وناقشت الحلقة مع ضيفها الدكتور عامر غضبان، الأخصائي النفسي المشارك في علاج الناجين من الاعتقال، سُبل التأهيل النفسي والاجتماعي لهؤلاء الضحايا، والمراحل العلاجية التي يمرون بها، إضافة إلى العوامل التي تسهم في تعقيد أو تخفيف معاناتهم بعد الخروج.

بدأت الحلقة باستعراض مشهد رمزي من سجن صيدنايا في صيف 2014، حيث قُتل العشرات من المعتقلين خلال دقائق في مشهد يتكرر يوميا في ذاكرة الناجين، وتطرقت إلى أن المعاناة لا تنتهي عند أبواب الزنازين، بل تستمر على شكل اضطرابات وأعراض نفسية ترافق الإنسان لسنوات.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4جراح لا تندمل.. كيف حطمت سجون الأسد أرواح معتقلين رغم الحرية؟list 2 of 4خبير نفسي: ضحايا سجون الأسد قد يحملون معهم قوقعة من الخوف والاكتئاب ترافقهم دائماlist 3 of 4الأنفاس المعدودة والحركات المرصودة.. كيف أحصى الأسد على السوريين أعمالهم؟list 4 of 4العفو الدولية: الناجون من سجون الأسد يعانون في ظل غياب شبه تام للدعمend of list

وأكد الدكتور غضبان أن المكان في تجربة السجن هو عنصر مركزي في تكوين الصدمة، حيث يُجبر المعتقل على التعايش القسري مع الخوف، وتُسلَب منه القدرة على التفاعل الطبيعي مع الزمان والمكان، مما ينتج ذاكرة مكانية مثقلة بالخوف والعجز.

وأوضح أن بعض الناجين يُصابون بردود فعل قوية عند التعرض لأصوات مرتفعة أو مشاهد مألوفة، حيث تكفي طرقات الباب أو صراخ الجيران لإعادة إحياء تجربة التعذيب في الذاكرة بصورة مؤلمة ومفاجئة.

وأشار إلى أن السجين يتأرجح بين الإحباط واليأس، وأن عجزه عن بناء إستراتيجيات للتأقلم يؤدي إلى اضطرابات أكثر تعقيدا، وإذا استمرت حلقات العنف دون توقف، يصبح التكيف نفسه جزءا من المرض، لا من الشفاء.

الفروقات الفردية

وبيّن أن بعض المعتقلين ينجحون في تجاوز محنتهم عبر التمسك بقيم شخصية أو دينية، وأن الفروقات الفردية تلعب دورا كبيرا في تحديد قدرة السجين على مقاومة الانهيار أو إعادة التوازن بعد الإفراج.

وتطرقت الحلقة إلى سيكولوجية السجّان، حيث أكد الضيف أن الجلاد لا يُمارس التعذيب فقط بأمرٍ سلطوي، بل يمرّ هو نفسه بعملية تحوّل قاسية تجعله يتماهى مع موقع القهر، مشيرا إلى أن بعض السجانين تم استبدالهم أو عانوا من اضطرابات لاحقة نتيجة انخراطهم في عمليات الإعدام والتعذيب.

إعلان

وأوضح أن العديد من السجانين يُختارون من فئات مهمشة أو من خلفيات عدائية تجاه المجتمع، ما يجعلهم أكثر تقبلا لممارسة العنف الممنهج دون مساءلة ضميرية، بل إن بعضهم يجد في التعذيب وسيلة لتعويض شعور بالنقص أو الكراهية الذاتية.

كما أشار الدكتور غضبان إلى أن أساليب التعذيب النفسي ليست أقل قسوة من التعذيب الجسدي، بل إن بعضها يترك آثارا أعمق، مثل استخدام الإيهام، أو حرمان السجين من رؤية الضوء، أو عزله لفترات طويلة، مما يؤدي إلى اضطرابات مستعصية.

ولفت إلى أن النساء والأطفال في المعتقلات يُعدّون من أكثر الفئات تعرضا للأذى النفسي المستمر، حيث تستهدف الأنظمة النساء بالتهديد والوصمة، ويخرج الأطفال من المعتقلات بقدرات معرفية وسلوكية مشوهة، نتيجة سنوات من العزلة والخوف وفقدان الأمان.

وأكد أن الخروج من السجن يمثل صدمة بحد ذاته، إذ يصطدم الناجي بعالم مختلف، وتواجهه تحديات اجتماعية واقتصادية معقدة. وقد يشعر بعضهم بأنه غير قادر على التعامل مع المحيط الجديد، ويُصاب بشعور بالغربة أو الذنب أو الرفض.

الجنائيون والسياسيون

وأضاف أن الفارق النفسي بين السجناء الجنائيين وسجناء الرأي واضح، فالأول غالبا ما يدرك ذنبه، بينما يعيش الثاني صراعا بين كونه ضحية من جهة، وشعوره بالفشل من جهة أخرى، خاصة إن اعتبر أن معاناته لم تُثمر نتيجة سياسية أو اجتماعية.

وشدد على ضرورة تجنّب الضغط على السجين فور خروجه للحديث عن تجربته، موضحا أن بعض الناجين لا يملكون القدرة على إعادة سرد ما جرى، وأن المطالبة بذلك قد تُفاقم الأعراض النفسية وتؤخر التعافي، لا سيما إن كانت البيئة المحيطة غير متفهمة.

ولفت إلى أهمية الإسعاف النفسي الأولي بعد الإفراج، بما يشمل التقييم البدني والنفسي، وتقديم الدعم الاجتماعي والأسري، وتوفير احتضان مجتمعي يبدد الشعور بالعزلة، ويسهم في إعادة بناء الثقة بالذات والآخرين.

وتحدث عن الجهود العلاجية، مشيرا إلى استخدام أساليب مثل العلاج السلوكي الجدلي، أو العلاج بالقبول والالتزام، إضافة إلى برامج الدعم الدوائي في حالات الضغط الجماعي، مع التأكيد على ضرورة تكييف البروتوكولات وفق فئات الضحايا وظروفهم.

وأشار الدكتور غضبان إلى أن بناء عدالة نفسية واجتماعية للضحايا لا يمر عبر البروتوكولات فقط، بل يتطلب تغييرا ثقافيا في المجتمعات العربية، حيث ما زالت بعض الفئات تنظر إلى التعذيب كأداة ردع مشروعة، في ظل ضعف الرقابة المجتمعية والمؤسسية.

ودعا إلى تحويل ملف السجناء الناجين إلى قضية مجتمعية، تشارك فيها المنظمات المدنية، والجهات المختصة، والأفراد، من أجل إعادة دمج الضحايا في المجتمع، واستعادة كرامتهم، وبناء منظومة عدالة شاملة تحمي المستقبل من تكرار الماضي.

9/7/2025-|آخر تحديث: 21:53 (توقيت مكة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى أن أن بعض

إقرأ أيضاً:

اضطرابات جوية وسيول.. تحذيرات من حالة الطقس اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025

أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية عن حالة الطقس اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025، محذرة من استمرار الاضطرابات الجوية وذلك عقب موجة الطقس السيئ التي شهدتها عدة محافظات خلال الأيام الماضية.

حالة الطقس الآن

وأشارت الأرصاد إلى استمرار تدفق السحب المنخفضة والمتوسطة على مناطق من السواحل الشمالية الغربية والدلتا ومناطق شمال ووسط سيناء، ويصاحبها سقوط أمطار متفاوتة الشدة، ومن المتوقع أن تمتد لمناطق من السواحل الشمالية الشرقية مع تقدم الوقت.

حالة الطقس اليوم

وكشفت الهيئة عن حالة الطقس اليوم الأربعاء 10 ديسمبر في القاهرة والمحافظات المختلفة، مشيرة إلى أن استمرار الانخفاض في درجات الحرارة على أغلب الأنحاء.

ويسود طقس بارد في الصباح الباكر غدا، معتدل الحرارة نهارًا بارد ليلا على أغلب الأنحاء، ويصاحب ذلك نشاط للرياح على بعض المناطق مما يزيد من الإحساس ببرودة الطقس.

طقس اليوم

ولفتت إلى وجود فرص أمطار متوسطة قد تكون غزيرة ورعدية أحيانًا على مناطق من محافظات «الإسكندرية - البحيرة -كفر الشيخ الدقهلية دمياط بورسعيد الغربية - المنوفية - الشرقية - مدن القناة» قد تصل لحد السيول على مناطق من سيناء على فترات متقطعة.

وأضافتوجود فرص أمطار خفيفة إلى متوسطة على مناطق من القاهرة الكبرى وخليج السويس وشمال الصعيد ومناطق من محافظة مطروح على فترات متقطعة.

طقس اليوم في مصر

وأضافت، أن هناك نشاط رياح أحيانًا على أغلب الأنحاء على فترات متقطعة، مشيرة إلى اضطراب الملاحة البحرية على مناطق من سواحل البحر المتوسط «مطروح - العلمين الإسكندرية - البحيرة - كفر الشيخ - دمياط - بورسعيد - العريش وسرعات الرياح من (50:40) كم / س وارتفاع الأمواج من (3:2) متر».

درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025 درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء 10 ديسمبر 2025 المدن/ المحافظات العظمى الصغرى
القاهرة 19 13
العاصمة الإدارية 19 11
6 أكتوبر 20 11
بنها 19 12
دمنهور 18 12
المنصورة 18 12
الزقازيق 19 13
شبين الكوم 18 12
طنطا 18 12
دمياط 20 14
بورسعيد 20 14
الإسماعيلية 21 11
السويس 21 11
العريش 20 10
رفح 19 11
رأس سدر 21 11
نخل 19 03
كاترين 12 01
الطور 21 12
طابا 18 13
شرم الشيخ 23 15
الإسكندرية 19 12
العلمين الجديدة 19 11
مطروح 20 12
السلوم 19 10
سيوة 20 08
رأس غارب 21 13
الغردقة 22 13
سفاجا 22 13
مرسى علم 23 15
شلاتين 26 19
حلايب 24 20
أبو رماد 26 18
رأس حدربة 24 20
الفيوم 21 11
بني سويف 21 10
المنيا 21 09
أسيوط 20 08
سوهاج 21 09
قنا 22 09
الأقصر 23 08
أسوان 23 11
الوادي الجديد 22 06
أبو سمبل 23 11

اقرأ أيضاًبارد ليلا.. الأرصاد تُحذر من طقس السبت 6 ديسمبر 2025

مائل للبرودة في الصباح الباكر.. حالة الطقس اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025

ابتعدوا عن هذه الطرق | الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف حول الإمدادات الفنزويلية
  • النفط يصعد في التعاملات المبكرة وسط مخاوف من اضطرابات الإمدادات
  • “التعذيب الأقسى نوعا”.. هيئة الأسرى تحذر من “تجمد الأسرى” في سجون الاحتلال
  • المحافظة على السمت العماني .. مسؤولية من؟
  • النائب محمد رزق: حماية حقوق الإنسان مسؤولية جماعية وركيزة لبناء مجتمع عادل
  • سوريا الموحّدة: مسؤولية العلويين في مواجهة التحريض وإغلاق باب الفتنة
  • استشهاد أسير من بيت لحم في سجون الاحتلال وتصاعد جرائم التعذيب
  • استشهاد أسير في سجون الاحتلال من بيت لحم وتصاعد جرائم التعذيب
  • اضطرابات جوية وسيول.. تحذيرات من حالة الطقس اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025
  • ماذا يفعل الضغط النفسي بجسم المرأة؟.. العلم يكشف تأثيرات لم نكن نعرفها