍ بعد ذلك بخادمٍ، فكفَتْني سياسةَ الفَرَسِ، فكأنَّما أعتقَتْني».
وجهُ الدَّلالةِ: أنَّ الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا رأى أسماءَ والعَلَفُ على رأسِها، والزُّبَيرُ معه، لم يَقُلْ له: لا خِدمةَ عليها، وإنَّ هذا ظُلمٌ لها، بل أقَرَّه على استخدامِها، وأقَرَّ سائِرَ أصحابِه على استخدامِ أزواجِهم، مع عِلمِه بأنَّ منهنَّ الكارِهةَ والرَّاضيةَ .
3- عن أمِّ المؤمنين عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: «كنتُ أغسِلُ الجَنابةَ مِن ثَوبِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيَخرُجُ إلى الصَّلاةِ، وإنَّ بُقَعَ الماءِ في ثَوبِه»، وفي لفظِ مُسلمٍ: «لقد رأيتُني أفرُكُه من ثوبِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَركًا، فيُصَلِّي فيه» .
وَجهُ الدَّلالةِ:
في الحَديثِ دَلالةٌ على خِدمةِ المرأةِ لِزَوجِها في غَسلِ ثيابِه وشِبهِه، وهو مِن حُسنِ العِشرةِ وجَميلِ الصُّحبةِ، ثالثًا: إنَّما أوجب اللهُ سبحانه نفقَتَها وكِسوتَها ومَسكَنَها في مقابلةِ استِمتاعِه بها وخِدمتِها، وما جرت به عادةُ الأزواجِ، وأمَّا المهرُ ففي مُقابلةِ البُضْعِ، وكلٌّ مِن الزَّوجينِ يَقضي وطَرَه مِن صاحِبِه .
ثواب خدمة الزوج المريضورد أنه علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- حسن الملاطفة والإحسان إلى الأهل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم - في الحديث الشريف "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، فمن حقوق الزوج على الزوجة أن تطيعه في غير معصية الله تعالى، فقال النبي "إذا صلت خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت قيل لها ادخلي الجنة، من أي أبوابها شئت".
لا شك أن الزوجة تؤجر على صبرها على زوجها وطاعتها إياه لما روي عن حصين بن محصن قال حدثتني عمتي قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الحاجة، فقال: أي هذه أذات بعل؟ قلت نعم قال: كيف أنت له فقالت ما ألوه؟؟ ـ أي ما أقصر في طاعته وخدمته إلا ما عجزت عنه، قال: انظري أين أنت منه فإنه جنتك ونارك. أخرجه أحمد والنسائي.
أخرج الحاكم في مستدركه من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة. صححه الحاكم ووفقه الذهبي.
حقوق الزوج على زوجتهحددت دار الإفتاء، حقوق الزوج على زوجته ، بأن النصوص الشرعية تقضي بأن لكل من الزوجين قِبل الآخر حقوقًا تجب مراعاتها والقيام بها؛ لتدوم رابطة الزوجية ولا تنفصم عراها، مؤكدة أنه من حق الزوج على زوجته: أن تطيعه فيما هو من شئون الزوجية مما ليس فيه معصية لله تعالى، أما شئونها الخاصة بها كأن يمنعها من التصرف في مالها أو يأمرها بأن تتصرف فيه على وجه خاص فلا تجب عليها طاعته فيه؛ لأنه ليس له ولاية على مالها.
وأضافت الإفتاء أن من حقوق الزوج على زوجته كذلك أنه من حقه عليها أن تحفظ بيته وماله وأن تحسن عشرته وأن من حقه عليها أيضًا أن يمنعها من الخروج من بيته إلا لحاجة يقضي بها العرف، ولزيارة أبويها ومحارمها، وله أيضًا أن يمنعها من إدخال أحد في بيته والمكث فيه (غير أبويها وأولادها ومحارمها فليس له منعها من إدخالهم ولكن له منعهم من المكث في البيت).
وأشارت إلى أنه طبقًا لهذه النصوص: "فلا يجوز شرعًا للزوجة أن تخرج عن طاعة زوجها، وأن تتصرف في المنزل بما تشاء مما لا يرضى عنه الزوج متخذة من مساعدته في المعيشة ذريعةً لذلك"، منبهة إلى أنه لا يجوز لها شرعًا أيضًا أن تُسكِن في منزل الزوجية أحدًا من أقاربها أيًّا كانت درجة قرابتهم بغير رضا الزوج.
وأفادت بأن إنفاق الزوجة على أقاربها؛ فإن كان الإنفاق عليهم من مالها الخاص فليس للزوج منعها منه؛ لأنها حرة في التصرف في مالها، لافتةً إلى أنه إن كان الإنفاق عليهم من مال الزوج فإنه لا يجوز لها ذلك شرعًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هل يجب على الزوجة خدمة زوجها يجب على الزوجة خدمة زوجها على الزوجة خدمة زوجها خدمة الزوجة لزوجها هل یجب على الزوجة خدمة زوجها صلى الله علیه وسلم ى الله علیه وسل حقوق الزوج على الله صل حقوق ا
إقرأ أيضاً:
هل تأثم الزوجة إذا امتنعت عن زوجها بسبب سوء معاملته؟.. أمين الفتوى يجيب
أجاب الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إلى الدار مفاده: "زوجي يرفع صوته عليّ كثيرًا ونفسيتي تتعب، فهل أكون آثمة إذا امتنعت عن إعطائه حقه الشرعي؟"، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية راعت مشاعر الإنسان، ورفعت الحرج عن الزوجة إذا وقع عليها ضرر، سواء كان بدنيًا أو نفسيًا.
وقال عبد السلام، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة: "الضرر المعنوي كافٍ شرعًا ليُرفع به التكليف أو يتأجل، وقد قرر فقهاء الأحناف أن المرأة يجوز لها أن تمتنع عن العلاقة الزوجية إذا وقع عليها ضرر، وخصوصًا إذا كان زوجها يسيء إليها بالكلام أو يرهقها نفسيًا"، مؤكدًا أن الزواج ميثاق غليظ لا يُبنى على الإجبار بل على الرحمة والتفاهم.
وتابع: "كثير من الناس يسيئون استخدام النصوص الشرعية، ويضغطون على المرأة بحديث «إذا باتت المرأة وزوجها عليها ساخط.. .»، دون أن ينظروا إلى ما قبل الغضب من أسباب وسوء معاملة"، مشددًا على أن القوامة تكليف لا تشريف، وتقتضي من الزوج رعاية الزوجة لا القسوة عليها.
ودعا الشيخ إبراهيم عبد السلام إلى اللجوء إلى الحوار الهادئ أو الاستشارة الأسرية المتخصصة مثل مركز الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء، لمعالجة مثل هذه المشكلات بالحكمة، حفاظًا على استقرار الأسرة.