الإفراج عن إمام مسجد عمر بن الخطاب في عدن بعد اقتحام أمني مثير للجدل
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
عاد الشيخ محمد الكازمي، إمام وخطيب مسجد عمر بن الخطاب بمديرية المنصورة في عدن، للظهور العلني للمرة الأولى مساء الخميس، عقب الإفراج عنه من قبل جهات أمنية، بعد ساعات من احتجازه في واقعة وصفت بأنها انتهاك صارخ لحرمة بيوت الله، وأثارت سخطًا واسعًا في الأوساط الدينية والشعبية والسياسية في عدن.
احتجاز فجري داخل المسجد
فجر أمس الخميس، وبينما كان المصلون يؤدون صلاة الفجر في مسجد عمر بن الخطاب، داهمت قوة أمنية مجهولة الهوية المسجد بشكل مفاجئ، وسط ذهول وصدمة المصلين.
الاقتحام أثار ردود فعل غاضبة واستنكارًا عامًا، واعتُبر تعديًا مباشرًا على حرمة المساجد ومساسًا بهيبة الدين، كما أثار تساؤلات مقلقة حول آليات تنفيذ القانون في مدينة شهدت في السنوات الأخيرة توترات أمنية متقطعة.
ردود فعل رسمية: إدانة وتحقيق فوري
في أعقاب الضجة، أصدر محافظ عدن، الذي يشغل أيضًا رئاسة اللجنة الأمنية في المحافظة، توجيهًا عاجلًا بفتح تحقيق فوري في الحادثة، ومحاسبة المسؤولين عن هذا التصرف.
وأكد المحافظ في بيان رسمي: "نرفض وبشكل قاطع أي ممارسات تخرق قدسية بيوت الله، أو تهز ثقة المواطن بالأجهزة الأمنية… وسنتخذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث."
ورغم هذا التوضيح، لم تصدر حتى مساء الخميس أي تفاصيل رسمية حول دوافع الاقتحام أو الجهة التي أصدرت الأوامر.
أول ظهور للكازمي: ترحيب شعبي ورسالة صمود
وظهر مساء أمس الخميس الشيخ محمد الكازمي بعد الإفراج عنه، وسط استقبال شعبي كبير في محيط المسجد، حيث احتشد العشرات من المصلين وأبناء الحي للترحيب بعودته.
وقد بدت على الشيخ علامات الإرهاق، لكنه حرص على التحدث بكلمات موجزة طمأن فيها الحضور، مؤكدًا أنه بخير، ومشددًا على أن "حرمة المساجد خط أحمر لا يجوز تجاوزه".
بيان قبائل باكازم.. لهجة تصعيدية وتحذير شديد
وفي تصعيد لافت، أصدرت مشايخ وأعيان قبائل باكازم بيانًا ناريًا مساء الخميس، أدانوا فيه بأشد العبارات ما وصفوه بـ"الاقتحام الهمجي" للمسجد، و"الاعتقال غير القانوني" للشيخ الكازمي.
وأكد البيان أن القوة الأمنية التي نفذت الاقتحام قادت العملية بطريقة مهينة وغير إنسانية، وحملوا السلطات الأمنية والمحلية في عدن المسؤولية الكاملة عن الواقعة.
وطالب البيان بـ"رد الاعتبار للشيخ الكازمي"، والاحتكام إلى قبائل باكازم في معالجة ما وصفوه بـ"الانتهاك"، مشيرين إلى أن "أي تجاهل أو مماطلة سيقابل بإجراءات تصعيدية من جانب القبائل".
البيان الذي حمل توقيع مشايخ وأعيان قبائل باكازم ختم برسالة شكر لكل من ساندهم ووقف إلى جانبهم، في إشارة إلى اتساع رقعة التضامن الشعبي والقبلي مع الكازمي.
من هو الشيخ محمد الكازمي؟
الشيخ محمد الكازمي يُعد من أبرز دعاة عدن، وأحد الرموز الدينية المحترمة في مديرية المنصورة. يُعرف بخطابه المعتدل والبعيد عن التحريض، وله تأثير واسع بين مختلف الفئات، لا سيما الشباب.
عُرف عنه دفاعه عن القيم السلمية والدعوة إلى ضبط النفس والحفاظ على مؤسسات الدولة، في زمن طغت فيه الخطابات المتطرفة والانقسامات السياسية.
تداعيات الحادثة.. أزمة ثقة جديدة بالأمن
الحادثة أعادت فتح ملف التجاوزات الأمنية في عدن، وأثارت مخاوف من تحول المساجد إلى ساحات تصفية حسابات أو استعراضات قمعية، وهو ما يُنذر بموجة غضب قد تُهدد تماسك النسيج الاجتماعي.
ودعت شخصيات سياسية ودينية إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق، وعدم الاكتفاء بتصريحات تهدئة، معتبرين أن "ما حدث يمس كل مواطن يطمح لدولة قانون وعدالة".
من يسيطر على عدن؟
تُدار مدينة عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، والذي يفرض سيطرته الأمنية والعسكرية على مفاصل المدينة منذ سنوات، رغم الاعتراف الرسمي بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
ويُعرف عن عدن أنها تخضع لشبكة معقدة من الأجهزة الأمنية، بعضها يتبع للمجلس الانتقالي، وأخرى تُنسّق مع قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات، ما يجعل من المشهد الأمني هناك متداخلًا وغير شفاف.
وتُعد الحوادث الأخيرة ـ كاقتحام المساجد أو الاعتقالات خارج القانون ـ جزءًا من تراكمات خلل أمني وهيكلي يعاني منه السكان، وسط غياب واضح للمساءلة الفعلية وتضارب الصلاحيات بين الجهات النافذة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية عدن اليمنية اختطاف اليمن امن عدن امام المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی عدن
إقرأ أيضاً:
ستارمر ينقذ حكومته بـتنازلات ضخمة في قانون الرعاية الاجتماعية.. تراجع مثير للجدل
قدّم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تنازلات كبيرة لنواب من حزبه، حزب العمال، المعارضين لمشروع قانون الرعاية الاجتماعية الجديد، مما قلّص احتمالات هزيمته في تصويت حاسم الأسبوع المقبل داخل مجلس العموم.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مصادر نيابية قولها: "إن التنازلات التي قدمتها رئاسة الحكومة ـ والتي قد تُكلّف خزينة الدولة مليارات الجنيهات خلال السنوات الثلاث المقبلة ـ تشمل تقييد تطبيق التخفيضات الجديدة على المستفيدين الجدد فقط، وعدم المساس بمن يتلقون الدعم مسبقًا، إضافة إلى فتح باب المشاورات مع منظمات الإعاقة حول التعديلات المثيرة للجدل.
وقال أحد النواب البارزين من معسكر الرافضين إن "الحكومة قدمت تنازلات ضخمة، كافية لعبور القانون المرحلة الثانية من القراءة"، مضيفًا: "هدفنا لم يكن عرقلة الحكومة بل حماية الفئات الأكثر هشاشة".
ما طبيعة قانون الرعاية الاجتماعية الذي أثار العاصفة؟
القانون الذي أثار هذا الجدل يندرج ضمن خطة الحكومة الجديدة لـ"إصلاح نظام الرعاية الاجتماعية" في بريطانيا، ويهدف إلى خفض مخصصات الدعم المالي الموجهة للعاطلين عن العمل وذوي الإعاقة، وتشديد معايير الاستحقاق، ضمن ما وصفته الحكومة بـ"تحفيز العمل وتقليل الاعتماد على الدولة".
لكن منتقدي القانون ـ ومن بينهم نواب من حزب العمال نفسه ـ اعتبروا أن التعديلات تستهدف الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، خصوصًا ذوي الإعاقات المزمنة والعاطلين لأسباب صحية أو اجتماعية، وتؤسس لنظام "معاقِب" بدلًا من أن يكون داعمًا. كما حذرت منظمات إنسانية من أن القانون بصيغته السابقة كان سيُعرض ملايين الأشخاص لخطر الفقر والإقصاء الاجتماعي.
ضغط داخلي وفوضى محتملة
كانت الحكومة قد واجهت تمردًا واسعًا داخل صفوفها، بعد أن لوّح أكثر من 120 نائبًا من "العمال" بالتصويت ضد القانون. وسبق لأحد الوزراء أن قدّم استقالته احتجاجًا على المشروع، فيما تسربت معلومات عن اعتزام وزراء آخرين حذو حذوه في حال عدم تعديل النص.
ووسط تصاعد الأزمة، أوكل ستارمر مساء أول أمس الأربعاء مهمة التفاوض إلى طاقمه الخاص بقيادة مدير مكتبه مورغان ماك سويني، ونائبته أنجيلا راينر، في مفاوضات ماراثونية استمرت حتى صباح أمس الخميس.
وتفيد مصادر داخل الحزب، وفق "الغارديان"، بأن ستارمر ووزيرة المالية رايتشل ريفز سمحا لفريق التفاوض بتقديم "تنازلات ملموسة"، تشمل تخصيص مليار جنيه استرليني إضافي هذا العام لدعم خطط التوظيف، على أن تصل الميزانية الإجمالية إلى عدة مليارات خلال الدورة البرلمانية الحالية.
كما وافقت الحكومة على تجميد تطبيق بعض الإجراءات حتى انتهاء المشاورات مع منظمات ذوي الإعاقة، إضافة إلى إعادة النظر في تجميد العنصر الصحي ضمن "الائتمان الشامل"، والذي يستفيد منه المرضى المصابون بأمراض مزمنة أو مهددة للحياة.
أزمة قيادة داخل الحزب
وترى الغارديان أنه وعلى الرغم من أن التنازلات أنقذت الحكومة من هزيمة وشيكة، فإن هناك من يعتبر أن هذه الأزمة سلّطت الضوء على الهشاشة الداخلية داخل قيادة حزب العمال، وعدم رضا كتل مؤثرة عن أسلوب ستارمر في إدارة ملفات العدالة الاجتماعية.
يُذكر أن المعارضة اليمينية، وبعض النواب المحافظين، استغلوا التراجع لوصفه بأنه "خضوع للضغوط الداخلية"، ما قد يُضعف موقف ستارمر مستقبلاً في تمرير قوانين مشابهة.
https://www.theguardian.com/politics/2025/jun/26/starmer-offers-massive-concessions-on-welfare-bill-to-labour-rebels