تقف القلاع والبيوت الحجرية في منطقة جازان أيقونات تاريخية وتجسيدًا للفن المعماري التقليدي، محافظةً على طابعها المعماري الفريد الذي عرفت به المنطقة منذ آلاف السنين، فكل حجرٍ في هذه البيوت يروي حكاية، وكل زاوية تحمل بين جدرانها قصص الأجداد وتجاربهم، مما يُضفي بُعدًا ثقافيًا غنيًا على كل منزلٍ، ويُجسد التفاعل العميق بين الإنسان وبيئته المتنوعة التي تجمع بين الساحلية والجبلية والبحرية.

وتُعدُّ القلاع والبيوت الحجرية في جازان وجهة سياحية مهمة لعشاق التاريخ والتراث، بفضل جمالها الطبيعي وطرازها المعماري المتميز، وما تسهم به من دور بارز في تعزيز السياحة المستدامة، وتمثل جزءًا لا يتجزأ من التراث السياحي والثقافي والحضاري للمنطقة، مما يجذب الزوار للاستمتاع بجمالها وهندستها المعمارية الفريدة، وتتيح للزوار فرصة التعرف على أساليب البناء التقليدية والمواد المحلية المستخدمة في الماضي.

وتختلف تصاميم القلاع والبيوت الحجرية من حيث الشكل وطرق البناء والمواد المستخدمة فيها، وفقًا للظروف الطبيعية والاجتماعية في المنطقة، ويتفاعلُ السكان مع الموارد المتاحة للبناء ليضيفوا عناصر جمالية تتماشى مع احتياجات المجتمع ونمط معيشته، سواءً في العمران القديم أو الحديث.

أخبار قد تهمك حرس الحدود بمنطقة جازان يحبط تهريب (93) جرامًا من مادة الكوكايين المخدر 4 يوليو 2025 - 5:34 مساءً حرس الحدود بمنطقة جازان يحبط تهريب 68,550 قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي 2 يوليو 2025 - 12:44 مساءً

وتتباين هذه القلاع والبيوت في مساحاتها وارتفاعاتها التي تتراوح ما بين طابقين إلى سبعة طوابق وقد تتجاوز ذلك، وما تتضمنه من غرف متعددة تُستخدم لأغراض متنوعة، ذات نوافذ كبيرة، تحيط بفناء داخلي، تَبَعًا لـِطبيعة المكان وملاءة أصحابها المادية، ومكانتهم الاجتماعية، وتختلف أشكالها بين الدائري والمربع، مع جدران تستخدم في “الجير” و”الرمل” لاحتواء الماء في خزانات محفورة في الصخر، ولتكون قاعدة للنقوش التي تُضفي تنسيقًا مميزًا للمظهر الحجري، وساعدت هذه التصاميم على مقاومتها للعوامل الطبيعية والزلازل، مما جعلها باقيةً على مرِّ العصور.

وتبدأُ رحلة بناء هذه القلاع والبيوت بتحديد المساحات والأبعاد وعدد الغرف، وتُحفر الأساسات بعمقٍ يصل إلى خمسة أمتارٍ باستخدام أحجار ضخمة، تُشكل هذه جدرانًا متينةً تتناقص سماكتها تدريجيًا مع ارتفاع البناء، وتُغطى الأسطح بخشبٍ على هيئة مربعات، مع إضافة القصب المعروف بـ”الجراع”، بينما تُغطى البيوت بطبقةٍ من الطين والجير لحمايتها من الأمطار، وتُستخدم الأحجار البيضاء المعروفة بـ”المرو” لتزيين الواجهات، ويوفرُ الحجر المستخدم متانةً ويحافظُ على درجة حرارة مريحة داخل البيوت.

وتتعدد استخدامات هذه القلاع والبيوت فهي ليست مجرد هياكل للإقامة، بل كانت مراكز حيوية للنشاط الاجتماعي والثقافي للسكان، وكانت تُعقدُ فيها الاجتماعات العائلية والاحتفالات والمناسبات الاجتماعية، مما يُبرز ترابط المجتمع المحلي ويجعلها جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية للمنطقة.

وتظلُّ القلاع والبيوت الحجرية في جازان مقصدًا لأهالي وزوار المنطقة، ورمزًا للأصالة والتاريخ، وتجسد الثقافة والتقاليد العريقة، وتُتيحُ لهم استكشاف الهندسة المعمارية الفريدة والانغماس في حياة الأجيال السابقة.

 

 

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: منطقة جازان

إقرأ أيضاً:

عبد الحليم: قنا تمتلك كنوزًا سياحية غير مستغلة بشكل كافٍ

أكد الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، على أن المحافظة تمتلك كنوزًا سياحية غير مستغلة بشكل كافٍ، لافتًا إلى وجود آثار فرعونية وقبطية وإسلامية، بالإضافة إلى حرف يدوية تراثية قادرة على جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، إذا ما جرى تطوير المناطق المحيطة بها.

 قطاع السياحة

وأضاف الدكتور خالد عبد الحليم، خلال لقائه مع الإعلامي مصطفى بكري، في برنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن قطاع السياحة يجب أن يكون أحد محاور التنمية الرئيسية في المحافظة، وهو ما تبناه المجتمع المدني والقطاع الخاص قبل الحكومة.

ترويج السياحة في المنطقة

وأشار المحافظ إلى أن منطقة معبد دندرة تمثل نقطة انطلاق لتجربة السياحة الثقافية والريفية، موضحًا أن المحافظة بدأت في تنفيذ استراتيجية متكاملة لترويج السياحة في المنطقة، تعتمد على تقديم "تجربة متكاملة" للسائح تشمل المزارع والطعام الريفي والحرف التقليدية، وليس الاكتفاء بزيارة المواقع الأثرية فقط.

وأكد محافظ قنا أن هذه الجهود تهدف إلى إطالة فترة إقامة السائح داخل المحافظة، بما يسهم في تعظيم العائد الاقتصادي ويعود بالنفع على المواطنين، وليس فقط شركات السياحة الكبرى.

وتابع أن هناك تعاونًا مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة مثل "الهبيتات" لتطوير المنطقة عمرانياً وبيئياً وتقديم خدمات متكاملة للزوار، بما في ذلك إنشاء مطاعم ريفية وبازارات ومراكز لعرض الحرف اليدوية. 

طباعة شارك قنا محافظ قنا خالد عبد الحليم حرف يدوية السياحة القطاع الخاص ترويج السياحة

مقالات مشابهة

  • تدشين تأشيرة سياحية موحدة لدول الخليج
  • فلكية جدة: كوكب الزهرة اعتلى السماء فجر اليوم وكان أبرز معالم الصيف
  • حزن عالمي بعد وفاة جوتا.. أسرة صغيرة تحكي قصة وفاء كبيرة
  • عبد الحليم: قنا تمتلك كنوزًا سياحية غير مستغلة بشكل كافٍ
  • وجهة سياحية جديدة.. إنشاء أول جسر زجاجي في دهوك (صور)
  • إحباط تهريب 120 كيلوجرامًا من القات بجازان
  • إحباط تهريب كميات من القات والحشيش والميثامفيتامين بجازان والمنطقة الشرقية
  • هيئة الطرق: «عقبة الفقارة» بجازان يعزز الترابط في المناطق الجبلية
  • “هيئة الطرق: عقبة الفقارة بجازان طريق يخدم قرى محافظة هروب ويعزز الترابط في المناطق الجبلية