FT: ترامب ونتنياهو يواجهان واقعان معقدا في محاولتهما إعادة تشكيل المنطقة
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
قالت صحيفة فايننشال تايمز إن وقف إطلاق النار بين الاحتلال وإيران، رغم أنه أوقف الانفجار الإقليمي، لكنه لم ينه التوترات أو يضمن استقرار الشرق الأوسط، بل كشف عن واقع سياسي معقد يواجهه كل من دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في محاولتهما لإعادة تشكيل المنطقة.
ولفتت في تقرير ترجمته "عربي21" أن الانفجارات التي هزت العاصمة القطرية الدوحة مؤخرا أوحت في البداية بأن أسوأ سيناريو إقليمي قد تحقق، غير أن الرد الإيراني على قاعدة العديد الأمريكية كان محدودا ومدروسا، وأتاح لترامب إعلان وقف إطلاق نار هش بين الجانبين.
لكن هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال ساعات لم ينه النزاع، بل كشف أن المنطقة لا تزال تقف على حافة الانفجار.
وقالت الصحيفة: "أوساط إسرائيلية وإيرانية عبرت عن استعدادها للرد على أي خرق، إسرائيل توعدت بالرد بقوة، فيما أعلنت طهران أنها جاهزة للرد بأصابع على الزناد". أما مايكل وحيد حنا من مجموعة الأزمات الدولية فاعتبر أن "الوضع الحالي أفضل من سيناريو التصعيد الشامل، لكنه لا يزال محفوفا بالمخاطر".
وأشار إلى غياب اتفاق واضح لمتابعة وقف إطلاق النار، ما يفتح الباب أمام جولات قادمة من الهجمات المتقطعة.
ورغم تضرر مواقع نووية إيرانية خلال القصف، إلا أن إيران ما زالت تمتلك مخزونا يقدر بنحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، وهو ما يبقي البرنامج النووي مصدر قلق دائم.
ووفقا للصحيفة فإن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في المواد النووية، بل في المعرفة والتكنولوجيا التي راكمتها طهران على مدار السنوات.
ولفتت إلى أن دور ترامب سيكون حاسما، لا سيما في ظل تردده بين دعم الاحتلال بلا قيد، والبحث عن تسوية جديدة مع إيران.
فقد سبق أن التقى بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، ورفع العقوبات عن دمشق، رغم معارضة الاحتلال لذلك. كما أنهى حملة عسكرية ضد الحوثيين المدعومين من طهران، رغم استمرارهم في قصف الأراضي الإسرائيلية.
ولم تستبعد الصحيفة أن يسعى ترامب لمحاولة جديدة للتفاوض حول برنامج إيران النووي، وهو ما قد يصطدم بعقبة رئيسية تتمثل في رفض طهران التخلي عن تخصيب اليورانيوم محليا، وهو ما تعتبره خطا أحمر.
ورأت أن "هذا المأزق يعيد السؤال إلى الواجهة، هل يقدم ترامب تنازلات لإيران؟ وهل تستطيع واشنطن كبح إسرائيل إذا قررت توجيه ضربات جديدة؟".
الملف الفلسطيني كان أيضا حاضرا، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب وغربيين أن "مفتاح استقرار المنطقة يكمن في حل النزاع مع الفلسطينيين، لكن نتنياهو يرفض تقديم أي تنازلات في هذا السياق. وبدلا من ذلك، اختار التصعيد منذ هجوم حماس في تشرين الأول ٢٠٢٣، ويواصل الهجوم على غزة منذ عشرين شهرا دون انقطاع".
وفيما تفاخر نتنياهو بإنجازات عسكرية، نقلت الصحيفة عن جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قوله إن "الكثير من الإسرائيليين يعتقدون أن استمرار الحرب قدر لا مفر منه، وأن مفهوم السلام الدائم أصبح وهما".
وحذر عوزي أراد، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، "من الثقة الزائدة لدى قادة إسرائيل بعد الإنجازات الأخيرة، مشيرا إلى تشابه الوضع الحالي مع ما حدث قبيل حرب ١٩٧٣، عندما تجاهلت إسرائيل تحذيرات جيرانها بعد انتصارها في ١٩٦٧".
وقال أراد، وهو من ضباط الموساد السابقين: "ألاحظ بالفعل مظاهر الغطرسة. جميعنا لدينا نقاط ضعف، وإسرائيل ليست استثناء. هذا بلد معقد، ويجب أن نتعلم من التاريخ".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الشرق الأوسط ترامب نتنياهو الإيراني إيران الشرق الأوسط نتنياهو ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
إيران: إسرائيل تغتال العالم النووي رضا صديقي قبل ساعات من بدء هدنة ترامب
أفادت وكالة الصحافة الإيرانية الرسمية بأن إسرائيل اغتالت العالم النووي الإيراني محمد رضا صديقي خلال الهجمات الأخيرة على طهران التي سبقت وقف إطلاق النار، فيما أثار هذا التصريح الجدل حول خطورة التصعيد وتوقيته.
ومن غير المعروف حتى الآن مدى صحة هذه المعلومات، لكن تأكيد طهران على مقتل عالِم نووي بارز بهذه الطريقة يُعكس تصعيداً استثنائياً، إذ جاء قبل ساعات من دخول الهدنة المعلنة حيز التنفيذ، وأشعل مشاعر الغضب والتهديد داخل الشارع الإيراني.
البيت الأبيض: إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران بشرط
ليس مجاملة دبلوماسية.. سر تحذير إيران لـ قطر قبل استهداف قاعدة العديد | تقرير
وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل علماء نوويين في قلب العاصمة الإيرانية. ففي ضربة جوية نفّذت في 13 يونيو 2025، قُتل عدد من العلماء البارزين ومسؤولي الحرس الثوري، من بينهم فريدون عباسي-دافاني، رئيس هيئة الطاقة الذرية سابقاً، وسيد أمير حسين فقيه، نائب رئيس الهيئة، إضافة إلى قيادات عسكرية كـحسين سلامي ومحمد باقري . تلك الضربات كانت جزءًا من سلسلة استهدافات دقيقة، تلاها أيضاً حملة إسرائيلية استخدمت من خلالها أسلوب "الحرب النفسية"، إذ تلقّى كبار القادة الإيرانيين رسائل تهديد مباشرة عبر مكالمات هاتفية، تُخبرهم بأن عليهم الفرار خلال 12 ساعة أو سيُستهدفون .
وفي الحملة الأخيرة، جاءت مزاعم اغتيال صديقي قبل ساعات من تنفيذ إعلان وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب.
وحدد ترامب عملية التهدئة في ثلاث مراحل: تبدأ بوقف من قبل إيران، ثم التزام إسرائيل خلال 12 ساعة، ويُعتبر وقفاً رسمياً للحرب بعد مرور 24 ساعة
وخلال الأسابيع الماضية، جسّدت الهجمات الإسرائيلية نمطاً عسكرياً نفّذ ضربة مركزة هدفها تقويض ما وصفته مصلحة الأمن القومي بإزالة "مراكز القرار والقدرات النووية"، واعتمدت على ضربات جوية دقيقة، تخللتها حملة نفسية استهدفت النخبة الإيرانية العليا.
وأعلنت إسرائيل أن ضرباتها جاءت بهدف قطع "سلسلة توريد العلم" ومنع الثلاثاء من إعادة البناء.
وفي المقابل، تصر إيران على أن التهدئة أُبرِمت بدعم قطري أمريكي، وأنها ليست ملزمة بأي تهديد خارجي، وأن مثل هذا الاغتيال لا يُلغي الحق في الدفاع أو التصعيد المستقبلي.
ومع إعلان طهران عن اغتيال العالم محمد رضا صديقي، تظهر الأزمة على أنها أشد تعقيداً، تُجمّع فيه شظايا الانفجارات والتصريحات ومعارك الثقة