تنتظر جماعة الحوثي فصل الصيف من كل عام بفارغ الصبر, فهو يمثل لهم مصدرا مهما لعمليات تجنيد الأطفال ومحطة فاعلة لعمليات غسل أدمغتهم , وموسم حربي لصناعة جيل من المقاتلين الذين يدينون لهم بالولاء المطلق بعد تغذيتهم بالأيديولوجيا المتطرفة عبر ما يسمونه بالمخيمات الصيفة.

لذا تضع الحركة الحوثية المخيمات الصيفية في طليعة خططها العسكرية والسياسية والتعبوية , وتمنحها أهمية عليا وتتحرك كل مؤسساتها للعمل من أجل تشجيع المجتمع لدفع أطفالهم اليها.

أرقام وإحصائيات

تتبع موقع مأرب برس المصادر والجهات التي لها علاقة بالنشاط الصيفي في مناطق سيطرة الحوثيين ,وكشفت أخر الإحصائيات مشاركة مليون و500 ألف طالب وطالبة، موزعين على 9 آلاف و100 مدرسة مفتوحة ومغلقة في المخيمات الصيفية.

وكشف الاحصائيات الصادرة عن اللجنة العليا للمخيمات الصيفية مشاركة 9 ملايين طفل في مخيماتهم ومعسكراتهم بين عامي 2017 و2024.

الفئات العمرية المستهدفة: 

تتحرك كل الأجهزة الإعلامية والاجتماعية والدينية الحوثية في تشجيع المجتمع بالدفع بأبنائهم إلى المخيمات الصيفية حيث يُستهدف الأطفال من سن 6 في برامج نهارية ثم يعودن مساء إلى منازلهم، بينما يُزج بالفتيان من سن 13 إلى 17 عاماً في معسكرات مغلقة تقدم تدريباً عسكريا وتثقيفا عقائديا مكثفا للفكر الحوثي.

وتقام غالبية المخيمات في المدارس الحكومية وفيها يخضع الأطفال لتدريبات عسكرية مكثفة على حمل السلاح واستخدام القنابل ووثق تقرير لفريق خبراء الأمم المتحدة عام 2022 أن أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 7 سنوات يُعلَّمون، تنظيف الأسلحة وتقديم خدمات التغذية.

فتيات ضحايا المعسكرات الصيفية: 

لم يقتصر التدمير الحوثي للطفولة على فئة الفتيان فقط بل تجاوز ذلك ليصل حتى فئة الفتيات,حيث يدفع بهن للمشاركة في تلك المخيمات وفيها تسخر الجهود لغسل أدمغتهن بالأفكار المتطرفة, ويتم إغرائهن عبر دورات الخياطة والتطريز والإسعافات الأولية والطهي والتدبير المنزلي.

طرق وأساليب الاستقطاب للمخيمات الصيفية:

صالح محمد شاب في أواخر العشرينات من عمره يقول متحدثا لموقع مأرب برس نجت قريتنا طوال السنوات الماضية من خدع الحوثيين وحيلهم في الدفع بأبناء القرية للمشاركة في المخيمات الصيفية رغم ان قريتنا تضم أكثر من 180 طفلا لكنا فوجئنا العام الماضي بوصول أحد المشرفين الحوثيين وسيارته محملة بعشرات من الدراجات الهوائية إلى المدرسة وأعلن للطلاب أنها سوف توزع على المشاركين في المخيم الصيفي الذي عقد في أحد القرى القريبة منا, في اليوم التالي هرول 3من الأطفال إلى ذلك المخيم ولم يعودوا إلا ومعهم درجاتهم الهوائية وفي الثاني هرول أكثر من 18 طفلا لمخيمهم للحصول على دراجات لكنهم وعدوهم ان التوزيع لن يتم إلا نهاية المخيم , فشاركوا طوال المخيم ولم تصرف لهم أي دراجات لكنهم لم يعودوا للقرية إلا وهم شخصيات أخرى غريبة في تفكيرها ونظرتها للناس والمجتمع بعد شحنهم بالأفكار المتطرفة.

في غالبية القرى الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي تعتبر المواد الغذائية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إلى أهم المصايد التي تتخذها جماعة الحوثي في اصطياد الأطفال وأقناع أهاليهم بالمخيمات الصيفة طمعا في سلة غذائية بسبب الفقر والوضع الاقتصادي المنهار، حيث تتحكم المليشيا جملة وتفصيلا في صرف تلك المواد الغذائية دون أي سلطة لمكاتب الأمم المتحدة او الجهات المخولة بالصرف. 

مقابر خمسة نجوم:

من أخطر الخدع التي نجحت في هتك الطفولة هي الرحلات التي تنظمها المخيمات الصيفية إلى المقابر الحوثية, التي خصص لها الحوثيون ميزانيات بمئات الملايين. 

يزور الأطفال تلك المقابر وهي غارقة بأنواع الورود والزهور والروائح الزكية والطيبة, حيث يتم التفنن في عمليات زراعة الورود فيها وكذلك رش العطور على ثرى تراب القبور, ثم يقدم للأطفال خلال زياراتهم لها بأنه ريح المسك الذي يصدر من أجساد مقاتليهم في تلك القبور, مؤكدين للأطفال الزائرين ان تلك كرامات ربانية منحها الله لأولئك القتلى.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: المخیمات الصیفیة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يصادق اليوم على تجنيد آلاف الجنود لحرب غزة

ذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أن الحكومة ستصدق اليوم الأحد على تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، بعد مصادقتها في وقت سابق على خطة لاحتلال غزة،.

وذكرت القناة الإسرائيلية أن خطة توسيع العملية تتضمن استخدام نيران كثيفة وتنفيذ عمليات قضم لأحياء بمدينة غزة.

وقالت إن كبار الضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهوا انتقادات حادة للعملية العسكرية المرتقبة في غزة، فيما نقلت القناة 12 عن ضباط كبار بالجيش أن الحرب عالقة وأصبحت مثل عربة تغوص في الرمل.

وبدورها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن كل قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رفضوا خطة احتلال قطاع غزة خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني الجمعة، بينما أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الخطة تواجه عدة تحديات.

وقالت الصحيفة إن اجتماع المجلس الأمني امتد 10 ساعات، وشهد نقاشا حادا عبر خلاله قادة الأجهزة الأمنية عن معارضتهم لاحتلال غزة بدرجات متفاوتة، مؤكدين وجود "خيارات أكثر ملاءمة" لتحقيق الأهداف نفسها.

وأكدت أن الاجتماع كان مسرحا لخلافات بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قال رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي خلال اجتماع إن الصور التي نُشرت مؤخرا لأسرى إسرائيليين تبدو عليهم آثار الهزال والمعاناة من الجوع لا تسمح له بدعم خطة "كل شيء أو لا شيء"، مبينا "لست على استعداد للتنازل عن فرصة إنقاذ ما لا يقل عن 10 أسرى.. وقف إطلاق النار سيمكننا من محاولة التوصل إلى اتفاق بشأنهم".



من جانبها، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن نقص القوى العاملة من بين قيود رئيسية تواجه إسرائيل للسيطرة على غزة.

وأوضحت أن العميد المتقاعد أمير أفيفي يرى أن التقدم السريع سيتطلب عدة فرق عسكرية تضم عشرات آلاف الجنود، وهو ما دفعه لترجيح اختيار عملية أكثر تدرجا تقلل الضغط على القوى البشرية.

ولفتت إلى أن جنودَ احتياط في الجيش الإسرائيلي هددوا بعدم العودة للقتال في غزة إذا تم استدعاؤهم مرة أخرى، في ظل حالة إرهاق واستنزاف يشهدها جيش الاحتلال بسبب طول أمد الحرب.

وبدوره، نقل موقع أكسيوس أيضا عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن الخطة الهجومية على غزة لن تنفذ على الفور، وإنه لم يحدد الجدول الزمني الدقيق لبدء العملية ما يترك مزيدا من الوقت للتوصل إلى حل دبلوماسي.

وبحسب المسؤول الإسرائيلي الكبير فإن نتنياهو تحدث بشكل غامض خلال اجتماع مجلس الوزراء، تاركا الباب مواربا لوقف العملية، إذا استؤنفت المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى.

مقالات مشابهة

  • كاتس يوجه ببقاء القوات الإسرائيلية داخل مخيمات الضفة الغربية المحتلة
  • كاتس يوجه ببقاء القوات الإسرائيلية داخل مخيمات الضفة
  • غزة تموت جوعًا.. الاحتلال يحاصر الطفولة والموت يطارد الأجنة
  • جذب الأطفال من 4 إلى 12 عامًا.. «المخيم الصيفي» التعليم والترفيه تحت سقف واحد
  • الاحتلال يصادق اليوم على تجنيد آلاف الجنود لحرب غزة
  • الجيش أغلق مداخل المخيمات.. ماذا يجري في صيدا؟
  • عاجل | القناة 13 الإسرائيلية: الحكومة ستصدق غدا على تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط
  • غزة بلا طفولة.. مراجيح تحت الركام وألعاب تودّع الضحكات
  • «أمهات مصر»: استغلال الأطفال الإجازة الصيفية في ممارسة الرياضة يقلل إدمان الإنترنت
  • ختام المخيم الكشفي الصيفي الخليجي بمحافظة ظفار