عبدالله أبوضيف (القاهرة) 

بينما يلقى الذكاء الاصطناعي إشادة واسعة كأداة تعزز الإنتاجية وتفتح آفاق الابتكار في مختلف القطاعات، يتزايد النقاش حول مدى استفادة جميع فئات المجتمع من تقنياته، وهل يسهم فعلاً في تضييق الفجوة بين الأغنياء والفقراء أم أنه يعمّقها؟
يرى باحثون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون قوة دافعة نحو مزيد من العدالة الاجتماعية، إذا ما استُخدم بالشكل الصحيح.

ووفقاً لمقال بحثي نشره مركز التنمية العالمية، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعليم، والرعاية الصحية، والزراعة، قادرة على تحسين مستويات المعيشة في الدول النامية، وبالتالي تقليل الفوارق الاجتماعية.
وفي السياق نفسه، أشارت مجلة تايم إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تفتح المجال لحلول مبتكرة في التعامل مع القضايا الاجتماعية، مثل تطوير أدوات تعليمية تساعد الطلاب من ذوي الدخل المنخفض، ما يعزز فرص المساواة في التعليم.
لكن على الجانب الآخر، أظهر تقرير صادر عن معهد بروكينجز أن نحو نصف الأميركيين يعتقدون أن التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تفاقم فجوة الدخل وزيادة الانقسام الاجتماعي. كما حذرت دراسة نُشرت في مجلة PNAS Nexus من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يعزز التفاوتات القائمة إذا لم يتم استخدامه بحذر وتوجيه.
من جانبه، أوضح محمد أمين، الباحث المتخصص في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الرقمي، أن هذه التكنولوجيا تمثل فرصة حقيقية لسد الفجوات الاجتماعية، خصوصاً في القطاع المالي. وأشار في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن الذكاء الاصطناعي يتيح تقديم خدمات مالية عالية الجودة بأسعار مناسبة، مما يوسع دائرة المستفيدين لتشمل شرائح أوسع من المجتمع، وليس فقط أصحاب الثروات الكبيرة.
وضرب أمين مثالاً بمنصة «أموال» المصرية، التي تمكنت من توظيف الذكاء الاصطناعي لتوفير محافظ استثمارية بمستوى قريب من تلك التي تقدمها المؤسسات الكبرى، ولكن ضمن نموذج مالي يناسب الأفراد، مما يعزز من فرص الشمول المالي، ويقلل من الفجوة في الوصول إلى أدوات الاستثمار المتقدمة.

أخبار ذات صلة الإمارات و«بريكس».. آفاق جديدة لتطوير تطبيقات «الذكاء الاصطناعي» منتسبو برنامج قيادات حكومة الإمارات يتعرفون على تجربة فيتنام في التحول التنموي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الاقتصاد الرقمي التعليم الرعاية الصحية الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الروبوت المرافق.. هل يقترب الذكاء الاصطناعي من العاطفة الإنسانية؟

يتجه العالم بشكل متسارع نحو اعتماد الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة، من تسهيل المهام اليومية إلى تقديم حلول تقنية مبتكرة في الطب والتعليم والصناعة، غير أن اللافت في السنوات الأخيرة هو توجه بعض الشركات لاستخدام هذا الذكاء المتطور في مجالات تمس الجوانب العاطفية والإنسانية، وذلك وفقًا لما تم نشره في صحيفة (ذا صن).

المشي اليومي.. وسيلة فعالة لتقليل خطر آلام أسفل الظهر المزمنة| كيف؟"السيدة ذات الخواتم".. شاهد صامت على كارثة فيزوف المدمرة| إيه الحكاية؟"الروبوت المرافق X04-SYNC2" تقنية جديدة في عالم الدمي

في خطوة مثيرة للجدل، طرحت إحدى الشركات دمية تُعرف باسم "الروبوت المرافق X04-SYNC2"، مصنوعة من السيليكون وبسعر يصل إلى 64,700 جنيه إسترليني، وهو مبلغ كبير من الممكن استخدامه لشراء منزل بثلاث غرف نوم في بعض مناطق المملكة المتحدة.

تخطت هذه الدمية المفهوم التقليدي للروبوت، حيث تم تزويدها بإمكانات تقنية هائلة، أبرزها التكامل مع نظام الذكاء الاصطناعي ChatGPT، ما يتيح لها إجراء محادثات مُراعية للسياق تتطور بناءً على التفاعلات السابقة مع المستخدم.

ملامح واقعية وتفاعل بشري اصطناعي

لا يقتصر الأمر على المحادثة فقط، بل تم تزويد الدمية بتعبيرات وجه آلية، وأذرع وأيدٍ قادرة على الحركة لتعكس المشاعر، تمامًا كما في أفلام الخيال العلمي، كما تحتوي عيناها على كاميرات دقيقة للتعرف على الأشخاص وتتبع الوجوه، مما يمنحها القدرة على التفاعل وكأنها كائن حي.

حداثة الفكرة وارتفاع التكلفة

تستطيع الدمية تحرّك ذراعيها والغمز بعينيها وتقديم القهوة للأشخاص، ورغم كل هذا التطور إلا أنه لم يتم بيع سوى ثلاث دمى فقط منذ إطلاقها أوائل عام 2024، مما يعكس ربما حداثة الفكرة وارتفاع تكلفتها في آن واحد.

الحاجة الاجتماعية تدفع نحو بدائل اصطناعية

في تصريح لصحيفة "ذا صن"، قال متحدث باسم أحد متاجر الدمى والروبوتات:

منذ عام 2020، لاحظنا ازديادًا ملحوظًا في الطلب على روبوتات المرافقة، فمع تزايد التحول نحو التواصل الرقمي، أصبح من الصعب على كثيرين تكوين علاقات حقيقية ومستقرة في الواقع".

وأضاف أن كثيرًا من الأشخاص باتوا يبحثون عن رفقاء أذكياء يلبّون احتياجاتهم الاجتماعية والعاطفية، بعيدًا عن تعقيدات العلاقات الإنسانية التقليدية.

دعم لغات متعددة وتحكم ذكي

يُضاف إلى ذلك أن الروبوت يدعم عدة لغات منها الإنجليزية، الصينية، الروسية، والكورية، مما يجعله مناسبًا لجمهور عالمي واسع، ويُتحكم فيه من خلال تطبيق ذكي متصل بشبكة الواي فاي، ويُزوَّد بمعالج فائق السرعة يُمكّنه من التفاعل اللحظي والاستجابة السريعة.

طباعة شارك الذكاء الاصطناعي العاطفة الإنسانية العاطفة الروبوتات احتلال المشاعر

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي.. أمل اللغات المهددة
  • الإمارات و«بريكس».. آفاق جديدة لتطوير تطبيقات «الذكاء الاصطناعي»
  • زيادة تكافل وكرامة لـ 900 جنيه.. مستقبل وطن: يعزز مسار الحماية الاجتماعية
  • الروبوت المرافق.. هل يقترب الذكاء الاصطناعي من العاطفة الإنسانية؟
  • الكارت الموحد.. خطوة استراتيجية نحو التحول الرقمي وتحقيق العدالة الاجتماعية
  • إلى كتبة الذكاء الاصطناعي: ارحمونا!
  • برلماني: قانون المهن الطبية يعزز العدالة ويواكب التطورات العلمية
  • «الاتصال الحكومي 2025» تعزز المسؤولية الاجتماعية والتضامن الإنساني
  • "البيجيدي" يتهم حكومة اخنوش بالتخلي عن التزاماتها الاجتماعية