القلاع والبيوت الحجرية بجازان.. معالم سياحية تحكي قصص الأجداد
تاريخ النشر: 4th, July 2025 GMT
تقف القلاع والبيوت الحجرية في منطقة جازان أيقونات تاريخية وتجسيدًا للفن المعماري التقليدي، محافظةً على طابعها المعماري الفريد الذي عرفت به المنطقة منذ آلاف السنين، فكل حجرٍ في هذه البيوت يروي حكاية، وكل زاوية تحمل بين جدرانها قصص الأجداد وتجاربهم، مما يُضفي بُعدًا ثقافيًا غنيًا على كل منزلٍ، ويُجسد التفاعل العميق بين الإنسان وبيئته المتنوعة التي تجمع بين الساحلية والجبلية والبحرية.
وتُعدُّ القلاع والبيوت الحجرية في جازان وجهة سياحية مهمة لعشاق التاريخ والتراث، بفضل جمالها الطبيعي وطرازها المعماري المتميز، وما تسهم به من دور بارز في تعزيز السياحة المستدامة، وتمثل جزءًا لا يتجزأ من التراث السياحي والثقافي والحضاري للمنطقة، مما يجذب الزوار للاستمتاع بجمالها وهندستها المعمارية الفريدة، وتتيح للزوار فرصة التعرف على أساليب البناء التقليدية والمواد المحلية المستخدمة في الماضي.
وتختلف تصاميم القلاع والبيوت الحجرية من حيث الشكل وطرق البناء والمواد المستخدمة فيها، وفقًا للظروف الطبيعية والاجتماعية في المنطقة، ويتفاعلُ السكان مع الموارد المتاحة للبناء ليضيفوا عناصر جمالية تتماشى مع احتياجات المجتمع ونمط معيشته، سواءً في العمران القديم أو الحديث.
أخبار قد تهمك حرس الحدود بمنطقة جازان يحبط تهريب (93) جرامًا من مادة الكوكايين المخدر 4 يوليو 2025 - 5:34 مساءً حرس الحدود بمنطقة جازان يحبط تهريب 68,550 قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي 2 يوليو 2025 - 12:44 مساءًوتتباين هذه القلاع والبيوت في مساحاتها وارتفاعاتها التي تتراوح ما بين طابقين إلى سبعة طوابق وقد تتجاوز ذلك، وما تتضمنه من غرف متعددة تُستخدم لأغراض متنوعة، ذات نوافذ كبيرة، تحيط بفناء داخلي، تَبَعًا لـِطبيعة المكان وملاءة أصحابها المادية، ومكانتهم الاجتماعية، وتختلف أشكالها بين الدائري والمربع، مع جدران تستخدم في “الجير” و”الرمل” لاحتواء الماء في خزانات محفورة في الصخر، ولتكون قاعدة للنقوش التي تُضفي تنسيقًا مميزًا للمظهر الحجري، وساعدت هذه التصاميم على مقاومتها للعوامل الطبيعية والزلازل، مما جعلها باقيةً على مرِّ العصور.
وتبدأُ رحلة بناء هذه القلاع والبيوت بتحديد المساحات والأبعاد وعدد الغرف، وتُحفر الأساسات بعمقٍ يصل إلى خمسة أمتارٍ باستخدام أحجار ضخمة، تُشكل هذه جدرانًا متينةً تتناقص سماكتها تدريجيًا مع ارتفاع البناء، وتُغطى الأسطح بخشبٍ على هيئة مربعات، مع إضافة القصب المعروف بـ”الجراع”، بينما تُغطى البيوت بطبقةٍ من الطين والجير لحمايتها من الأمطار، وتُستخدم الأحجار البيضاء المعروفة بـ”المرو” لتزيين الواجهات، ويوفرُ الحجر المستخدم متانةً ويحافظُ على درجة حرارة مريحة داخل البيوت.
وتتعدد استخدامات هذه القلاع والبيوت فهي ليست مجرد هياكل للإقامة، بل كانت مراكز حيوية للنشاط الاجتماعي والثقافي للسكان، وكانت تُعقدُ فيها الاجتماعات العائلية والاحتفالات والمناسبات الاجتماعية، مما يُبرز ترابط المجتمع المحلي ويجعلها جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية للمنطقة.
وتظلُّ القلاع والبيوت الحجرية في جازان مقصدًا لأهالي وزوار المنطقة، ورمزًا للأصالة والتاريخ، وتجسد الثقافة والتقاليد العريقة، وتُتيحُ لهم استكشاف الهندسة المعمارية الفريدة والانغماس في حياة الأجيال السابقة.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: منطقة جازان
إقرأ أيضاً:
توصية بتكثيف الدراسات المناخية في جازان مع تطبيق الذكاء الاصطناعي
أوصت ورشة العمل التي نظمها مركز التغير المناخي التابع للمركز الوطني للأرصاد، تحت عنوان "مناخ جازان بين الماضي والمستقبل"، بضرورة تكثيف الدراسات المناخية التطبيقية في منطقة جازان، وإعادة تصنيف مناخها وفق التغيرات المرصودة، إلى جانب توظيف التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والنماذج المناخية المتقدمة لدعم عمليات الرصد والتنبؤ المستقبلي وصياغة الخطط التنموية الملائمة.
التطورات المناخية في المملكةوعُقدت الورشة أمس الخميس، في مقر وزارة البيئة والمياه والزراعة بالرياض، بمشاركة عدد من المختصين والجهات ذات العلاقة، حيث ناقش المشاركون التطورات المناخية التي شهدتها المنطقة خلال العقود الماضية، والإسقاطات المستقبلية وأثرها في البيئة والقطاعات التنموية، إضافة إلى التحديات والفرص المتاحة لتعزيز الاستدامة البيئية والتنموية في جازان.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } توصية بتكثيف الدراسات المناخية في جازان مع تطبيق الذكاء الاصطناعي - اليوم
وأكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد والمشرف العام على المراكز الإقليمية الدكتور أيمن بن سالم غلام، أن المملكة تشهد تغيرات مناخية متسارعة تستدعي تعزيز الجاهزية الوطنية من خلال الرصد والتحليل العلمي ووضع إستراتيجيات دقيقة للتكيف مع هذه المتغيرات، مشيرًا إلى أن منطقة جازان تُعد من المناطق ذات الأهمية التنموية الكبرى، ما يجعل دراسة مناخها وتحولاته ركيزةً أساسية لدعم استدامة التنمية وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
تعزيز الأبحاث المتخصصة في جازانمن جهته أوضح المدير التنفيذي لمركز التغير المناخي الدكتور مازن بن إبراهيم عسيري، أن الورشة تأتي ضمن جهود المركز في دراسة التحولات المناخية التي تشهدها مناطق المملكة، لافتًا إلى أن جازان تُعد من أكثر المناطق تأثرًا بالتغير المناخي، الأمر الذي يستدعي تعزيز الأبحاث المتخصصة حول تأثيراته على الموارد المائية والقطاعات الاقتصادية، وتوسيع نطاق الدراسات التطبيقية في هذا المجال.
وأشار إلى أهمية استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي والنماذج المناخية المتقدمة في تحليل البيانات ودعم متخذي القرار بالتوصيات العلمية الدقيقة التي تسهم في صياغة حلول مستدامة للتكيف مع التغيرات المناخية المتوقعة.
واختتمت الورشة أعمالها بالتأكيد على استمرار التعاون بين الجهات البحثية والتنموية في تنفيذ الدراسات المناخية الشاملة على منطقة جازان، وتعزيز بناء القدرات الوطنية في مجالات الرصد والتحليل المناخي، في إطار جهود المركز الوطني للأرصاد لتطوير المنظومة البحثية المناخية الوطنية، ودعم الخطط التنموية والبيئية وفق أسس علمية دقيقة تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.