لجريدة عمان:
2025-07-12@05:31:24 GMT

لماذا يدعم ترامب إسرائيل ويُهَمِّش أوكرانيا

تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT

قبل أسابيع قليلة صدم الرئيس دونالد ترامب من يعارضون ويُعادون التدخل في البلدان الأخرى وسط قاعدته السياسية ليس فقط بعدم إدانته هجوم إسرائيل على إيران ولكن بالانضمام إليها في نهاية المطاف من خلال القوات الجوية للولايات المتحدة. أما الجمهوريون التقليديون دعاة السياسة الخارجية التي ترتكز على القوة فقد ابتهجوا لذلك.

لكن مؤخرا أحبط ترامب الصقور المتشددين بتجميد شحنات أسلحة مفتاحية لحليف أمريكي مختلف هو أوكرانيا في حربها ضد روسيا.

ظاهريا تبدو هاتان السياستان متنافرتين. لكنهما في الحقيقة وجهان لنفس العملة. فالتحدي المركزي في السياسة الخارجية الأمريكية اليوم هو عدم قدرة الولايات المتحدة عسكريا على الوفاء بالالتزامات الدفاعية لواشنطن حول العالم. بمعنى آخر أن هذه الالتزامات تفوق قوتها العسكرية. وهذا ما يعرف بفجوة ليبمان نسبة إلى الصحافي والتر ليبمان الذي أشاع هذا المفهوم في عام 1943.

فجوة ليبرمان تضغط على الرؤساء الأمريكيين لكي يفاضلوا بين الأولويات المتنافسة للسياسة الخارجية. وإذا لم يفعلوا ذلك ستزداد الفجوة اتساعا. وبالنسبة لترامب خيار مؤازرة إسرائيل حتى النهاية وترك أوكرانيا وهي أكثر انكشافا للخطر جذاب سياسيا واستراتيجيا بوضوح وإن كان قاسيا.

ربما كان البنتاجون سيجمِّد إرسال شحنات أسلحة معينة إلى أوكرانيا حتى إذا لم تنشب الحرب الإسرائيلية الإيرانية. لكن التوقيت المتقارب للقرارين يؤكد أن الحروب في مناطق مختلفة يمكنها سحب الموارد العسكرية من بعضها البعض. والمورد الأغلى هو الدفاع الجوي أو القدرة على إسقاط الطائرات والصواريخ المهاجمة.

تذكر الأخبار أن البنتاجون أوقف تسليم صواريخ باتريوت لأوكرانيا التي تعتمد على الأسلحة الأمريكية للدفاع عن مدنها من الهجمات الجوية الروسية. صواريخ باتريوت مطلوبة بشدة في الشرق الأوسط أيضا. لقد أسهمت في تقليل الخسائر الإسرائيلية التي نجمت عن هجمات إيران أثناء حرب الاثني عشر يوما.

أبلغ توم كول رئيس لجنة الاعتمادات بمجلس النواب مجلة «بوليتيكو» أنه قَبِلَ تفسير إدارة ترامب لقرارها بتجميد تقديم الأسلحة لأوكرانيا. قال: «لقد بلغنا مستويات نقص حرجة في المواد العسكرية. أنا أعلم أن الكميات التي استهلكناها أكثر بكثير مما توقعه أي أحد قبل ستة أشهر وذلك بسبب ما حدث في الشرق الأوسط».

هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها المفاضلة العسكرية بين أوروبا والشرق الأوسط. ففي يناير 2023 أرسل البنتاجون إمدادات أمريكية من قذائف المدفعية عيار 155 ملم كانت مخزنة في إسرائيل للمساعدة في الدفاع عن أوكرانيا. ولاحقا في نفس ذلك العام بعد أحداث 7 أكتوبر نقلت الولايات المتحدة القذائف من أوكرانيا إلى إسرائيل. وتشمل الأسلحة التي جمدت إدارة ترامب إرسالها إلى أوكرانيا مؤخرا القذائف عيار 155 ملم أيضا.

بالطبع أكبر محرك وراء «فجوة ليبمان» ليس روسيا أو إيران ولكن التعزيزات العسكرية للصين في شرق آسيا. فمعظم الأسلحة التي يريد البنتاجون تخزينها بدلا عن تسليمها إلى أوكرانيا كصواريخ «سيتنجر» يُفترض أنها مخصصة لتعزيز الردع الأمريكي في المحيط الهادي.

يتعامل مختلف الرؤساء الأمريكيين بطرائق مختلفة مع فجوة ليبرمان. فالرئيس «التقدمي الانعزالي» قد يحاول الانسحاب تماما من لعب دور أمريكي في القارات الأخرى. والرئيس «الليبرالي المنفتح على العالم الخارجي» قد يساعد أوكرانيا في تعزيز دفاعاتها ضد روسيا مع تجنب الحرب مع إيران للمحافظة على القدرات الدفاعية الجوية الأمريكية. وقد يحاول رئيس جمهوري تقليدي ومتشدد فرض قفزة كبيرة في إنتاج الأسلحة الأمريكية لمساعدة كلا الحليفين وفي الوقت ذاته ردع الصين.

بالطبع ترامب سياسي شعبوي وليس استراتيجيا تشغل باله فجوة ليبمان. لكن من اليسير أن ندرك حين يخصص إمدادات عسكرية أمريكية محدودة لأوكرانيا لماذا قد تكسب إسرائيل على حساب أوكرانيا. فأولا، لا يبدو ترامب ميّالا إلى إعداد المجتمع الأمريكي لحرب محتملة وضرورية لمواجهة التحديات الدفاعية في كل الجبهات. فقانون موازنته «الكبير والجميل» الذي سنّه يوم 4 يوليو يفاقم العجز للحفاظ على انخفاض معدلات الضريبة المحلية على الرغم من أن خدمة الدين أصبحت أكثر تكلفة. وهذا يحدّ من القدرة على زيادة الإنفاق الدفاعي خلال الفترة المتبقية من رئاسته.

يفضل ترامب أيضا الحروب القصيرة والحاسمة مثل حرب الاثني عشر يوما على الحروب التي لا نهايات محددة لها كحرب أوكرانيا مع روسيا.

إيران، وهذا عامل بالغ الأهمية، أضعف من روسيا المسلحة نوويا. وبالتنكيل بخصم أمريكا الأضعف يمكن لترامب الجمع بين تقديم عروض مثيرة للقوة العسكرية الأمريكية من شاكلة عملية «مطرقة منتصف الليل» وبين نفوره من المواجهة الخطرة والمكلفة بين القوى العظمى.

إذا كان ترامب يريد إرضاء الصقور والحمائم في تحالفه المنشطر فاتخاذ موقف متشدد تجاه إيران وآخر أخفّ تجاه روسيا له ميزات سياسية واضحة من وجهة نظره. وحتى إذا غيَّر مساره ستظل فجوة ليبمان باقية. وكما قال المؤرخ ستيفن كوتكين «هنالك طلب غير محدود على القوة الأمريكية. لكن القوة الأمريكية لا يمكنها الوفاء بكل التزاماتها الحالية».

انحياز ترامب الذي اتسم بالتشدد لإسرائيل وبالتراخي لأوكرانيا ليس «انفصاما» استراتيجيا. إنه تسوية سياسية «لا أخلاقية». وهو النتيجة المحتملة عندما يتعيّن على أمريكا ترشيد استخدام قوَّتِها.

جيسون ويليك كاتب رأي في مجالات السياسة والقانون والسياسة الخارجية بصحيفة واشنطن بوست.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ترامب يعلن استئناف تسليح أوكرانيا ويؤكد: الناتو سيدفع الثمن.. روسيا تحذّر من ردّ مباشر

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، أن بلاده ستستأنف إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الكلفة ستتحملها دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وفي تصريحات لشبكة “NBC”، قال ترامب: “سنرسل أسلحة إلى الناتو، ثم يقوم الحلف بتقديمها لأوكرانيا، والناتو هو من سيدفع ثمنها”، في إشارة إلى أن الدعم العسكري الأمريكي سيتم عبر آلية تمويل أطلسية.

كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيصدر بيانًا مهمًا بشأن روسيا يوم الاثنين المقبل، الموافق 14 يوليو، دون أن يفصح عن تفاصيل إضافية حول مضمونه.

وقال ترامب: “أشعر بخيبة أمل تجاه روسيا. دعونا نرى ما سيحدث في الأسبوعين المقبلين”، مشيرًا إلى أن البيان المرتقب سيكون “في غاية الجدية”.

وتأتي تصريحات ترامب بعد تقارير إعلامية كشفت عن نيته إرسال مساعدات عسكرية إلى كييف للمرة الأولى منذ عودته إلى البيت الأبيض، تتضمن صواريخ باتريوت الدفاعية وصواريخ متوسطة المدى، رغم أن القرار النهائي لم يُحسم بعد.

وكانت الولايات المتحدة قد علّقت في وقت سابق إمدادات الذخائر والصواريخ المضادة للطائرات إلى أوكرانيا، بحسب البيت الأبيض، بدعوى “إعطاء الأولوية لمصالح الأمن القومي الأمريكي”.

من جانبها، ردت روسيا على هذه التطورات بتحذيرات متكررة، إذ أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن “كلما قلّت الأسلحة الغربية المرسلة إلى أوكرانيا، اقتربنا من نهاية العملية العسكرية الخاصة”، مشددًا على أن تسليح كييف من قبل الناتو يمثل “تورطًا مباشرًا في الحرب”.

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فاعتبر أن أي شحنة أسلحة تُرسل إلى أوكرانيا “ستُعد هدفًا مشروعًا للجيش الروسي”، مؤكدًا أن دول الناتو “تلعب بالنار” وتفاقم الصراع من خلال التسليح والتدريب العسكري على أراضيها.

كيلوغ يعلن زيارة إلى أوكرانيا الأسبوع المقبل ويطرح خطة مارشال لإعادة الإعمار

أفاد موقع “Live News” الأوكراني بأن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، سيزور كييف يوم الاثنين 14 يوليو، حيث سيمكث في البلاد أسبوعًا كاملاً.

جاء ذلك على لسان كيلوغ خلال مؤتمر حول إعادة إعمار أوكرانيا في روما، حيث أكد أنه “سيكون في كييف يوم الاثنين [14 يوليو]”، مضيفًا: “سنبقى هناك طوال الأسبوع”. وكانت آخر زيارة له إلى كييف في فبراير الماضي.

وفي 9 يوليو، التقى كيلوغ بالرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على هامش المؤتمر، حيث ناقشا قضايا إمدادات الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا.

كما اقترح كيلوغ خلال المؤتمر وضع خطة شبيهة بخطة مارشال لإعادة بناء أوكرانيا بعد انتهاء الصراع، مشيرًا إلى أن خطة مارشال “مهدت الطريق للشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية”، وأن الوقت قد حان لتبني تدابير مماثلة لدعم أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • ترامب يتوعّد روسيا ويعد بإعلان مدوٍّ".. والناتو يتكفّل بتسليح أوكرانيا بالكامل
  • خامنئي: إيران قادرة على استهداف المواقع الأمريكية الحيوية بالمنطقة
  • زيلينسكي: جميع الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا استؤنفت
  • ترامب يعلن استئناف تسليح أوكرانيا ويؤكد: الناتو سيدفع الثمن.. روسيا تحذّر من ردّ مباشر
  • بعد رفع إدارة ترامب الحظر عنها.. آلاف أطنان المعدات العسكرية الأمريكية تصل إسرائيل
  • الكرملين ينتقد خطة ماكرون بشأن أوكرانيا.. وباريس تتهم روسيا بـ "توسيع أنشطتها العسكرية"
  • ترامب: الناتو سيدفع ثمن الأسلحة الأمريكية التي سترسل إلى أوكرانيا
  • الخارجية الأمريكية تحذر مواطنيها من السفر إلى إيران
  • بعد ساعات فقط من تعهد ترامب وانتقاده بوتين.. روسيا ترد بشراسة في أوكرانيا