عطش البصرة يكتب فضيحة: محطات معطلة وحكومة محلية تتفرج على المأساة
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
26 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: تتصاعد أزمة المياه في البصرة لتضرب قلب المدينة، متجاوزة أطرافها الشمالية والجنوبية، حيث يواجه السكان شبح العطش وسط ارتفاع غير مسبوق في ملوحة مياه شط العرب.
ويعاني أكثر من أربعة ملايين نسمة من شح المياه الصالحة للشرب، بينما تتوقف محطات التصفية عن العمل نتيجة التلوث وانخفاض مناسيب الأنهار، مما يفاقم معاناة الأهالي الذين باتوا يعتمدون على مصادر مياه بديلة باهظة الثمن.
وأفاد مواطنون في البصرة بأن ملوحة المياه وصلت إلى مستويات تجاوزت المعايير العالمية، ما أدى إلى تعطل معظم محطات التصفية، التي تعجز عن معالجة المياه الملوثة بالملح والنفايات الصناعية.
وأشاروا إلى أن أسعار المياه المعبأة تضاعفت، حيث ارتفع سعر طن المياه من 10 آلاف دينار إلى أكثر من 20 ألفاً، مما يثقل كاهل ذوي الدخل المحدود.
وأكدت تقارير بيئية أن انخفاض الإطلاقات المائية من نهري دجلة والفرات، إلى جانب إغلاق إيران لنهر الكارون، ساهما في تقدم اللسان الملحي لمسافة 90 كيلومتراً داخل شط العرب، مهدداً الأراضي الزراعية ومصادر الشرب.
وأضافت أن التلوث النفطي والنفايات الصناعية يفاقمان الأزمة، حيث رصدت صور أقمار صناعية تسربات نفطية في النهر، دون معالجات حكومية جذرية.
وأعلنت الحكومة المحلية عن خطط لإنشاء محطات تحلية في مناطق مثل سيحان وأبي الخصيب، لكن العمل توقف بسبب غياب التمويل والتنسيق مع الشركات المنفذة.
وأوضحت مصادر رسمية أن زيادة الإطلاقات المائية الأخيرة خفضت نسبة الملوحة في قضاء المدينة من 2400 إلى 1500 جزء في المليون، لكن هذا التحسن يبقى مؤقتاً في ظل غياب حلول استراتيجية.
ودعت منظمات حقوقية إلى إعلان البصرة مدينة منكوبة، مطالبة بتعليق المشاريع الاستثمارية غير الضرورية وتوجيه الموارد لمعالجة الأزمة.
وأشارت إلى أن إهمال إدارة الموارد المائية وسوء البنية التحتية يهددان بتكرار أزمات صحية، كما حدث عام 2018 عندما دخل 118 ألف شخص المستشفيات بسبب تلوث المياه.
وأكد ناشطون أن الحلول العاجلة تتطلب تعاوناً دولياً لضمان تدفق المياه من الدول المنبع، إلى جانب إصلاح شبكات الأنابيب وتشديد الرقابة على التلوث.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
مظاهرات في مدن سودانية دعما للجيش وتحذير من تفاقم أزمة المياه
خرجت مظاهرات في مدن وبلدات عدة تأييدا للجيش السوداني، في حين حذر مسؤول سوداني من تفاقم أزمة المياه في ظل محدودية الموارد، بسبب الحرب الدائرة ضد قوات الدعم السريع.
فقد تظاهر سودانيون في مدينة أم درمان وبورتسودان وعطبرة وعدة مدن وبلدات بولايتي الجزيرة والقضارف ودنقلا بالولاية الشمالية وفي خشم القربة بولاية كسلا، تأييدا للجيش السوداني وتنديدا بالتدخلات الأجنبية وانتهاكات الدعم السريع.
وردد المتظاهرون هتافات مناصرة للجيش في الحرب ضد قوات الدعم السريع.
وفي التداعيات الإنسانية للحرب، قال مدير هيئة المياه بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان الأتاسي عيسى إن المدينة التي تستضيف نحو مليون نازح، تعاني نقصا في مياه الشرب النقية بنحو 50% بسبب اعتداءات الدعم السريع.
وأضاف في تصريحات للجزيرة أن هيئة المياه تحاول سد النقص عبر التوسع في حفر الآبار الجوفية داخل المدينة والتي تنتج حاليا نحو 3 آلاف متر مكعب إلا أن معظمها تحتاج لمعالجة بسبب الملوحة الزائدة.
وأشار إلى أن اكتظاظ الأبيض بالنازحين عقب تصاعد القتال في ولايات كردفان قلل من حصة الفرد من المياه وخلق أزمات إضافية تسعى حكومة ولاية شمال كردفان لمعالجتها.
من جهته، قال وزير البنى التحتية بولاية شمال كردفان معاوية آدم، للجزيرة، إن الولاية تواجه تحديا كبيرا لتوفير مياه الشرب للنازحين، مشيرا إلى أن مصادر المياه محدودة وأن الحرب أسهمت في تفاقم الأزمة.
احتياجات إنسانيةوحذر مدير الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي روس سميث، في منشور على منصة إكس، من تزايد الاحتياجات الإنسانية في ولاية شمال دارفور ومدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.
وأشار سميث إلى أن فرار المدنيين من المناطق المحاصرة لا يعني الأمان لهم، لأنهم يصلون إلى مناطق مزدحمة تقل فيها المساعدات.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء الحرب المستمرة بين الجيش والدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، بسبب الخلاف حول توحيد المؤسسة العسكرية، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.
إعلان