النهار أونلاين:
2025-10-14@23:31:59 GMT

عائلتي سبب نكستي

تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT

عائلتي سبب نكستي

عائلتي سبب نكستي.
تراكمات الماضي قضت على كل جميل في حياتي.
سيدتي قراء الموقع الأغر أحييكم على الفضاء الأغر الذي جعلني اليوم أتشجع لأتصل بكم وكل يقين من أنني سأتحصل على جواب يثلج صدري.
سيدتي، بعض الأقدار نعيشها دون أن يكون لنا فرصة الأختيار فيها، تماما كالعائلة، فأنا ومنذ صغري أعرف وسط عائلتي ضغطا رهيبا، أجل، بيتنا منذ نعومة أظافرنا مشحون بالنزاعات والشجار، توتر مستمر بين أمي وأبي، لا الصغير يحترم الكبير بين الإخوة ولا الكبير يحن ويعطف، نفقد الأسلوب الين، والكلمة الطيبة، لا يتحدثون إلا بالسخرية، ولا ينعتون بعض إلا بأبشع الكلمات، ولكم أن تتخيلوا كيف يكون العيش في بيت مبني على التحطيم والإساءة وبما أنني البكر، كنت أنا الضحية لأني مختلفة نوعا في توجهاتي، كنت لامعة في الدراسة لكن لم يمكن بالأمر المهم بالنسبة لهم، كانت لي العديد من الأحلام التي تحولت على طموح أردت تحقيقها لكن الأجواء متعبة، أفقدتني الثقة في كل المحيطين بي، حتى في نفسي، فكل شخص كنت أقابله أخاله سيسخر مني، لذلك ليس لدي أصدقاء.


صدقيني سيدتي، لا اشعر بحلاوة الدنيا بالرغم من تغير الظروف للأحسن، خاصة بعدما اعتليت منصبا محترما، أنا لا اشعر بالسعادة، فمجرد أن أدخل البيت أذهب للنوم وأتمنى أن لا أصحو أبدا حتى لا أدخل مجددا حلبة الصراع مع نفسي، حتى في العمل أشعر بحرج شديد حين يتطرق الزملاء إلا مواضيع تخص الأهل، إلا أنا أتجنب الحديث عنهم، فاعتقد الكثير أنني يتيمة.
أشعر بالاحتراق، لقوة ما أكتمه في قلبي، وأفكار سلبية كثير تدور في ذهني، فهل يمكن التخلص من كل هذا الصراع..؟
أختكم ب.شيراز من الغرب الجزائري.
الـرد:
مرحبا بك حبيبتي، وتحية لكل قراء الموقع، وأتمنى من المولة التوفيق في الرد عليك، أختي الفاضلة، أرى أنك وقعت في فخ عويص، هو سبب الحالة النفسية التي تمرين بها، فما تحسين به هو تهويل للأمور وتصعيد لظروف مرت عليكم لفترة لكنك بقيت متشبثة فيها إلى حد الآن، فتختمر في عقلك، وطمس عينيك عن حقيقة السعادة التي تكمن في الرضا بالقدر والقضاء خيره وشره، فالله سبحانه وتعالى عوضك عن سنين التعب براحة ومنصب وصحة وتغير ظروف عائلته للأحسن وهذا ما كنت تتمنين، فلماذا كل هذا التمسك بالماضي.
عزيزتي سامحني على قساوة الرد، لكن أحيانا لابد أن نتعامل مع بعض الأفكار بتلك الطريقة، كفي عن تمثيل دور الضحية، وأنك مسكينة بسبب ظروفك العائلية طريقة والديك التي باتت من الماضي، فبالرغم من كل ما آلمك سابقا أنت اليوم والحمد لله بصحة جيد، درست وتحصلت على عمل، بفضل من الله وبعون والديك اللذان سخرهما الله لكم بكل صفاتهم السيئة الحسنة، أريدك أن تكوني صادقة وتحللي الوضع على حقيقته، لكن قبل هذا تخلصي من كل تلك الأفكار السلبية، سأنصحك بشيء، أحضري ورقة وقلم، واكتبي عليها كل الأمور الايجابية في حياتك من جهة، والأمور التي برأيك تحتاج إلى تعديل، كوني صادقة وأحصي النعم التي أنت بها بصدق وتحدثي عن إخوتك وأقاربك، وأبواك وكل ما وفراه ولا زالا يوفرانه لك بالبيت، سأخبرك أمرا هنا، مهما كانا والديك، فأنت ملزمة بطاعتهما، وأنهما بمجرد ما تغمض عيناهما -بعد عمر طويل بإذن الله- ستشعرين بشوق شديد إليهما، وأنك ومهما فعلت لم توفهما حقهما، تذكري هذا جيدا، لأني اعتقد أن المشكلة بشكل كبير قد تكون منك أنت.
حبيبتي، بالرغم من كل ما تقدمت بقوله، أأكد لك أنني جد متفهمة لما تشعرين به، لهذا لماذا لا تحاولين أنت تغيير بعض الظروف، فبدل من روتين النوم والعمل، حاولي أن تخلقي جوا لطيفا في البيت، تقربي من أمك، توددي لوالدك، ضمي باقي إخوتك، لان حبك للتخلص من هذا الواقع هو دليل على أنه يوجد بداخلك شيء جميل يمكنه أن يصنع المعجزات، وهذا ما يسمى في علم النفس بالبقعة العمياء، بمعنى جانب لا نراه نحن في أنفسنا، وغيرنا يراه، وإن أنت فعلت عكس تلك الأفكار السلبية سوف تكتشفين تلك البقعة الجميلة المخفية فيك التي من شأنها أن تحسن من أحوالك، والأمر يحتاج منك فقط النية الطيبة واحتساب الأجر لله، ثم المبادرة، وسف ترين كيف ان السعادة ستعرف طريقها لقلبك الجميل.
وفقك الله أختاه وكان في عونك.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

سلام القبور.. وشرم الشيخ التي صمتت على بكاء غزة

ذهب اليوم ترامب إلى الكنيست، وخطب لمدة ساعة، يطلب من الرئيس الإسرائيلي العفو عن نتنياهو، واصفًا إياه بأنه “أعظم رجل رأيته أثناء الحرب”. ثم غادر مسرعًا إلى شرم الشيخ، حيث كانت طائرات الأمراء والرؤساء العرب مصطفة، تنتظر “الرجل الفاتح” الذي جاء ليعلن السلام، بعد سبعين ألف قتيل من الأطفال والنساء والشيوخ، وبعد أن دُمّرت غزة عن بكرة أبيها. جاء ليمنح جزار الحرب ميدالية “السلام” على أكبر إبادة شهدتها البشرية المعاصرة.

هنيئًا للأمة العربية والإسلامية بهذا اليوم “التاريخي”، وبهذا الاستقبال “الدستوري” للرجل الذي أطلق على النار اسم “السلام”. فبعد هذا اليوم سيعود نتنياهو ليعلّق من جديد خارطة “إسرائيل الكبرى” الممتدة من النيل إلى الفرات، وستُرفع رايات الوصاية على القدس تحت مسمى “الوصاية المسيحية الإنجيلية”، فيما تتحول القاهرة – وفق أوهامهم – إلى عاصمة الدولة العبرية الجديدة. تلك ليست خيالات سياسية، بل خرافة توراتية تتحول إلى مشروع سياسي-عسكري تدعمه العقيدة الصهيونية-الإنجيلية، التي يتبناها ترامب ومن خلفه تكتل الإنجيليين الجدد في واشنطن.

نحن لسنا ضد اليهود، ولا ضد الديانة اليهودية التي نؤمن بأنها ديانة سماوية منبعها الوحي الإلهي، وأتباعها أبناء عمومتنا في التاريخ والإيمان. ولكننا ضد المشروع الصهيوني-الإنجيلي الذي اختطف الدين ليبرر الاحتلال والقتل والتطهير العرقي. هذا المشروع لا يستهدف أرضًا فقط، بل يسعى لإلغاء هوية الأمة، ومحو إرثها الديني والحضاري، تحت خرافة “عودة المسيح” التي تتطلب – في عقيدتهم – إبادة ملايين المسلمين وهدم المسجد الأقصى لإقامة “الهيكل”.

المفارقة أن ذات اليوم الذي اصطف فيه الزعماء في شرم الشيخ لرسم خارطة “السلام”، كان هو نفسه اليوم الذي مات فيه أطفال غزة جوعًا تحت الأنقاض. “آمنة”، و“علي”، و“أيمن” وغيرهم من أطفال غزة، لفظوا أنفاسهم الأخيرة بينما كانت الأضواء تلمع في قاعة الاستقبال، وعدسات الكاميرات تلتقط ابتسامات القادة. أي سلام هذا الذي يُرسم على موائد الدم؟ وأي شرعية أخلاقية يمكن أن يحملها اتفاق تُوقع أوراقه على أنقاض البراءة؟

لقد انقلب مفهوم “السلام” في القانون الدولي إلى أداة تبرير لهيمنة الأقوياء. فبدل أن يكون وسيلة لحماية المدنيين، صار وسيلة لشرعنة القتل وتجميل الاحتلال. المبدأ القانوني القائل بأن “العدالة أساس السلام” تم استبداله بسياسة “السلام مقابل الصمت”، في تناقض صارخ مع مقاصد ميثاق الأمم المتحدة الذي نصّ على “حظر استخدام القوة ضد سلامة أراضي الدول”. واليوم يُكافأ المعتدي ويُعاقَب الضحية، ويُسدل الستار على جريمة الإبادة باسم “السلام الشامل”.

من الناحية القانونية، ما جرى ويجري في غزة لا يندرج إلا تحت مفهوم جرائم الحرب والإبادة الجماعية المنصوص عليهما في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998، وخاصة المادتين 6 و8 منه. أما الصمت العربي والدولي فهو مشاركة ضمنية في الجريمة، لأن القانون الدولي لا يعترف بـ“الحياد” في مواجهة الإبادة. إن الامتناع عن إنقاذ المدنيين، أو دعم من يرتكب الجريمة، يشكل مشاركة غير مباشرة في الفعل المجرّم.

لكن أخطر ما في المشهد ليس القتل ذاته، بل تحويل القتلة إلى “صنّاع سلام” والمجرمين إلى “أبطال دبلوماسية”. إن العالم اليوم يعيش انقلابًا أخلاقيًا حقيقيًا، حين تُمنح الميداليات على أنقاض الطفولة، ويُكرم السفاح باسم الإنسانية. والأنكى أن بعض الحكومات العربية باتت تُصفق لذلك بدعوى الواقعية السياسية أو المصالح الاستراتيجية، متناسية أن القانون الدولي ذاته قام على فكرة أن “الحق لا يسقط بالتقادم، وأن دماء الأبرياء لا تُقايض بالصفقات”.

إن ما يجري اليوم ليس مجرد انحراف سياسي، بل انهيار لمفهوم العدالة في العلاقات الدولية. لقد سقطت الأقنعة، وسقطت معها هيبة القانون، حين أصبحت شرم الشيخ مسرحًا لتكريم المجرمين بدل محاكمتهم، وحين صار الصمت هو الثمن الذي يُدفع لقاء البقاء في مقاعد السلطة.

سلام بلا عدالة هو سلام القبور، وسلام بلا كرامة هو هدنة الجبناء. ولعنة الله على سلام الزعماء حين يُبنى على موت الأطفال، وعلى كل يد صافحت الجزار بينما يداه ما زالتا ملطختين بدماء غزة. فالتاريخ لا ينسى، والقانون لا يُدفن، والضمير الإنساني – مهما خُدر – سيستيقظ يومًا ليحاكم الجميع.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • إبراهيم رضا: من لم يشكر القيادة التي حفظت الوطن لم يشكر الله
  • سلام القبور.. وشرم الشيخ التي صمتت على بكاء غزة
  • القدس.. الحرب التي لا تنتهي!
  • تعرفوا على قلادة النيل التي منحها السيسي لترمب
  • ترامب: لا أعتقد أنني سأدخل الجنة
  • ترامب: لا أعتقد أنني سأدخل الجنة.. نائبة بالكنيست الإسرائيلي: الرئيس الأمريكي يبيع شعبنا الوهم!
  • ترامب: لا أعتقد أنني سأدخل الجنة ولكنني أنقذت حياة كثيرين من الهلاك
  • من هي المرأة الحديدية التي غيرت بريطانيا؟
  • شرم الشيخ.. مدينة السلام التي تحتضن الأمل من جديد
  • مصر.. ما الهدية التي قدمها وفد النادي الأهلي إلى حسن شحاتة في المستشفى؟