العُمانية: احتفلت اليوم قيادة شرطة محافظة شمال الباطنة باليوم العالمي لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، الذي يوافق الـ 26 من يونيو من كل عام، بالتعاون مع لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس البلدي ومكتب محافظ شمال الباطنة، تحت شعار "كسر القيود: الوقاية والعلاج والتعافي للجميع".

جاءت الفعالية لتجسّد التعاون المؤسسي والمجتمعي في التصدي لآفة المخدرات، حيث اشتملت على جلسة حوارية شارك فيها عدد من المختصين من الجهات المعنية، ناقشوا خلالها أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع، وسبل الوقاية منها، وأهمية التكامل بين الأدوار الدينية والقانونية والصحية والتوعوية بهدف رفع الوعي وتعزيز الحصانة المجتمعية من هذه الآفة.

وتضمنت الفعالية عروضًا توعوية سلّطت الضوء على جهود شرطة عُمان السلطانية في مكافحة المخدرات وضبط مروجيها، بالإضافة إلى مشهد تمثيلي واقعي يجسّد المخاطر التي تواجه المدمنين، وفيلم مرئي بتقنية الذكاء الاصطناعي تناول قصة متعافٍ من الإدمان، مسلطًا الضوء على رحلة التعافي وأهمية الدعم المجتمعي والأسري للعودة إلى الحياة الطبيعية.

كما شهدت الفعالية تنظيم مسابقات ثقافية وتوعوية حول القوانين المتعلقة بالمخدرات، وآليات الوقاية، وأدوار المجتمع في الحد من هذه الظاهرة، إلى جانب افتتاح المعرض المصاحب الذي ضمّ 18 ركنًا، شاركت فيه عدد من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، وقدّم من خلاله المشاركون مواد تعريفية وتوعوية حول جهود كل جهة في مجال الوقاية من المخدرات، مما يسهم في تعزيز التكامل المؤسسي في هذا الجانب.

ويأتي تنظيم هذه الفعالية تأكيدًا على الدور الحيوي الذي تضطلع به الجهات الأمنية والمدنية في توعية المجتمع، وتكريس مبدأ الوقاية كخط دفاع أول، ضمن الجهود الوطنية المستمرة في مكافحة المخدرات وحماية النشء من أخطارها.

رعى المناسبة سعادة الشيخ محمد بن عبدالله البوسعيدي والي صحار.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مسار النظام العالمي في خطاب ترامب: قيادة أم هيمنة؟

أحمد بن محمد العامري

في ظل التحولات العميقة التي يشهدها العالم خلال العقدين الأخيرين، عاد إلى الواجهة الحديث عن "النظام العالمي" وتوازناته الجديدة خاصة مع صعود قوى كبرى مثل الصين، وتنامي أدوار إقليمية فاعلة في الشرق الأوسط وأزمات ممتدة مثل الحرب في أوكرانيا والحرب الصهيوامريكية على إيران.
في هذا السياق برز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كصوت صريح، يتحدث بوضوح عن رغبته في إعادة رسم "مسار النظام العالمي". هذه العبارة التي يستخدمها ترامب، وإن بدت في ظاهرها سياسية أو استراتيجية، تحمل في طياتها دلالات أعمق، تتعلق برؤية أحادية للقيادة الدولية وربما تعكس رغبة في إعادة إنتاج الهيمنة الأمريكية مدعومة بشراكة إستراتيجية وثيقة مع إسرائيل.

عندما يستعمل ترامب عبارة "مسار النظام العالمي"، لا يتحدث عن نظام تشاركي تعددي تقوده التفاهمات الدولية، بل عن تصور أحادي يعيد تمركز الولايات المتحدة في قلب النظام الدولي كقوة لا تقبل المزاحمة، ولا تسمح بظهور منافسين مؤثرين.
 إن هذا التصور يقوم على منطق النفوذ لا الشراكة، وعلى فرض المعايير الأمريكية في السياسة والاقتصاد والثقافة، لا تبادلها أو التفاوض بشأنها. الدول، وفق هذا التصور، إما أن تكون "مع أمريكا بالكامل"، أو توضع في خانة الدول "التي يجب مواجهتها" عبر أدوات الضغط والعقوبات والعزل.

الأمر اللافت في خطاب ترامب حول "مسار النظام العالمي" هو تماهيه شبه الكامل مع الأجندة الإسرائيلية خصوصًا في الملفات المتعلقة بالشرق الأوسط.
لقد أعاد ترامب صياغة العلاقة مع إسرائيل ليس فقط كحليف إستراتيجي بل كامتداد طبيعي للسياسات الأمريكية، حتى بدا أن مصالح الطرفين تندمج في مشروع واحد.
تجلى ذلك في سلسلة من الخطوات المثيرة للجدل، أبرزها: الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، دعم ضم الجولان، إلغاء الدعم الأمريكي لوكالة الأونروا، وتقديم "صفقة القرن" التي حاولت تصفية القضية الفلسطينية على المستوى السياسي والاقتصادي وحرب غزة وقصف إيران.

كل هذه السياسات لم تكن عشوائية أو ظرفية، بل تعكس جزءًا من تصور أوسع يرى أن "المسار الصحيح" للعالم يجب أن يتبنى الرؤية الأمريكية–الإسرائيلية، سواء من حيث التحالفات أو إعادة تعريف العدو والصديق.
الدول التي لا تدخل هذا المسار - سواء الصين، روسيا، إيران، أو حتى بعض الدول الأوروبية التي تحاول الحفاظ على استقلالية نسبية توضع تحت ضغط سياسي واقتصادي مباشر، وتُحمّل مسؤولية "تقويض النظام العالمي".

من هذا المنظور، فإن عبارة "مسار النظام العالمي" في خطاب ترامب لا تُفهم إلا كدعوة مبطنة إلى الامتثال والخضوع. ليست دعوة للحوار الدولي، بل إنذار بأن من لا يسير وفق الرؤية الأمريكية–الإسرائيلية الجديدة سيُستبعد، أو يُعاقب، أو يُواجه. هو منطق يقوم على فكرة التفوق والوصاية، لا على مبدأ الشراكة والمساواة بين الدول.

لكن ما يغفله هذا الخطاب هو أن العالم لم يعد ذلك الذي خرج من الحرب الباردة في التسعينيات. تعدد الأقطاب أصبح أمرًا واقعًا وصعود قوى اقتصادية وعسكرية جديدة مثل الصين وروسيا يعيد تشكيل توازنات القوة. كما أن الشعوب، وخصوصًا في العالم العربي والإفريقي، لم تعد تقبل بالتبعية المطلقة، بل باتت تطالب بالاستقلال في القرار والتنمية وفقًا لأولوياتها، لا وفقًا لما يُرسم لها من الخارج.

في ختام القول، فإن "مسار النظام العالمي" كما يراه ترامب ليس إلا محاولة لإعادة تمركز القوة الأمريكية وفرض الرؤية الإسرائيلية كشريك أساسي في صياغة مستقبل العالم، خصوصًا في في منطقتنا العربية وجوارها الجغرافي.
لكن هذه الرؤية رغم قوتها الإعلامية والسياسية، تصطدم بواقع دولي يتغير بسرعة وبتنامي رفض شعبي ونخبوي عالمي لأي مشروع هيمنة جديد، مهما حاول أن يرتدي ثوب "القيادة". فالمستقبل لن يُبنى على الإملاء، بل على الشراكة والاحترام المتبادل، وإلا فإن النظام العالمي سيعاد تشكيله رغمًا عن إرادة من يريد احتكاره.

ahmedalameri@live.com

مقالات مشابهة

  • شرطة دبي تطلق معرضاَ توعوياً لمكافحة المخدرات
  • في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.. إتلاف ملايين الحبوب المخدرة وعشرات الكيلوات من الحشيش في إب وصعدة
  • برامج اجتماعية متنوعة لطلبة شمال الباطنة
  • التوعية بجهود مكافحة المخدرات بشمال الباطنة
  • فعالية توعوية في إب بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
  • أسوان تحتفل باليوم العالمي للتبرع بالدم بمشاركة مجتمعية واسعة وماراثون إنساني
  • بن حبتور والرهوي يشاركان في ندوة باليوم العالمي لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية
  • بن حبتور والرهوي يشاركان في ندوة باليوم العالمي لمكافحة المخدرات
  • مسار النظام العالمي في خطاب ترامب: قيادة أم هيمنة؟