أنقرة (زمان التركية) – تم انتهاك وقف إطلاق النار المعلن يوم الأحد بين إسرائيل وإيران عدة مرات، لكن على حد تعبير الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يبدو أن “حرب الاثني عشر يوما” بين إسرائيل وإيران قد انتهت على الأقل في الوقت الحالي.

وذكر موقع الجزيرة القطري أن كل من ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقادة إيران يزعمون أن وقف إطلاق النار يصب في صالحهم.

كانت إسرائيل شنت هجمات على غيران في الثالث عشر من الشهر الجاري زاعمة استهدافها البرنامج النووي الإيراني. ودخلت الولايات المتحدة الحرب في 22 من الشهر الجاري بقصفها منشآت فوردو ونطنز وأصفهان  النووية الرئيسية في إيران، بـ “قنابل خارقة للتحصينات”. وردت إيران باستهدافها القاعدة الأمريكية في قطر في هجوم انتقامي.

بعد فترة وجيزة من هذا الانتقام الذي تم الإبلاغ عنه مسبقا، أعلن ترامب أن الصراع الذي استمر 12 يوما بين إيران وإسرائيل سيتوقف على الفور قائلاً: “دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أرجو ألا تنتهكوه”.

وخلال فترة وجيزة من إعلانه، تم انتهاك وقف إطلاق النار، إذ زعمت إسرائيل انتهاك إيران لوقف إطلاق النار وأعلنت إصدارها تعليمات للجيش بمهاجمة طهران، بينما نفت إيران التقارير التي تفيد بأنها شنت هجوما صاروخيا على إسرائيل وانتهكت وقف إطلاق النار.

في حديثه إلى مراسلي البيت الأبيض، انتقد ترامب كل من الإسرائيليين والإيرانيين بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي أعلنه قبل ساعات قائلا: “هناك دولتان تقاتلان بجنون منذ فترة طويلة ولا تُدركان ما تفعلاه”.

وعلى خلفية هذا التصريح الغاضب من ترامب، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مرة أخرى في تمام الساعة 14:30.

وبعد حديثه مع نتنياهو، نشر ترامب تغريدة عبر حسابه بمنصة تروث ذكر خلالها أن إسرائيل لن تهاجم إيران وأن المقاتلات الإسرائيلية ستؤدي “تحية ودية” لإيران من ثم ستعود أدراجها قائلا: “لن يتضرر أحد، وقف إطلاق النار ساري المفعول! ”

ماذا كسبت إسرائيل؟

رغم ادعاء إسرائيل منذ فترة طويلة أن إيران تشكل “تهديدا وجوديا”لها فإنها لم تقُدم في الماضي على ضرب المنشآت النووية الإيرانية.

وصرح مسؤولون إيرانيون إن المنشآت النووية يجري تطويرها لأغراض مدنية.

مع ذلك، شنت إسرائيل غارة جوية على ثلاث منشآت نووية في 13 من الشهر الجاري. وردت إيران بالطائرات المسيرة والصواريخ.

سبق أن ضربت إسرائيل منشآت نووية في سوريا والعراق. وعلى الرغم من إعلان المنظمات الدولية أن الهجمات الإسرائيلية “غير قانونية” فإن إسرائيل كثفت هجماتها تحت ذريعة “الدفاع الوقائي عن النفس”، لكن يوجد خلافات حول ما إذا كانت إيران قد طورت قنبلة نووية أو تخطط لاستخدامها ضد إسرائيل.

في الثامن عشر من الشهر الحالي، صرح نتنياهو أنه تحدث مع قادة العالم وأنهم تأثروا كثيرا بنجاح وإصرار الجيش الإسرائيلي.

في نهاية المطاف، أقنعت إسرائيل الولايات المتحدة بشن هجوم مباشر في الشرق الأوسط.

دعمت الولايات المتحدة إسرائيل في حرب الأيام الستة في عام1967 وحرب يوم الغفران في عام 1973، لكنها لم تساندها عبر شن هجوم مباشر.

وعقب الهجمة الأمريكية على إيران، هنأ نتنياهو الرئيس الأمريكي قائلا: “إن قرارك الشجاع باستهداف المنشآت النووية الإيرانية بالقوة الرائعة والعادلة للولايات المتحدة سيغير التاريخ “.

هل تمكنت إيران من حماية برنامجها النووي؟

ألحقت إسرائيل أضرارًا جسيمة بأهداف في إيران، حيث تدعي الولايات المتحدة أنها “دمرت بالكامل” المنشآت النووية تحت الأرض.

وعلى الرغم من إظهار صور الأقمار الصناعية صواريخ أمريكية تصيب أهدافا، فإنه لا يوجد تأكيد مستقل لما تم تدميره في المنشآت النووية.

وقال رافائيل ماريانو غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية: “لا أحد، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكنه بعد قياس الأضرار التي لحقت بفوردو”. وأضاف غروسي أن الأضرار قدرت بأنها “خطيرة للغاية نظرا لاستخدام عبوات متفجرة في الهجوم وأن أجهزة الطرد المركزي في المنشأة حساسة للغاية للاهتزاز المفرط.

وصرح غروسي أن منشأتي ناتانز وأصفهان تعرضتا للقصف ولحقت بهما أضرار من الطائرات المقاتلة الأمريكية وصواريخ توماهوك.

هل سيُشن هجوم جديد على إيران؟

اتفقت إسرائيل وإيران على وقف إطلاق النار، لكنهما لم تتفقا على السلام.

ويشير الخبراء إلى سيناريوهين فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني ألا وهما مراجعة جديدة من الأمم المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية واتفاق نووي جديد سيتم توقيعه مع إيران.

في عام 2015، وافق الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما، على ما يسمى بخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) مع إيران. وبموجب الاتفاق، تم تخفيف العقوبات الأمريكية بشرط أن تحد إيران من أنشطتها النووية،لكن في عام2018 وخلال رئاسة ترامب الأولى، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وأعادت فرض العقوبات على إيران.

سحبت إيران  أيضا التزامها وبدأت في إنتاج اليورانيوم المخصب بأي معدل تريده.

وقد ينضم القادة الأوروبيون إلى العملية الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، إذ اجتمعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في 20 يونيو/ حزيران الجاري وحاولت وقف الهجوم الأمريكي، لكنهم لم يفلحوا في الأمر.

وقد يكون الاتحاد الأوروبي عنصر توازن ضد القوة الأمريكية الإسرائيلية في المستقبل.

أزمة البرنامج النووي

في حديثه إلى قناة الجزيرة، أفاد يوانيس كوتولاس، المحاضر في جامعة أثينا، أن إيران ستستعى إلى إشراك الأوروبيين في العملية الدبلوماسية من خلال عرض تقديم عمليات تفتيش لبرنامجها النووي والعديد من الالتزامات.

سعت إسرائيل في السابق إلى تقويض الاتفاقات النووية بين الغرب وإيران. لذلك ليس من الواضح ما إذا كانت ستقبل بصفقة جديدة.

حتى الآن، يبدو أن إيران لن تتهاون في مواصلة برنامجها النووي، حيث صدق البرلمان الإيراني اليوم على مشروع قانون لتجميد التعاون مع الوكالة الذرية للطاقة النووية.

وقال رئيس البرلمان، محمد بكير كاليباف، إنهم يريدون وقف التعاون حتى يتلقوا “ضمانات ملموسة للسلوك المهني” من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في المقابل، صرح ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء أنهم لن يسمحوا لإيران بمواصلة برنامجها النووي.

وإذا لم يزول التوتر بشأن هذه القضية، فقد تُستأنف الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل بما في ذلك الولايات المتحد.

Tags: الحرب الإسرائيلية الإيرانيةبرنامج إيران النووي

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الحرب الإسرائيلية الإيرانية برنامج إيران النووي الولایات المتحدة المنشآت النوویة وقف إطلاق النار من الشهر

إقرأ أيضاً:

أردوغان: زيارتي إلى غزة باتت قريبة وأحذر إسرائيل من خرق اتفاق وقف النار

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن زيارته إلى قطاع غزة باتت وشيكة، داعيًا إسرائيل إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتجنب أي خطوات من شأنها تهديد الاستقرار أو خرق التفاهمات القائمة.

 

وأكد أردوغان، في تصريحات له، أهمية تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون أي عوائق، مشددًا على أن الحل الجذري للأزمة يكمن في تطبيق مبدأ حل الدولتين، بما يضمن الأمن والسلام الدائم في المنطقة.

 

حماس: مطلب نزع السلاح في خطة ترامب "خارج النقاش"


أكد مسئول في حركة حماس، السبت، أن مطلب نزع سلاح الحركة الوارد في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة "خارج النقاش تمامًا"، مشددًا على أن "موضوع تسليم السلاح غير وارد".

 

وأوضح المسئول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريحات لوكالة فرانس برس، أن الحركة ترفض إدراج هذا البند ضمن أي تسوية سياسية.

 

وتأتي هذه التصريحات في اليوم الثاني لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، عقب اتفاق تم توقيعه في شرم الشيخ المصرية، نص على تبادل الرهائن والمعتقلين ووقف الحرب المستمرة منذ عامين.

 

يُشار إلى أن خطة ترامب تضمنت في نقاطها العشرين نزع سلاح حماس وتشكيل إدارة دولية انتقالية باسم مجلس السلام برئاسته الشرفية لإدارة غزة، على أن يُبحث ملف السلاح في المرحلة الثانية من الخطة.

 

فتح: اتفاق غزة انتصار سياسي وإنساني.. ومصر أعادت ضبط البوصلة الإقليمية


أكد الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الاتفاق التاريخي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يُعد انتصارًا سياسيًا وإنسانيًا بعد ما وصفه بـ"المقتلة الكبرى"، موجّهًا تحية لمصر قيادةً وشعبًا على دورها المحوري في صياغة خطة متكاملة واجهت مشروع ترامب، وأسهمت في منع المنطقة من الانزلاق نحو كارثة جديدة.

 

وأوضح الرقب أن القاهرة أدارت المشهد بذكاء استراتيجي، وتمكنت من فرض إرادتها على الأطراف الدولية والإقليمية، معتبرًا أن التحرك المصري مثّل إعادة ضبط للبوصلات السياسية في المنطقة.

 

 

وأشار القيادي الفتحاوي إلى أن مصر نجحت في كسر ثلاث قواعد تقليدية كانت تحكم الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي لعقود، وهي: كسر قاعدة استمرار القتل من خلال فرض وقف إطلاق النار وإثبات قدرة الإرادة الدولية، بدعم مصري، على إيقاف الحرب، إلى جانب كسر جمود خطة ترامب عبر تعديل الخطوط الجغرافية من "الخط الأزرق" إلى "الخط الأصفر"، بما أتاح مساحة أوسع للحركة والمناورة السياسية، فضلًا عن كسر المدى الزمني الصارم بتمديد فترة تنفيذ الاتفاق إلى أسبوع كامل بدلًا من 72 ساعة، بما يسمح بإطلاق الأسرى يوم الاثنين في إطار منظم وآمن.

 

قوات أمريكية تصل إسرائيل للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة


وصلت قوات أمريكية إلى إسرائيل ضمن قوة تضم نحو 200 عسكري، للمشاركة في دعم ومراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت تقارير أن القيادة المركزية الأمريكية ستؤسس مركزًا للتنسيق المدني والعسكري في إسرائيل، بهدف تسهيل وصول المساعدات الإنسانية واللوجستية إلى قطاع غزة.

ويأتي ذلك بالتزامن مع زيارة الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية، إلى إسرائيل لمتابعة تنفيذ الاتفاق.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • مظاهرة في ميلانو الإيطالية تندد بالحرب الإسرائيلية وتدعو لإعادة إعمار غزة
  • أردوغان: زيارتي إلى غزة باتت قريبة وأحذر إسرائيل من خرق اتفاق وقف النار
  • 3 دول تؤكد عزمها على إحياء المفاوضات النووية مع إيران
  • الترويكا الأوروبية تعلن عزمها إحياء المفاوضات النووية مع إيران
  • القناة الـ 12 الإسرائيلية: مع موافقة الحكومة على اتفاق غزة يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ
  • عاجل.. الحكومة الإسرائيلية توافق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • بوتين: إيران تبدي استعدادا لحل أزمة البرنامج النووي
  • كيف تناولت الصحف الإسرائيلية والأمريكية اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • سمير عمر: الشرط الحاكم لالتزام نتنياهو باتفاق وقف إطلاق النار هو ضغط ترامب على الحكومة الإسرائيلية
  • بيان عاجل من الخارجية الإيرانية بشأن وقف إطلاق النار في غزة