عربي21:
2025-07-02@06:30:25 GMT

هل تنضج الصفقة؟ مداولات إسرائيلية في ظل الإبادة

تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT

يتحدث الإسرائيليون عن الملفات التي تشغلهم في هذه الفترة، وهي استكمال استدخال المنطقة العربية في الاتفاقات الإبراهيمية، ويجري التركيز بنحو لحوح على سوريا، والسيناريوهات المحتملة بخصوص مستقبل حربهم الإبادية على غزة، وتثبيت إنجاز العدوان الأخير على إيران، وفي هذا السياق تأتي الوقائع ذات الصلة، من اجتماعات حكومة بنيامين نتنياهو لمناقشة السيناريوهات الموضوعة للتعامل مع مستقبل حرب الإبادة على غزة، إلى زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن، والذي يبدو أنّه يدير حوارا مع الأمريكان حول هذه الملفات الثلاثة المترابطة مع بعضها، بما من شأنه أن يمهد لزيارة نتنياهو إلى واشنطن للحديث رأسا برأس، وهو الأمر الذي سوف ينبني عليه الحسم الإسرائيلي للسيناريوهات التي يجري بحثها بخصوص مستقبل الإبادة على غزة.



يتحدث الإسرائيليون بكثافة عن احتمالات السلام مع سوريا، بما هو أكبر مما تسمح به الوقائع الحالية المعلنة، لكن لا مناص من محاولة فهم لماذا هذا التركيز على السلام مع سوريا بالرغم من كونه يبدو مستعجلا بالنسبة للمعطيات الراهنة، وهو أمر لا ينفكّ عن الاهتمام الأمريكي الواضح، المتصل بدوره مع دور وكلاء أمريكا في المنطقة، بتثبيت الاستقرار في سوريا من خلال الإدارة الجديدة. وقد بادرت إسرائيل منذ حصول التغيير في سوريا إلى التوسع في الأراضي السورية، ليس فقط لتعزيز المواقع الأمنية الإسرائيلية لمواجهة أي مخاطر مستقبلية، ولكن أيضا في سياق المبادرة العسكرية النشطة في الإطار السياسي، أيّ أن جوهر المبادرة العدوانية الحربية هو توفير أوراق قوّة للتأثير على قرارات الإدارة الجديدة، في المسعى الإسرائيلي الأكبر لإعادة تشكيل المنطقة كلها.

وبما أنّ هذه العوامل متضافرة، وقد انضمّ إليها ما هو فوريّ الدلالة بتوقيع ترامب أمرا تنفيذيّا برفع العقوبات عن سوريا، فإنّ شيئا ما تجري بلورته بهذا الخصوص، ربما هو بحاجة إلى صيغ نهائية تحفظ ماء وجه الأطراف المعنية، علاوة على تعلقه بملفات أخرى بحاجة إلى حسم إسرائيلي، أهمها حرب الإبادة على غزة، إذ الذهاب في صيغة تسووية بين أي طرف عربي وإسرائيل في غمرة الإبادة لن تكون سهلة على المستوى الدعائي، مهما كان شكل هذه الصيغة؛ هل هي اتفاق نهائي ناجز أم هي ترتيب متدرج للوصول إلى الاتفاق النهائي، وذلك بالرغم، إن كان الحديث عن سوريا، من الاستثمار الطويل في مأساة الشعب السوري وحاجته للاستقرار وإعادة بناء بلده بعد حرب دمرت كلّ شيء فيه، وفي دعاية تقزيم الخطر الإسرائيلي التي لم تكفّ للحظة طوال السنوات الماضية، وقد تكثفت حتى بعد انتهاء النفوذ الإيراني من سوريا وضموره في لبنان!

سربت المصادر الإسرائيلية في هذا السياق نقاشات الكابينت السياسي والأمني الإسرائيلي، الذي عرضت فيه ثلاثة سيناريوهات أساسية للتعامل مع غزة: توسيع الحرب إلى الاحتلال الكامل وفرض الأحكام العرفية مهما كانت الأثمان، وصفقة لتبادل الأسرى، والحصار المطبق حتى الإخضاع والاستسلام. وإزاء ذلك طرح بعض المسؤولين الإسرائيليين أفكارا إضافية، من قبيل زيادة عدد نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، وتشييد بيئة مدنية في منطقة رفح ونقل السكان إليها من جميع قطاع غزّة على أساس الفصل بين من هو مع حماس ومن هو ضدها. وبما أنّه وبحسب هذه المصادر الإسرائيلية لم يُحسم الأمر بعد، فقد نقلت ملاسنة رئيس الأركان زامير مع الوزيرين سموتريتش وبن غفير، بعدما اتهما الجيش بالتقاعس عن التقدم أكثر واستكمال مهمته، كما نقلت ما قيل عن تفضيل نتنياهو الذهاب إلى صفقة.

صحيح أنّ الإعلام الإسرائيلي مجند لخدمة الجهد الحربي والاستخباراتي الإسرائيلي، ويوظف في إطار الخديعة وهو أمر تشارك فيه الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، مما يوجب أخذ كلّ الاحتمالات الخطرة بعين الاعتبار، بما في ذلك أن تُقْدِم إسرائيل على توسيع عدوانها في غزة، أو تنفيذ عمليات أمنية كبيرة تتقصد اغتيالات في الخارج أو استنقاذ الأسرى من داخل غزة، أو أن تتجه لعدوان آخر في المنطقة، إلا أن ثمة ما يدفع نحو أخذ هذه التسريبات عن النقاشات الإسرائيلية بعين الاعتبار، وهو عدم قدرة إسرائيل على حسم خياراتها في غزّة.

وهنا ينبغي التفريق الموضوعي بين حالة غزة من جهة ولبنان وإيران من جهة أخرى، إذ يتورط بعض المعقبين ضمنيّا، وبعضهم صراحة، بتحميل حماس مسؤولية استمرار الحرب في غزة بسبب أدائها التفاوضي، مع أنّ الحاصل هو العكس، إذ لم يُعرض على حماس صيغة هدوء مقابل هدوء كتلك التي كانت مع إيران، ولا صيغة مجحفة لوقف إطلاق النار كما حصل مع لبنان، ولكن ما يعرض هو صيغ لاسترداد الأسرى فقط مع التأكيد على استمرار الحرب، ولكن حماس من جهتها صعبت المهمة الإسرائيلية بعدم استسلامها، وهو ما جعل خيارات الحسم الإسرائيلي أصعب.

وبما أنّ الحرب مع غزّة لم تكن خاطفة كما اعتادت إسرائيل ممّا جعل مسألة الحسم الآن لحوحة إسرائيليّا لا سيما مع طول أمد الحرب، وبعد ما تعده إسرائيل إنجازات على مستوى المواجهة مع إيران ينبغي استثمارها في تكريس الموقع الإسرائيلي في الإقليم العربي، وبما أنّ خيار الصفقة يناقش بالفعل داخل المؤسسة الإسرائيلية، ومع الولايات المتحدة الأمريكية، ويجري ربطه بأثمان تطبيعية تُمنح لإسرائيل، (حتى محاولة عقد صفقة قانونية مع نتنياهو وتدخل أمريكا في ذلك بخصوص القضايا المتهم فيها ليست بعيدة عن كلّ هذا)، فإنّ هذا الخيار محتمل، وهو منوط بالصيغة المقترحة، أي كيف سيكون شكل المقترح الجديد الذي سوف تعرضه أمريكا بعد إنضاجه بين ترامب ونتنياهو.

لكن هذا الربط بناء على المعطيات الموضوعية، وعلى النقاشات الإسرائيلية، لا ينبغي أن يطمس السيناريوهات الأخرى المطروحة، ولا سيما أنّها في قلب النقاش الإسرائيلي، كاستكمال الإبادة الإسرائيلية نحو الاحتلال الكامل، حتى لو كان هذا السيناريو يبدو كبيرا ومخاطره عالية، وهو محلّ خلاف في قلب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية كما هو واضح، فالتجربة أفادت بأنّ الإسرائيليين أنفذوا أكثر خططهم العسكرية سابقا، من احتلال رفح، إلى صيغ مقلصة من خطة الجنرالات في الشمال، إلى استكمال تدمير خانيوس وتهجير سكانها، إلى عربات جدعون، علاوة على بعض المغامرات الإجرامية الجريئة مثل عملية تحرير أربعة أسرى إسرائيليين في مخيم النصيرات في 8 حزيران/ يونيو 2024، والتي أفضت إلى استشهاد 274 مدنيّا فلسطينيّا إضافة إلى مئات الجرحى المدنيين، فطالما أنّ ترامب زود إسرائيل بقنابل وذخائر بقيمة تزيد على النصف مليار دولار أخيرا، والإقليم العربي بين العاجز والمتواطئ، والخسائر الإسرائيلية يجري تعويضها، بالرغم من طول أمد الحرب وانعكاس إنهاك الجيش الإسرائيلي بقسميه النظامي والاحتياط على المؤسسة العسكرية، وعلى المجتمع الإسرائيلي واقتصاده، وعلى الاستقطابات السياسية الإسرائيلية الداخلية، والشعب الفلسطيني في غزّة يجد نفسه وحيدا، فإنّه لا ينبغي التقليل من أيّ سيناريو خطر، ولو في حدود المجازر اليومية الراهنة، فإنّ كل يوم ثمنه دم عشرات الغزيين.

x.com/sariorabi

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الإسرائيليون غزة صفقة السيناريو إسرائيل غزة صفقة ابادة سيناريو مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة صحافة اقتصاد مقالات سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ633

الجديد برس| تتواصل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة، لليوم الـ 633 تواليًا، حمل كل يوم فيها آلامًا ومشاهد وداع متجددة مع كل صباح، في طق تفاقم الأوضاع الإنسانية المأساوية المتزامنة مع الحصار المطبق ومنع دخول المساعدات وسياسة التجويع التي أودت بحياة المئات من الأطفال والمرضى. ومنذ فجر اليوم الإثنين، استشهد 48 مواطنًا في استهدافات إسرائيلية لمختلف أنحاء القطاع. وفي جريمة جديدة ضد المجوعين في قطاع غزة، استهدف قصف إسرائيلي تجمعًا للمواطنين قرب مركز للمساعدات في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، صباح اليوم، ما أسفر عن استشهاد 13 مواطنًا وإصابة العشرات. وكثفت قوات الاحتلال من استهدافها للمدارس ومراكز الإيراء في قطاع غزة منذ مساء أمس الأحد، حيث طال القصف الإسرائيلي 5 مدارس، وهي: مدرسة فهد الصباح، ومدرسة حلاوة، ومدرسة الحرية، ومدرسة الفلاح، ومدرسة يافا. آخر التطورات.. وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية باستشهاد وإصابة عدد من المواطنين، قبيل ظهر اليوم، جراء استهداف الاحتلال لخيمة في مستشفى شهداء الأقصى، مشيرًا إلى أن صحفيًا أصيب في الاستهداف. وقالت، إن طيران الاحتلال استهدف منزلًا لعائلة سلامة في شارع صمامة بمنطقة حسن البنا بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. واستهدفت مسيّرة إسرائيلية خيمة داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة. وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارتين جويتين، إحداهما على منطقة البلد والأخرى على حي الكتيبة في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية بانتشال جثامين 4 شهداء من منتظري المساعدات قرب محور نتساريم جنوبي مدينة غزة. كما استهدفت غارتان إسرائيليتان خلف سوق البسطات في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وأصيب مواطن، صباح اليوم، بنيران الاحتلال بالقرب من مركز توزيع المساعدات في شارع الطينة جنوب غربي خانيونس، في حين شنت طائرات الاحتلال غارة بالقرب من شارع السكة وسط خانيونس. واستشهد مواطن صباح اليوم الإثنين، في قصف من مسيرة للاحتلال على شارع السكة بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. وأفادت مصادر إعلامية فلسطينة، باستشهاد وإصابة عدد من المواطنين، إثر استهداف الاحتلال لمجموعة من المواطنين عند دوار حلاوة بمدينة جباليا البلد شمال قطاع غزة. وأصيب مواطن إثر إطلاق نار من طائرة كواد كابتر إسرائيلية في عبسان الجديدة شرق خانيونس. واستشهد 3 مواطنين، في قصف إسرائيلي على منطقة الكتيبة شمالي خانيونس. وقال مجمع ناصر الطبي إن 4 شهداء ارتقوا في قصف إسرائيلي على فلسطينيين وسط وشمالي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • ولدت بعد 9 سنوات من العقم.. التجويع الإسرائيلي ينهك الطفلة “شام”
  • القسام تعلن قصف مستوطنتين بالصواريخ ردا على الإبادة الإسرائيلية
  • تقرير أممي يكشف تورط شركات عالمية كبرى بـجرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 56 ألفا و647 شهيدا
  • ارتفاع عدد الشهداء من صحفيي غزة إلى 228 منذ بدء الإبادة الإسرائيلية
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ633
  • ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الإسرائيلية إلى 56 الفا و531 شهيداً
  • وقفة في هولندا لإحياء ذكرى أطفال غزة ضحايا الإبادة الإسرائيلية
  • ارتفاع حصيلة ضحايا جرائم الإبادة “الإسرائيلية” بغزة إلى 56 ألفا و500 شهيد