من الفائز بالحرب الإسرائيلية الإيرانية؟
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – تم انتهاك وقف إطلاق النار المعلن يوم الأحد بين إسرائيل وإيران عدة مرات، لكن على حد تعبير الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يبدو أن “حرب الاثني عشر يوما” بين إسرائيل وإيران قد انتهت على الأقل في الوقت الحالي.
وذكر موقع الجزيرة القطري أن كل من ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقادة إيران يزعمون أن وقف إطلاق النار يصب في صالحهم.
كانت إسرائيل شنت هجمات على غيران في الثالث عشر من الشهر الجاري زاعمة استهدافها البرنامج النووي الإيراني. ودخلت الولايات المتحدة الحرب في 22 من الشهر الجاري بقصفها منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية الرئيسية في إيران، بـ “قنابل خارقة للتحصينات”. وردت إيران باستهدافها القاعدة الأمريكية في قطر في هجوم انتقامي.
بعد فترة وجيزة من هذا الانتقام الذي تم الإبلاغ عنه مسبقا، أعلن ترامب أن الصراع الذي استمر 12 يوما بين إيران وإسرائيل سيتوقف على الفور قائلاً: “دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أرجو ألا تنتهكوه”.
وخلال فترة وجيزة من إعلانه، تم انتهاك وقف إطلاق النار، إذ زعمت إسرائيل انتهاك إيران لوقف إطلاق النار وأعلنت إصدارها تعليمات للجيش بمهاجمة طهران، بينما نفت إيران التقارير التي تفيد بأنها شنت هجوما صاروخيا على إسرائيل وانتهكت وقف إطلاق النار.
في حديثه إلى مراسلي البيت الأبيض، انتقد ترامب كل من الإسرائيليين والإيرانيين بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي أعلنه قبل ساعات قائلا: “هناك دولتان تقاتلان بجنون منذ فترة طويلة ولا تُدركان ما تفعلاه”.
وعلى خلفية هذا التصريح الغاضب من ترامب، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مرة أخرى في تمام الساعة 14:30.
وبعد حديثه مع نتنياهو، نشر ترامب تغريدة عبر حسابه بمنصة تروث ذكر خلالها أن إسرائيل لن تهاجم إيران وأن المقاتلات الإسرائيلية ستؤدي “تحية ودية” لإيران من ثم ستعود أدراجها قائلا: “لن يتضرر أحد، وقف إطلاق النار ساري المفعول! ”
ماذا كسبت إسرائيل؟رغم ادعاء إسرائيل منذ فترة طويلة أن إيران تشكل “تهديدا وجوديا”لها فإنها لم تقُدم في الماضي على ضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وصرح مسؤولون إيرانيون إن المنشآت النووية يجري تطويرها لأغراض مدنية.
مع ذلك، شنت إسرائيل غارة جوية على ثلاث منشآت نووية في 13 من الشهر الجاري. وردت إيران بالطائرات المسيرة والصواريخ.
سبق أن ضربت إسرائيل منشآت نووية في سوريا والعراق. وعلى الرغم من إعلان المنظمات الدولية أن الهجمات الإسرائيلية “غير قانونية” فإن إسرائيل كثفت هجماتها تحت ذريعة “الدفاع الوقائي عن النفس”، لكن يوجد خلافات حول ما إذا كانت إيران قد طورت قنبلة نووية أو تخطط لاستخدامها ضد إسرائيل.
في الثامن عشر من الشهر الحالي، صرح نتنياهو أنه تحدث مع قادة العالم وأنهم تأثروا كثيرا بنجاح وإصرار الجيش الإسرائيلي.
في نهاية المطاف، أقنعت إسرائيل الولايات المتحدة بشن هجوم مباشر في الشرق الأوسط.
دعمت الولايات المتحدة إسرائيل في حرب الأيام الستة في عام1967 وحرب يوم الغفران في عام 1973، لكنها لم تساندها عبر شن هجوم مباشر.
وعقب الهجمة الأمريكية على إيران، هنأ نتنياهو الرئيس الأمريكي قائلا: “إن قرارك الشجاع باستهداف المنشآت النووية الإيرانية بالقوة الرائعة والعادلة للولايات المتحدة سيغير التاريخ “.
هل تمكنت إيران من حماية برنامجها النووي؟
ألحقت إسرائيل أضرارًا جسيمة بأهداف في إيران، حيث تدعي الولايات المتحدة أنها “دمرت بالكامل” المنشآت النووية تحت الأرض.
وعلى الرغم من إظهار صور الأقمار الصناعية صواريخ أمريكية تصيب أهدافا، فإنه لا يوجد تأكيد مستقل لما تم تدميره في المنشآت النووية.
وقال رافائيل ماريانو غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية: “لا أحد، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكنه بعد قياس الأضرار التي لحقت بفوردو”. وأضاف غروسي أن الأضرار قدرت بأنها “خطيرة للغاية نظرا لاستخدام عبوات متفجرة في الهجوم وأن أجهزة الطرد المركزي في المنشأة حساسة للغاية للاهتزاز المفرط.
وصرح غروسي أن منشأتي ناتانز وأصفهان تعرضتا للقصف ولحقت بهما أضرار من الطائرات المقاتلة الأمريكية وصواريخ توماهوك.
هل سيُشن هجوم جديد على إيران؟اتفقت إسرائيل وإيران على وقف إطلاق النار، لكنهما لم تتفقا على السلام.
ويشير الخبراء إلى سيناريوهين فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني ألا وهما مراجعة جديدة من الأمم المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية واتفاق نووي جديد سيتم توقيعه مع إيران.
في عام 2015، وافق الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما، على ما يسمى بخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) مع إيران. وبموجب الاتفاق، تم تخفيف العقوبات الأمريكية بشرط أن تحد إيران من أنشطتها النووية،لكن في عام2018 وخلال رئاسة ترامب الأولى، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وأعادت فرض العقوبات على إيران.
سحبت إيران أيضا التزامها وبدأت في إنتاج اليورانيوم المخصب بأي معدل تريده.
وقد ينضم القادة الأوروبيون إلى العملية الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، إذ اجتمعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في 20 يونيو/ حزيران الجاري وحاولت وقف الهجوم الأمريكي، لكنهم لم يفلحوا في الأمر.
وقد يكون الاتحاد الأوروبي عنصر توازن ضد القوة الأمريكية الإسرائيلية في المستقبل.
أزمة البرنامج النووي
في حديثه إلى قناة الجزيرة، أفاد يوانيس كوتولاس، المحاضر في جامعة أثينا، أن إيران ستستعى إلى إشراك الأوروبيين في العملية الدبلوماسية من خلال عرض تقديم عمليات تفتيش لبرنامجها النووي والعديد من الالتزامات.
سعت إسرائيل في السابق إلى تقويض الاتفاقات النووية بين الغرب وإيران. لذلك ليس من الواضح ما إذا كانت ستقبل بصفقة جديدة.
حتى الآن، يبدو أن إيران لن تتهاون في مواصلة برنامجها النووي، حيث صدق البرلمان الإيراني اليوم على مشروع قانون لتجميد التعاون مع الوكالة الذرية للطاقة النووية.
وقال رئيس البرلمان، محمد بكير كاليباف، إنهم يريدون وقف التعاون حتى يتلقوا “ضمانات ملموسة للسلوك المهني” من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في المقابل، صرح ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء أنهم لن يسمحوا لإيران بمواصلة برنامجها النووي.
وإذا لم يزول التوتر بشأن هذه القضية، فقد تُستأنف الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل بما في ذلك الولايات المتحد.
Tags: الحرب الإسرائيلية الإيرانيةبرنامج إيران النوويالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الحرب الإسرائيلية الإيرانية برنامج إيران النووي الولایات المتحدة المنشآت النوویة وقف إطلاق النار من الشهر
إقرأ أيضاً:
هآرتس: ترامب لن ينقذ الفلسطينيين ولا الأسرى ولا إسرائيل من نفسها
بينما يحصد الجوع أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة كل يوم، وتستخدم الحكومة الإسرائيلية المساعدات الإنسانية إلى أداة ضغط "قاسية وخاطئة"، يترقب المراقبون بلهفة كيف سيتعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع هذا الواقع، بحسب مقال في صحيفة هآرتس اليسارية.
ويتساءل مراسل الصحيفة في واشنطن، بن صامويلز، ما إذا كان ترامب سيستخدم نفوذه الهائل على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويضغط عليه ليسمح بتدفق المساعدات إلى قطاع غزة، وما إذا كان سيطالب إسرائيل صراحة -سواء بشكل غير رسمي عبر الصحافة، أو منصة "تروث سوشيال" التي يملكها، أو في إطار رسمي يليق برئيس أميركي- بالتوقف عن إعادة احتلال غزة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة إسرائيلية: هكذا تغذي المساعدات الإنسانية الحروبlist 2 of 2لوتان: الذكاء الاصطناعي الجديد لدى ترامب يطرح مشكلتين كبيرتينend of listفشل ترامبومع تفاقم الوضع الإنساني كل ثانية بالنسبة للمدنيين في غزة، ولما لا يقل عن 20 أسيرا إسرائيليا ما زالوا على قيد الحياة في قبضة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، "والذين استُخدمت قضيتهم مرارا وتكرارا كأداة للمساومة"، يرى كاتب المقال أن ترامب فشل في استخدام منصته الرئاسية لإحداث أي تغيير حقيقي على الأرض، سواء في تسريع تدفق المساعدات إلى غزة أو في منع إعادة احتلالها.
وكان ترامب قد اعترف مؤخرا بوجود مجاعة، وسمح لمبعوثه الخاص ستيفن ويتكوف والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، بزيارة مواقع توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة داخل غزة.
بن صامويلز: التسريبات الاستراتيجية والتقارير الإعلامية المبالغ فيها حول استياء واشنطن من الأفعال الإسرائيلية وضغوط وشيكة لا تتحقق أبدا، نمط مألوف نمط مألوفبيد أن صامويلز يرى أن هذه الخطوات تعكس نمطا مألوفا منذ بدء الحرب، قائما على تسريبات إستراتيجية وتقارير إعلامية مبالغ فيها حول استياء واشنطن من الأفعال الإسرائيلية وضغوط وشيكة لا تتحقق أبدا، رغم أن المسؤولين الأميركيين يبدون غضبهم فقط حين تُخفى هوياتهم عندما يدلون بتصريحاتهم.
ويستعرض المقال سجل ترامب في القضايا المتعلقة بغزة، بدءا من مفاوضات وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني قبل توليه المنصب، مرورا بصفقة إطلاق سراح الجندي الأميركي الإسرائيلي إيدان ألكسندر، وصولا إلى تصريحاته الهجومية على إسرائيل بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران.
إعلانويعتقد كاتب المقال أن ترامب يسعى لإثبات أنه قادر على إحداث تغيير ملموس إذا أراد ذلك، "لكن في الحقيقة، هو انتهازي ينسب النجاح لنفسه، ويلقي اللوم على الآخرين إذا فشل".
وفي ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، تُحمّل إدارة ترامب حركة حماس المسؤولية، متجاهلة تغيّر أهداف نتنياهو باستمرار، كما يقول صامويلز، مضيفا أن ترامب وصف مؤخرا الأزمة في غزة بأنها "مشكلة إسرائيلية"، مؤكدا أن قرار إعادة احتلال القطاع يعود بالكامل إلى نتنياهو، رغم الانتقادات المحلية والدولية الواسعة.
لا ثقة في جديتهكما يواصل الرئيس الأميركي الترويج لمؤسسة غزة الإنسانية وإقامة مواقع توزيع جديدة للمساعدات، رغم تحذيرات من أن هذه الآلية تعرّض حياة الفلسطينيين لمزيد من المخاطر.
وفي الوقت ذاته، ينقل عبء تحسين إيصال المساعدات إلى الدول العربية، ويعيد طرح فكرة الترحيل الجماعي للفلسطينيين إلى مناطق مثل أرض الصومال.
ويشدد صامويلز في ختام مقاله إلى ضرورة التعامل مع التقارير حول قلق ترامب أو التحرك الأميركي المرتقب بكثير من الشك والريبة إلى أن تتخذ إدارة ترامب خطوات حقيقية وملموسة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، وإنهاء الحرب، وإعادة جميع الأسرى.