الجزائر "العُمانية": يُشكّل كتاب "التقطيع الثقافي للسرد" للباحث الدكتور اليامين بن تومي إضافة نوعية في مجال تحليل الخطاب الأدبي، حيث يطرح المؤلف مفاهيم جديدة تعيد مساءلة الرواية الجزائرية ضمن منظومة ثقافية ممتدة، تراوح بين الإشكال النظري والتأصيل المفاهيمي.

ينطلق الباحث في عمله من فرضية مركزية مفادها بأن فهم التاريخ السردي يتطلّب تقطيع الحقب الثقافية إلى وحدات قابلة للدراسة والتحليل، باعتبارها وحدات دالة تحمل رؤى متباينة، يعبّر عنها السرد ضمن شروطه التاريخية والمعرفية.

وقد ركّز المؤلف على العلاقة الجدلية بين السرد والسلطة، وأثر المفاهيم الرسمية والمؤسساتية في تشكيل الخطاب الأدبي.

وفي تصريحٍ لوكالة الأنباء العُمانية، وضح الدكتور بن تومي أن "الحق التفسيري الكامل للخطاب الأدبي لا يتحقق إلا عبر كفاية مفهومية تتجاوز المتعارف عليه، وهو ما يحفّز على إعادة تشكيل الفهم النقدي بعيدًا عن منطق اليقينيات"، مضيفًا أن أي مقاربة معرفية جادة تطالب بتفكيك سلطة الخطاب ومساءلة المسلمات التي بُني عليها الوعي الثقافي.

ويتناول الكتاب قضايا محورية منها: "علاقة الرواية بالتاريخ الوطني"، و”"لحكاية من الأسفل"، و"إشكالية التحقيب"، ويرى المؤلف أنّ التقطيع الثقافي يمكّن من قراءة أنظمة العبارة والسياقات المفهومية لكل حقبة، بما يدعم فكرة الأدب الوطني بوصفه كيانًا متعدّد الجذور والأصوات.

كما يؤكد الباحث في طروحاته على أن التقطيع الثقافي لا يكتفي بإعادة بناء الجغرافيا الفكرية، بل يُعيد ترتيب الأصوات الثقافية المهمشة وإدماجها في بنية الخطاب الأدبي، على نحوٍ يُمكّن من استعادة المواطن مكانته الرمزية داخل السرد التاريخي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الدرعي: الذكاء الاصطناعي في الفتوى فرصة وتحدٍ

أكد عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف والزكاة في أبوظبي، ضرورة تبني منهجية واضحة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى، معتبرًا أنه تحدٍ كبير، لكنه في الوقت ذاته يوفر فرصًا إيجابية أبرزها السرعة في الوصول إلى الفتاوى والمعلومات.

تحذير من تزييف الصور واختراق المنظومات الفكرية

وحذّر الدرعي، خلال مؤتمر صحفي من الاستخدام السلبي للتقنيات الحديثة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يُستخدم في تزييف الصور وتضليل الرأي العام، ما يؤثر على تنشئة الأجيال ويخترق المنظومات الفكرية والدينية، داعيًا إلى ضرورة رفع الوعي العام ومواجهة هذه التحديات برؤية دينية رشيدة.

 هل يمكن إنشاء منظومة فتوائية ذكية لا تنفصل عن الخطاب الديني؟

طرح الدرعي تساؤلًا محوريًا: "هل نحن قادرون على إنشاء منظومة فتوائية بالذكاء الاصطناعي لا تنفصل عن الخطاب الديني؟".

وشدد على أهمية أن تكون الرقابة العلمية والشرعية جزءًا أساسيًا من أي نظام فتوائي ذكي، حتى لا يتحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة تضليل، بدلًا من كونه وسيلة لخدمة الدين وتيسير الفهم.

طباعة شارك الذكاء الاصطناعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية الفتاوى

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء ناعيا صنع الله إبراهيم: إرثه الأدبي سيجعل منه أيقونة خالدة بمسيرة الإبداع
  • هل يصبح الجزائري عمورة الصفقة الأغلى في تاريخ بنفيكا؟
  • أحد أعمدة السرد العربي المعاصر.. وزير الثقافة ينعي صنع الله إبراهيم
  • الجزائري محرز الثاني.. اللاعبون الأعلى أجرا في الدوري السعودي
  • وزير الشئون الدينية الجزائري: لا بديل عن المفتي البشري في زمن الذكاء الاصطناعي
  • الدرعي: الذكاء الاصطناعي في الفتوى فرصة وتحدٍ
  • الأجندة الثقافية في سوريا ليوم الثلاثاء ال12 من آب 2025
  • تأمّلات في الخطاب الأدبي العربي المعاصر.. إصدارٌ يتناول الظاهرة الأدبية المعاصرة في الوطن العربي
  • الفرق الأدبي بين القطّ البريطاني والقطّ العربي!
  • أكبر الأكاذيب المؤسسة لإسرائيل