في إطار رؤية تنموية شاملة يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي للنهوض بالقطاع الزراعي، تشهد مصر تحولًا نوعيًا في زراعة النخيل، لا سيما من حيث التركيز على الأصناف عالية الجودة التي تحمل قيمة اقتصادية مرتفعة، سواء للاستهلاك المحلي أو للتصدير، ومع ما تملكه البلاد من مخزون ضخم من أشجار النخيل، فإن المساعي الحالية تتركز على تعزيز الجودة والتنوع، مما يعكس توجهًا استراتيجيًا للنهوض بهذه “الزراعة الذهبية”.

قال حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، إن مصر تمتلك أعدادًا ضخمة من أشجار النخيل، لكنها بدأت في الآونة الأخيرة بالتحول إلى زراعة أصناف عالية الجودة مثل “البرحي” و”المجدول”، والتي تُعد من أجود أنواع التمور المطلوبة عالميًا، وأوضح أن هذه الأصناف تحقق عائدًا اقتصاديًا مرتفعًا، وهي تتماشى مع توجيهات الرئيس بزراعة مليون نخلة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يشكل قفزة نوعية في مسار الزراعة التخصصية والتصديرية.

أبوصدام أكد أن مصر تتصدر بالفعل المرتبة الأولى عالميًا في إنتاج التمور من حيث الكمية، لكنها الآن تسير بخطى ثابتة نحو الصدارة في الجودة والتصدير أيضًا، خاصة بعد التوسع في زراعة الأصناف ذات الجدوى الاقتصادية العالية. وأشار إلى أن التمور المصرية باتت مطلوبة في أسواق كثيرة، ما يعزز من فرص دخولها ضمن قوائم التصدير الدائمة للدولة.

واعتبر نقيب الفلاحين أن زراعة النخيل في مصر ليست مجرد نشاط زراعي، بل هي صناعة متكاملة ذات مستقبل واعد، خاصة أن شجرة النخيل تتكيف مع طبيعة البيئة المصرية الجافة، ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، كما أنها تتحمل ملوحة التربة، مما يجعلها الخيار الأمثل للزراعة في معظم أنحاء البلاد.

وأوضح أبوصدام أن مصر كانت تستورد سابقًا بعض الأصناف الممتازة من التمور، لكن الوضع تغير الآن، حيث أصبحت البلاد تمتلك هذه الأصناف وتزرعها بنجاح. وأضاف أن هذا التوجه يقلل الاعتماد على الاستيراد ويوفر العملة الصعبة، بل ويساهم في إدخال عملات أجنبية من خلال التصدير، مما يعزز مكانة مصر الاقتصادية في الشرق الأوسط.

في ظل هذه الجهود الجادة والمشروعات الزراعية الطموحة، تثبت مصر أنها ليست فقط بلد الحضارات والتاريخ، بل أيضًا بلد الزراعة الحديثة والمستقبل الواعد. فزراعة النخيل لم تعد مجرد مشهد مألوف في الريف المصري، بل أصبحت ركيزة أساسية ضمن استراتيجية وطنية للنهوض بالاقتصاد الزراعي، وتحقيق الأمن الغذائي، ودعم الناتج القومي من خلال تصدير منتج يحظى بمكانة عالمية متقدمة.

صدى البلد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

متبقيات المبيدات يختتم البرنامج التدريبي الدولي لمتخصصين من موريتانيا

اختتم المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، البرنامج التدريبي الدولي لمتخصصين من جمهورية موريتانيا والذي استمر لمدة شهر كامل.

وقالت الدكتورة هند عبداللاه، مدير المعمل، إن ذلك يأتي في إطار توجيهات علاء  فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومتابعة الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، بتعزيز التعاون مع الدول العربية الشقيقة ودول القارة الأفريقية، وتقديم كافة الخدمات المتاحة، ونقل الخبرات الفنية المتميزة التي تمتلكها مصر في هذا المجال.

وأشارت مدير المعمل إلى أن هذا التدريب الدولي تم بقسمي متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية بمركز التدريب التابع للمعمل، في إطار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبالتنسيق مع هيئة الطاقة الذرية المصرية وتحت إشراف وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية.

وتابعت أن التدريب الذي تم إجراؤه داخل قسم متبقيات المبيدات جاء تحت عنوان "الكشف عن متبقيات المبيدات في العينات الغذائية والبيئية"، وتم باستخدام أحدث الأجهزة وأكثرها تطورًا على مستوى العالم في مجال فحص متبقيات المبيدات.

وأضافت أن من أهم العناصر التي اشتمل عليها البرنامج التدريبي بقسم متبقيات المبيدات: (تصنيفات المبيدات، الكيمياء، اللوائح، التطبيقات، آلية العمل)، تحضير محاليل معايير المبيدات وتأكيدها، طرق تحليل متبقيات المبيدات، فضلًا عن تحضير العينات، الاستخلاص، التنظيف، المعايرة، إعداد التقارير، استكشاف الأخطاء وإصلاحها، الصيانة، والطرق المختلفة للكشف عن بقايا المبيدات في عينات الأغذية باستخدام التقنيات الحديثة والمتطورة، فضلًا عن تنظيم وإدارة ضمان الجودة ومراقبة الجودة في مختبر بقايا المبيدات، وفقًا لمتطلبات الآيزو.

ونوهت عبداللاه بأن التدريب الذي تم بقسم العناصر الثقيلة في الأغذية جاء تحت عنوان: "طرق وتقنيات تحليل العناصر الثقيلة في العينات الغذائية والبيئية"، وذلك باستخدام أحدث الأجهزة، تم خلاله التدريب على عدة موضوعات ومن أهمها مصادر التلوث، السمية، التشريعات الدولية ذات الشأن للعناصر الثقيلة في الأغذية والبيئة، تحضير محاليل العناصر الثقيلة القياسية، الطرق القياسية لإعداد العينات بهدف تقدير العناصر الثقيلة، طرق تحليل وتقدير العناصر الثقيلة في العينات الغذائية، طرق تحليل وتقدير العناصر الثقيلة في العينات البيئية، تنظيم وإدارة مراقبة الجودة وفقًا لمواصفة الآيزو القياسية، إجراءات مراقبة الجودة الداخلية للإجراءات التحليلية.

وأوضحت مدير المعمل أن المعمل نظم خلال النصف الأول من العام الجاري 2025 أكثر من أربعة برامج دولية لدول أفريقية وعربية منها السنغال وتونس وموريتانيا في مجال فحص ملوثات سلامة الغذاء.

طباعة شارك متبقيات المبيدات موريتانيا الزراعة العناصر الثقيلة

مقالات مشابهة

  • بإنتاج يتجاوز 390 ألف طن.. «البيئة»: موسم جني بواكير التمور بالقصيم يعزز الحراك الاقتصادي في المملكة
  • "النخيل والتمور": برامج متخصصة لمكافحة أخطر 6 آفات حشرية
  • متبقيات المبيدات يختتم البرنامج التدريبي الدولي لمتخصصين من موريتانيا
  • مصر تتصدر إنتاج التمور عالميًا.. وتتوسع في زراعة الأصناف التصديرية | ونقيب الفلاحين يكشف التفاصيل
  • بدعم رئاسي ومشروع المليون نخلة| مصر تتصدر إنتاج التمور عالميًا.. نقيب الفلاحين يوضح
  • رئيس زراعة الشيوخ: 30 يونيو تحقق طفرة إنتاجية في البلاد
  • 3 وزراء يناقشون سُبل تطوير زراعة محصولي قصب وبنجر السكر
  • «بـ 10 ملايين طن».. مصر تحتل المركز الـ 15 عالميًا فى إنتاج القمح
  • بدء موسم التبسيل في شمال الشرقية.. وبدية تحتضن 70330 نخلة مبسلي