صحيفة الاتحاد:
2025-08-09@12:03:03 GMT

وفاة رائد الفضاء الأميركي قائد مهمة أبولو 13

تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT

توفي رائد الفضاء الأميركي جيم لوفيل، قائد مهمة "أبولو 13" الشهيرة إلى القمر والذي نجا بأعجوبة من كارثة إثر عملية إنقاذ حبست أنفاس العالم، عن 97 عاما، على ما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الجمعة.
ولفتت ناسا في بيان إلى أن هذا الطيار السابق في سلاح البحرية الذي أصبح شخصية بارزة في تاريخ الفضاء، توفي الخميس في ولاية إيلينوي.


وأكدت وكالة الفضاء الأميركية أن "حياته وعمله ألهما ملايين الناس على مر العقود"، مشيدة بـ"شخصيته وشجاعته التي لا تتزعزع".
وعلق الممثل الشهير توم هانكس الذي جسد شخصية رائد الفضاء هذا على الشاشة الكبيرة، في منشور على إنستغرام "هناك أناس يجرؤون، ويحلمون، ويقودون الآخرين إلى أماكن لم يكونوا ليذهبوا إليها بمفردهم. جيم لوفيل (...) كان واحدا من هؤلاء".
شارك جيم لوفيل في رحلتين إلى القمر من دون أن يمشي على سطحه. ومع ذلك، دخل الأميركي التاريخ بمشاركته في واحدة من أشهر رحلات الفضاء خلال السباق إلى القمر أثناء الحرب الباردة.
أُطلقت مهمة "أبولو 13" بقيادة جيم لوفيل، وشارك فيها رائدا الفضاء فريد هايس وجاك سويغرت، في 11 أبريل 1970، بعد تسعة أشهر من الخطوات التاريخية الأولى لنيل أرمسترونغ على سطح القمر.
وكان من الممكن أن تمر المهمة من دون أن تثير أي اهتمام خاص، لكن العكس حصل بسبب انفجار خزان الأكسجين أثناء الرحلة.

- إنقاذ محفوف بالمخاطر -
ومن هذا الحادث المروع، انبثقت العبارة الشهيرة Houston, we have a problem ("هيوستن، لدينا مشكلة") التي نطق بها رواد الفضاء في مركز قيادة ناسا في تكساس.
ووجدت أميركا التي كانت تعتبر هذه الرحلات روتينية حينها، نفسها تُدفع مباشرةً إلى مأساة غير مسبوقة، إذ كان ثلاثة رجال يواجهون خطر البقاء في الفضاء إلى الأبد.
بفضل رباطة جأش جيم لوفيل واحترافية ناسا وإبداعها، نجا الثلاثة بأعجوبة، وعادوا بسلام إلى الأرض بتحويل الوحدة القمرية إلى ما يشبه قارب النجاة.
بُثّت هذه العملية المحفوفة بالخطر عالميا، ثمّ حوّلتها هوليوود إلى فيلم "أبولو 13" الناجح الذي عُرض عام 1995، من بطولة توم هانكس وبمشاركة لوفيل نفسه.
هذه المغامرة الملحمية التي نال فيها رائد الفضاء وسام الشرف، كلفته حلمه بالقمر، فالرجل الذي كان من المفترض أن يهبط على القمر خلال مهمة "أبولو 13"، ثالث مهمة تسمح للبشر بوضع أقدامهم على سطحه، لم يعد إلى الفضاء أبدا.
ومع ذلك، سمّى الاتحاد الفلكي الدولي فوهة صغيرة على القمر باسم جيم لوفيل تكريماً له عام 1970.
وُلد جيم لوفيل في 25 مارس 1928 في كليفلاند بولاية أوهايو، وعمل طيارا في سلاح البحرية قبل انضمامه إلى ناسا.
كان من أوائل رواد الفضاء الذين داروا حول القمر ورصدوا "شروق الأرض"، وهو اسمٌ مُشتق من الصورة الشهيرة التي التُقطت في ديسمبر 1968، والتي تُظهر الكوكب الأزرق يخرج من ظلمة الفضاء.
وقالت عائلته في بيانٍ نشرته ناسا "كان بطلنا. سنفتقد تفاؤله الراسخ، وروح دعابته، وطريقته في جعل كل منا يشعر بقدرته على تحقيق المستحيل".

أخبار ذات صلة رواد فضاء يغادرون محطة الفضاء الدولية محطة الفضاء القمرية.. شراكة إماراتية لتقدم البشرية المصدر: آ ف ب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محطة الفضاء الدولية ناسا رائد الفضاء

إقرأ أيضاً:

سباق السيطرة في الفضاء يشتدّ.. الولايات المتحدة تستعد لإنشاء مفاعل نووي على القمر

يدخل التنافس بين القوى العظمى في الفضاء مرحلة جديدة، يلعب فيها استقلال الطاقة خارج الأرض دوراً رئيسياً. اعلان

أعلن المدير المؤقت لوكالة ناسا ووزير النقل، شون دافي، عن تسريع مشروع رئيسي، وهو بناء مفاعل نووي بقدرة 100 كيلوواط على سطح القمر، والمقرر اكتماله بحلول عام 2030. تهدف هذه الزيادة الهائلة في الطاقة (حيث كانت التصاميم السابقة تتطلب حوالي 40 كيلوواط) إلى ضمان استقرار الطاقة للقواعد المستقبلية على القمر.

سيتم بناء هذه المنشأة كجزء من برنامج أرتميس الدولي، الذي تشرف عليه ناسا. الهدف الرئيسي من هذه المبادرة ليس فقط إعادة البشر إلى القمر، بل أيضًا تمهيد الطريق للبعثات المستقبلية إلى المريخ. بالإضافة إلى منشأة توليد الطاقة نفسها، ستكون البنية التحتية الداعمة الكاملة - من شبكات النقل إلى تخزين الطاقة - بالغة الأهمية. تستجيب هذه الخطوة الجريئة للنشاط المتزايد للصين وروسيا في الفضاء، وتبشر بعصر جديد من المنافسة العالمية خارج مدار الأرض.

هل تحديد عام 2030 كموعد نهائي ممكن؟

وفقًا للخبراء، على الرغم من طموحه، فإن تحديد عام 2030 كموعد نهائي ممكن من الناحية التقنية. لطالما عملت ناسا ووزارة الطاقة على أنظمة طاقة سطح الانشطار - ومؤخرًا، في عام 2022 مُنحت عقود لتصميم وحدات بقدرة حوالي 40 كيلوواط.

يجب أن تعمل المفاعلات بكفاءة في ظل ظروف قاسية: تقلبات في درجات الحرارة من حرارة النهار إلى صقيع الليل، تصل إلى -200 درجة مئوية، وعدم وجود غلاف جوي، ومحدودية التبريد. لذلك، يجب أن تكون المفاعلات محكمة الإغلاق، وآمنة، وقادرة على تحمل الحرارة في ظروف الضغط المنخفض والجاذبية المنخفضة. علاوة على ذلك، ينطوي إطلاق الصاروخ على خطر الفشل - حيث يُرسل المفاعل في حالة "غير نشطة" لتقليل خطر التلوث في حال وقوع كارثة.

الحرب الباردة تنتقل إلى القمر

وفقًا لمعاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 لا يمكن لأحد المطالبة بأراضٍ على القمر. ومع ذلك، فإن المناطق الآمنة حول المفاعل - لأسباب فنية - يمكن أن تمنع الآخرين بحكم الواقع من الوصول إلى المناطق الاستراتيجية.

حذّر شون دافي قائلاً: "قد تُعلن أول دولة تصل إلى القمر منطقة حظر دخول، مما سيُعيق عمليات ناسا بشكل كبير".

تختبر الصين بالفعل مركبة الهبوط "لانيو"، المُصممة لنقل البشر إلى القمر بحلول عام 2030. وتخطط، بالتعاون مع روسيا، لبناء محطة أبحاث دولية على القمر بحلول عام 2035، ربما بمفاعل نووي خاص بها.

الشراكة التكنولوجية مع أوروبا

لا يقتصر النشاط الأوروبي في استكشاف القمر على دعم برنامج أرتميس. فالدول الأوروبية تُواصل مشاريعها المُتقدمة الخاصة، والتي لا تُلهم المساعي الأمريكية فحسب، بل غالبًا ما تتوافق معها بشكل مباشر، لتصبح شركاء قيّمين.

يُتوخى مشروع "سيلين" الإيطالي (نظام الطاقة القمرية بالطاقة النووية)، الذي تقوده وكالة الطاقة النووية الإيطالية (ENEA) بالتعاون مع وكالة الفضاء الإيطالية (ASI)، وجامعة البوليتكنيك في ميلانو، وشركة تاليس ألينيا سبيس، بناء "مركز طاقة قمري" - مصدر طاقة مستقر على القمر يعتمد على مفاعلات نووية صغيرة (مفاعلات نووية سطحية).

Related "القمر الدموي".. أين ومتى يُمكن مشاهدة هذه الطاهرة الفلكية الساحرة؟تسجيل أول هبوط ناجح لمركبة تجارية على سطح القمرسبيس إكس تطلق مركبتي هبوط لشركتين أمريكية ويابانية في رحلة مزدوجة إلى القمر

تُنفّذ وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) برنامج "مونلايت"، الذي يهدف إلى إنشاء كوكبة من خمسة أقمار صناعية - أربعة منها للملاحة وواحد للاتصالات. ومن المتوقع أن تدعم هذه المبادرة، التي تدعمها إيطاليا والمملكة المتحدة، أكثر من 400 مهمة قمرية على مدار العشرين عامًا القادمة، مُرسيةً بذلك معايير البنية التحتية القمرية.

طوّرت شركة GMV الإسبانية نظام LUPIN، الذي يُتيح ملاحة دقيقة على سطح القمر باستخدام إشارات الأقمار الصناعية - وهو نظام مُشابه لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ولكنه مُكيّف مع ظروف القمر. أُجريت الاختبارات على جزيرة فويرتيفنتورا في جزر الكناري الإسبانية، التي تُشبه تضاريسها سطح القمر.

تُطوّر إيرباص، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية، مركبة النقل القمرية CLTV، وهي مركبة نقل بضائع متعددة الاستخدامات قادرة على نقل البضائع بين الأرض والمدار والقمر. وبالتوازي مع ذلك، يجري تطوير مركبة الهبوط اللوجستي الأوروبية الكبيرة EL3، وهي مركبة هبوط معيارية ستُوصل البضائع والعينات إلى سطح القمر، مُعززةً بذلك استقلالية الاستكشاف الأوروبية.

مركز لونا، وهو مبادرة مشتركة بين وكالة الفضاء الأوروبية والمركز الألماني للطيران والفضاء (DLR)، قيد الإنشاء في كولونيا. تحاكي هذه القاعة، التي تبلغ مساحتها 700 متر مربع، ظروف القمر، وتتميز بطبقة صخرية وأنظمة إضاءة تحاكي دورة الليل والنهار القمرية. تُستخدم القاعة لتدريب رواد الفضاء، واختبار الروبوتات، والتفاعل بين الإنسان والآلة، وأنظمة الطاقة، ومحاكاة العمليات على سطح القمر.

يعمل اتحاد بولسار، بقيادة شركة تراكتيبل وبتمويل من يوراتوم، على تطوير نظام طاقة قائم على البلوتونيوم-238 (Pu-238) للمركبات الفضائية، وهو بديل موثوق للطاقة الشمسية في ظروف القمر القاسية والليالي الطويلة. تتعاون وكالة الفضاء الإيطالية (ASI) مع ناسا في وحدة السكن متعددة الأغراض (MPH)، وهي مأوى لرواد الفضاء على سطح القمر.

العودة إلى القمر

يدخل سباق الفضاء مرحلة جديدة، يلعب فيها استقلال الطاقة خارج الأرض دورًا محوريًا. لم يعد مفاعل على القمر مشروعًا هندسيًا فحسب، بل أصبح أيضًا أداةً للمنافسة الاستراتيجية، تُحدد المزايا التكنولوجية والسياسية.

بحلول عام 2030، قد نشهد عودة البشر إلى القمر، بالإضافة إلى بناء أول منشآت طاقة دائمة، والتي ستُشكل أساسًا لوجود بشري طويل الأمد في الفضاء. في الوقت نفسه، تُطرح تساؤلات حول القانون والأمن والتعاون الدولي - فرغم أن معاهدة الفضاء الخارجي تحظر "الاستيلاء" على القمر الطبيعي للأرض، إلا أن ممارسة المناطق الآمنة قد تُدخل شكلًا جديدًا من الجغرافيا السياسية الفضائية.

بفضل مجموعة واسعة من المشاريع، يُمكن لأوروبا أن تُصبح ليس فقط شريكًا، بل أيضًا لاعبًا مستقلًا في هذه العملية، حيث تجمع بين الابتكار التكنولوجي ودور فعال في صياغة معايير استكشاف القمر.

إذا أُتيحت هذه الخطط، فقد يبدو مستقبل القمر أشبه بمجمع تكنولوجي صناعي منه بصحراء فضائية هادئة. ويمثل هذا بداية عصر حيث لا يكون السؤال هو ما إذا كانت هناك قواعد قمرية أم لا، بل كيف ومن سيضع القواعد.

اسم الصحفيون • Pawel Glogowski

منتج شريط الفيديو • Pawel Glogowski

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • وفاة رائد الفضاء الأمريكي جيم لوفيل
  • جسّد شخصيته في فيلم أبولو 13.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد الفضاء الراحل جيم لوفيل
  • بعد وفاة جيم لوفيل.. اعرف كيف حول قائد “أبولو 13” الفضائية من كارثة إلى انتصار تاريخي
  • وفاة قائد مهمة الفضاء أبولو 13 عن 97 عاماً
  • رواد فضاء يغادرون محطة الفضاء الدولية
  • رواد فضاء يغادرون محطة الفضاء الدولية بعد مهمة استمرت 5 أشهر
  • محطة الفضاء القمرية.. شراكة إماراتية لتقدم البشرية
  • سباق السيطرة في الفضاء يشتدّ.. الولايات المتحدة تستعد لإنشاء مفاعل نووي على القمر
  • نووي فضائي .. 3 دول تخوض سباقًا خطيرًا لإنشاء أول مفاعل على سطح القمر