الثورة نت:
2025-12-14@04:21:30 GMT

‏غزة تفضح ازدواجية المعايير الغربية

تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT

 

 

لقد كشفت الحرب الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة والتي زادت بقوة بعد تصريح ترامب عن اتفاق محتمل لوقف الحرب، بوضوحٍ لا لبس فيه أن القيم الليبرالية التي طالما روجها الغرب ليست سوى سراب خادع؛ فحقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية الدولية، التي طالما تغنى بها الغرب كأُسس حضارية، تتلاشى تمامًا وتفقد معناها الحقيقي عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية ومعاناة شعبها.


أثبتت هذه الأحداث الدامية بقوة أن كل الشعارات البراقة التي يرفعها الغرب ليست سوى أقنعة زاهية تسقط بلا تردد أمام المصالح الحقيقية؛ فبينما تُشن الحروب وتُفرض العقوبات بذريعة حماية هذه القيم في مناطق أخرى من العالم، تُقابل الفظائع المرتكبة في غزة بصمت مطبق، أو بتصريحات خجولة لا ترقى إلى مستوى الجرائم المرتكبة.
إن هذا التناقض الصارخ لا يدع مجالًا للشك في أن المبادئ التي يدعي الغرب التمسك بها هي مبادئ انتقائية، تُطبق وتُستغل متى ما خدمت الأجندات السياسية والاقتصادية، ويُضرب بها عرض الحائط متى ما تعارضت معها.
لقد دفعت أزمة غزة الكثيرين إلى إعادة النظر في مصداقية الخطاب الغربي حول الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان. فكيف يمكن للمجتمعات التي تدعي الدفاع عن الحريات أن تغض الطرف عن حصار خانق وجرائم حرب موثقة؟
إن هذه الحرب لم تكشف فقط عن حجم المعاناة الإنسانية في القطاع، بل كشفت أيضًا عن مدى التزييف الذي شاب مفاهيم العدالة الدولية والقيم الإنسانية في الخطاب الغربي.
إنها دعوة صريحة للعالم بأسره، وخاصةً في المنطقة العربية، لإعادة تقييم العلاقات الدولية وبناء رؤية جديدة تقوم على المصالح المشتركة والعدالة الحقيقية، بعيدًا عن الوعود الفارغة والشعارات الجوفاء.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

نزيف مستمر لقيادات القاعدة في اليمن: اغتيالات متكرّرة تفضح تفككًا داخليًا

تتسارع وتيرة الانهيار الداخلي داخل تنظيم القاعدة في اليمن بصورة غير مسبوقة، مع اتساع رقعة الاغتيالات والتصفيات التي تستهدف قادته الميدانيين خلال العام 2025، في مؤشر واضح على تفكك البنية التنظيمية وتآكل الثقة بين مكوّناته الداخلية. 

هذا "النزيف القيادي" لم يعد مجرد حوادث متفرقة، بل بات سمة ملازمة لحالة الاشتعال الداخلي التي يعيشها التنظيم على وقع انقسامات متعمقة وصراعات نفوذ وولاءات متضاربة، تزامناً مع الضربات الأمنية والاستخباراتية المتكررة التي قلّصت من قدرته على الحفاظ على وحدة الصف والسيطرة.

وفي أحدث حلقات هذا النزيف، قُتل القيادي الميداني السابق في التنظيم، باسل المرواح البابكري، الأربعاء، برصاص مسلح مجهول في منطقة حبان الوادي بمديرية حبان جنوبي محافظة شبوة، وفق ما أفادت مصادر محلية. وتشير المصادر إلى أن المسلح ترصد للبابكري وأطلق عليه النار من سلاح شخصي، ما أدى إلى مقتله على الفور، قبل أن يتمكن الجاني من الفرار دون التعرف على هويته أو دوافع الهجوم. 

ويُذكر أن البابكري كان أحد أبرز مسؤولي التنظيم في شبوة قبل أن تعتقله قوات "النخبة الشبوانية" في العام 2017، ليُفرج عنه في مطلع 2020.

جاءت هذه التصفية بعد 48 ساعة من غارة أمريكية بطائرة بدون طيار استهدفت اجتماعاً لقيادات التنظيم في أطراف مأرب، وأدت إلى مقتل القيادي الشرعي أبو عبيدة الحضرمي، ومرافقه في الجهاز الأمني للتنظيم أنيس الحاصلي، في ضربة وُصفت بأنها من الأعنف خلال الأشهر الماضية.

ومع استمرار تساقط القيادات، بات التنظيم يفقد كتلة مؤثرة من عناصره المحورية؛ إذ سجّلت الأشهر الأخيرة مقتل ما لا يقل عن 14 قائداً رفيعاً و10 مساعدين في عمليات اغتيال وهجمات جوية ومواجهات أمنية في مناطق جنوب وشرق اليمن، بحسب تقارير أمنية. وتشمل هذه القيادات مسؤولين عن التخطيط العملياتي، ووحدات الاغتيالات، وأجنحة التمويل والإمداد، ما انعكس مباشرة على قدرته على التنسيق وتماسك الهياكل التنظيمية.

الأحداث الأخيرة تعيد إلى الواجهة سلسلة طويلة من التصفيات التي هزّت التنظيم خلال العام، بينها مقتل القيادي البارز سليمان عبدالسلام الخشي الملقب بـ"شداد الخولاني" في محافظة المهرة في أغسطس الماضي، ونجاة القيادي عبدالواسع الصنعاني المعروف بـ"الصندوق الأسود للتنظيم" بعد تعرضه لإطلاق نار في وادي عبيدة بمأرب، بالإضافة إلى اغتيال خبير المتفجرات فواز القصيمي في المنطقة ذاتها على يد مسلح مجهول.

وترى مصادر أمنية أن ما يحدث داخل التنظيم يتجاوز نطاق الضربات الأمنية، ليصل إلى تصفية حسابات داخلية مرتبطة بصراع الأجنحة، وتباين الولاءات بين تيارات تتأرجح بين الارتباط بداعش أو القاعدة الأم، فضلاً عن صراع على الموارد المالية وخطوط الإمداد. 

هذه الانقسامات العميقة تُعد – وفق المصادر – أحد أبرز الأسباب وراء "انهيار منظومة الثقة" داخل التنظيم، وتحوّل قياداته إلى أهداف سهلة لخصومات داخلية وكمائن تُنصب من داخل الصف نفسه أكثر مما تأتي من خارجه.

وبينما يواصل التنظيم خسارة قادته واحداً تلو الآخر، تتزايد المؤشرات على أنه يمر بمرحلة هي الأكثر هشاشة منذ سنوات، ما يهدد بقاءه ككيان منظم، ويفتح المجال أمام مزيد من التشظي وتحوّل عناصره إلى خلايا متناثرة قد تكون أكثر عشوائية وخطورة، خصوصاً في المحافظات التي شهدت عودة للاضطرابات خلال العام الجاري.

مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء تطلق «ميثاق الفتوى والكرامة الإنسانية» في الندوة الدولية الثانية.. الاثنين
  • مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يحذر من حوادث نووية محتملة في الحرب الأوكرانية
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • السودان بين العواصف الدبلوماسية وتضييق الخناق الدولي على المليشيات وتصاعد الأزمة الإنسانية
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • العفو الدولية تتهم حماس بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"
  • عميد قصر العيني: أعمال التطوير تواكب المعايير العالمية
  • معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • نزيف مستمر لقيادات القاعدة في اليمن: اغتيالات متكرّرة تفضح تفككًا داخليًا