الصحة العالمية: الأدلة تشير إلى أن فيروس كورونا انتقل من الخفافيش مباشرة أو عبر حيوان وسيط
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
أصدرت منظمة الصحة العالمية عبر لجنتها الاستشارية العلمية المعنية بأصول مسببات الأمراض الجديدة "ساجو" (SAGO)، تقريرًا حديثًا يؤكد أن ثقل الأدلة العلمية المتاحة يشير إلى انتقال فيروس كورونا SARS-CoV-2 من الحيوانات، سواء عبر الخفافيش مباشرة أو من خلال مضيف وسيط، كاحتمال مرجح لظهور الجائحة التي اجتاحت العالم منذ أواخر عام 2019.
وأوضحت المنظمة في بيانها أن التحقيق حول منشأ الفيروس لا يزال جاريًا، مشيرة إلى أن المعلومات المتاحة حتى الآن غير كافية لحسم جميع الفرضيات، بما في ذلك احتمالية التسرب من المختبرات.
الصحة: مطروح في عين القيادة السياسية.. ونهتم برأي المواطن الصحة تكشف: 5 معلومات هامة عن لبن السرسوب وفوائده للمولود بعد الولادة مباشرةوأكد الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن جميع الفرضيات لا تزال مطروحة على الطاولة، مشددًا على ضرورة تعاون الصين والدول الأخرى ومشاركتها بالمعلومات المتوفرة لديها حول أصل الفيروس من أجل حماية البشرية من أوبئة مستقبلية محتملة.
مطالب متجددة من الصين بمزيد من الشفافيةفي سياق متصل، جددت المنظمة مطالبتها للصين بمشاركة مئات التسلسلات الجينية التي تخص حالات الإصابة الأولى، إلى جانب معلومات دقيقة عن الحيوانات التي كانت تُباع في سوق ووهان، والبيانات الخاصة بإجراءات السلامة داخل المختبرات الصينية.
لكن حتى الآن، لم تستجب السلطات الصينية لتلك المطالب بشكل كامل، ما يُصعب عملية التقييم الشامل لكافة السيناريوهات.
جهود دولية وتحديث علمي شامل
يتضمن التقرير الجديد تحديثًا لما صدر عن اللجنة في يونيو 2022، بناءً على دراسات محكّمة، تقارير ميدانية، نتائج استخباراتية، ومقابلات مع خبراء، بعد أكثر من 52 اجتماعًا مكثفًا مع باحثين وإعلاميين ومختصين.
وأكدت الدكتورة مارييتجي فينتر، رئيسة اللجنة، أن معرفة أصل كورونا "ليست فقط جهدًا علميًا بل ضرورة أخلاقية" من أجل منع انتشار أوبئة جديدة وإنقاذ الأرواح وتقليل المعاناة الإنسانية حول العالم.
جهود سابقة وتحقيقات مستمرةفي عام 2020، أصدرت منظمة الصحة العالمية تفويضًا بدراسة أصول الفيروس، تبعه إرسال بعثة مشتركة إلى الصين في أوائل 2021، وصدور أول تقرير رسمي في مارس من نفس العام.
وفي يوليو 2021، أطلقت المنظمة مبادرة SAGO لتحقيق هدفين:
وضع إطار عالمي لفهم أصول مسببات الأمراض الناشئة.تطبيق هذا الإطار على حالة فيروس كورونا تحديدًا.وتؤكد الصحة العالمية أن العمل على تحديد منشأ الفيروس لا يزال غير مكتمل، وأنها ترحب بأي أدلة جديدة قد تساهم في كشف الحقيقة.المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: فيروس كورونا منظمة الصحة العالمية أصل كوفيد الخفافيش سوق ووهان الصين الأوبئة المستقبلية الصحة العالمیة
إقرأ أيضاً:
منظمة الصحة العالمية: لا علاقة بين اللقاحات واضطرابات التوحد
أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، الخميس، أن لجنة الخبراء العالمية المعنية بسلامة اللقاحات أكدت بصورة قاطعة عدم وجود أي علاقة سببية بين اللقاحات واضطرابات التوحد، وذلك استنادا إلى مراجعة شاملة لـ31 دراسة أجريت على مدى 15 عاما في عدة دول.
وقال غيبرييسوس، خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر المنظمة بجنيف، إن النتائج الجديدة تعزز ما خلصت إليه المنظمة منذ سنوات، موضحا أن لقاحات الطفولة، بما في ذلك اللقاحات المخصصة للنساء الحوامل، واللقاحات التي تحتوي على الألمنيوم أو مادة الثيميروسال، “لا تسبب التوحد”.
وأضاف غيبرييسوس أن اللقاحات تعد من أهم الابتكارات في تاريخ الطب الحديث، مشيرا إلى دورها الكبير في خفض وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 11 مليون وفاة سنويا إلى 8.4 ملايين خلال ربع قرن.
كما لفت إلى أن اللقاحات ساهمت في الحد من انتشار فيروس كورونا، كاشفا أن المنظمة صنفت خلال الأسبوع الماضي متحوّرا جديدًا للفيروس ضمن قائمة المتحورات الخاضعة للمراقبة.
وفي سياق متصل، أعلن المدير العام إطلاق منظمة الصحة العالمية خطة استراتيجية موحدة لمواجهة التهديدات الحالية والمحتملة لفيروسات كورونا، وتشمل كوفيد-19 ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (المعروفة بـ"أنفلونزا الإبل") وأمراضا جديدة قد تنجم عن فيروسات كورونا المختلفة. وأوضح غيبرييسوس أن الخطة الجديدة تشكل “نقطة تحول” في الانتقال من مرحلة الاستجابة الطارئة لجائحة كورونا إلى إدارة مستدامة وطويلة الأمد قائمة على التكامل والاستعداد.
وجاءت هذه التصريحات في ظل تجدد الجدل داخل الولايات المتحدة حول علاقة اللقاحات بالتوحد، بعدما أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطلع العام، ادعاءات بشأن وجود ارتباط بين تلقي الأطفال للقاحات وبين ارتفاع انتشار اضطرابات التوحد، إلى جانب حديثه عن تأثير تناول النساء الحوامل لمسكن الباراسيتامول.
وتفاقم الجدل الشهر الماضي عقب تصريحات لوزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي جونيور، قال فيها إنه وجه المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها لتغيير موقفها التاريخي الذي ينفي وجود علاقة بين اللقاحات والتوحد.
وأثارت تصريحاته غضب أربع ولايات ديمقراطية—كاليفورنيا وأوريغون وهاواي وواشنطن—التي وصفتها بأنها "مضللة وخطيرة"، مؤكدة أنها "تهدد الأمن الصحي" في البلاد، ومشددة على استمرارها في نصح العائلات الأمريكية بضرورة تلقيح أطفالهم.
جذور الادعاء الخاطئ
تعود النظرية المضلّلة التي تربط بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) وازدياد حالات التوحد إلى دراسة نشرت عام 1998 قبل أن تسحب لاحقا، بعدما أثبتت الأبحاث العلمية المتتابعة أن نتائجها مزورة وتفتقر إلى الأساس العلمي.
ورغم إسقاطها من المجتمع الطبي، لا تزال تلك الادعاءات تعود للواجهة من حين لآخر، ما يدفع منظمة الصحة العالمية إلى تجديد تأكيدها على سلامة اللقاحات وفاعليتها.