داعب سمعي صوت غريب بينما كنتُ نائمة ، فتحتُ عيني على إلتفاف أخوتي حول أبي الحبيب ، فقد جلب شيئاً جديداً لمنزلنا ، يقوم بتشغيله أمامهم ؛ يعلمهم طريقة عمل الجهاز..
جهاز مربع الشكل عليه اسطوانة دائرية الشكل سوداء ، يضع عليها أبرة صغيرة أسفل حامل متحرك ، ما أن بدأت بالعمل حتى صدح من خلالها صوت جميل وموسيقى رائعة .
مع انبهار أخوتي بذلك الجهاز الجديد ، قفزتُ من سريري وتسللتُ بينهم ؛ كلي فضول ماهذا الجهاز الجديد ، كنت في الثامنة من عمري عام ١٤٠١هـ – ١٩٨١م ، ولم أرى هذا الشيء من قبل..
ابتسم أخي الكبير قائلاً لي : هذا جهاز الموسيقى والأغاني اسمه (جراموفون) ، ضحكتُ على اسمه فقد كان صعباً بالنطق ، كلما رددتُ اسمه ضحكتُ على نفسي..
كان يختلف عن المذياع الصغير الخاص بوالدي ، الذي كان يحركهُ باحثاً عن الاخبار في إذاعة الشرق الأوسط ، وبعضاً من حفلات السيدة أم كلثوم عبر إذاعة صوت العرب من القاهرة..
والدي رحمه الله كان مثقفاً قارئاً متذوقاً للموسيقى والفنون ..
أصبح الجهاز الجديد الشغل الشاغل لأخوتي ، هذا يضع أسطوانة للعندليب الأسمر صادحاً بارجاء المنزل:
– الموج الأزرق في عينيك يناديني نحو الأعمق
وأنا ما عندي تجربة في الحب ولا عندي زورق
إني اتنفس تحت الماء إني أغرق
وما أن تنتهي الأسطوانة حتى تركض أختي المولعة بوردة الجزائرية واضعة أسطوانتها الحبيبة – موكب الصبر- مرددة معها :
قصتي ماهي بلغز و حب جديد على الكون
و محبتي لك عز ، وعيد ، و ضي عيون
حاول تفهمني بصوتي بحروفي بقلبي
لا صوت يكفي ولا حروف تشفي.
بينما أختي الكبرى تحب الست أم كلثوم ، لنحلق طيلة النهار مع القلب يعشق كل جميل ، نستشعر وجودنا بالحرم المكي عندما تقول :
مكة وفيها جبال النور
طلّه على البيت المعمور
دخلنا باب السلام
غمر قلوبنا السلام
بعفو رب غفور
فوقنا حمام الحما
عدد نجوم السما
طاير علينا يطوف
ألوف تتابع ألوف
طاير يهني الضيوف
بالعفو والمرحمة
من خلال الأسطوانات تعرفتُ على الشعراء والملحنين ، حيث كانت مكتوبة بوسط الاسطوانة ، عرفتُ نزار قباني ومحمد الموجي والأمير بندر بن فيصل وسامي احسان ومحمد بيرم التونسي ورياض السنباطي …والكثير..
عندما يحمل لنا والدي كل جديد لمنزلنا ، نبتهج ونفرح وتتعالى ضحكاتنا ، كان حدود تفكيرنا ذاك الوقت المتعة فقط ، لم نعلم المغزى الأساسي من هذه العطايا والهبات التي يغدق بها والدي علينا إلا حينما نضجنا..
الجراموفون ، كان إضافة رائعة من والدي ليثري ثقافتنا ويرفع من مستوى الذوق و الحس الموسيقي بنا..
مليون شكر لوالدي رحمه الله..
وشكراً
للموسيقى الراقية
هذبت الروح
وطوعت العقل
وسمت بالقلب
وربت الجوارح على السلام
وحاربت في النفس العنف
وسفك الدماء..
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
أسرة عبدالحليم حافظ تطالب بمنع عرض حفل يحمل اسمه في الكويت
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- طالبت أسرة الفنّان المصري الراحل عبدالحليم حافظ، الأربعاء، بمنع عرض حفلٍ يحمل اسمه في الكويت، عشيّة إقامة الحفل الذي من المقرر أن يحييه الفنّانان المصريان هاني شاكر، وخالد سليم.
وأصدر الوكيل القانوني للأسرة المحامي المصري ياسر قنطوش بيانًا، خاطب فيه وزيري الإعلام والثقافة في الكويت، ورئيس دار الأوبرا - مسرح الشيخ جابر الأحمد الثقافي، والنائب العام الكويتي بـ"منع عرض الحفل لحين استيفاء الورثة لحقوقهم،"، وفقًا لما نشره موقع "بوابة الأهرام" الحكومي المصري.
وجاء في البيان: "كانت أسرة الفنان الكبير عبد الحليم حافظ، بصدد تعاقد على إحياء حفلين مع شركة كويتية تحت عنوان (حليم)، مُخصص للفنان عبد الحليم حافظ، وذلك يومي 11 و12 من شهر ديسمبر الجاري، وتم الاتفاق على إحياء الحفلين من خلال التعاقد مع الفنان هاني شاكر والفنان خالد سليم، وبالفعل تم الاتفاق الشفوي على موافقة الأسرة بمنح الشركة الكويتية حق استخدام اسم وصورة عبد الحليم دون استخدام أي إعلان باسمه أو صورته".
وأضاف البيان: "وبعد أن تم توقيع العقود وإرسالها عن طريق الإيميل فوجئت الأسرة بعدم تنفيذ الشركة الكويتية لكافة الالتزامات المذكورة في العقد، بل تجاوزت وتعاقدت مع معلنين ورعاة دون موافقة ومعرفة الأسرة، بالإضافة إلى عمل إعلان بالذكاء الاصطناعي دون موافقة أو إذن من الورثة".
ولم يصدر عن الشركة المنظمة للحفل في الكويت، رد على بيان أسرة الفنّان عبدالحليم حافظ حتى تاريخه، ونشر الحساب الرسمي للشركة على إنستغرام، مقاطع فيديو لاستقبال الفنّان المصري هاني شاكر في المطار، وبروفة للفنّان خالد سليم استعداداً لإحياء الحفلين.
View this post on Instagram الكويتمصرمشاهيرموسيقىنجومنشر الأربعاء، 10 ديسمبر / كانون الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.
من عالم العقارات إلى الدبلوماسية الفظة.. كيف انعكست النزعة الفوقية في هفوات خطاب توم براك؟