صحيفة البلاد:
2025-07-12@06:15:19 GMT

القراءة والغرور

تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT

القراءة والغرور

لأن الغرور صفة مقيتة مرتبطة بشعور الشخص بالثقة المفرطة بالنفس أو الإعجاب بها، سواء كان ذلك مبنيًّا على حقيقة أو وهم، فإنها قد تكون معيقًا حقيقيًّا للتطور.
فكما أنه”من علم أنه علم فقد جهل”، فإنه في المقابل من يعتقد بأنه قد حقق من الإنجازات الكثير؛ فإنه قد يتوقف عن بذل الجهد اللازم، من أجل مزيد من التطور اعتمادًا على أنه قد حقق ذلك.

وهنا يأتي دور القراءة في ترشيد نظرة الإنسان لنفسه حين ينفتح القارئ على العالم، ويعرف حدود معرفته بنفسه، وحجم اطلاعه على المعارف في الكون، ونسبة ما يعرفه منها، وهو مصداق ما قاله الباري عز وجل: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا). فالقراءة تولد لدى القارئ وعيًا بضآلة معرفته، حينما يعلم مثلًا بوجود أكثر من 120 مليون كتاب في العالم على الأقل، وأنه مهما حاول؛ فإنه لن يقرأ سوى نسبة ضئيلة منها، كل هذا علاوة على المعارف الأخرى غير المسطرة في الكتب، والمعارف التي لم يكتشفها الإنسان وتتكشف له يومًا بعد آخر. كما أن التخصصات الفرعية والدقيقة، التي يجري اعتمادها يوميًّا في كل حقل من حقول المعرفة تدل على أن الإنسان لن يستطيع- ولو تفرغ للعلم طول حياته- أن يلم حتى بفرع من فروعها؛ بسبب محدودية العمر وعدم القدرة على استيعاب كل شيء، وهي الفكرة التي أوجزها أبو نواس بقوله:
فَقُل لِمَن يَدَّعي في العِلمِ فَلسَفَةً
حَفِظتَ شَيئاً وَغابَت عَنكَ أَشياءُ
كما أن الإنسان كلما قرأ أكثر ساعده ذلك على تهذيب نفسه؛ نتيجة اطلاعه على تجارب الشعوب والمجتمعات في أنحاء العالم، وهو ما يمكن أن يخلق لديه درجة من التفهم لوجهات النظر الأخرى، وربما التعاطف مع الآخر، وإن اختلف معه، كاسرًا لغرور قد يحيط به. ومن الأمور التي يمكن أن يتعلمها الإنسان من القراءة استيعابه استحالة الكمال في شخصية الإنسان، وأنه حتى أكبر الناجحين مر في البداية بمراحل فشل عديدة في حياته قبل أن يصبح ناجحًا، كما أن لديه نقاط ضعف لا يمكنه إنكارها؛ رغم وصوله لأعلى درجات النجاح.
وكلما قرأ المرء أكثر ازدادت قدرته على تقييم نفسه والنظر إليها بشكل أكثر واقعية، وهو ما يكسر حالة الغرور لديه، ويعزز لديه التواضع العلمي والإنساني، والاعتراف بقيمة الآخر دون نظرة فوقية.
*إذا لم تتعلم أن تكبح جماح المثقف فيك، فستجد أنك دائمًا ما تصل إلى الاستنتاجات الخاطئة؛ إذ إنه لا يوجد غرور يوازي غرور المثقف. الكاتبة دوروثي براندي
yousefalhasan@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

ممدوح عباس: شيكابالا لديه مشروع خاص.. وعبد الشافي قد يتولى منصبًا في الزمالك

أكد ممدوح عباس، رئيس نادي الزمالك الأسبق، أنه يتم ترتيب مباراة اعتزال كبيرة لـ محمد عبد الشافي ومحمود عبد الرازق «شيكابالا» خلال الفترة المقبلة.

وقال عباس في تصريحات لبرنامج «زملكاوي» مع الكابتن محمد أبوالعلا، المُذاع على قناة نادي الزمالك: "شيكابالا لديه مشروع خاص، وهو يريد أن يقوم بإنشاء أكاديمية لكرة القدم، ومحمد عبد الشافي قد يتولى منصبًا في الزمالك قريبًا".

وأضاف: «أنا واحد من جماهير نادي الزمالك، وأشعر بحبهم لناديهم وتضحياتهم، والفريق كان يمر بموسم صعب للغاية، ونجح في التتويج بكأس مصر في النهاية».

مقالات مشابهة

  • بأوامر من ترامب .. تسريح أكثر من 1300موظف في الخارجية الأمريكية
  • من هي المرأة التي تعرف أسرار ترامب أكثر من نفسه؟
  • يناديها سالينتي .. من هي المرأة التي تفهم ترمب أكثر من نفسه؟
  • فينيسيوس.. «الشكوك» أكثر من «الإجابات»!
  • ممدوح عباس: شيكابالا لديه مشروع خاص..وعبدالشافي قد يتولي منصب في الزمالك
  • ممدوح عباس: شيكابالا لديه مشروع خاص.. وعبد الشافي قد يتولى منصبًا في الزمالك
  • علاء شلبي: مصر أكثر دولة انتصرت لحقوق الإنسان في فلسطين
  • الخوذة التي تقرأ المستقبل.. الإمارات تُطلق أول جهاز توليدي بالذكاء الاصطناعي
  • أكثر من 790 مليون شخص في 12 دولة عانوا من درجات حرارة قصوى في يونيو 2025
  • وكيل وزارة التعليم بأسيوط يتابع البرنامج العلاجي للطلاب لتنمية مهارات القراءة والكتابة