من المعلومات العسكرية التي ترسخت في أذهاننا منذ الصغر، أنه حين تحدث الحرب بين طرفين مختلفين فإن من يطلق الطلقة الأخيرة هو المنتصر، وهذا بالضبط ما حدث مع إيران فقبل سريان وقف إطلاق النار بدقائق باشرت العدو الصهيوني بصلية صواريخ أحدثت أفعالاً كبيرة، وكما قالت إحدى المدرسات الفاضلات “الصهاينة دائماً يتكتمون على ما يحدث لهم من أفعال، كما هو حالهم مع غزة ومع صواريخ اليمن”، لا نعتب على الصهاينة فهذا شأنهم وهذه ثقافتهم، العتب الكبير على من يدعون أنهم عرب ومسلمون، مع ذلك يرددون بغباء ما يقوله الإعلام الصهيوني وكأنه مُسلمات، وهذا في الواقع هو مجرد أحقاد دفينة ورغبات مكبوتة وعدم قبول بالمسلم الآخر، فهم يتمنون أن ينتصر الصهاينة على إيران، نتيجة خلافات ظاهرية لا تخدم الدين ولا تمت إليه بأدنى صلة، هذا للأسف هو واقعنا نحن العرب والمسلمين .
وكما قال كاتب هولندي.. “يكفي إيران أنها أول دولة إسلامية تنتهك مدن الكيان الصهيوني وتُفزع الصهاينة وتجعلهم يتدافعون إلى الملاجئ على مدى 12 يوماً”، تعطلت الحياة والمدارس، الكل في الملاجئ ينتظرون القادم من آية الله في طهران، كما قال الشاعر الكبير المرحوم يحيى علي البشاري عندما عاد الخميني من باريس إلى طهران :
آية الله آية أيقظته فصحا الشرق كله مختالا
وعلى نفس المنوال تحدث الشاعر الكبير المرحوم د. عبد العزيز المقالح وشاعر اليمن الكبير الأستاذ عبد الله البردوني “رحمهما الله” كلهم أشادوا بثورة إيران واعتبروها مؤشر نصر عظيماً للأمة على أعدائها، وهذا ما حدث بالضبط بعد أن أعتدت دولة الكيان الصهيوني على إيران، فلقد أكدت هذه الدولة أنها عميقة وأن لديها مقومات حقيقية للبناء وصد الأعداء، مع أن الضربة الأولى من الصهاينة كانت مؤلمة وطالت عدداً من القادة الإيرانيين، إلا أن وجود المؤسسات الفاعلة مكنها من معالجة الأمر في زمن قصير، وبالفعل ردت على الصهاينة برد حاسم جعلتهم يولولون ويلوذون بأمريكا، وهذا يعني أن هجوم الصهاينة فشل تماماً وحتى الأمريكي لم يحقق غاياته، فإيران لديها من المقومات ما يمكنها من إعادة البرنامج النووي في زمن قصير، وهذا ما أشار إليها الدكتور محمد البرادعي عندما كان مديراً لهيئة الطاقة الذرية الدولية وزار إيران، حيث قال ولقد فوجئت بأمرين، الأول أن من يعمل في هذه المفاعلات كلهم إيرانيين، الثاني أن أعمارهم بين 30 – 50 سنة، يعني أن إيران لديها عدة أجيال من علماء الذرة، فطالما وجدت العقول فإن إعادة الشيء إلى ما كان عليه أو أفضل مما كان عليه سهل جداً، وفي متناول اليد وهذا ما سيحدث مع إيران إن شاء الله وسيؤكد الفشل الذريع الذي منيت به أمريكا وإسرائيل.
ونقول للإيرانيين سلمت أياديكم، ومن نصر إلى نصر إن شاء الله، ولا نامت أعين الجبناء، والله من وراء القصد …
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مشروع “الشرق الأوسط الجديد” بين الطموح الصهيوني والفشل المتكرر أمام محور المقاومة
يمانيون | تقرير تحليلي
منذ منتصف التسعينيات، أخذ مشروع “الشرق الأوسط الجديد” حيّزًا واسعًا في التفكير الاستراتيجي للكيان الصهيوني وحلفائه الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
هذا المشروع الذي صاغ معالمه شمعون بيرس، رئيس حكومة العدو والرئيس الأسبق للكيان، في كتابه الصادر عام 1996، لم يكن مجرّد رؤية اقتصادية أو سياسية، بل مخططًا شاملاً لإعادة رسم خريطة المنطقة سياسيًا وجغرافيًا وديموغرافيًا بما يخدم المصالح الصهيونية والأمريكية.
ورغم أن واشنطن لم تروّج في البداية للاسم الشائع “الشرق الأوسط الجديد” كما فعله بيرس، إلا أن أحداث العقدين الأخيرين أظهرت أن الإدارة الأمريكية تبنّت جوهر الفكرة وسعت لتطبيقها، بدءًا من العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006، حينما خرجت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لتعلن صراحة أن ما يجري هو “مخاض ولادة شرق أوسط جديد”.
من العدوان على لبنان إلى انكسار الموجة الأولى
كان عام 2006 نقطة اختبار للمشروع؛ فالعدوان الصهيوني على لبنان كان يهدف إلى تحطيم حزب الله كأبرز عقبة في وجه هذا المخطط.. غير أن المقاومة الإسلامية في لبنان قلبت المعادلة، وألحقت بالعدو هزيمة استراتيجية، ما انعكس سلبًا على المشروع الصهيوني، وأعطى دفعًا كبيرًا لمحور الجهاد والمقاومة.
لكن العدو لم يتوقف، فلجأ إلى الاغتيالات، وكان أبرزها اغتيال القائد الجهادي عماد مغنية عام 2008، إلى جانب استهداف قيادات أخرى في الحزب.
استثمار الفوضى الخلاقة
ومع اندلاع أحداث ما سُمّي بـ”الربيع العربي”، حاولت واشنطن وتل أبيب الاستثمار في الفوضى لإعادة تشكيل المنطقة عبر الدفع بالفتن الطائفية والتنظيمات التكفيرية. كان الميدان الرئيس في سوريا والعراق، بينما ظلّ الهدف الأول سياسيًا وعسكريًا هو لبنان وفلسطين.
ورغم شراسة المخطط، نجح حزب الله، بمشاركة حلفائه في العراق وسوريا وإيران، في إجهاض هذا السيناريو.
وفي اليمن، كان انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014 صفعة أخرى للمشروع، حيث خرج اليمن من تحت الهيمنة الأمريكية والسعودية، وانخرط في معادلة إقليمية جديدة تصب في صالح محور المقاومة.
التحضير لحرب كبرى… ثم الإخفاق
اعتقد العدو أن حزب الله هو العقبة المركزية أمام تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، فبدأ التحضير لحرب مدمرة على مدى 18 عامًا.
لكنّ عملية “طوفان الأقصى” جاءت لتقلب الحسابات؛ إذ باغت حزب الله العدو بخطوات مبكرة أربكت خططه، وأفقدته أوراق ضغط كان يعوّل عليها.
وعلى الرغم من نجاح العدو في استهداف بعض قادة الحزب، إلا أن المعادلة الميدانية والإقليمية ظلّت تميل لصالح محور المقاومة، ما جعل أي حرب شاملة مغامرة محفوفة بالخسائر.
الساحات المشتعلة: لبنان، غزة، واليمن
لبنان: يعمل العدو على تمرير خطة تطبيقية عبر الحكومة اللبنانية لنزع سلاح المقاومة قبل نهاية العام، بعدما عجز عن تحقيق هذا الهدف بالقوة العسكرية خلال عدوانه السابق.
غزة: الجيش الصهيوني يتعثر في تحقيق “الانتصار المطلق” على المقاومة الفلسطينية، ويلجأ إلى تغيير خططه الميدانية بشكل متكرر، ما يكشف عن مأزق استراتيجي.
اليمن: فشل العدوان العسكري والسياسي في إخضاع صنعاء، بينما تتحول اليمن إلى لاعب إقليمي يهدد المصالح الصهيونية والأمريكية في البحر الأحمر والممرات المائية.
بين الطموح والفشل
ومن خلال ماسبق يتضح أن مشروع “الشرق الأوسط الجديد” لم يعد يملك زخم البدايات.. فكلما حاول العدو إعادة إحياءه، اصطدم بواقع جديد فرضه محور المقاومة، الذي توسّع جغرافيًا وتعاظمت قدراته العسكرية والسياسية.
اليوم، يخشى الكيان الصهيوني من أن يتحول الفشل في تنفيذ هذا المشروع إلى بداية انحسار نفوذه الإقليمي، بل وربما إلى تراجع استراتيجي شامل، في وقت تتعزز فيه قوى المقاومة وتزداد خبراتها وإمكاناتها.