ماذا يعني رفض الشيوخ تقييد صلاحيات ترامب في الحرب مع إيران؟
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
في تطور لافت يعكس استمرار الدعم الجمهوري الواسع لنهج الرئيس دونالد ترامب في السياسة الخارجية، رفض مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ضئيلة مشروع قانون يهدف إلى تقييد صلاحيات الرئيس في شن حرب ضد إيران دون تفويض مسبق من الكونجرس.
وجاء التصويت في جلسة شهدت انقسامًا حزبيًا حادًا، حيث صوت معظم أعضاء الحزب الجمهوري ضد المشروع، معتبرين أنه يحد من مرونة الرئيس في التعامل مع التهديدات الأمنية المتزايدة في الشرق الأوسط.
في المقابل، رأى الديمقراطيون وداعمون مستقلون أن استمرار منح الرئيس صلاحيات واسعة دون رقابة برلمانية يفتح الباب أمام "مغامرات عسكرية غير محسوبة" قد تجر الولايات المتحدة إلى نزاعات كارثية.
وكان مشروع القانون، الذي طرح في أعقاب تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، ينص على ضرورة حصول الرئيس على موافقة الكونجرس قبل القيام بأي عمل عسكري ضد إيران، ما لم يكن هناك "خطر وشيك" يهدد الأمن القومي الأمريكي.
ورغم تصويت بعض الجمهوريين المعتدلين لصالح المشروع، فإن الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ حالت دون تمريره، وسط تحذيرات من أن إقراره "قد يضعف هيبة الولايات المتحدة ويقيد قدرة القائد الأعلى للقوات المسلحة على الرد السريع على التهديدات"، بحسب تعبير زعيم الجمهوريين في المجلس.
من جانبه، رحب البيت الأبيض بنتيجة التصويت، مؤكداً أن الرئيس ترامب "يحتفظ بالحق الكامل في اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المصالح الأمريكية وردع العدوان الإيراني"، مشيرًا إلى أن القيود المقترحة كانت ستقيد "يد الرئيس في لحظة حاسمة".
في المقابل، انتقد زعيم الأغلبية الديمقراطية ما وصفه بـ"الانصياع الأعمى لسياسات ترامب العدوانية"، محذرًا من أن مواصلة التصعيد دون مساءلة تشريعية قد تجر الولايات المتحدة إلى صراع مفتوح في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، خاصة بعد تبادل الضربات العسكرية والتصريحات النارية، ووسط تحذيرات من اندلاع مواجهة شاملة في منطقة الخليج، تنذر بتداعيات أمنية واقتصادية عالمية.
وفي ظل هذا الانقسام، يبدو أن الكونجرس الأمريكي سيظل عاجزًا عن كبح جماح البيت الأبيض فيما يتعلق بالسياسات العسكرية تجاه إيران، في وقت يتزايد فيه القلق الدولي من انزلاق الأوضاع نحو حرب شاملة في الشرق الأوسط.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكونجرس ترامب إيران
إقرأ أيضاً:
مجلس الشيوخ يجهض مساعي الديمقراطيين لتقليل صلاحيات ترامب في مواجهة إيران
رفض مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، مشروع قانون تقدم به الديمقراطيون لتقييد صلاحيات الرئيس دونالد ترامب في استخدام القوة العسكرية ضد إيران. جاء ذلك بعد ساعات من تهديد الأخير بأنه قد ينظر في شن مزيد من الغارات عليها. اعلان
حصل مشروع القانون على رفض 53 صوتًا، بينما دعمه 47 ديمقراطيًا سعوا إلى تقليص صلاحيات الرئيس.
وظهرت الاصطفافات الحزبية بشكل واضح في العملية، باستثناء إثنين غردا خارج السرب: الديمقراطي جون فيترمان من بنسلفانيا الذي صوت ضد المشروع مع الجمهوريين، والجمهوري راند بول من كنتاكي الذي صوت لصالح المشروع مع الديمقراطيين.
من جهته، قال السناتور تيم كين، مقدم المشروع والمعروف بمعارضته لهيمنة الجمهوريين، إن دستور بلاده يمنح الكونغرس السلطة الوحيدة لإعلان الحرب.
وأوضح أن أي أعمال عدائية ضد إيران يجب أن تكون مصرحًا بها إما بإعلان حرب أو تفويض محدد لاستخدام القوة العسكرية.
كين عبر "إكس": قرار إرسال أبنائنا وبناتنا إلى الحرب لا ينبغي أن يتخذه شخص واحد، خاصةً شخص مختل عقلياً. لهذا السبب، أنا أصر على إجراء تصويت في مجلس الشيوخ على قراري: لا حرب بدون تصويت من الكونغرس.وأضاف كين في خطاب ألقاه قبل التصويت: "إذا كنت تعتقد أن الرئيس يجب أن يعود إلى الكونغرس للحصول على موافقة، سواء كنت مؤيدًا أو معارضًا للحرب في إيران، فعليك دعم قرار مجلس الشيوخ المشترك رقم 59، ودعم الدستور الذي صمد على مر الزمن."
في المقابل، عارض السناتور الجمهوري بيل هاجيرتي من تينيسي، الذي شغل منصب سفير لدى اليابان خلال الولاية الأولى لترامب، المشروع، مشيرًا إلى أن تقييد صلاحيات ترامب قد يعرقل اتخاذ قرارات حاسمة في أوقات الأزمات.
وقال قبل التصويت: "يجب ألا نقيّد رئيسنا في خضم أزمة عندما تكون الأرواح على المحك."
في غضون ذلك، طالب المشرعون بمزيد من التفاصيل حول الضربات الأمريكية الأخيرة على إيران ومصير مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب.
Relatedضربات ترامب لإيران تُرسّخ قناعة كوريا الشمالية بالتمسك بسلاحها النوويترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي: لقد هزمت شرّ هزيمةترامب ينفي تقارير عن مساعدة إيران في برنامج نووي سلميوفي وقت سابق، صعّد ترامب من لهجته ضد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قائلاً: "لقد هزمت شر هزيمة." وأضاف أنه ألغى خطط رفع العقوبات عن طهران، ملوحًا بإمكانية استهدافها مجددًا إذا استمرت في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات خطيرة.
وكان مجلس الأمن القومي التابع لإدارة ترامب قد عقد اجتماعات مغلقة مع أعضاء الكونغرس يومي الخميس والجمعة لبحث الضربات الجوية على المنشآت النووية الإيرانية.
ومع ذلك، غادر العديد من الديمقراطيين الجلسة، مشيرين إلى أنهم لم يقتنعوا بأن المنشآت دُمّرت كما ادعت الإدارة.
وبموجب القانون الأمريكي، تُمنح قرارات مجلس الشيوخ المتعلقة بسلطات الحرب أولوية خاصة، مما يعني أن المجلس كان ملزمًا بالنظر فورًا في المشروع الذي قدمه كين هذا الشهر والتصويت عليه. لكن لتنفيذ القرار، كان يتوجب تمريره في مجلس النواب أيضًا.
في هذا السياق، قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الحليف المقرب من ترامب، إنه لا يعتقد أن الوقت مناسب لمثل هذا الإجراء.
وخلال ولاية ترامب الأولى عام 2020، قدم كين مشروع قانون مشابهًا للحد من قدرة الرئيس على شن حرب ضد إيران. ورغم أن المشروع أُقر في مجلسي الشيوخ والنواب بدعم من بعض الجمهوريين، إلا أنه فشل في تجاوز حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه الرئيس.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة