غزة أم سياسات ترامب.. كيف فاز ممداني بالترشح لمنصب عمدة نيويورك؟
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
أصبح المرشح الشاب ذو الأصول الهندية زهران ممداني، 33 عاما، حديث الإعلام الأمريكي والعالمي، بعد ما فاز في الانتخابات التمهيدية للترشح لمنصب عمدة نيويورك.
ويعود هذا الاهتمام إلى أن ممداني، أول مسلم يترشح لهذا المنصب، كما أنه مُناصر معروف للقضية الفلسطينية منذ أن كان طالبا في الجامعة، والأهم أن خبرته السياسية ليست بمستوى خبرة منافسه.
وبدأ ممداني نشاطه المؤيد لحقوق الفلسطينيين أثناء دراسته الجامعية، حيث ساهم وشارك في إنشاء أول فرع لـ "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، كذلك عُرف عنه معارضته للحرب على غزة، حيث وصفها بـ"الإبادة الجماعية".
أما عن مواقفه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فهو يُعد أحد وجوه التقدميين في الحزب الديمقراطي الذين يعارضون وينافسون المؤسسة التقليدية في الحزب ويعارضون ايضا ترامب وسياساته خاصة في قضايا الهجرة والأسرة كالإجهاض وغيرها، ويعارضونه أيضا فيما يخص قضية فلسطين.
وأكد ترامب هذه الخصومة السياسية حيث هاجم ممداني ووصفه بـ "الشيوعي المتطرف"، ورأى في منشور له على منصته تروث، بأن "الديمقراطيين تجاوزوا الحدود"، مضيفا "فاز زهران ممداني، الشيوعي المهووس تماما، بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وهو في طريقه لمنصب عمدة المدينة".
وتابع ترامب: "سبق لنا أن رأينا يساريين متطرفين، لكن الوضع أصبح سخيفا بعض الشيء. مظهره بشع، صوته مزعج، ليس ذكيا".
الاستياء من ترامب
ويثير هجوم ترامب على ممداني ومعارضة الأخير لسياساته تساؤلات حول ما إذا كان هذا الخلاف في الرؤى السياسية هو ما ساهم في فوز ممداني بهذا الترشيح؟
البروفيسور بيل شنايدر أستاذ السياسة العامة والشؤون العامة والدولية السابق في جامعة جورج ميسن الأمريكية، قال "إن تصويت مدينة نيويورك كان بمثابة انتخابات تمهيدية للحزب الديمقراطي، وكان التصويت مقتصرًا على الديمقراطيين المسجلين فقط".
ويرى شنايدر أن "التصويت لممداني عكس استياءً نشهده بين الديمقراطيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، الديمقراطيون الشباب والأكثر ليبرالية غاضبون من دونالد ترامب، ويريدون من الحزب الديمقراطي أن يُبدي مقاومة أقوى".
وحول ما إذا كان التصويت لممداني سببه مواقفه المؤيدة لفلسطين، قال شنايدر لـ"عربي21"، "كان التصويت التمهيدي مُنصبًا على ترامب أكثر منه على صراع الشرق الأوسط".
تحول في هوية الحزب الديمقراطي
الخبير في الشأن الأمريكي، الدكتور أسامة أبو ارشيد، يرى أن "فوز زهران ممداني يدل على أن هناك تحول حتى داخل الحزب الديمقراطي فيما يتعلق بهويته".
وأوضح أبو ارشيد لـ"عربي21"، أن "الحزب الديمقراطي دائما ما يحاول أن يبقى في الوسط فليس له هوية مميزة، أي لا هو يميني ولا هو يساري بالمعنى الحرفي للكلمة، بالمقابل الحزب الجمهوري يتخندق أكثر في معركة الهويات باتجاه اليمين المتطرف".
ولفت إلى أن "زهران ممداني يُمثل ما يسمون بالاشتراكيين الديمقراطيين وأحد وجوه هذا التيار بيرني ساندرز الذي يدافع عن قضايا العدالة الاجتماعية والاقتصادية ويتبناها مثل العدالة بالسكن والتأمين الصحي والدخل، وغيرها".
وتابع، "هذه الأمور أصبحت تكسب الآن مزيدا من الزخم داخل الحزب الديمقراطي الذي يرى بأن اتباع الخط الوسطي ليس بالضرورة هو المنهج السليم في مواجهة تيار أو حزب يميل أكثر نحو اليمين المتطرف، هذا فيما يتعلق بالإطار العام، بالطبع هناك قضايا أخرى مرتبطة بالفضائح الجنسية وغيرها عند منافسه أندرو كومو عندما كان حاكما لولاية نيويورك".
وأشار إلى أن "التصويت لممداني هو عقاب بالدرجة الأولى للمؤسسة التقليدية داخل الحزب الديمقراطي، وبالدرجة الثانية ردة فعل على سياسات ترامب من حيث التحول نحو اليمين أكثر".
الموقف من القضية الفلسطينية
ويعتبر زهران ممداني من الديمقراطيين المؤيدين للفلسطينيين والمعارضين للحرب على قطاع غزة، والتي وصفها بـ"الإبادة الجماعية"، كما أنه انتقد رئيس وزراء الاحتلال في بداية الحرب في أكتوبر 2023.
وقال ممداني حينما كان عضو في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك في بيان رسمي نشره على حسابه الشخص بمنصة "إكس" في 8 تشرين أول/ أكتوبر 2023، "أُعرب عن حزني على مئات القتلى في أنحاء إسرائيل وفلسطين خلال الـ 36 ساعة الماضية".
ورأى ممداني في بيانه أن "إعلان نتنياهو الحرب، وقرار الحكومة الإسرائيلية بقطع الكهرباء عن غزة، ودعوة أعضاء الكنيست إلى نكبة أخرى، ستؤدي بلا شك إلى المزيد من العنف والمعاناة في الأيام والأسابيع القادمة".
وأكد أنه "لا يمكن أن يبدأ الطريق نحو سلام عادل ودائم إلا بإنهاء الاحتلال وتفكيك نظام الفصل العنصري".
My statement on the last 36 hours across Israel and Palestine: pic.twitter.com/ulF8D4UHOV — Zohran Kwame Mamdani (@ZohranKMamdani) October 8, 2023
كذلك من مواقفه السابقة في هذا الشأن قبل دخوله معترك السياسة، نشره مقالا في سنته الجامعية الأخيرة خلال دراسته في كلية بودوين 2014، طالب فيه بمقاطعة "إسرائيل" أكاديميا.
وقال ممداني في مقاله، إن "جمعية الدراسات الأمريكية، وهي مجموعة من الأكاديميين المتخصصين في الثقافة والتاريخ الأمريكي، قررت مؤخرًا تلبية نداء المجتمع المدني الفلسطيني لمقاطعة المؤسسات الإسرائيلية".
وأوضح أن "هذه المقاطعة الأكاديمية والثقافية تهدف إلى تسليط الضوء على أفعال الحكومة الإسرائيلية، والضغط على المؤسسات الإسرائيلية لإنهاء الاحتلال القمعي والسياسات العنصرية داخل إسرائيل وفلسطين المحتلة على حد سواء".
وأثار هذا المقال في ذلك الوقت حفيظة وغضب رئيس الكلية باري ميلز والذي رد عليه ببيان مضاد ورافض لبيانه، قال فيه، "بدلاً من خنق النقاش والتبادل الحر للأفكار، تسعى بودوين إلى خدمة الصالح العام من خلال التفاعل والتعاون المباشر والمفتوح مع الباحثين والعلماء والمعلمين والفنانين حول العالم".
وبعد فوز زهران ممداني في الانتخابات التمهيدية تفاعل عدد من المغردين العرب معه، ورأوا أن هذا الفوز يعكس تحول واضح تجاه القضية الفلسطينية وزيادة التعاطف ودعم الشعب الفلسطيني، على الرغم من وجود جالية يهودية كبيرة في المدينة.
ويبلغ عدد اليهود في نيويورك تقريبا مليون و700 ألف ويشكلون 8.8 في المئة من السكان، بالمقابل يبلغ عدد المسلمين حوالي مليون نسمة، علما أن عدد سكان نيويورك تقريبا 8 ملايين نسمة.
هذا زهران ممداني مهاجر مسلم هندي حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018
هزم المرشحين المنافسين لمنصب عمدة نيويورك أكبر مدينة في الولايات المتحدة ودخلها السنوي أكبر من مجمل دخل روسيا وفيها أكبر جالية يهودية خارج فلسطين المحتلة وكذلك يسكنها أكبر عدد من المليارديريه!! وفيها مبنى… pic.twitter.com/nmVkZhIXqT — عبدالله الشايجي Prof (@docshayji) June 25, 2025
واعتبر المغردون فوز ممداني للترشح لمنصب عمدة المدينة حتى لو لم يفز في النهاية بالمنصب فإنه يشير لتغيير في المزاج العام الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية.
حيث قال أحد المغردين "ترشيحه يُعدّ إشارة قوية على تغيّر المزاج الشعبي الأمريكي تجاه إسرائيل، وصرخة احتجاج ضد احتكار الصهاينة لمفاصل السياسة والإعلام".
فوز زهران ممداني بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك محطة لافتة في التحولات الجارية داخل الرأي العام الأمريكي، خصوصًا في أوساط الشباب.
ويحسب لممداني موقفه الشجاع من القضية الفلسطينية، ورفضه لجرائم نتنياهو، ودعمه العلني لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل (BDS)، بل… pic.twitter.com/BZmktHNUVu — Mourad Aly د. مراد علي (@mouradaly) June 25, 2025
فاز زهران ممداني، المرشح لمنصب عمدة مدينة #نيويورك – وهو ديمقراطي تقدمي وأول مسلم يخوض هذا السباق على الإطلاق.
رغم حملة صهيونية مكثفة استهدفته، ورغم وجود نحو مليون يهودي في الأحياء الخمسة لمدينة نيويورك، لم يتمكنوا من هزيمته. وقد أنفقوا ملايين الدولارات للإطاحة به
وهو بالمناسبة… pic.twitter.com/uXF7XGcU8p — نظام المهداوي - Nezam Mahdawi (@NezamMahdawi) June 25, 2025
ويثير تزامن فوزه مع بروز مواقفه المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني ومعارضة لحرب الإبادة في قطاع غزة، تساؤلات حول ما إذا كان هناك دور لهذه المواقف في فوزه؟ وهل كان هناك دور لما اعتبره المغردون تحولا في الرأي العام الأمريكي تجاه الصراع العربي الإسرائيلي؟
البروفيسور بول كويرك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا البريطانية، قال "لم أطلع على استطلاعات رأي حديثة، لكنني لست على علم بأي تحول في الرأي العام الأمريكي تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وتابع كويرك في حديث خاص لـ"عربي21"، "على أي حال، في حين أن نيويورك تضم أكبر عدد من اليهود في البلاد، فإن معظم الديمقراطيين في نيويورك ليسوا يهودًا أو مؤيدين لإسرائيل بشكل خاص، وهم تقدميون بشكل عام - خاصة أولئك الذين يصوتون في الانتخابات التمهيدية (التي تشهد إقبالًا أقل)".
وأوضح أن خصم زهران ممداني وهو الحاكم السابق، أندرو كومو، "كان قد عانى من فضائح خطيرة، وكان ممداني قائدًا فعالًا وجذابًا في حملته الانتخابية".
من جهته قال الخبير في الشأن الأمريكي، الدكتور أسامة أبو ارشيد، إنه "لا شك أن هناك تركز لليهود في مدينة نيويورك، لكن هذا لا يعني أنهم أغلبية، كذلك المجتمع اليهودي هناك ليس وحدة واحدة ومتماسكة حتى في الموقف من إسرائيل، ولو أن الغالبية منهم مؤيدة لها".
ولفت إلى أن "المهم هنا أن الحزب الديمقراطي يشهد تحولات جوهرية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية منذ أكثر من عقد، واستطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر أن هناك أغلبية وازنة داخل الحزب أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين منها مع الإسرائيليين، أو أنها يمكن أن تُقرأ باتجاه أخر أنهم أكثر نقدا لإسرائيل من متوسط الرأي العام الأمريكي ككل".
ويرى أبو ارشيد أن "نجاح شخص معروف في مواقفه المؤيدة لفلسطين والذي كان أحد الطلاب الذين أنشأوا أحد فروع (طلاب من أجل العدالة في فلسطين) في جامعته، هذا يعطينا مؤشر عن التحولات داخل الحزب الديمقراطي ومؤشر عن تزايد النظرة السلبية نحو إسرائيل".
وتابع، "بالمقابل نفس الاستطلاعات أظهرت انخفاض التأييد لإسرائيل في الرأي العام الأمريكي، أكثر من 55 في المئة الآن ينظرون بسلبية لإسرائيل في داخل المجتمع الأمريكي".
وأضاف، "وحتى داخل الحزب الجمهوري هناك زيادة في نسبة الذين ينظرون بسلبية لإسرائيل، وبالتالي هذا كله يدل على أن هناك تحول في المزاج داخل الحزب الديمقراطي بالدرجة الأول وتحول في المزاج العام الأمريكي، وبدرجة أقل داخل الحزب الجمهوري، هذا كله ساهم في أن لا تصبح مواقفه المؤيدة لفلسطين سببا لهزيمته داخل الانتخابات التمهيدية في الحزب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ممداني عمدة نيويورك غزة سياسات ترامب امريكا غزة سياسات ترامب عمدة نيويورك ممداني المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة داخل الحزب الدیمقراطی الانتخابات التمهیدیة الرأی العام الأمریکی لمنصب عمدة نیویورک القضیة الفلسطینیة الأمریکی تجاه زهران ممدانی pic twitter com أن هناک تحول فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب بسباق عمدة المدينة
(CNN)— أصيب ناشطو الحزب الديمقراطي والمسؤولون المنتخبون في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، بالذهول والإلهام من النجاح الباهر الذي حققه، زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 33 عامًا في الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة المدينة.
ممداني، عضو مجلس الولاية لثلاث دورات، على وشك الفوز بانتظار فرز الأصوات حسب الترتيب، بعد أن أقر منافسه الرئيسي، حاكم نيويورك السابق، أندرو كومو، بالهزيمة.
خلال مناظرة تمهيدية لاختيار عمدة مدينة نيويورك، حاول أحد منافسي زهران ممداني تصويره على أنه يفتقر إلى الخبرة الكافية لمنصب عمدة المدينة، متجاهلاً صعوده في استطلاعات الرأي بسخرية.
وقالت منافسته وهي عضوة بمجلس الشيوخ، جيسيكا راموس: "أندم على عدم ترشحي لمنصب عمدة المدينة عام 2021.. لقد كنتُ في مجلس الشيوخ لمدة عامين، ووافقتُ بالفعل على أكثر من 12 مشروع قانون.. ظننتُ أنني بحاجة إلى المزيد من الخبرة.. لكن اتضح أن كل ما تحتاجه هو إنتاج فيديوهات جيدة".
ولكن، ربما كانت راموس محقة.
كان ممداني على وشك تحقيق نتيجة لافتة في الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة المدينة، الثلاثاء، بعد أن أقرّ منافسه الرئيسي، أندرو كومو، بالهزيمة، من خلال إعلانات إبداعية وجذابة بصريًا، وظهور عام مثير، وظهور إعلامي جديد، تحوّل عضو مجلس الولاية، البالغ من العمر 33 عامًا، من شخص غير معروف تقريبًا خارج مدينة نيويورك إلى وجه وطني جديد للمنافسين التقدميين لكل من الرئيس دونالد ترامب والمؤسسة الديمقراطية.
وجذبت مقاطع الفيديو التي أنتجها ممداني ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي اهتمامًا واسعًا من الاستراتيجيين، وتحدثوا عن إمكانية أن تكون نموذجًا يُحتذى به للديمقراطيين القلقين من خسارتهم معركة كسب أصوات الناخبين الشباب على الإنترنت.
وشبّه وليد شهيد، الاستراتيجي الديمقراطي المخضرم الذي عمل مع مجموعة من المرشحين واللجان التقدمية، ممداني بالسيناتور بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت، حيث قال: "لقد حلّ زهران اللغز الذي يبحث عنه الكثير من الديمقراطيين: التركيز الدقيق على الأسعار المعقولة، ومقاطع الفيديو التي تُوقف التمرير، والمزج بين شخصية أوباما المحارب السعيد وغضب بيرني الشعبوي.."
مزج ممداني لحظاتٍ مثل مواجهةٍ متوترة مع توم هومان، مسؤول الحدود في إدارة ترامب، في مارس/ آذار، مع مواقف أخرى أكثر استرخاءً، مثل قفز المرشح في مياه الشتاء قبالة جزيرة كوني آيلاند للترويج لمقترحه "تجميد الإيجارات"، أو عندما سار مؤخرًا "على طول مانهاتن".
وفي مقطع فيديو حصد أكثر من 5 ملايين مشاهدة على منصة إكس (تويتر سابقا)، شرح نظام التصويت بالاختيار المُرتّب في مدينة نيويورك مستخدمًا عصير المانجو لتشبيه عملية التصويت، وانتقد كومو، حاكم نيويورك السابق، متحدثًا باللغة الهندية.
وأغرق ممداني منصاتٍ متعددة بمحتواه، وجذب أكثر من مليون متابع عبر تيك توك وإنستغرام وإكس وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، كما انضم إلى برامج إعلامية جديدة، وبودكاست، وحساباتٍ شعبية لتوسيع نطاق وصوله، مثل ظهوره كضيفٍ مع الكوميدي ستافروس هالكياس في عطلة نهاية الأسبوع التي سبقت الانتخابات، والذي حصد أكثر من 50 ألف إعجاب في أقل من يوم.
وتُشكّل فعالية التكتيكات التي استخدمها ممداني، ضد كومو، المرشح الأوفر حظًا، اختبارًا محتملًا بين قاعدة ناخبي الحزب الديمقراطي في مدينة نيويورك الليبرالية.
وجمع ممداني 8 ملايين دولار (وهو الحد الأقصى لجمع التبرعات الذي حددته قواعد تمويل الحملات الانتخابية في المدينة) وتفوق على منافسيه في تبرعات المانحين الصغار.
وقال سوير هاكيت، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي ذو الخبرة في العمل على الحملات الرئاسية: "سواء فازوا أو خسروا، سيكون من الحكمة أن يتعلم الديمقراطيون من مثال ممداني.. إنه يواجه اللحظة برسالة شعبوية قوية، وغريزة إعلامية جديدة، ومهارة في جذب الانتباه، وهو أمر نادر جدًا في السياسة الديمقراطية اليوم".
لكن جيسي فيرغسون، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي المخضرم، حذّر الديمقراطيين من الإفراط في استخلاص الدروس من المنافسة البارزة في نيويورك، قائلا: "هذه ابتكارات تكتيكية جيدة، لكن التكتيكات ليست استراتيجية، لذا لا ينبغي للديمقراطيين التعلم من أيٍّ من هؤلاء المرشحين والاعتقاد بأن المشاكل الأساسية قد حُلّت".
وبرزت الصراعات التي فرّقت بين الديمقراطيين على المستوى الوطني في سباق نيويورك. تصدّر الرئيس السابق بيل كلينتون حملة تأييد المؤسسة لكوومو، في حين دعم السيناتور بيرني ساندرز عن ولاية فيرمونت والنائب ألكساندريا أوكاسيو كورتيز عن ولاية نيويورك، وهما تقدميان معروفان أيضًا بتأثيرهما على وسائل التواصل الاجتماعي، ممداني.
أمريكاالانتخاباتنيويوركنشر الخميس، 26 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.