تواصل ميليشيا الحوثي الإيرانية، فرض تغييرات جذرية في القطاع التعليمي الخاضعة لسيطرتها في صنعاء وتحويله إلى أداة طائفية لخدمة مشروعها الطائفي المستوحى من النهج الإيراني.

وفي خطوة جديدة لتدمير العملية التعليمية بدأت القيادات الحوثية المعينة على رأس هرم وزارة التعليم خطة تفريغ القطاع من الكوادر المؤهلة وإعادة تشكيله ، في سياق ما بات يُعرف محليًا بـ"حوثنة التعليم".

ووفقًا لمصادر تربوية في صنعاء: تستعد جماعة الحوثي، تنفيذ سلسلة من الإجراءات المنهجية قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد، تستهدف إنهاء خدمات آلاف المعلمين والمعلمات، لا سيما المتطوعين الذين استعانت بهم الوزارة على مدار السنوات الماضية لتعويض النقص الناتج عن انقطاع مرتبات الكادر التربوي الرسمي، ورفض توظيفهم أو منحهم أي صفة قانونية أو ضمان وظيفي.

في خطوة وُصفت بالكارثية، أظهرت تحركات وزارة التعليم الحوثية نية مبيتة لتسريح عدد كبير من المعلمين المتطوعين، رغم خدمتهم لسنوات طويلة في ظروف معيشية صعبة، دون مرتبات أو عقود رسمية. وتهدف الخطوة إلى التنصل من دفع مستحقاتهم أو تثبيتهم وظيفيًا، في وقت تشهد فيه المدارس الحكومية تراجعًا حادًا في أعداد الكادر التعليمي المؤهل.

وأكدت المصادر أن جماعة الحوثي تعمل على تنفيذ خطة إحلال واسعة تستهدف استبدال المعلمين الرسميين والمتطوعين بآخرين تم إعدادهم مسبقًا ضمن دورات طائفية مغلقة. وأفادت المعلومات بأن هؤلاء المجندين الجدد تلقوا تدريبات عقائدية مكثفة، ويتجهون لتولي مهام التدريس بالكامل في مئات المدارس بمختلف المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة.

ويقول تربويون إن عملية "الإحلال الطائفي" هذه تهدف إلى توجيه العملية التعليمية نحو تكريس أفكار الجماعة العقائدية، وغرس معتقداتها في أذهان الطلاب، بدءًا من المراحل الأساسية، في انتهاك صارخ لمبدأ حيادية التعليم.

ولم تتوقف ممارسات الحوثيين عند تغيير الكوادر فقط، بل امتدت إلى العبث بالمناهج الدراسية نفسها. إذ أجرت الوزارة في صنعاء تعديلات واسعة على المقررات التعليمية، وأضافت مواد جديدة مستمدة من "ملازم" مؤسس الجماعة حسين الحوثي، وكتب دينية أخرى صادرة عن قادة الجماعة.

كما فرضت الوزارة حصصًا إضافية على الطلاب، وأجبرت المعلمين على تدريسها سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة، ما قوبل برفض واسع في أوساط الأهالي والمعلمين، الذين وصفوا هذه الخطوات بأنها استهداف ممنهج لهوية التعليم ومضمونه الوطني.

وفي هذا السياق، قال الناشط التربوي محسن الدار، في منشور على صفحته في موقع فيسبوك، إن وزارة التربية في حكومة صنعاء تستعد للاستغناء عن معظم التربويين المتطوعين الذين جرى الاستعانة بهم خلال السنوات الماضية، والاكتفاء فقط بمن يحملون تخصصات أكاديمية، متسائلًا عن مصير من خدموا لسنوات دون حقوق أو عقود قانونية.

وأشار الدار إلى أن "ما يقارب 60 ألف معلم ومعلمة" جرى تشغيلهم تحت مسمى "متطوعين"، دون أن يحصلوا على أدنى درجات التأمين الوظيفي أو العقود القانونية، لافتًا إلى أن هذا التوجه يعكس غياب الرؤية المستدامة من قِبل الوزارة تجاه مستقبل التعليم.

وأضاف أن الآلية الاستثنائية التي أُقرت نهاية العام الماضي لدعم فاتورة المرتبات لم تشمل سوى 10% فقط من العاملين في قطاع التعليم، فيما تُرك الباقون دون أي دعم، مشددًا على أن "هذه الحلول الجزئية عمقت الأزمة وخلقت فجوات اجتماعية حادة".

وأوضح أن عدد المعلمين في اليمن يبلغ نحو 171,000، بينما شملت الآلية 10% فقط منهم، "عبر صرف نصف راتب محسوب على أساس مستوى المعيشة لعام 2014"، مضيفًا أن بقية الكوادر تم استثناؤهم أو أنهم غادروا المهنة أو توفوا أو تقاعدوا أو أُصيبوا بأمراض مزمنة.

وختم الدار منشوره بالتأكيد على أن "في ظل هذا الغياب، يتكرّس التمييز، وتُترك آلاف الأسر التربوية دون دخل أو أفق واضح"، محذرًا من تداعيات خطيرة على مستقبل الأجيال، وعلى النسيج المجتمعي الذي يتعرض لتفكيك ممنهج.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

التعليم تنبه الطلبة الدوليين: طلباتكم مصيرها الرفض إذا قُدِمت عبر منصة قبول

الرياض

أكدت وزارة التعليم أنه تم إطلاق منصة «ادرس في السعودية» لتكون البوابة الحصرية للطلبة الدوليين الراغبين بالالتحاق بالتعليم العالي في المملكة.

وأضافت الوزارة أن المنصة الوطنية الموحدة «قبول» مخصصة للطلبة السعوديين وأبناء المواطنات السعوديات وزوجات المواطنين السعوديين.

وحذرت الوزارة من أن أي طلب يقدمه طالب غير سعودي عبر منصة «قبول» سيُعتبر طلبًا غير مكتمل ومصيره الرفض، مشيرا إلى أن جميع الطلبة الدوليين إلى التوجه مباشرة إلى الموقع الرسمي لمنصة «ادرس في السعودية» واتباع الإرشادات لضمان تقديم طلباتهم بشكل صحيح وفعال.

وأشارت إلى أن منصة «ادرس في السعودية» لا تقتصر على تقديم الطلبات فحسب، بل توفر رحلة متكاملة للطالب الدولي تبدأ من استعراض البرامج الأكاديمية المتاحة وشروطها، مرورًا بتقديم طلبات المنح الدراسية، وصولًا إلى المتابعة الدقيقة لحالة الطلب حتى صدور القبول النهائي ومن ثم التأشيرة الدراسية اللازمة.

وأكدت أن قبول الطلبة الحاصلين على شهادات الثانوية العامة من خارج المملكة مرهون بمعادلة شهاداتهم وفق ضوابط صارمة تهدف إلى ضمان جودة المخرجات التعليمية.

واشارت إلى أن المعادلة تتطلب أن تكون الشهادة صادرة من جهة تعليمية معتمدة في بلد الإصدار، وأنها تؤهل حاملها لمتابعة الدراسة الجامعية في ذلك البلد، مع ضرورة إثبات انتظام الطالب في الدراسة بشكل متسلسل.
وشددت الوزارة على أن جميع المستندات المقدمة يجب أن تكون أصلية تمامًا وخالية من أي تعديل أو كشط، مع تطابق تام للاسم في كافة الوثائق الرسمية.

وتمر عملية التصديق على الوثائق بسلسلة من الإجراءات تبدأ من الجهات التعليمية والخارجية في بلد الإصدار، وتنتهي بتصديق الملحقية الثقافية أو السفارة السعودية هناك، مع إلزامية توفير ترجمة معتمدة للوثائق الصادرة بغير اللغتين العربية أو الإنجليزية.

وأضافت أن آلية المعادلة تتم عبر تسليم الوثائق المطلوبة لإدارة التعليم في منطقة الطالب، التي بدورها ترفعها إلكترونيًا للوزارة للتدقيق وإصدار القرار، قبل إعادتها للطالب، وبعد استكمال المعادلة، يتوجب على الطالب إنشاء ”تذكرة دعم“ عبر منصة «قبول» لاستكمال الإجراءات، مع التأكيد على أن اجتياز اختباري القدرات العامة والتحصيلي يظل شرطًا أساسيًا لإتمام عملية القبول بشكل نهائي.

 

مقالات مشابهة

  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية: أضرار هائلة بالبرنامج النووي الإيراني.. و"فوردو" خارج الخدمة
  • “التعليم العالي” تعلن صدور دليل القبول للجامعات السودانية
  • التربية واليونيسف تبحثان دعم التعليم في غزة وتحضيرات "الثانوية العامة"
  • "الإسكان والتخطيط العمراني" تدشن الخدمة الذاتية لإصدار الملكيات الرقمية
  • الحوثي: الدبلوماسية فشلت في إيقاف إبادة غزة… ومسار الانتصار هو الإعداد للقوة
  • التعليم تنبه الطلبة الدوليين: طلباتكم مصيرها الرفض إذا قُدِمت عبر منصة قبول
  • الإسكان تطلق خدمة إصدار الملكيات الرقمية وطباعتها ذاتيا
  • استئناف خدمات الأحوال المدنية بمراكز الخدمة الحكومية
  • كيف تعاملت جماعة الحوثي في اليمن مع قصف إسرائيل وأمريكا لإيران؟ وما الدلالات؟ (تحليل)